مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا - محمود شلبي

مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها 
كمثل الحمار يحمل اسفارا
اضغط على الصورة للتكبير 
Click on photo to see it big 


الحمار الذي يحمل الكتب الدينية او العلمية  القيمة   لا يعلم شيئا عن الكتب التي يحملها  ولا يعلم  قيمة العلم  والمعلومات القيمة التي تحويها هذه الكتب ... وبالنسبة لهذا الحمار فان هذه الكتب التي يحملها على ظهره هي مجرد حمل ثقيل مزعج  يود التخلص منه  ويتمنى ان تأتي  اللحظة التي يصل فيها الى مكان تنزيل هذه الكتب  لكي يخلص من هذا الحمل الثقيل المزعج !
ولوان هذا الحمار قد  قرأ هذه الكتب التي يحملها وفهم واستوعب ونفذ وطبق  ما فيها من العلم  لاصبح مهندس معماري اوعالم ذرة او عالم فلك  وتحول من حمار يحمل الأحمال الى عالم جليل الشأن ولاصبح جميع الناس يخطبون وده !
ولا احد يلوم الحمار اذا كان لا يدرك قيمة الكتب و العلم  الذي يحمله على ظهره  لانه بهيمة من البهائم  خلقه الله عز وجل ليقوم بهذه الوظيفة التي خلق من اجلها  الا وهي حمل الاثقال وعقله  غير مهيأ للتعلم .... 
لكن الانسان صاحب العقل البشرى الذي خلقه الله عز وجل  وجعل له عقل قادر على الفهم والتعلم والادراك والتمييز   وجعله خليفة في الارض ثم ارسل له الرسل والانبياء الكرام وانزل له الكتب السماوية  التي تقدم لهذا الانسان  النور والهداية  وتقدم له شريعة الله التي  تخرج الناس من الظلمات الى النور وتحقق العداله والانصاف بين البشر   ثم امره الله عز وجل بان ينفذ الاوامر والتعليمات الالهية التي جاءت في هذه الكتب السماوية  وامره ان يطبق النظام الالهي الرباني التي جاء في هذه الكتب السماوية والذي يحقق صلاح حال الناس في الدنيا والاخرة ..... هذا الانسان الذي يكون كتاب الله العلي العظيم  بين يدية يقرأه ويفهم معانيه ويدرك النور والايمان والهداية والعلم القيم الذي فيه  ثم بعد ذلك يعرض عن هذا الايمان و النور ولا يلتزم بما جاء في هذا الكتاب ... هذا الانسان  يصبح مثل الحمار الذي يحمل الاسفار  او الكتب  ، بل انه اقل منزلة من ذلك الحمار  لان الحمار غير مهيأ للتعلم ولا يعلم شيئا عن الكتب وما فيها   اما ذلك الانسان فهو يعلم كل شيء ويعلم ما في الكتب ولكنه  لا يعمل بما جاء في تلك الكتب !
معنى كلمة ( اسفاراً)
اسفاراً من كلمة ( الاسفار ) وتعنى ( الكتب )

الاية الكريمة تتحدث عن اليهود الذي جاءتهم التوراة وجاء فيها النور والهداية  وكل ما يحقق لهم الصلاح في الدنيا والاخرة  ولكنهم  لم يلتزموا بما جاء في التوراة  ...و الحديث في الاية هو عن اليهود ولكنه ينطبق على كل من يفعل فعلم  وبالتالي فهو ينطبق ايضا على بعض المسلمين الذين تتلى عليهم ايات القرأن الكريم ليلا ونهارا بل انهم يرددوا بالسنتهم هذه الايات  ويذكرون هذه الايات الكريمة امام جميع الناس ويرددونها على الفيسبوك  وبين اصدقائهم  ولكنهم لا يعملون بما جاء في هذه الايات الكريمة  ولا يعملون بما جاء في القرأن الكريم  ولا يطبقون شرع الله  واوامره التي جاءت في القرأن الكريم والسنة النبوية ...
 فتجد هؤلاء المنافقين يرددون ويذكرون ايات القران التي تتحدث عن نظام الارث في الاسلام  ويسمعون هذه الايات في كل مكان ولكنهم  لا يطبقون شرع الميراث  الذي امرهم به الله  فيأكلون حقوق الاخرين في الميراث جهارا نهارا   ويشيحون بوجوههم عن الايات التي تامرهم بتوزيع التركة على الورثة بمجرد وفاة المورث  ويماطلون ويؤجلون في توزيع التركة  الى مالا نهاية  ويحرمون الاخرين من نصيبهم من التركة .
وتجد بعض المسلمين  يسمعون الايات الكريمة التي تامر النساء بلبس الحجاب  ولكنهم لا يلتزمون بلبس الحجاب  وتخرج نساءهم وبناتهم سافرات ومتبرجات   بل ان بعض رجال المسلمين  يشجعون نساءهم على التبرج والسفور ومعصية الله عز وجل الذي امر نساء المسلمين بلبس الحجاب  و بعض الرجال يرتكبون معصية الدياثـة فيرضون ويسكتون على خروج نساءهم وبناتهم متعريات وسافرات بل ان بعض رجال المسلمين والعياذ بالله يتفاخرون بان  نساءهم يخرجن في الطرقات والاسواق سافرات ومتبرجات ومتعريات ويتباهون بنساءهم وبناتهم المتعريات  معتبرين ذلك نوعا من التقدم والتحرر   ...بل ان بعض رجال المسلمين ( الديوثين ) يقومون بانفسهم  بعرض  صور زوجاتهم  وبناتهم السافرات والمتبرجات والعاريات   امام جميع رجال العالم على الفيسبوك ووسائط التواصل الاجتماعي ويتفاخرون ويتباهون بعرض صور زوجاتهم وبناتهم المتعريات امام جميع رجال العالم .
الم يسمعوا احاديث الرسول الكريم عن الرجل الديوث ( الحديث موجود في نهاية التعليق ) 
وتجد بعض المسلمين  يسمعون الايات الكريمة  التي تحرم الزنا وشرب الخمر  والربا   ولكنهم يزنون ويشربون الخمر ويتعاملون بالربا .
وتجد بعض المسلمين  يسمعون الايات الكريمة التي تحرم  السرقة  وتحرم اكل اموال الناس بالباطل 
 ولكنهم مع ذلك يسرقون اموال الاخرين بالنصب والاحتيال  وياكلون اموال الاخرين بالباطل عن طريق حرمان الورثة من حصصهم بالميراث وعن طريق  استدانة المال من الاخرين ثم  عدم ارجاع هذا الدين لصاحبه 
هؤلاء الذين يستدينون المال من الناس ثم لا يقوموا بارجاع المال الى اصحابه ... الم يسمعوا حديث الرسول الذي يظهر اهمية ارجاع الديون الى اصحابها ( الحديث موجود في نهاية التعليق )
وتجد بعض المسلمين  يسمعون الايات والاحاديث  التي تحرم الربا والرشوة
ولكنهم  مع ذلك يتعاملون بالربا والرشوة .
وتجد بعض المسلمين يسمعون الايات والاحاديث التي تامر ببر الوالدين والاحسان اليهما  وعدم نهرهما و يسمعون هذه الايات مرارا وتكرارا ولكن  مع ذلك تجد بعض الرجال  ينهر ويقهر ويذل امه واباه من اجل ارضاء زوجته  وبعض رجال المسلمين يقوم بوضع امه واباه في ملجأ العجزة عندما يبلغان الكبر  وذلك استجابة لرغبة زوجته  التي تنزعج من وجود امه وابوه في بيتها او لأن زوجته تشعر بالقرف من ابوه وامه  في حين ان  هذه الزوجه المنافقة بنفس الوقت تجدها  لا تعارض وجود ابوها وامها  واخواتها واخوانها في بيت زوجها  وتقيم الدنيا ولا تقعدها ان قام زوجها بالعبوس او التكشير في وجه ابوها او امها او احد اقاربها ... والسؤال الذي يطرح نفسه  ايهما اكثر معصية لله وايهما اشد كفرا وفجرا ونفاقا  اهي تلك الزوجة اللئيمة المنافقة  ام  ذلك الرجل الذي يغضب الله والرسول ويغضب امه وابوه من اجل ارضاء زوجته .. 
وتجد بعض المسلمين من الرجال والنساء يقوم بوضع امه او ابوه في ملجأ العجزة بعد ان يقوم بالاستيلاء على ما لديهم من اموال ومدخرات ...  يفعلون كل ذلك وهم يسمعون الاية الكريمة 
( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) سورة الاسراء 23-24

الاية الكريمة في هذا المنشور لا تنطبق فقط على الذين حملوا الثوراة ثم لم يحملوها 
وانما تنطبق ايضا على بعض المسلمين الذين يفعلون مثلهم  ولا ينفذون ولا يطبقون اوامر الله عز وجل التي جاءت في  القرأن الكريم !

حديث الرسول الكريم عن الديوث 
ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم عدة احاديث عن الرجل الديوث و هو الرجل الذى لا يغار على عرضه و لا يهتم لخروج زوجته او اخته او امه بين الناس متبرجة و فى زينتها او لا يغار عند اكتشافه علاقة بينهن و بين رجال اجانب عنهن و من هذه الامثلة اشكال كثيرة و قد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا و انه يجب على الرجل ان يغار على عرضه ومن هذه الاحاديث نذكر 

الديوث
قال صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، والمرأة المترجلة ، والديوث ، وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والمدمن على الخمر ، والمنان بما أعطى . رواه الإمام أحمد والنسائي .

اهمية سداد الديون  وارجاع الاموال الى اصحابها 
في مسند أحمد وغيره عن جابر قال: توفي رجل فغسلناه وحنطناه وكفناه، ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليه، فقلنا: تصلي عليه، فخطا خطوة ثم قال: أعليه دين؟ قلنا: ديناران، فانصرف فتحملها أبو قتادة، فأتيناه فقال أبو قتادة: الديناران علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أوفى الله حق الغريم وبرئ منها الميت، قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم: ما فعل الديناران، فقال: إنما مات أمس قال: فعاد إليه في الغد، فقال: لقد قضيتهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآن بردت عليه جلدته. اهـ.
الرسول الكريم لم يسأل عن اي شيء اخر سوى الدين ورفض ان يصلى على احد اموات المسلمين عندما علم بان عليه دين لم يقم بسداده  وكان مقدار هذا الدين هو ديناران فقط  والرسول الكريم رفض ان يصلي على ذلك الميت الى ان قام بعض المسلمين  بسداد دين ذلك الميت  ... فلولا اهمية سداد الديون  لما سأل الرسول الكريم عن سداد ديون الميت  ولما رفض الرسول الكريم الصلاة على احد اموات المسلمين لكونه لم يسدد ديناران كان قد استدانهما قبل وفاته . 
بعض المسلمين يقوم باستدانة الوف الدنانير من اقربائهم اواصدقائهم الذين منحوهم ثقتهم فلم يكتبوا عليهم شيك او كمبيالة ، ولأن صاحب الدين لم يكتب عليهم شيك او كمبيالة  يحفظ حقه بالدين فان هؤلاء المسلمين يقومون باكل هذا الدين ويقومون بالمماطله  والتأجيل في تسديده الى ما لانهاية  بقصد  الاستيلاء على هذا المال وبهدف اكل هذا المال   بالباطل والحرام   ...   الم يسمعوا هذا الحديث الشريف عن الرسول الكريم !