اذا تكلم اهل الباطل بالباطل وسكت اهل الحق عن قول الحق - محمود شلبي

اذا تكلم اهل الباطل بالباطل وسكت  الحق عن قول الحق
اشترك اهل الحق في اضلال الخلق 
اضغط على الصورة للتكبير 
Click on photo to see it big




الزنادقة والخونة والعملاء واهل الكفر واهل البدع والضلال واهل الفسق والفجور وابناء القردة والخنازير يعقدون عشرات ومئات الندوات والمحاضرات واللقاءات التلفزيونية على الفضائيات ليبثوا سمومهم وقذارتهم في العالم العربي والاسلامي وكل ذلك تحت تغطية اعلامية عربية وعالمية مكثفة 
ومن واجب اهل الحق التصدي لهؤلاء بكل ما اوتوا من قوة ، الناس ...
 فالرسول الكريم صلى عليه وسلم يقول في الحديث الشريف الصحيح 
( الساكت عن الحق شيطان اخرس )
والرسول الكريم صلى عليه وسلم يقول ايضا في حديث صحيح وثابت 
( من راي منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان )
صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم 

وابن القيم يقول :
( اذا تكلم اهل الباطل بالباطل وسكت اهل الحق عن قول الحق ، اشترك اهل الحق في اضلال الخلق )
وهذه واحدة من اشهر مقولات ابن القيم رحمه الله  العالم المسلم الفاضل رحمه الله واجزاه الخير عن سائر الامة الاسلامية 
وقبل البدء بشرح معنى مقولة ابن القيم  لابد من  تعريف وتوضيح معنى اهل الباطل 
فمن هم اهل الباطل وكيف يتكلمون بالباطل ؟
اهل الباطل هو مصطلح يشمل جميع  وكافة انواع الاشخاص الذين يرتكبون المعاصي والمنكرات ويدعون الناس الى الفواحش والمعاصي والمنكرات ويروجون لها وينشرونها بين المسلمين .
وبمعنى اخر هم الاشخاص الذين يخالفون ويعصون  اوامر الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويدعون الناس الى معصية الله ورسوله  ويدعون الناس الى ارتكاب اي نوع من انواع الكبائر اوالفواحش اوالمعاصي والمنكرات   التي حرمها الله عز وجل ورسوله الكريم بما في ذلك : خيانة الاسلام والمسلمين  و قتل المسلمين وسفك دمائهم و الظلم بجميع اشكاله  و ارتكاب اي نوع من الكبائر او الفواحش او المعاصي او المنكرات  .

لقد كثر اهل الباطل الذين يتكلمون بالباطل  ويدعون الى الباطل في زمننا هذا . واصبح المسلمون يرون اهل الباطل الذين يدعون الى الباطل في كل مكان  .  والبعض من المسلمين يرى بعينية ويسمع اهل الباطل  وهم يرتكبون الباطل ويتكلمون في  الباطل ويدعون  الى الباطل والفاحشة والمنكر   ثم تراه يلتزم الصمت ولا يتكلم اي كلمة ثم  يشيح بوجهه ويواصل سيره في طريقة  وكأنه لم يرى او يسمع اي شيء  ويعتقد مخطئا بان ما رأه وسمعه هو شيء لا يخصه  ولا يهمه ولا شأن له به  بل ان البعض ربما يقوم  بالجلوس  مع اهل الباطل ويشاركهم في الطعام والشراب والاحتفال اذا كانوا يقيمون وليمة  او احتفالا ما  ثم يبارك لهم ويهنئهم في نهاية الاحتفال والوليمة    بل وربما يصفق لهم اثناء الاحتفال ليجاملهم وكانهم لم يتركبوا باطلا ولم يتكلموا في الباطل ولم يدعون الى باطل  ...  
هذا هو موقف بعض المسلمين للاسف الشديد  وهذا هو ما زرعه اعداء الاسلام في عقول بعض المسلمين فاوهموا المسلمين بان  واجب المسلم هو  فقط ان يؤدي فرائض الصلاة والصيام والزكاة والحج  وبذلك يكون قد ادى كل ما هو مطلوب منه كمسلم   واوهموا المسلمين وزرعوا في عقولهم بان ما يراه المسلمون في الشوارع والاسواق والمجتمع من اهل الباطل الذين يرتكبون الباطل والفواحش والمنكرات ويتكلمون بالباطل هو حرية شخصية ولا شان لأحد به واوهموا المسلمين بان من يرتكب المعاصي والفواحش هو فقط الذي سيعاقب على ذنبه  اما من يراهم ويسمعهم ويسكت على فعلهم فلن يؤثم طالما انه لم يرتكب الفاحشة   بل وزرعوا في عقول المسلمين ما هو العن من ذلك ونشروا بين المسلمين مفاهيم خاطئة وقاموا بتحريف معاني الاحاديث النبوية فجعلوا اهل الباطل  والسفهاء والتافهين والفاسقين يرددوا  الحديث الشريف ( المسلم من سلم الناس من يده ولسانه ) في وجه كل من ينهاهم عن المنكر لكي يسكتوا اهل الحق ويمنعوهم من الوقوف في وجه اهل الباطل  فخلطوا الحابل بالنابل  وخلطوا الحق بالباطل لعنهم وقاتلهم الله ، فاصبح جميع  السفهاء والتافهين والمنافقين والزنادقة والجاهلين يرددون  ويذكرون هذا الحديث امام كل من ينهى عن المنكر ويامر بالمعروف وكلما حاول اي مسلم ان ينهى عن المنكر خرج له احد المنافقين والسفهاء او الجاهلين وذكر له هذا الحديث  .. علما بان هذا الحديث الشريف ليس المقصود به السكوت على اهل الباطل الذي يرتكبون الباطل والفواحش والمنكرات  ويدعون للفاحشه  وانما المقصود به النهي عن ايذاء المسلمين المومنين الصالحين  وهذا هو المعنى الصحيح لهذا الحديث لكن اعداء الاسلام والمنافقين والزنادقة قاموا بتحريف المعنى واستخدموا هذا الحديث كحجة ووسيلة وسلاح لاسكات كل من يحاول ان ينهى عن المنكر من المسلمين ....  
والحق والصواب هو مالخصة ابن القيم في مقولته 
"اذا تكلم اهل الباطل بالباطل وسكت اهل الحق عن قول الحق اشترك اهل الحق فى اضلال الخلق "
فالمسلم اذا رأى  اهل الباطل وهم  يرتكبون المنكر ويدعون الى الباطل والمنكر ثم سكت على ذلك  فهو يشارك اهل الباطل في اضلال الناس وبالتالي فهو شريك مع اهل الباطل في الذنب والاثم ... لان السكوت هو علامة الرضى والاقرار  ومن يسكت على الباطل واهل الباطل فهو بسكوته يعنى بانه يرضى ويقر  بما يفعلونه  وهذا يؤدى الى اضلال الناس .
فواجب المسلم هو انه اذا رأى المنكر والباطل  ان يقوم بتغييره بيده ان استطاع فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وهذا اقل ما يمكن ان يفعله  كما قال الرسول الكريم في الحديث الشريف المعروف 
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) ولاحظوا بان الرسول الكريم قد وصف تغيير المنكر  بالقلب فقط  بانه اضعف الايمان اي ان من يكتفي بتغيير المنكر في قلبه يكون ذو ايمان ضعيف وقليل .
وربما يقول البعض بانه لا يستطيع ان يتصدى لاهل الباطل  ولا يستطيع ان  يفعل شيئا امامهم ... والجواب على ذلك : اذا كان البعض لا يستطيع ان يغير المنكر بيده فعليه ان يغيره بلسانه ( اي يجب عليه ان يقول كلمة الحق بلسانه وان يقول للناس بان ما يفعله اهل الباطل هو  منكر ومعصية ) فان لم يستطع تغيير المنكر بيده وبلسانه   فواجبه ان ينكر ذلك في قلبه وانكار المنكر بالقلب فقط مشروط بالعجز فعليا عن تغييره باليد او باللسان ، فمن كان يستطيع تغيير المنكر بيده لا يجوز له ان يكتفي بتغييره باللسان فقط ، ومن كان يستطيع تغيير المنكر بلسانه لا يجوز له ان يكتفي بتغيير المنكر بقلبه فقط  ، ومن لم يستطع تغيير المنكر الا بقلبه فقط  فمن واجبه ايضا  ان لا يجالس اهل الباطل وان لا يشاركهم في مجالسهم  وهذا اقل ما يمكن ان يفعله ( ويستطيع ان يفعله ) ومن واجبه ان لا يصفق لاهل الباطل  او يهلل لهم ويكيل لهم المدح والثناء  امام الناس ويبارك لهم  كما يفعل البعض ويفعلون ذلك بحجة انهم لا يستطيعون مواجهة اهل الباطل ( فاذا كنت لا تستطيع التصدي للباطل فلا تقوم بالتصفيق والتهليل  له ).. واذا كان مجرد السكوت على اهل الباطل هو مشاركة لهم في اضلال الناس ومشاركة لهم بالذنب والاثم  فما بالكم بالذي يقوم بمجالسة اهل الباطل وبالتصفيق والتهليل لهم والدفاع عنهم ويقوم بمدح اهل الباطل وتمجيدهم والثناء عليهم امام الناس .
وكلام ابن القيم يرتكز على ما جاء في كثير من الايات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة  التي تنهي عن السكوت على اهل الباطل ومن يدعون الى الباطل وتنهى عن مجالستهم او مشاركتهم في مجالسهم وندواتهم  ومن هذه الايات الكريمة  قوله عز وجل :
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ
 ومن الاحاديث :
عن ابن مَسْعُودٍ   قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: 
إِنَّ أَوَّلَ مَا دخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّه كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: يَا هَذَا، اتَّقِ اللَّه وَدَعْ مَا تَصْنَعُ، فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكَ، ثُم يَلْقَاهُ مِن الْغَدِ وَهُو عَلَى حالِهِ، فَلا يَمْنَعُه ذلِك أَنْ يكُونَ أَكِيلَهُ وشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، ثُمَّ قَالَ:لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ إِلَى قوله: فَاسِقُونَ [  المائدة:78- 81.
ثُمَّ قَالَ: كَلَّا، وَاللَّه لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، ولتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، ولَتَأْطرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، ولَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّه بقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ ليَلْعَنكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ رواه أَبُو داود والترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ. هَذَا لفظ أَبي داود.
ولفظ الترمذي: قَالَ رَسُولُ الله ﷺم: لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فَلَمْ يَنْتَهُوا، فَجَالَسُوهُمْ في مَجَالِسِهمْ، وَوَاكَلُوهُمْ، وَشَارَبُوهُمْ، فَضَربَ اللهُ قُلُوبَ بَعضِهِمْ بِبَعْضٍ, وَلَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعتَدُونَ، فَجَلَسَ رَسُولُ الله ﷺ وكان مُتَّكِئًا فَقَالَ: لا والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى تَأطرُوهُمْ عَلَى الحَقِّ أطرًا.
و عن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيق  قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تقرؤون هَذِهِ الآيةَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ  [المائدة:105]، وإِني سَمِعت رَسُول اللَّه ﷺ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّه بِعِقَابٍ مِنْهُ
 رواه أَبُو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة.

وهذان الحديثان: حديث ابن مسعود وحديث الصديق رضي الله عنهما كلاهما يتعلقان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن الواجب على المسلمين أن يتآمروا بالمعروف، وأن يتناهوا عن المنكر، وأن يحذروا أن تُصيبهم المصيبة التي أصابت بني إسرائيل؛ فإنَّ بني إسرائيل -وهم أتباع موسى وأتباع عيسى بعد ذلك- لما وقعت فيهم المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم، وواكلوهم، وشاربوهم، فلمَّا رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعضٍ، ثم لعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم، فقال ﷺ: والذي نفسي بيده، لتأمُرُنَّ بالمعروف، ولتنهَونَّ عن المنكر، ولتأخذنَّ على يد السفيه، ولتأطرنه على الحقِّ أطرًا، أو ليضربَنَّ الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم يعني: احذروا أن تُشابهوا اليهود فيما فعلوا.
فالإنسان إذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ولم يستجب المأمور لا يكون جليسه ولا أكيله حتى يستجيب، إذا كان المنكر باقيًا يُشاهده الناس فالواجب إنكاره، وعدم مجالسة صاحبه، فلا تكن صاحبًا له، أكيلًا له، شريبًا له؛ لأنَّك إذا فعلتَ هذا كأنَّك لم تُنكر، لكن يجب الإنكار والهجر عند الحاجة إذا لم يمتثل؛ لأنَّ هذا أردع.
ولهذا لما تخلَّف كعبُ بن مالكٍ وصاحباه عن غزوة تبوك بغير عذرٍ هجرهم النبيُّ عليه الصلاة والسلام خمسين ليلة حتى تابوا فتاب الله عليهم، نزلت توبتهم من عند الله عز وجل.
فالواجب على أهل الحل والعقد والمسؤولين أن يهتموا بهذا الأمر، وأن يعنوا بإزالة المنكرات، والقضاء عليها بالمنع، فمَن لم يستجب فبالأدب، وما فيه حدٌّ فهو فيه حدٌّ.
وهكذا المؤمن مع إخوانه: يُنكر المنكر، ويأمر بالمعروف بلسانه وبيده وبقلبه: بيده إذا كانت عنده قدرة، كالأمير والهيئة التي لها سلطة وأشباههم ممن لهم سلطة، والإنسان مع أهل بيته يُنكر باللسان وبالفعل، وما سواهم ليس لهم إلا اللسان، يُنكر بلسانه، فإن عجز فبقلبه.
وفي قصة بني إسرائيل عظةٌ للمسلم، فليحذر أن يُصيبه ما أصابهم، ولهذا في حديث الصديق : "أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها"، وهي قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة:105]، ظنَّ بعضُ الناس أنَّ قوله: لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ أنَّهم لو تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتركوا الناس على حالهم ما يضرُّهم، وهذا غلطٌ، يقول النبيُّ ﷺ: إنَّ الناس إذا رأوا المنكر فلم يُغَيِّروه أوشك أن يَعُمَّهم الله بعقابٍ، فعُلِمَ بهذا أنه لا تتم الهداية ولا تحصل الهداية الكاملة إلا بإنكار المنكر والأمر بالمعروف.
وقوله: إِذَا اهْتَدَيْتُمْ يعني: بأداء الواجبات التي منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن لم تكن الهداية يضرُّ مَن ضلَّ إذا لم يُقَمْ بالواجب في حقِّه -من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- يضرنا حتى نقوم باللازم: بأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، والأخذ على يدي السفيه، وبهذا نسلم من عقاب الله.