الهجرة النبوية - الا تنصروه فقد نصره الله - محمود شلبي
الهجرة النبوية
Al Hijra GIF
غار ثور
اضغط على الصورة للتكبير
Click on photo to see it big
غـار ثـور- اضغط على الصورة للتكبير
Thawr Cave- Click on photo to see it big
بسم الله الرحمن الرحيم
إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ
كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا
تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ
بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ
وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)
[ التوبة 40 ]
It is a real miracle which shows how supreme and outstanding is the Wiseness of ALLAH SWT, and shows how supreme and outstanding is the Capability of ALLAH swt. In this incident, ALLAH swt the All-Wise and All-knowing saved and protected His Prophet from an army of infidels by an outstanding wise way, He didn't save him by a huge wall of steel, but by spiders webs made by little tiny creatures (spiders), and He didn't save His prophet by a big army, but by a pigeon setting on it's eggs in a nest !
Those tiny spiders and that pigeon, and all creatures on earth and in the heavens are soldiers of ALLAH swt He swt is able to use any of them any time and anywhere to execute His wills . ALLAH SWT is able to use any creature on earth as a soldier to execute His will, including all people, animals, birds, insects , bacteria and viruses, and diseases . ALLAH swt is able to use even the infidels, oppressors and evil-doers themselves to execute His Wills in favour of the believers , He just make those evil-doers do certain things or commit certain mistakes which lead to execution of ALLAH's will , in favour of believers .
( To ALLAH, belongs the forces (soldiers) of the heavens and the earth, And ALLAH is Ever All-Powerful and All- Wise.( Holy Quran - chapter 48 - Verse 7)
( None knows the forces (soldiers ) of your LORD (ALLAH) except He , and this is no more than a reminder to mankind . ( Holy Quran - Chapter 74 - Verse :31)
See now; how Wise, Supreme, Capable and Great is ALLAH, The Great LORD Of The Worlds (Glorified and Exalted is He)
All Praise, Honour, and Glory to ALLAH (SWT), The All-Wise ,The All-Knowing, The Supreme Expert in every thing, The All-Great and The All-Capable of doing whatever He wills.
Translation (1) :
Holy Quran - chapter : - Surat : At-Tawba -
Verse : 40.
In the name of ALLAH ,the Almighty God, the All Beneficent, the All
Merciful
If you help him (Muhammad SAW) not (it does not matter), for Allâh
did indeed help him when the disbelievers drove him out, the second of two,
when they (Muhammad SAW and Abu Bakr radhiallahu'anhu) were in the cave, and he
(SAW) said to his companion (Abu Bakr radhiallahu'anhu): "Be not sad (or
afraid), surely Allâh is with us." Then Allâh sent down His Sakînah
(calmness, tranquillity, peace) upon him, and strengthened him with forces
(angels) which you saw not, and made the word of those who disbelieved the
lowermost, while the Word of Allâh that became the uppermost, and Allâh is
All-Mighty, All-Wise. (40)
Translation (2) :
Holy Quran - chapter : - Surat : At-Tawba -
Verse : 40.
In the name of ALLAH ,the Almighty God, the All Beneficent, the All
Merciful
40: If you do not help (the Prophet, remember) God had helped him
when the infidels had forced him to leave (and he was) one of two. When both of
them were in the cave, he said to his companion: "Do not grieve, for God
is with us." Then God sent divine peace on him, and invisible armies for
his help, and made the unbelievers´ purpose abject. Most exalted is God´s word,
for God is all-mighty and all-wise.
Translation (3) :
Holy Quran - chapter : - Surat : At-Tawba -
Verse : 40.
In the name of ALLAH ,the Almighty God, the All Beneficent, the All
Merciful
[9.40] If
you do not help him (Prophet Muhammad SAW) , Allah will help him as He helped him when he
was driven out with one other (Abu Bakr) by the unbelievers. When the two were
in the cave, he said to his companion: 'Do not sorrow, Allah is with us. ' Then
Allah caused His tranquility (shechina) to descend upon him and supported him
with legions (of angels) you did not see, and He made the word of the
unbelievers the lowest, and the Word of Allah is the highest , For Allah is All-Mighty
and All- Wise.
غار ثور ( Thawr Cave )
كلمة ( الغار ) المذكورة في الاية الكريمة تعنى المغارة او الكهف الصغير والمقصود بها هو غار ثور
كلمة ( الغار ) المذكورة في الاية الكريمة تعنى المغارة او الكهف الصغير والمقصود بها هو غار ثور
وغار ثور هو الغار او الكهف الذي لجأ اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابو بكر الصديق رضي الله عنه اثناء هجرة الرسول
الكريم من مكة الى المدينة وكان كفار مكة يلاحقون الرسول وابو بكر عند خروجه من
مكة فلجأ الرسول الكريم الى هذا الكهف وبقي فيه لمدة ثلاثة ايام وقد وصل الكفار
الى باب هذا الكهف ولو ان احد هؤلاء الكفار نظر الى داخل الكهف لكان رأى الرسول
وابو بكر ولكنهم لم ينظروا واستبعدوا ان يكون الرسول عليه السلام وصاحبه ابوبكر في
الداخل لان باب الكهف او الغار كان مغطي بشباك العنكبوت ولان حمامة برية كانت ترقد
على بيضها عند باب الغار ولهذا فان الكفار لم يحاولوا الدخول الى الكهف مطلقا ولم
يقوموا حتى بمحاولة النظر الى داخل الكهف ...
انها عناية الله عز وجل وقدرته
ومشيئته حيث سخر العنكبوت فنسجت شباكها على باب الكهف وسخر الحمامة البرية وجعلها
ترقد فوق بيضها عند باب الكهف
تبارك الله سبحانه وتعالى وهو على
كل شيء قدير ولا يعلم جنوده الا هو تبارك وتعالى
اللهم صلى وسلم وبارك على الرسول
الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين.
تفسير الاية الكريمة :
إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ
كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا
تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا
السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
(40)
ثم ذكرهم، سبحانه، بما يعرفونه من حال الرسول صلى الله عليه وسلم حيث
نصره الله. تعالى، على أعدائه بدون عون منهم، وأيده بجنود لم يروها فقال، إِلَّا
تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ.
قال ابن جرير. هذا إعلام من الله لأصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم أنه
المتوكل بنصر رسوله على أعداء دينه، وإظهاره عليهم دونهم، أعانوه أو لم يعينوه،
وتذكير منه لهم بأنه فعل ذلك به، وهو من العدد في قلة، والعدو في كثرة فكيف به وهو
من العدد في كثرة والعدو في قلة .
والمعنى: إنكم، أيها المؤمنون، إن آثرتم القعود والراحة على الجهاد
وشدائده، ولم تنصروا رسولكم الذي استنفركم للخروج معه. فاعلموا أن الله سينصره
بقدرته النافذة، كما نصره، وأنتم تعلمون ذلك، وقت أن أخرجه الذين كفروا من مكة
ثانِيَ اثْنَيْنِ أى: أحد اثنين.
والثاني: أبو بكر الصديق، رضى الله عنه.
يقال. فلان ثالث ثلاثة، أو رابع أربعة.. أى: هو واحد من الثلاثة أو من
الأربعة.
فإذا قيل: فلان رابع ثلاثة أو خامس أربعة، فمعناه أنه صير الثلاثة
أربعة بإضافة ذاته إليهم، أو صير الأربعة خمسة.
وأسند سبحانه الإخراج إلى المشركين مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قد خرج بنفسه بإذن من الله، تعالى، لأنهم السبب في هذا الخروج حيث اضطروه إلى ذلك،
بعد أن تآمروا على قتله.
قيل: وجواب الشرط في قوله، إِلَّا تَنْصُرُوهُ محذوف وقوله فَقَدْ
نَصَرَهُ اللَّهُ تعليل لهذا المحذوف.
والتقدير: إلا تنصروه ينصره الله في كل حال. فَقَدْ نَصَرَهُ سبحانه
وقت أن أخرجه الكافرون من بلده ولم يكن معه سوى رجل واحد.
وقال صاحب الكشاف: فإن قلت. كيف يكون قوله فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ
جوابا للشرط؟.
قلت «فيه وجهان» أحدهما: إلا تنصروه فسينصره من نصره حين لم يكن معه
إلا رجل واحد. ولا أقل من الواحد، فدل بقوله. فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ على أنه
ينصره في المستقبل كما نصره في ذلك الوقت.
والثاني. أنه أوجب له النصرة وجعله منصورا في ذلك الوقت، فلن يخذل من
بعده، .
وقوله: ثانِيَ اثْنَيْنِ حال من الهاء في قوله أَخْرَجَهُ أى أخرجه
الذين كفروا حال كونه منفردا عن جميع الناس إلا أبا بكر الصديق- رضى الله عنه-.
وقوله: إِذْ هُما فِي الْغارِ بدل من قوله إِذْ أَخْرَجَهُ.
والغار: النقب العظيم يكون في الجبل. والمراد به هنا: غار جبل ثور.
وهو جبل في الجهة الجنوبية لمكة، وقد مكثا فيه ثلاثة أيام.
وقوله: إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا بدل
ثان من قوله إِذْ أَخْرَجَهُ.
أى. إلا تنصروه فقد نصره الله وقت أن أخرجه الذين كفروا من مكة، ووقت
أن كان هو وصاحبه أبو بكر في الغار، ووقت أن كان صلى الله عليه وسلم يقول لصاحبه
الصديق: لا تحزن إن الله معنا بتأييده ونصره وحمايته.
وذلك أن أبا بكر وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، أحس بحركة
المشركين من فوق الغار، فخاف خوفا شديدا لا على حياته هو، وإنما على حياة النبي
صلى الله عليه وسلم فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم منه ذلك، أخذ في تسكين روعه
وجزعه وجعل يقول له: لا تحزن إن الله معنا.
أخرج الشيخان عن أبى بكر قال. نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار،
وهم على رءوسنا، فقلت. يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت
قدميه، فقال:
«يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا» .
وقوله: فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ
بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها.. بيان لما أحاط الله به نبيه- صلى الله عليه وسلم- من
مظاهر الحفظ والرعاية.
والسكينة: من السكون، وهو ثبوت الشيء بعد التحرك. أو من السكن-
بالتحريك- وهو كل ما سكنت إليه نفسك، واطمأنت به من أهل وغيرهم.
والمراد بها هنا: الطمأنينة التي استقرت في قلب النبي صلى الله عليه
وسلم فجعلته لا يبالى بجموع المشركين المحيطين بالغار، لأنه واثق بأنهم لن يصلوا
إليه.
والمراد بالجنود المؤيدين له. الملائكة الذين أرسلهم- سبحانه- لهذا
الغرض: والضمير في قوله: عَلَيْهِ يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أى. فأنزل الله سكينته وطمأنينته وأمنه على رسوله صلى الله عليه وسلم
وأيده وقواه بجنود من الملائكة لم تروها أنتم، كان من وظيفتهم حراسته وصرف أبصار
المشركين عنه.
ويرى بعضهم أن الضمير في قوله عَلَيْهِ يعود إلى أبى بكر الصديق، لأن
الأصل في الضمير أن يعود إلى أقرب مذكور، وأقرب مذكور هنا هو الصاحب ولأن الرسول
لم يكن في حاجة إلى السكينة. وإنما الذي كان في حاجة إليها هو أبو بكر، بسبب ما
اعتراه من فزع وخوف.
وقد رد أصحاب الرأى الأول على ذلك بأن قوله وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ
لَمْ تَرَوْها الضمير فيه لا يصح إلا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو معطوف على ما
قبله فوجب أن يكون الضمير في قوله عَلَيْهِ عائدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
حتى لا يحصل تفكك في الكلام.
أما نزول السكينة فلا يلزم منه أن يكون لدفع الفزع والخوف، بل يصح أن
يكون لزيادة الاطمئنان، وللدلالة على علو شأنه صلى الله عليه وسلم.
قال ابن كثير قوله فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ أى.
تأييده ونصره عليه أى. على الرسول صلى الله عليه وسلم في أشهر القولين. وقيل. على
أبى بكر.
قالوا: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم تزل معه سكينة. وهذا لا
ينافي تجدد سكينة خاصة بتلك الحال، ولهذا قال: وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ
تَرَوْها أى: الملائكة
.
وقوله: وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ
اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا بيان لما ترتب على إنزال السكينة والتأييد بالملائكة.
والمراد بكلمة الذين كفروا. كلمة الشرك، أو كلمتهم التي اجتمعوا عليها
في دار الندوة وهي اتفاقهم على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمراد بكلمة الله: دينه الذي ارتضاه لعباده، وهو دين الإسلام، وما
يترتب على اتباع هذا الدين من نصر وحسن عاقبة، أى: كانت نتيجة إنزال السكينة
والتأييد بالملائكة، أن جعل كلمة الشرك هي السفلى، أى. المقهورة الذليلة. وكلمة
الحق والتوحيد المتمثلة في دين الإسلام هي العليا أى: هي الثابتة الغالبة النافذة.
وقراءة الجمهور برفع. كَلِمَةَ على الابتداء. وقوله هِيَ مبتدأ ثان:
وقوله:
الْعُلْيا خبرها، والجملة خبر المبتدأ الأول.
ويجوز أن يكون الضمير هِيَ ضمير فصل، وقوله الْعُلْيا هو الخبر وقرأ
الأعمش ويعقوب وَكَلِمَةُ اللَّهِ بالنصب عطفا على مفعول جعل وهو كَلِمَةَ
الَّذِينَ كَفَرُوا.
أى: وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وجعل كلمة الله هي العليا.
قالوا: وقراءة الرفع أبلغ وأوجه، لأن الجملة الاسمية تدل على الدوام
والثبوت، ولأن الجعل لم يتطرق إلى الجملة الثانية وهي قوله: وَكَلِمَةُ اللَّهِ
هِيَ الْعُلْيا لأنها في ذاتها عالية ثابتة، بدون جعلها كذلك في حادثة معينة.
بخلاف علو غيرها فهو غير ذاتى، وإنما هو علو مؤقت في حالة معينة، ثم مصيرها إلى
الزوال والخذلان بعد ذلك.
وقوله: وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ تذييل مقرر لمضمون ما قبله.
أى: والله- تعالى- عَزِيزٌ لا يغلبه غالب، ولا يقهره قاهر، ولا ينصر
من عاقبه ناصر، حَكِيمٌ في تصريفه شأن خلقه، لا قصور في تدبيره، ولا نقص في أفعاله.
هذا، ومن الأحكام التي أخذها العلماء من هذه الآية: الدلالة على فضل
أبى بكر الصديق- رضى الله عنه- وعلى علو منزلته، وقوة إيمانه، وشدة إخلاصه لله-
تعالى- ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ومما يشهد لذلك، أن الرسول صلى الله عليه وسلم عند ما أذن الله له بالهجرة،
لم يخبر أحدا غيره لصحبته في طريق هجرته إلى المدينة.
ولقد أظهر الصديق- رضى الله عنه- خلال مصاحبته للرسول صلى الله عليه
وسلم الكثير من ألوان الوفاء والإخلاص وصدق العقيدة .
قال الآلوسى ما ملخصه: واستدل بالآية على فضل أبى بكر.. فإنها خرجت
مخرج العتاب للمؤمنين ما عدا أبا بكر.. فعن الحسن قال: عاتب الله جميع أهل الأرض
غير أبى بكر فقال:
إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ الآية.
ولأن فيها النص على صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يثبت ذلك
لأحد من الصحابة: لأنه هو المراد بالصاحب في قوله إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ وهذا
مما وقع عليه الإجماع.
ومن هنا قالوا: من أنكر صحبة أبى بكر فقد كفر، لإنكار كلام الله، وليس
ذلك لسائر الصحابة
.
وقد ساق الإمام الرازي، والشيخ رشيد رضا، عند تفسيرهما لهذه الآية
اثنى عشر وجها في فضل أبى بكر الصديق- رضى الله عنه-، فارجع إليهما إن شئت .
معجزة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في غار ثور :
من معجزات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو اختفاء واحتجاب الرسول الكريم عن انظار جيش الكفار عندما وصلوا الى مدخل غار ثور حيث كان الرسول الكريم وابو بكر يختبئون داخل الغار بالقرب من المدخل وبحيث ان من يقف عند مدخل الغار وينظر للاسفل كان بالتأكيد سيراهما ، ولكن الكفار لم يروهما وذلك بقدرة وفضل الله عز وجل ، وهنا تكمن المعجزة ، وهناك العديد من الروايات بهذا الخصوص وجميع هذه الروايات تسير في احد اتجاهين :
١) الاتجاه الاول : بعض هذه الروايات تشير الى انه عندما خرج الرسول الكريم وابو بكر من مكة كان الكفر يلاحقونهما لكي يحاولوا قتل الرسول الكريم ، فلجأ الرسول الكريم (ص) الى غار ثور واختبأ بداخله مع ابو بكر رضي الله عنه ، وبعد ان دخلا الى الغار بدأت العناكب تنسج بيوتها بكثافة على مدخل الغار حتى غطت المدخل بكامله وبكثافة بحيث ان من يقف في الخارج ويحاول النظر الى داخل الغار لا يرى ما بداخل الغار بسبب كثافة بيوت العنكبوت التي تغطي المدخل بكامله ، ثم جاءت حمامة برية وقامت ببناء عشها على عند مدخل الغار وباضت داخل العش ثم رقدت فوق البيض . فلما وصل الكفار الى مدخل الغار لم يتمكنوا من رؤية ما بداخل الغار بسبب كثافة بيوت العنكبوت التي تغطي المدخل ، ولما شاهدوا الحمامة ترقد على بيضها عند مدخل فقال احد الكفار : من المستحيل ان يكون محمد (ص) بداخل الغار لان وجود بيوت العنكبوت يؤكد بان الغار مهجور ولم يدخله احد منذ سنين كما ان وجود هذه الحمامة فوق بيضها عند مدخل الغار يوكد بان الغار لم يدخله اي شخص منذ زمن طويل . ولهذا السبب غادر جميع الكفار ولم يحاولوا الدخول الى الغار .
٢) الاتجاه الثاني : بعض الروايات تشير الى ان الملائكة الكرام فردوا اجنحتهم على مدخل الغار فحجبوا الرسول الكريم (ص) وابو بكر عن انظار الكفار فلم يروهما نهائيا ولهذا غادر الكفار ولم يحاولوا دخول الغار .
ومعجزة اخفاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الانظار قد خدثت في بداية الدعوة وذلك في مكة قبل هجرته الى المدينة وكان ذلك عندما نزلت سورة اللهب الكريمة ، فجاءت امرأة ابي لهب تبحث عن الرسول الكريم لكي تسيء اليه ، وكان الرسول عليه السلام يجلس بجوار ابي بكر رضي الله عنه ، فوصلت عند ابي بكر وسألته عن الرسول الكريم علما بان الرسول الكريم جالسا بجوار ابي بكر ولكنها لم تراه نهائيا. وهذه الحادثة تؤكد معجزة اخفاء الرسول الكريم وحجبه عن الانظار ، وهي بذلك تؤكد الاتجاه الثاني في تفسير معجزة الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) في غار ثور
وقد جاء ذلك في حديث شريف عن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها ( رواه البزار ) والحديث كما يلي :
عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( لمَّا نزلتْ : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } جاءت امرأةُ أبي لهب ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جالس ومعه أبو بكر، فقال له أبو بكر: لو تَنَحَّيتَ لا تُؤذيكَ بشيء، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إنه سيُحالُ بيني وبينَها، فأقبلتْ حتى وقفت على أبي بكر، فقالت: يا أبا بكر هَجَانَا صاحبُكَ، فقال أبو بكر: لا وَرَبِّ هذه البُنَيَّةِ ما ينطقُ بالشِّعْر ولا يَتَفَوَّهُ به، فقالت: إنك لمُصَدَّقٌ، فلمَّا وَلَّتْ قال أبو بكر: ما رَأَتْك؟!، قال: لا ، ما زال مَلَكٌ يسترني حتى وَلَّتْ ) رواه البزار .