يونس بن متى نبي الله عليه السلام - محمود شلبي
قصة نبي الله يونس عليه السلام في القرأن
اضغط على الصورة للتكبير
Click on photo to see it big
قصة نبي الله يونس عليه السلام كما جاءت في القرأن الكريم :
قال سبحانه وتعالي في سورة الصافات
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141)فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) ۞ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (146)وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (148)
[ الصافات 139- 148 ]
وقال سبحانه وتعالي في سورة الانبياء
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)
[ الانبياء 87 – 88 ]
[ الانبياء 87 – 88 ]
Translation :
1) Holy Quran – Surat As-Saffat – Verses : 139- 148
In the name of Allah the Almighty God , the Most Compassionate , the Most Merciful
139: Verily Jonah is one of the apostles.
140: When he fled on the laden ship,
140: When he fled on the laden ship,
141: And lots were cast (when a storm overtook them), he was rejected, (and thrown overboard).
142: Then he was swallowed by a large fish as he was worthy of blame.
143: Had he not been one of those who struggled hard,
144: He would have stayed in its belly till the day the dead are raised.
145: So We cast him, sick, on a barren shore,
146: And We made a gourd tree grow over him.
147: We sent him to a hundred thousand men or more,
148: And they came to believe; so We allowed them to enjoy the good things of life for an age.
142: Then he was swallowed by a large fish as he was worthy of blame.
143: Had he not been one of those who struggled hard,
144: He would have stayed in its belly till the day the dead are raised.
145: So We cast him, sick, on a barren shore,
146: And We made a gourd tree grow over him.
147: We sent him to a hundred thousand men or more,
148: And they came to believe; so We allowed them to enjoy the good things of life for an age.
2) Holy Quran - Surat Al-Anbiyaa - Verses : 87 – 88
In the name of Allah the Almighty God , the Most Compassionate , the Most Merciful
87: And (remember) Dhu´n-Noon (Jonah of the fish), when he went away in anger and imagined We will not test him (with distress). Then he called out from the darkness: "There is no god other than You. All glory to You; surely I was a sinner.
88: We heard his cry, and saved him from the anguish. That is how We deliver those who believe.
88: We heard his cry, and saved him from the anguish. That is how We deliver those who believe.
تفسير الايات الكريمة من سورة الصافات :
( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } * { فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ } * { فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } * { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ } * { لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * { فَنَبَذْنَاهُ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ } * { وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } * { فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ)
( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } * { فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ } * { فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } * { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ } * { لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * { فَنَبَذْنَاهُ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ } * { وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } * { فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ)
ويونس - عليه السلام - هو ابن متى، وقد ثبت فى الصحيحين عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما ينبغى لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن
متى ". وملخص قصته أن الله - تعالى - أرسله إلى أهل نينوى بالعراق، وفى
حوالى القرن الثامن قبل الميلاد، فدعاهم إلى إخلاص العبادة لله - فاستعصوا عليه،
فضاق بهم ذرعا، وأخبرهم أن العذاب سيأتيهم خلال ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث
خرج يونس من بلدة قومه، قبل أن يأذن الله له بالخروج، فلما افتقده قومه، آمنوا
وتابوا، وتضرعوا بالدعاء إلى الله قبل أن ينزل بهم العذاب. فلما لم ير يونس نزول
العذاب، استحى أن يرجع إليهم وقال لا أرجع إليهم كذابا أبدا، ومضى على وجهه فأتى
سفينة فركبها فلما وصلت اللجة وقفت ولم تتحرك. فقال صاحبها ما يمنعها أن تسير إلا
أن فيكم رجلا مشئوما، فاقترعوا ليلقوا فى البحر من وقعت عليه القرعة، فكانت على
يونس ثم أعادوها فوقعت عليه، فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فى البحر، فالتقمه الحوت.
والمعنى وإن يونس - عليه السلام - لمن المرسلين الذين اصطفيناهم لحمل رسالتنا
وتبليغها إلى الناس. { إِذْ أَبَقَ } أى هرب من قومه بغير إذن من ربه - يقال أبق
العبد - كضرب ومنع - إذا هرب من سيده فهو آبق. { إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ }
أى هرب من قومه إلى الفلك الملئ بالناس والأمتعة { فَسَاهَمَ } أى فقارع من فى
السفينة بالسهام، يقال استهم القوم إذا اقترعوا { فَكَانَ مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ }.
أى من المغلوبين حيث وقعت عليه القرعة دون سواء. يقال دحضت حجة فلان، إذا بطلت
وخسرت. { فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ } أى بعد أن وقعت القرعة عليه،
ألقى بنفسه فى البحر، { فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ } أى ابتلعه بسرعة يقال لَقِم فلان
الطعام - كسمع - والتقمه، إذا ابتلعه بسرعة، وتَلَّقمه إذا ابتلعه على مهل. وجملة
{ وَهُوَ مُلِيمٌ } حالية فى محل نصب، أى فالتقمه الحوت وهو مكتسب من الأفعال ما
يلام عليه، حيث غادر قومه بدون إذن من ربه. يقال رجل مليم، إذا أتى من الأقوال أو
الأفعال ما يلام عليه، وهو اسم فاعل من ألاَم الرجل، إذا أتى ما يلام عليه. {
فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ
يَوْمِ يُبْعَثُونَ } أى فلولا أن يونس - عليه السلام - كان من المسبحين لله -
تعالى - المداومين على ذكره. لولا هذا التسبيح للبث يونس ف بطن الحوت إلى يوم
القيامة. فهاتان الآيتان تدلان دلالة واضحة على أن الإكثار من ذكر الله - تعالى -
وتسبيحه.
. بسبب فى تفريج الكروب، وإزالة الهموم، بإذن الله ورحمته. وفى الحديث الشريف " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ". ورحم الله الإِمام القرطبى فقد قال " أخبر الله - عز وجل - أن يونس كان من المسبحين، وأن تسبيحه كان سبب نجاته، ولذا قيل إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثَر. وفى الحديث الشريف " منْ استطاع منكم أنْ تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل " فليجتهد العبد، ويحرص على خصلة من صالح عمله، يخلص فيها بينه وبين ربه، ويدخرها ليوم فاقته وفقره، ويسترها عن خلق الله، لكى يصل إليه نفعها وهو أحوج ما يكون إليه. فنبذناه بالعراء وهو سقيم، والنبذ الطرح، والعراء، الخلاء. أى أن يونس - عليه السلام - بعد أن التقمه الحوت أخذ فى الإِكثار من تسبيحنا ومن دعائنا، فاستجبنا له دعاءه، وأمرنا الحوت بطرحه فى الفضاء الواسع من الأرض. وجملة { وَهُوَ سَقِيمٌ } حالية. أى ألقيناه بالأرض الفضاء حالة كونه عليلا سقيما، لشدة ما لحقه من تعب وهو فى بطن الحوت. { وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } أى ومن مظاهر رحمتنا به، أننا جعلنا فوقه شجرة من يقطين لكى تظلل عليه وتمنع عنه الحر. واليقطين يطلق على كل شجر لا يقوم على ساق، كالبطيخ والقثاء والقرع وهو مأخوذ من قطن بالمكان إذا أقام به. وقد قالوا إن المراد بهذه الشجرة، هى شجرة القرع، وقيل غير ذلك. { وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ. فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } أى وبعد أن تداركته رحمتنا، وأخرجناه من بطن الحوت، ورعيناه برعايتنا، أرسلناه إلى مائة ألف من الناس أو يزيدون على ذلك فى نظر الناظر إليهم، فآمنوا جميعا { فَمَتَّعْنَاهُمْ } بالحياة { إِلَىٰ حِينٍ } انتهاء آجالهم. قال الإِمام ابن كثير ولا مانع من أن يكون الذين أرسل إليهم أولا، أمر بالعودة إليهم بعد خروجه من بطن الحوت، فصدقوه كلهم، وآمنوا به، وحكى البغوى أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من بطن الحوت، فصدقوه كلهم، وآمنوا به، وحكى البغوى أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت، كانوا مائة ألف ما أو يزيدون. هذا ومن العبر التى نأخذها من هذه القصة، أن رحمة الله - تعالى - قريب من المحسنين، وأن العبد إذا تاب توبة صادقة نصوحا، وفى الوقت الذى تقبل فيه التوبة، قبل الله - تعالى - توبته، وفرج عنه كربه، وأن التسبيح يكون سببا فى رفع البلاء. وبعد هذه الجولة مع قصص بعض الأنبياء، أمر الله - تعالى - رسولة صلى الله عليه وسلم أن يسأل هؤلاء المشركين، سؤال توبيخ وتأنيب، عما قالوه فى شأن الملائكة من باطل وزور، وأن يرد على أكاذيبهم ردا يخرص ألسنتهم فقال - تعالى - { فَٱسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ... }.
تفسير الايات الكريمة من سورة الانبياء :
( وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } * { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ)
والمراد بذى النون يونس بن متى - عليه السلام -، والنون الحوت. وجمعه نينان وأنوان. وسمى بذلك لابتلاع الحوت له. قال - تعالى -{ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ فَٱلْتَقَمَهُ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ.. } وملخص قصة يونس " أن الله - تعالى - ارسله إلى أهل نينوى بالعراق فى حوالى القرن الثامن قبل الميلاد، فدعاهم إلى إخلاص العبادة لله - عز وجل - فاستعصوا عليه، فضاق بهم ذرعا، وتركهم وهو غضبان ليذهب إلى غيرهم، فوصل إلى شاطىء البحر، فوجد سفينة فركب فيها، وفى خلال سيرها فى البحر ضاقت بركابها، فقال ربانها إنه لا بد من أحد الركاب يلقى بنفسه فى البحر لينجو الجميع من الغرق. فجاءت القرعة على يونس، فألقى بنفسه فى اليم فالتقمه الحوت.. ثم نبذه إلى الساحل بعد وقت يعلمه الله - تعالى -، فأرسله - سبحانه - إلى قومه مرة أخرى فآمنوا. وسيأتى تفصيل هذه القصة فى سورة الصافات - بإذن الله -. والمعنى واذكر أيها المخاطب لتعتبر وتتعظ - عبدنا ذان النون. وقت أن فارق قومه وهو غضبان عليهم، لأنهم لم يسارعوا إلى الاستجابة له. قال الجمل وقوله { إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً } أى غضبان على قومه، فالمفاعة ليست على بابها فلا مشاركة كعاقبت وسافرت، ويحتمل أن تكون على بابها من المشاركة، أى غاضب قومه وغاضبوه حين لم يؤمنوا فى أول الأمر ". وقوله - تعالى - { فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } بيان لما ظنه يونس - عليه السلام - حين فارق قومه غاضبا عليهم بدون إذن من ربه - عز وجل -. أى أن يونس قد خرج غضبان على قومه لعدم استجابتهم لدعوته فظن أن لن نضيق عليه، عقابا له على مفارقته لهم من غير أمرنا، أو فظن أننا لن نقضى عليه بعقوبة معينة فى مقابل تركه لقومه بدون إذننا. فقوله { نَّقْدِرَ عَلَيْهِ } بمعنى نضيق عليه ونعاقبه. يقال قدر الله الرزق يقدره - بكسر الدال وضمها - إذا ضيقه. ومنه قوله - تعالى -{ ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ } وقوله{ وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ.. } أى ضيقه عليه. ثم بين - سبحانه - ما كان يردده يونس وهو فى بطن الحوت فقال { فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ. والفاء فى قوله { فَنَادَىٰ } فصيحة. والمراد بالظلمات ظلمات البحر، وبطن الحوت، والليل. أى خرج يونس غضبان على قومه. فحدث له ما حدث من التقام الحوت له، فلما صار فى جوفه المظلم، بداخل البحر المظلم، أخذ يتضرع إلينا بقوله أشهد أن لا إله إلا أنت يا إلهى مستحق للعبادة، { سُبْحَانَكَ } أى أنزهك تنزيها عظيما { إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } لنفسى حين فارقت قومى بدون إذن منك.
وإنى أعترف بخطىء - يا إلهى - فتقبل توبتى، واغسل حوبتى. هذا وقد ذكر ابن جرير وابن كثير وغيرهما من المفسرين هنا روايات متعددة عن المدة التى مكثها يونس فى بطن الحوت، وعن فضل الدعاء الذى تضرع به إلى الله - تعالى -، ومن ذلك ما رواه ابن جرير عن سعد بن أبى وقاص - رضى الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " " بسم الله الذى إذا دعى به أجاب، وإذا سئل به أعطى، دعوة يونس بن متى ". قال قلت يا رسول الله، هى ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال " هى ليونس بن متى خاصة وللمؤمنين عامة، إذا دعوا بها. ألم تسمع قول الله - تعالى - { فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } فهو شرط من الله لمن دعاه به " ". ثم بين - سبحانه - أنه قد أجاب ليونس دعاءه فقال { فَٱسْتَجَبْنَا لَه } أى دعاءه وتضرعه { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ } أى من الحزن الذى كان فيه حين التقمه الحوت وصار فى بطنه. وقد بين - سبحانه - فى آية أخرى، أن يونس - عليه السلام - لو لم يسبح الله لبث فى بطن الحوت إلى يوم البعث. قال - تعالى -{ فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } وقوله - تعالى - { وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ } بشارة لكل مؤمن يقتدى بيونس فى إخلاصه وصدق توبته، ودعائه لربه. أى ومثل هذا الإِنجاء الذى فعلناه مع عبدنا يونس، ننجى عبادنا المؤمنين من كل غم، متى صدقوا فى إيمانهم، وأخلصوا فى دعائهم. ثم ساقت السورة الكريمة بعد ذلك جانبا من قصى زكريا ويحيى فقال - تعالى - { وَزَكَرِيَّآ إِذْ.... }.
قصة
نبي الله يونس عليه السلام كما جاءت في القرأن الكريم
ورد حديث القرآن الكريم عن يونس عليه السلام في سور (الأنعام)، و(يونس)، و(الأنبياء)، و(الصافات). وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى ونسبه إلى أمه )، وفي رواية قيل ( الى ابيه ) .
حاصل القصة:
أرسل الله يُونس عليه السلام إلى أهل نينوى بالعراق، في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، فدعاهم - كما هو شأن الأنبياء والرسل جميعاً - إلى إخلاص العبادة لله تعالى، فأبوا الامتثال لما جاءهم به، فضاق بهم ذرعاً، وأخبرهم أن العذاب سيأتيهم خلال ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث خرج يونس عليه السلام من بلدة قومه، قبل أن يأذن الله له بالخروج.
ولم يكد يبعد يونس عليه السلام عن منازل قومه، حتى وافت قومه نُذُر العذاب، واقتربت منهم طلائع الهلاك، فساورهم الخوف، وتيقنوا أن دعوة يونس حق، وإنذاره صدق، وأن العذاب لا بد واقع بهم، كما وقع على من قبلهم من الأمم.
وقد وقع في نفوسهم أن يلجؤوا إلى الله، فيؤمنوا بما دعاهم إليه يونس عليه السلام، ويتوبوا مما هم فيه من الشرك، ويستغفروا ربهم مما سلف منهم من الذنوب والخطايا، فخرجوا إلى رؤوس الجبال، وتوجهوا إلى الله بالدعاء، وكانت ساعة بسط الله عليهم بعدها جناح رحمته، ورفع عنهم سحائب نقمته، وتقبل منهم التوبة والإنابة؛ إذ كانوا مخلصين في توبتهم، صادقين في إيمانهم، فرد عنهم العقاب، وحبس العذاب، ورجعوا إلى دُورهم آمنين مؤمنين، وودوا لو يعود إليهم يونس؛ ليعيش بينهم رسولاً هادياً، ونبياً مرشداً.
بيد أن يونس بعد أن ترك منازل قومه وقد رفضوا دعوته، وتنكروا لحجته، استحى أن يرجع إليهم، ومضى بسبيله، فأتى سفينة فركبها، فلما وصلت لجة البحر، هاج البحر، وأحيط بالسفينة ومن فيها، فلما علم ركابها ما هو محيط بهم، وواقع عليهم، قال بعضهم لبعض: لا خلاص لكم مما هو نازل بكم، إلا أن تتخففوا من بعض من على السفينة، فاقترعوا بينهم؛ ليلقوا في البحر من وقعت عليه القرعة، فكانت القرعة على يونس، بيد أن نفوسهم لم تطاوعهم على فعل ذلك؛ لما وجدوا فيه من كريم الأخلاق، ومكارم الصفات، فعاودوا القرعة ثانية، فوقعت عليه أيضاً، فلم يأبهوا لذلك، فأعادوا القرعة ثالثة، فخرجت عليه أيضاً، فعلم يونس أن وراء ذلك تدبيراً، وأدرك خطيئته، وما كان من تركه لقومه قبل أن يؤذن له في الهجرة، أو يستخير الله في الرحيل، فألقى بنفسه في اليم، وأسلم نفسه للأمواج.
وأوحى الله إلى الحوت أن يبتلعه، وأن يطويه في بطنه، ولا يأكل لحمه، ولا يهشم عظمه. وقبع يونس في بطن الحوت، والحوت يشق الأمواج، ويهوي في الأعماق، ويتنقل في ظلمات بعضها فوق بعض، فضاق صدره، والتجأ إلى الله بالدعاء: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ( الأنبياء:87)
فاستجاب الله دعاء يونس عليه السلام، وأوحى سبحانه إلى الحوت أن يلقي به العراء، فألقاه على الشاطئ سقيماً هزيلاً، ضعيفاً عليلاً، فتلقته رحمة الله بالعناية والرعاية، فأنبتت عليه شجرة من يقطين، فأخذ يونس يتغذى من ثمارها، ويستظل بظلها، فعادت إليه عافيته، فحمد الله على ما أنعم عليه، ثم أوحى الله إليه أن يعود إلى قومه بعد أن أخبره بإيمانهم، وأنهم ينتظرون عودته؛ ليعيش بينهم داعياً إلى الله. ولما عاد يونس إلى قومه، وجدهم قد نبذوا عبادة الأصنام، وأنابوا إلى الله عابدين.
ورد حديث القرآن الكريم عن يونس عليه السلام في سور (الأنعام)، و(يونس)، و(الأنبياء)، و(الصافات). وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى ونسبه إلى أمه )، وفي رواية قيل ( الى ابيه ) .
حاصل القصة:
أرسل الله يُونس عليه السلام إلى أهل نينوى بالعراق، في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، فدعاهم - كما هو شأن الأنبياء والرسل جميعاً - إلى إخلاص العبادة لله تعالى، فأبوا الامتثال لما جاءهم به، فضاق بهم ذرعاً، وأخبرهم أن العذاب سيأتيهم خلال ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث خرج يونس عليه السلام من بلدة قومه، قبل أن يأذن الله له بالخروج.
ولم يكد يبعد يونس عليه السلام عن منازل قومه، حتى وافت قومه نُذُر العذاب، واقتربت منهم طلائع الهلاك، فساورهم الخوف، وتيقنوا أن دعوة يونس حق، وإنذاره صدق، وأن العذاب لا بد واقع بهم، كما وقع على من قبلهم من الأمم.
وقد وقع في نفوسهم أن يلجؤوا إلى الله، فيؤمنوا بما دعاهم إليه يونس عليه السلام، ويتوبوا مما هم فيه من الشرك، ويستغفروا ربهم مما سلف منهم من الذنوب والخطايا، فخرجوا إلى رؤوس الجبال، وتوجهوا إلى الله بالدعاء، وكانت ساعة بسط الله عليهم بعدها جناح رحمته، ورفع عنهم سحائب نقمته، وتقبل منهم التوبة والإنابة؛ إذ كانوا مخلصين في توبتهم، صادقين في إيمانهم، فرد عنهم العقاب، وحبس العذاب، ورجعوا إلى دُورهم آمنين مؤمنين، وودوا لو يعود إليهم يونس؛ ليعيش بينهم رسولاً هادياً، ونبياً مرشداً.
بيد أن يونس بعد أن ترك منازل قومه وقد رفضوا دعوته، وتنكروا لحجته، استحى أن يرجع إليهم، ومضى بسبيله، فأتى سفينة فركبها، فلما وصلت لجة البحر، هاج البحر، وأحيط بالسفينة ومن فيها، فلما علم ركابها ما هو محيط بهم، وواقع عليهم، قال بعضهم لبعض: لا خلاص لكم مما هو نازل بكم، إلا أن تتخففوا من بعض من على السفينة، فاقترعوا بينهم؛ ليلقوا في البحر من وقعت عليه القرعة، فكانت القرعة على يونس، بيد أن نفوسهم لم تطاوعهم على فعل ذلك؛ لما وجدوا فيه من كريم الأخلاق، ومكارم الصفات، فعاودوا القرعة ثانية، فوقعت عليه أيضاً، فلم يأبهوا لذلك، فأعادوا القرعة ثالثة، فخرجت عليه أيضاً، فعلم يونس أن وراء ذلك تدبيراً، وأدرك خطيئته، وما كان من تركه لقومه قبل أن يؤذن له في الهجرة، أو يستخير الله في الرحيل، فألقى بنفسه في اليم، وأسلم نفسه للأمواج.
وأوحى الله إلى الحوت أن يبتلعه، وأن يطويه في بطنه، ولا يأكل لحمه، ولا يهشم عظمه. وقبع يونس في بطن الحوت، والحوت يشق الأمواج، ويهوي في الأعماق، ويتنقل في ظلمات بعضها فوق بعض، فضاق صدره، والتجأ إلى الله بالدعاء: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ( الأنبياء:87)
فاستجاب الله دعاء يونس عليه السلام، وأوحى سبحانه إلى الحوت أن يلقي به العراء، فألقاه على الشاطئ سقيماً هزيلاً، ضعيفاً عليلاً، فتلقته رحمة الله بالعناية والرعاية، فأنبتت عليه شجرة من يقطين، فأخذ يونس يتغذى من ثمارها، ويستظل بظلها، فعادت إليه عافيته، فحمد الله على ما أنعم عليه، ثم أوحى الله إليه أن يعود إلى قومه بعد أن أخبره بإيمانهم، وأنهم ينتظرون عودته؛ ليعيش بينهم داعياً إلى الله. ولما عاد يونس إلى قومه، وجدهم قد نبذوا عبادة الأصنام، وأنابوا إلى الله عابدين.