ما امن بي من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم به - محمود شلبي
فرائض الصلاة والصيام والزكاة والحج هي فقط اركان الاسلام ولكنها ليست دين الاسلام كله.. فهناك فرائض وواجبات والتزامات ومسؤوليات اخرى مطلوبة ومفروضة على كل مسلم وبدون ادائها فان ايمانه يكون منقوصا وغير مكتمل حتى ولو ادى وقام بالصلاة والصيام والزكاة والحج.. وعليك ان تعرف جميع هذه الواجبات والالتزامات والمسؤوليات المطلوبة منك والمفروضة عليك كمسلم وعليك ان تتحمل هذه المسؤوليات ويجب عليك ان تؤدي هذه الواجبات والا فإن ايمانك واسلامك يكون منقوصا وغير مكتمل حتى ولو كنت تصلي وتصوم وتزكي وتحج وتعتمر لأن هذه الفرائض الاربعة هي اركان الاسلام فقط ولكنها ليست دين الاسلام كله.
وهذا الحديث الشريف يؤكد ذلك.. فانت كمسلم عليك مسؤوليات والتزامات وواجبات اخرى غير اركان الاسلام وسوف تحاسب وتسؤل عن هذه المسؤوليات وسوف تحاسب ماذا وقدمت لجارك الجائع وماذا فعلت وقدمت لنصرة دين الاسلام وماذا فعلت وقدمت لنصرة المستضعفين من المسلمين ...فهناك مسؤوليات والتزامات عليك تجاه الاسلام والمسلمين وعليك معرفتها وعليك ان تؤديها والا فان ايمانك واسلامك سيكون منقوصا وغير مكتمل حتى ولو كنت تؤدي الصلاة والصيام والزكاة والحج
ما امن بي من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم به
صدق الرسول الكريم عليه افضل الصلاة التسليم
الرسول الكريم يقول بان من يفعل ذلك فهو لا يؤمن بالرسول ومن لا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم فهو لا يؤمن بالله تبارك وتعالى
وهذا هو حكم الرسول الكريم فيمن ينام اويبات شبعان وهو يعلم بان جاره الذي بجانبه هو جائع او اطفاله جائعين مثلا..
والسؤال الذي يطرح نفسه !
اذا كان هذا هو حكم الرسول في الشخص الذي يبات شبعان وهو يعلم وبسمع ويرى بان جاره جائع ثم لا يفعل شيئا ولا يحرك ساكنا لمساعدة جاره المسلم .
ترى ما حكم الرسول الكريم في الشخص الذي يبات امنا مطمئنا وسعيدا وفرحان ويستمتع باكل ما لذ وطاب من الاطعمة والمشروبات ويشاهد التلفاز ويتابع مباريات كرة القدم و و و.... الخ ، وهو يعلم بان المسلمين واخوانه في الاسلام في مكان ما يتعرضون للمجازر والمذابح ويتعرضون للقتل والذبح والسلخ والابادة الجماعية والتعذيب والتنكيل ويتم حرقهم احياء كما حدث ولا يزال يحدث مع اخوتنا المسلمين في مينامار حيث يتم قتل شبابهم واطفالهم وعلماءهم وشيوخهم ونساءهم ويتم ذبحهم بدم بارد وبكل وقاحة امام جميع العالم .
لهذا الحديث معنى كبير جدا ومعناه لا ينحصر في ( حدوث حالة الجوع عند احد الجيران وما يتوجب عليك فعله ) وانما له معاني اخرى اكبر من ذلك بكثير فرسولنا الكريم اوتي جوامع الكلم اي ان كلمة واحدة من كلمات الرسول تعادل ما يقوله بعض الادباء في عدة صفحات .
وان قول الرسول عبارة ( وهو يعلم به ) جعل مفهوم الجار اوسع واكبر حيث ان المسلم في العصر الحالى اصبح يعلم بحال المسلمين في القرى المجاورة والمدن المجاورة وبل يعلم باحوال المسلمين في الدول المجاورة والدول البعيده وبهذا فان مفهوم الجار اصبح ليس محصورا بالمسلم الذي يجاورك بالسكن فقط بل توسع ليشمل جميع المسلمين الذي تعلم بهم وباحوالهم فمن واجبك ان تعمل على مساعدتهم وبقدر طاقتك وبقدر استطاعتك طالما انك قد علمت يما يحدث لهم وطالما انه بمقدورك المساعدة .
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف يريد ان يوضح للمسلمين حقيقة هامة وهي ان كل مسلم مسؤول عن جاره واخيه المسلم اذا تعرض للجوع او بات جائعا..فانت كمسلم تتحمل مسؤولية جارك او اخيك المسلم لمجرد انه قد تعرض للجوع او بات جائعا وكنت تعلم بذلك واذا لم تتحمل هذه المسؤولية فانت اذا لا تؤمن بالرسول الكريم وبالتالي لا تؤمن بالله عز وجل اي ان ايمانك واسلامك منقوص وغير مكتمل حتى ولو كنت تؤدي اركان الاسلام المتمثلة بالصلاة والصيام والزكاة والحج.
ان دين الاسلام لا يعني ابدا ان تقوم فقط بالصلاة والصيام وتتصدق ببضعة دراهم و تحج اوتعتمر ثم تقول انا عملت كل المطلوب مني او تعتقد مخطئا بانك قد فعلت كل المطلوب منك كمسلم ... لان هذه الفرائض هي فقط اركان الاسلام ولكنها ليست كل الاسلام فهناك فرائض اخرى وواجبات اخرى ومسؤوليات اخرى يتوجب على كل مسلم ان يقوم بها ولا يكتمل اسلامه ولا يكتمل ايمانه بدون اداء هذه الفرائض والواجبات . فهناك واجبات ومسؤوليات على كل مسلم تجاه جاره واخيه المسلم وهناك واجبات على كل مسلم تجاه المسلمين الاخرين بشكل عام واخوانه في الاسلام والدين في الدول الاخرى وهناك واجبات على كل مسلم تجاه الامة الاسلامية بشكل عام ... فانت كمسلم عليك واجبات ومسؤوليات تجاه دينك الاسلام وعليك ان تعمل على نصرة دين الاسلام واعلاء كلمة الله عز وجل وعليك واجبات ومسؤوليات تجاه اخوانك في الاسلام في جميع ارجاء العالم فعليك مساعدتهم ونصرتهم وعليك ان تجاهد وتقاتل في سبيل الله للدفاع عنهم ولرفع الظلم عنهم حتى ولو كانوا في اخر بقاع الارض وليس جيرانك فقط وعليك واجبات ومسؤوليات في الجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين من المسلمين وعليك ان تهتم بامور المسلمين وان تساعدهم وتنصرهم وان تعمل على دفع الظلم والعدوان عنهم بالفعل والعمل وليس فقط بالدعاء لهم اوالبكاء عليهم ...وهذا هو ما يعنيه الحديث الشريف
وليس المقصود من الحديث هو تحميل المسلم المسؤوليه عن جاره فقط وليس المقصود من الحديث انك فقط تتحمل مسؤولية جارك اذا كان يتعرض للجوع فقط وانما القصد من الحديث هو التوضيح بان المسلم عليه واجبات ومسؤوليات تجاه المسلمين الاخرين وان المسلم يجب ان يؤدي هذه الواجبات وان يتحمل هذه المسؤوليات والا فان ايمانه واسلامه يكون منقوصا وغير مكتمل . فاذا كان المسلم يتحمل مسؤلية جاره لمجرد ان ذلك الجار قد بات جائعا فهذا بالضرورة يعني بان المسلم يتحمل مسؤولية جاره والمسلمين الاخرين اذا ما تعرضوا لامور اخطر من الجوع مثل تعرضهم للقتل او المجازر والمذابح اوتعرضهم للعدوان باي شكل من الاشكال. ان رسولنا الكريم الحبيب بليغ جدا وعظيم البلاغة والفصاحة في القدرة على التعبير باللغة العربية بفضل الله ولديه اسلوب عبقري في توصيل الافكار للمسلمين صلوات الله وسلامه عليه فهو في بضع كلمات فقط يقول للمسلمين ما قد يحتاج عدة صفحات من الكلام عند بعض الادباء واساتذه اللغة العربية فالرسول الكريم في هذا الحديث الصغير استخدم مثال بسيط ( وهو حدوث حالة الجوع عند احد الجيران ) استخدم هذا المثال ليوضح للمسلمين بان كل مسلم مسؤول عن جيرانه واخوانه المسلمين ويتحمل مسؤوليتهم وما يتعرضون له من المصاعب او المشاكل في الحياة اليومية العادية وعليه ان يقوم بمساعدتهم بكل ما اوتي من القدرة وبحسب طاقته واذا كان المسلم يتحمل مسؤولية جيرانه في حال تعرضهم للمصاعب في الحياة اليومية العادية مثل تعرضهم للجوع مثلا فهذا يعني بالضرورة بان المسلم يتحمل مسؤولية جاره واخوانه المسلمين في حال تعرضهم للامور الاشد خطورة من الجوع مثل تعرضهم للعدوان او القتل او الاعتداء او اي نوع من العدوان . وبهذا الحديث الشريف الصغير وفي بضع كلمات ( عشرة كلمات فقط ) قام الرسول الكريم باقرار مسؤولية كل مسلم عن المسلمين الاخرين وافهم المسلمين بانه يجب على كل مسلم ان يساعد المسلمين الاخرين في حال حاجتهم للمساعدة و في حال تعرضهم لاي نوع من المشاكل او المخاطر سواء كانت صغيرة او كبيرة والرسول في هذا الحديث وضح للمسلمين بان المسلم الذي لا يقوم بمساعدة جاره والمسلمين الاخرين عند حاجتهم للمساعدة ولا يقوم بواجبه في مساعدة المسلمين الاخرين وكان يعلم بحاجتهم للمساعدة وكان يملك القدرة على مساعدتهم فان يفعل ذلك هو لا يؤمن بالرسول ويعتبر غير مؤمن بالرسول ومن لا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر غير مؤمن بالله عز وجل
ان فرائض الصلاة والصيام والزكاة والحج هي فقط اركان الاسلام ولكنها ليست كل الاسلام واداء هذه الفرائض لا يمثل جميع الواجبات المطلوبة من المسلم وانما هو فقط جزء من واجبات المسلم وهناك فرائض اخرى في الاسلام وهناك واجبات اخرى ويجب على كل مسلم ان يقوم بتادية هذه الفرائض والواجبات الاخرى كما هو مبين في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة
فالجهاد والقتال في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان هو ايضا فريضة من فرائض الاسلام وهو واجب على كل مسلم مثله مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج بل ان الجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين والمظلومين والمقهورين يعتبر اكثر الفرائض من حيث الثواب والاجر . ومن واجبك كمسلم ان تقاتل وتجاهد في سبيل الله للدفاع عن اوطان المسلمين ولرد العدوان والظلم عن المسلمين ومن واجبك ان تجاهد في سبيل للدفاع عن المقدسات واسترجاعها .
ونصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم هو ايضا فريضة وواجب على كل مسلم فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( انصر اخاك ظالما او مظلوما )
والامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو ايضا فريضة مثل فريضة الصلاة والزكاة والصيام بل ان بعض علماء المسلمين يعتبرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بانه الفريضة السادسة في دين الاسلام . فمن واجبك ومسؤوليتك كمسلم ان تجاهد وتقاتل في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان كما جاء في الاية الكريمة ومن واجبك ومسؤوليتك كمسلم ان تنصر المظلوم وان تقف في وجه الظالم وليس ان تصفق للظالم وتؤيده على الظلم كما يفعل البعض، ومن واجبك ومسؤليتك كمسلم ان تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر حيثما واينما رأيت المنكر وبحسب قدرتك وطاقتك،وكل هذه الامور هي فرائض على كل مسلم مثلها مثل فرائض الصلاة والصيام والزكاة والحج.
ان اداء الصلاة والصيام والزكاة والحج هي اركان الاسلام فقط وهي بعض واجبات ومسؤوليات كل مسلم ولكنها ليست كل المطلوب من المسلم فهناك واجبات ومسؤوليات وفرائض اخرى مطلوبة من كل مسلم وبدون اداءها فان اسلامه وايمانه يبقى منقوصا وغير مكتمل .
اقصر خطبة جمعة في التاريخ هي خطبة الشيخ السوداني عبد الباقي المكاشفى حفظه الله
حين خطب قائلا
( لقمه في بطن جائع خير من بناء الف جامع ... واقم الصلاة ! )
وخليفة المسلمين عمر بن عبد العزير ( رضي الله عنه وارضاه ) قال :
( انثروا القمح على رؤوس الجبال ، لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين )
كيف بعمر بن عبد العزيز اذا رأى بانه قد جاع المسلمين في بلدانهم وليس الطيور .
الله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل !