غار حراء جي اي اف - محمود شلبي

غار حراء  جي اي ف
بداية نزول الوحي على الرسول الكريم 
صلى الله عليه وسلم 
اضغط على الصورة  للتكبير 
Click on photo to see it big


( The first beginning of  Holy Quran revelation ) 
 The cave  shown in the photo , is called the  ( The Cave of  Hira) ,and  this cave is the location where the first verses of Holy Quran were revealed upon the Prophet Muhammad ( SAW) by the Angel Gabriel (PBUH)  
This cave  is located in  Al-Noor Mount  , this name  means in English  (the Mountain of light)  , it is  one of the mountains of  Mecca that is very adjacent to  The Sacred Mosque  and the Holy kaaba . When you stand at the entrance of the Hira Cave you could see the Holy Kaaba and the Sacred Mosque in front of you . 
The Prophet Muhammad (SAW) used to go the Cave of Hira to worship ALLAH (SWT)  there and to mediate the creation of  ALLAH (SWT) away of people  .
Most probably  it was  at night and precisely at the night of Honour  (according to some interpretations  of  Surat Al-Qadr which is chapter 97  of  Holy Quran) , when The Angel Gabriel (PBUH) descended from the heaven upon the Prophet Muhammad  while he was in the Cave of Hira . Saying this happened at the night of Honour is just a conclusion based upon some interpretations of Surat Al-Qadr , And only ALLAH ( SWT) knows the truth ! 
The Angel Gabriel (PBUH)  said to the Prophet Muhammad (SAW) :  Read !!!
The Prophet (SAW) Answered : I don't read ( I don't know reading ) 
The Angel Gabriel (PBUH)  hold him tightly in his arms and said to him once again : Read !!!
The Prophet repeated the same answer 
The Angel Gabriel hold him tightly in his arms and again said to him : Read !!
The Angel Gabriel (PBUH) repeated the same thing for 3 or 4 times and the Prophet (SAW) repeated the same answer in each time
The Anagel Gabriel  (PBUH ) then  said to the Prophet Muhammad (SAW) :

[96.1] Read (Prophet Muhammad) in the Name of your Lord who created,
[96.2] created the human from a (blood) clot.
[96.3] Read! Your Lord is the Most Generous,
[96.4] who taught by the pen,
[96.5] taught the human what he did not know.
[96.6] Indeed, surely the human is very insolent
[96.7] that he sees himself sufficed.
[96.8] Indeed, to your Lord is the returning.
[96.9] What do you think? Have you seen he who forbids
[96.10] a worshiper when he prays.
[96.11] Have you seen if he was upon guidance
[96.12] or orders piety?
[96.13] What do you think? Have you seen if he belies and turns away,
[96.14] does he not know that Allah sees?
[96.15] Indeed, if he does not desist, We will seize him by the forelock,
[96.16] a lying, sinful forelock.
[96.17] Then, let him call upon his council (of helpers),
[96.18] We, will call the Zabania (the harsh angels of Hell).
[96.19] No, indeed; do not obey him! Prostrate and come nearer (to Allah).
[ Holy Quran – Chapter 96 ( Surah 96 )- Surat Al-Alaq ( The Clot )  – Verses : 1-19]

And these were the first glorious verses of Holy Quran revealed to the Honourable  Prophet Muhammad (SAW) by the Angel Gabriel (PBUH) 
  

 
  

 غار حراء وروايات بدء نزول الوحي :

الروايات الصحيحة الثابتة عن بدء نزول الوحي على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في غار حراء 

1)  عن أم المؤمنين  السيدة عائشة رضي الله عنها وارضاها :
في صحيحي البخاري ومسلم ومسند أحمد وتفاسير الطبري والقرطبي وابن كثير والسيوطي وسيرة ابن هشام وتاريخ الطبري واللفظ للأول بسنده عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله (صمن الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد في الليالي ذوات العدد - قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ .
قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الأكرم)  فرجع بها رسول الله (ص)  يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب

الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان امرءا تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا بن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا بن أخي ماذا ترى ؟
فأخبره رسول الله (ص) خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله (ص): أو مخرجي هم؟ قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي (1) .


2)  عن ابن عباس :
في طبقات ابن سعد بسنده عن ابن عباس أن النبي (صقال: يا خديجة إني أسمع صوتا وأرى ضوءا، وإني أخشى أن يكون في جنن، فقالت: لم يكن الله ليفعل بك ذلك يا بن عبد الله، ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت له ذلك، فقال: إن يك صادقا فهذا ناموس مثل ناموس موسى، فإن يبعث وأنا حي فسأعزره وأنصره وأومن به (1) .
وفي رواية ثانية بسنده عن عكرمة، عن ابن عباس قال: فبينما رسول الله (ص)  على ذلك وهو بأجياد، إذ رأى ملكا واضعا إحدى رجليه على الأخرى في أفق السماء يصيح: يا محمد، أنا جبريل، يا محمد، أنا جبريل، فذعر رسول الله (ص)  من ذلك، وجعل يراه كلما رفع رأسه إلى السماء، فرجع سريعا إلى خديجة فأخبرها خبره وقال: يا خديجة والله ما أبغضت بغض هذه الأصنام شيئا قط ولا الكهان، وإني لأخشى أن أكون كاهنا، قالت: كلا يا بن عم لا تقل ذلك، فإن الله لا يفعل ذلك بك أبدا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتؤدي الأمانة وإن خلقك لكريم، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل، وهي أول مرة أتته، فأخبرته ما أخبرها به رسول الله (ص)  فقال ورقة: والله إن ابن عمك لصادق، وإن هذا لبدء نبوة، وإنه ليأتيه الناموس الأكبر، فمريه أن لا يجعل في نفسه إلا خيرا (2) .
3)  عن عروة بن الزبير:
في طبقات ابن سعد بسنده عن عروة أن رسول الله (صقال: يا خديجة إني أرى ضوءا وأسمع صوتا، لقد خشيت أن أكون كاهنا، فقالت: إن الله لا يفعل بك ذلك يا بن عبد الله، إنك تصدق الحديث وتؤدي الأمانة وتصل الرحم (3) .

4)  عن عبد الله بن شداد:
في تفسير الطبري وتاريخه: عن عبد الله بن شداد قال: اتى جبريل محمدا (ص) فقال: يا محمد اقرأ، فقال: ما أقرأ؟ قال: فضمه، ثم قال: يا محمد، أقرأ، قال: ما أقرأ؟ قال: فضمه، ثم قال: يا محمد، اقرأ، قال: وما أقرأ؟ قال:
(  اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الانسان من علق) حتى بلغ: (علم الانسان ما لم يعلم)، قال: فجاء إلى خديجة فقال: يا خديجة، ما أراني إلا قد عرض لي، قالت: كلا والله ما كان ربك يفعل ذلك بك، ما أتيت فاحشة قط، قال: فأتت خديجة ورقة بن نوفل فأخبرته الخبر، فقال: لئن كنت صادقة إن زوجك لنبي، وليلقين من أمته شدة، ولئن أدركته لأومنن به.
قال: ثم أبطأ عليه جبريل، فقالت له خديجة: ما أرى ربك إلا قد قلاك، قال: فأنزل الله عز وجل: (والضحى والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى) (1) .

5)  عبيد بن عمير الليثي:
نجد هذه الأخبار مجموعة في رواية قاص أهل مكة عبيد بن عمير الليثي كما رواه كل من ابن هشام والطبري بسند هما عن وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي: حدثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله (ص)  من النبوة حين جاء جبريل عليه السلام؟ فقال عبيد - وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس -: كان رسول الله (ص)  يجاور في حراء من كل سنة شهرا، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية - والتحنث: التبرر - وقال أبو طالب: وراق ليرقى في حراء ونازل فكان رسول الله (ص)  يجاور ذلك الشهر من كل سنة، يطعم من جاءه من المساكين، فإذا قضى رسول الله (صجواره من شهره ذلك، كان أول ما يبدأ به - إذا انصرف من جواره - الكعبة قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعا، أو ما شاء الله من ذلك، ثم يرجع إلى بيته، حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله عز وجل فيه ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها، وذلك في شهر رمضان، خرج رسول الله (ص)  إلى حراء - كما كان يخرج لجواره - معه أهله؟ حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها، جاءه جبريل بأمر الله فقال رسول الله (ص) :  فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج، فيه كتاب، فقال: اقرأ، فقلت: ما أقرأ؟ فغتني حتى ظننت أنه الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ماذا أقرأ؟ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلي بمثل ما صنع بي،
قال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)  إلى قوله: (علم الانسان ما لم يعلم)،  قال: فقرأته، قال: ثم انتهى، ثم انصرف عني وهببت من نومي، وكأنما كتب في قلبي كتابا.
قال: ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إلي من شاعر أو مجنون، كنت لا أطيق أن أنظر إليهما، قال: قلت: إن الأبعد - يعني نفسه - لشاعر أو مجنون، لا تحدث بها عني قريش أبدا! لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها فلأستريحن.
قال: فخرجت أريد ذلك، حتى إذا كنت في وسط من الجبل، سمعت صوتا من السماء يقول: يا محمد، أنت رسول الله، وأنا جبريل، قال: فرفعت رأسي إلى السماء؟ فإذا جبرئيل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء، يقول: يا محمد، أنت رسول الله وانا جبرئيل. قال: فوقفت أنظر إليه، وشغلني ذلك عما أردت فما أتقدم وما أتأخر، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك، فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي ولا أرجع ورائي، حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، حتى بلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني. ثم انصرف عني وانصرفت راجعا إلى أهلي، حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفا (1) فقالت: يا أبا القاسم، أين كنت؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك، حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي. قال: قلت لها: إن الأبعد لشاعر أو مجنون، فقالت:
أعيذك بالله من ذلك يا أبا القاسم ! ما كان الله ليصنع ذلك بك مع ما أعلم منك من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وحسن خلقك، وصلة رحمك ! وما ذاك يا بن عم ! لعلك رأيت شيئا ؟ قال: فقلت لها: نعم. ثم حدثتها بالذي رأيت، فقالت: أبشر يا بن عم وأثبت، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، ثم قامت فجمعت عليها ثيابها، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد - وهو ابن عمها، وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب، وسمع من أهل التوراة والإنجيل - فأخبرته بما أخبرها به رسول الله (ص )  أنه رأى وسمع،
 فقال ورقة : قدوس، قدوس ! والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس (2) الأكبر - يعني بالناموس جبرئيل عليه السلام، الذي كان يأتي موسى - وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له فليثبت. فرجعت خديجة إلى رسول الله (ص) ، فأخبرته بقول ورقة، فسهل ذلك عليه بعض ما هو فيه من الهم، فلما قضى رسول الله (ص) جواره وانصرف صنع كما كان يصنع، وبدأ بالكعبة فطاف بها. فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالبيت، فقال: يا بن أخي، أخبرني بما رأيت أو سمعت، فأخبره رسول الله (ص)فقال له ورقة: والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء إلى موسى، ولتكذبنه ولتؤذينه، ولتخرجنه، ولتقاتلنه، ولئن أنا أدركت ذلك لأنصرن الله نصرا يعلمه. ثم أدنى رأسه فقبل يافوخه، ثم انصرف رسول الله (ص)  إلى منزله.
وقد زاده ذلك من قول ورقة ثباتا، وخفف عنه بعض ما كان فيه من الهم.
 . اللهم صلى وسلم وبارك على اشرف الخلق الرسول الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين


 : سورة العلق الكريمة

بسم الله الرحمن الرحيم 

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (7) إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ (10) أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَىٰ (12)أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (13) أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ (14) كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15)نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب 

[ العلق 1 - 19]


Translation (1):

Holy Quran – Chapter 96 ( Surah 96 )- Surat Al-Alaq ( The Clot )  – Verses : 1-19

In the Name of Allah,the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful.


In the name of Allah, the Beneficent, the Merciful
Read! In the Name of your Lord, Who has created (all that exists), (1) He has created man from a clot (a piece of thick coagulated blood) (2) Read! And your Lord is the Most Generous, (3) Who has taught (the writing) by the pen. (4) He has taught man that which he knew not. (5) Nay! Verily, man does transgress (in disbelief and evil deed). (6) Because he considers himself self-sufficient. (7) Surely! unto your Lord is the return. (8) Have you (O Muhammad (SAW)) seen him (i.e. Abû Jahl) who prevents, (9) A slave (Muhammad (SAW)) when he prays? (10) Tell me, if he (Muhammad (SAW)) is on the guidance (of Allâh) (11) Or enjoins piety! (12) Tell me if he (Abû Jahl) denies (the truth, i.e. this Qur'ân), and turns away? (13) Knows he not that Allâh does see (what he does)? (14) Nay! If he (Abû Jahl) ceases not, We will catch him by the forelock — (15) A lying, sinful forelock! (16) Then, let him call upon his council (of helpers), (17) We will call the guards of Hell (to deal with him)! (18) Nay! (O Muhammad (SAW))! Do not obey him (Abû Jahl). Fall prostrate and draw near to Allâh! (19)


Translation (2):

Holy Quran – Chapter 96 ( Surah 96 )- Surat Al-Alaq ( The Clot )  – Verses : 1-19

In the Name of Allah,the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful.
  
[96.1] Read (Prophet Muhammad) in the Name of your Lord who created,
[96.2] created the human from a (blood) clot.
[96.3] Read! Your Lord is the Most Generous,
[96.4] who taught by the pen,
[96.5] taught the human what he did not know.
[96.6] Indeed, surely the human is very insolent
[96.7] that he sees himself sufficed.
[96.8] Indeed, to your Lord is the returning.
[96.9] What do you think? Have you seen he who forbids
[96.10] a worshiper when he prays.
[96.11] Have you seen if he was upon guidance
[96.12] or orders piety?
[96.13] What do you think? Have you seen if he belies and turns away,
[96.14] does he not know that Allah sees?
[96.15] Indeed, if he does not desist, We will seize him by the forelock,
[96.16] a lying, sinful forelock.
[96.17] So, let him call upon his way!
[96.18] We, will call the Zabania (the harsh angels of Hell).
[96.19] No, indeed; do not obey him! Prostrate and come nearer (to Allah).


Translation )3) :

Holy Quran – Chapter:  96 –  Surah: 96 - Surat Al-Alaq ( The Clot )  – Verses : 1-19

In the Name of Allah,the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful.

1: READ IN THE name of your Lord who created,
2: Created man from an embryo;
3: Read, for your Lord is most beneficent,
4: Who taught by the pen,
5: Taught man what he did not know.
6: And yet, but yet man is rebellious,
7: For he thinks he is sufficient in himself.
8: Surely your returning is to your Lord.
9: Have you seen him who restrains
10: A votary when he turns to his devotions?
11: Have you thought, if he had been on guidance
12: Or had enjoined piety, (it would have been better)?
13: Have you thought that if he denies and turns away,
14: Does he not know that God sees?
15: And yet indeed if he does not desist We shall drag him by the forelock,
16: By the lying, the sinful forelock.
17: So let him call his associates,
18: We shall call the guards of Hell.
19: Beware! Do not obey him, but bow in adoration and draw near (to your Lord).





 بداية نزول الوحي  وسورة العلق الكريمة :

هذه السورة الكريمة  هي اول سورة نزلت  من  القران الكريم ونزل بها جبريل عليه السلام على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  وهو يتعبد في غار حراء الذي يوجد بجوار بيت الله الحرام
وكان ذلك في يوم الإثنين 17 أو 24 أو21 من رمضان سنة 610م ، فكان ذلك بداية نزول النور والهداية والرحمة على البشرية  جمعاء وبعد ذلك تتابع نزول القرآن مدة 23 عاماً حتى وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ كان ينزل الوحي على الرسول في مكة طيلة 13 عاماً، حتى بلغ عدد السور التي نزلت 83 سورة وتسمي في القرآن سور مكية، ولما اشتد أذى الرسول من قريش هاجر ومن اتبعه إلى المدينة المنورة واستمر الوحي ينزل السور 31 سورة وتسمي في القرآن بالسور المدنية، وهكذا تكون اكتملت سور القرآن وانتهت مهمة جبريل عليه السلام في تبليغ الرسول بكلام الله، وبلغت عدد سور القرآن الكريم 114 سورة.
وبنزول هذه السورة الكريمة  بد
قبل شرح معاني الايات في سورة العلق الكريمة  لا بد من التحدث عن غار حراء وجبل النور لان سورة العلق مرتبطة بغار حراء حيث ان الخمسة ايات الاولي من سورة العلق كانت هي اول ايات القرأن الكريم  التي تنزل بها جبريل عليه السلام على الرسول الكريم  وكان ذلك في غار حراء الذي يوجد في جبل النور .

معلومات عن غار حراء  وجبل النور :

غار حراء هو الغار او الكهف الصغير الذي كان يختلي فيه رسول الله محمد  (صلى الله عليه وسلم ) قبل نزول القرآن عليه بواسطة جبريل عليه السلام ، حيث كان الرسول الكريم يختلي في هذا الغار في كل عام ، وكان يطعم  كل من ياتيه من الفقراء والمساكين اثناء خلوته في غار حراء .
وغار حراء هو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على النبي  وتنزل الوحي  في هذا الغار  باول ايات  القرأن الكريم  وهي الايات الخمسة الاولي من  سورة العلق ( إقرأ باسم ربك الذي خلق  خلق الانسان من علق  إقرأ وربك الاكرم  الذي علم بالقلم  علم الانسان مالم يعلم ) اما باقي ايات هذه السورة الكريمة فقد نزل متأخرا .
وغار حراء يقع في شرق مكة المكرمة على يسار الذاهب إلى عرفات في أعلى "جبل النورأو "جبل الإسلام"، على ارتفاع 634 متر، ويبعد تقريبًا مسافة 4 كم عن المسجد الحرام.
وغار حراء هو عبارة عن فجوة في جبل النور ، بابها نحو الشمال، وطولها أربعة أذرع وعرضها ذراع وثلاثة أرباع،  ويمكن لخمسة أشخاص فقط الجلوس فيها في آن واحد. والداخل لغار حراء يكون متجهًا نحو الكعبة كما ويمكن للواقف على الجبل أن يرى مكة وأبنيتها.
وغار حراء يوجد  في جبل النور ، و جبل النور هو جبل  يقع في الاتّجاه الشّماليّ الشّرقيّ من المسجد الحرام في مكة المكرمة، ويطلّ هذا الجبل على طريق العدل، ويُذكر في سبب تسميته بهذا الاسم ظهور أنوار النبوة فيه؛ حيث كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتعبّد فيه قبل البعثة، وفيه نزل الوحي على الرسول عليه السلام أول مرة بالرسالة في غار حراء، وتتجلّى في الصعود إلى قمة هذا الجبل مشاهد إيمانية ترتبط بنزول الوحي، وتعبّد النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من 14 قرناً ماضياً.
 شكل جبل النور :
 لا يشبه جبل النور أي جبل آخر من جبال العام؛ وذلك بسبب شكل قمته المشابهة بشكل كبير لسنام الجمل، وهذا الشكل جعل الجبل مميزاً ومشهوراً عند النظر إليه، وتشبه قمة جبل النور شكل الطربوش الذي يوضع على الرأس وهو جبل فريد الشكل، وتتصل قاعدته بجبيلات أخرى تمتد حوله من مختلف الاتجاهات، ويبلغ ارتفاع جبل النور حوالى  642م، وينحدر بشكل كبير من ارتفاع  380 – 500 م ، ثم يأخذ الانحدار شكل الزاوية القائمة حتى قمته، وتبلغ مساحة الجبل 5 كيلومترات مربعة و 250 متراً مربعاً.
 حقائق حول الجبل :
 هناك عدة حقائق تتعلق بجبل النور ومنها ان جبل النور يعد أحد الجبال الخمسة التي بنى فيها النبي إبراهيم عليه السلام الكعبة المشرفة.  ويذكر في بعض المراجع بان الحجارة التي بنيت منها الكعبة قد تم اخذها من جبل النور ، ويطل هذا  الجبل على العديد من الأحياء المكية، ومنها حي جبل النور الذي استمد تسميته من تسمية الجبل، وحي الغسالة، ووادي جليل الذي يضم البيوت المختلفة في طولها وشكلها.و يبعد جبل النور مسافة قدرها 4 كم عن المسجد الحرام. وتستغرق الرحلة إلى قمة الجبل قرابة ساعتين. يقع غار حراء على ارتفاع 634م في جبل النور، حيث انتشر الإسلام إلى العالم من فوق سفح هذا الجبل.
ويعتبر جبل النور وغار حراء من  أحد الأماكن التي يزورها الحجاج والمعتمرون في مواسم الحج والعمرة، حيث ان غار حراء وجبل النور  يذكر الأمة الإسلامية بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وبداية الدعوة، ويُشار إلى أنّ المكان لا يخلو من زيارة مختلف الجنسيات القادمة من أنحاء العالم.
  
تفسير ايات  سورة العلق : 
مقدمة وتمهيد
1)  هذه السورة الكريمة تسمى سورة «العلق» ، وتسمى سورة «اقرأ» وعدد آياتها تسع عشرة آية في المصحف الكوفي، وفي الشامي ثماني عشرة آية، وفي الحجازي عشرون آية.وصدر هذه السورة الكريمة يعتبر أول ما نزل من قرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.
2)  ومن أغراضها: التنويه بشأن القراءة والكتابة، والعلم والتعلم، والتهديد لكل من يقف في وجه دعوة الإسلام التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم من عند ربه- عز وجل- وإعلام النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله- تعالى- مطلع على ما يبيته له أعداؤه من مكر وحقد، وأنه- سبحانه- قامعهم وناصره عليهم، وأمره صلى الله عليه وسلم بأن يمضى في طريقه، دون أن يلتفت إلى مكرهم أو سفاهاتهم.وقد أجمع المحققون من العلماء ، على ن هذه الآيات الكريمة ، أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم من قرآن على الإطلاق ، فقد أخرج الشيخان وغيرهما عن عائشة قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحى ، الرؤيا الصالحة فى النوم . فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح . ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث - أى : فيتعبد - فيه الليالى ذوات العدد ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لذلك ، حتى جاءه الحق وهو فى غار حراء . فجاءه الملك فقال له : ( اقرأ )قال : ما أنا بقارئ ، قال صلى الله عليه وسلم فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى فقال : ( اقرأ ) فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى فقال : ( اقرأ )فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذنى فغطنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى فقال:
(اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ . خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ....)
وما ورد من أحاديث تفيد أن أول سورة نزلت هى " سورة الفاتحة " فمحمول على أن أول سورة نزلت كاملة هى سورة الفاتحة .كذلك ما ورد من أحاديث فى أن أول ما نزل سورة المدثر ، محمول على أن أول ما نزل بعد فترة الوحى . أما صدر سورة العلق فكان نزوله قبل ذلك .قال الآلوسى - بعد أن ساق الأحاديث التى وردت فى ذلك - : " وبالجملة فالصحيح - كما قال بعض وهو الذى أختاره - أن صدر هذه السورة الكريمة ، هو أول ما نزل من القرآن على الإِطلاق . وفى شرح مسلم : الصواب أن أول ما نزل " اقرأ " أى : مطلقاً ، وأول ما نزل بعد فترة الوحى ، يأيها المدثر " ، وأما قول من قال من المفسرين ، أول ما نزل الفاتحة ، فبطلانه أظهر من أن يذكر " .والذى نرجحه ونميل إليه أن أول ما نزل  من قرآن على الإطلاق ، هو صدر هذه السورة لكريمة إلى قوله ( مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ، لورود الأحاديث الصحيحة بذلك . أما بقيتها فكان نزوله متأخراً .قال الأستاذ الإِمام " أما بقية السورة فهو متأخر النزول قطعاً ، وما فيه من ذكر أحوال المكذبين ، يدل على أنه إنما نزل بعد شيوع خبر البعثة ، وظهور أمر النبوة ، وتحرش قريش لإيذائه صلى الله عليه وسلم ".وقد افتتحت السورة الكريمة بطلب القراءة من النبى صلى الله عليه وسلم مع أنه كان أميا لتهيئة ذهنه لما سيلقى عليه صلى الله عليه وسلم من وحى . . فقال - سبحانه - : ( اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ ) . أى : اقرأ - أيها الرسول الكريم - ما سنوحيه إليك من قرآن الكريم- ما سنوحيه إليك من قرآن كريم - ولتكن قراءتك ملتبسة باسم ربك ، وبقدرته وإرادته ، لا باسم غيره ، فهو - سبحانه - الذى خلق الأشياء جميعها ، والذى لا يعجزه أن يجعلك قارئاً ، بعد كونك لم تكن كذلك .وقال - سبحانه - ذاته بقوله : ( الذي خَلَقَ ) للتذكير بهذه النعمة ، لأن الخلق هو أعظم النعم ، وعليه تترتب جميعها .

خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)
وجملة خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ بدل من قوله الَّذِي خَلَقَ بدل بعض من كل، إذ خلق الإنسان يمثل جزءا من خلق المخلوقات التي لا يعلمها إلا الله.و «العلق» الدم الجامد، وهو الطور الثاني من أطوار خلق الإنسان.وقيل: العلق: مجموعة من الخلايا التي نشأت بطريقة الانقسام عن البويضة الملقحة، وسمى «علقا» لتعلقه بجدار الرحم .والمقصود من هذه الجملة الكريمة بيان مظهر من مظاهر قدرته- تعالى- فكأنه- سبحانه- يقول: إن من كان قادرا على أن يخلق من الدم الجامد إنسانا يسمع ويرى ويعقل ... قادر- أيضا- على أن يجعل منك- أيها الرسول الكريم- قارئا، وإن لم تسبق لك القراءة.وخص- سبحانه- خلق الإنسان بالذكر، لأنه أشرف المخلوقات ولأن فيه من بدائع الصنع والتدبير ما فيه.

اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)
وقوله- تعالى-: اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ أى: امض لما أمرتك به من القراءة، فإن ربك الذي أمرك بالقراءة هو الأكرم من كل كريم، والأعظم من كل عظيم.قالوا: وإنما كرر- سبحانه- الأمر بالقراءة، لأنه من الملكات التي لا ترسخ في النفس إلا بالتكرار والإعادة مرة فمرة.وجملة وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ مستأنفة لقصد بيان أنه- تعالى- أكرم من كل من يلتمس منه العطاء، وأنه- سبحانه- قادر على أن يمنح نبيه نعمة القراءة، بعد أن كان يجهلها.

الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)
وقوله- تعالى-: الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ أى: علم الإنسان الكتابة بالقلم، ولم يكن له علم بها، فاستطاع عن طريقها أن يتفاهم مع غيره، وأن يضبط العلوم والمعارف، وأن يعرف أخبار الماضين وأحوالهم، وأن يتخاطب بها مع الذين بينه وبينهم المسافات الطويلة.ومفعولا «علّم» محذوفان، دل عليهما قوله بِالْقَلَمِ أى: علم ناسا الكتابة بالقلم.وتخصيص هذه الصفة بالذكر، للإيماء إلى إزالة ما قد يخطر بباله صلى الله عليه وسلم من تعذر القراءة بالنسبة له، لجهله بالكتابة، فكأنه- تعالى- يقول له: إن من علم غيرك القراءة والكتابة بالقلم، قادر على تعليمك القراءة وأنت لا تعرف الكتابة، ليكون ذلك من معجزاتك الدالة على صدقك، وكفاك بالعلم في الأمى معجزة.

عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
وجملة عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ خبر عن قوله- تعالى-: وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ وما بينهما اعتراض، ويصح أن تكون بدل اشتمال مما قبلها وهو قوله عَلَّمَ بِالْقَلَمِ أى:علم الإنسان بالقلم وبدونه ما لم يكن يعلمه من الأمور على اختلافها، والمراد بالإنسان في هذه الآيات جنسه.والمتأمل في هذه الآيات الكريمة، يراها قد جمعت أصول الصفات الإلهية، كالوجود، والوحدانية، والقدرة والعلم، والكرم.قال الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآيات: فأول شيء من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات، وهو أول رحمة رحم الله بها العباد، وأول نعمة أنعم الله بها عليهم، وفيها التنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقة، وأن من كرمه- تعالى- أن علم الإنسان ما لم يعلم، فشرفه وكرمه بالعلم، وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم على الملائكة ... .وقال المرحوم الشيخ محمد عبده: ثم إنه لا يوجد بيان أبرع ولا دليل أقطع على فضل القراءة والكتابة والعلم بجميع أنواعه، من افتتاح الله كتابه وابتدائه الوحى، بهذه الآيات الباهرات، فإن لم يهتد المسلمون بهذا الهدى، ولم ينبههم النظر فيه إلى النهوض، وإلى تمزيق تلك الحجب التي حجبت عن أبصارهم نور العلم ... وإن لم يسترشدوا بفاتحة هذا الكتاب المبين، ولم يستضيئوا بهذا الضياء الساطع ... فلا أرشدهم الله ... .

كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6)
ثم بين- سبحانه- بعد ذلك الأسباب التي تحمل الإنسان على الطغيان فقال: كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى. أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى.و «كلا» حرف ردع وزجر لمن تكبر وتمرد ... فهو زجر عما تضمنه ما بعدها، لأن ما قبلها ليس فيه ما يوجب الزجر والردع، ويصح أن تكون «كلا» هنا بمعنى حقا. وقوله:لَيَطْغى من الطغيان، وهو تجاوز الحق في التكبر والتمرد.

أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (7)
والضمير في قوله رَآهُ يعود على الإنسان الطاغي، والجملة متعلقة بقوله لَيَطْغى بحذف لام التعليل، والرؤية بمعنى العلم.والمعنى: حقا إن الإنسان ليتعاظم ويتكبر ويتمرد على الحق، لأنه رأى نفسه ذا غنى في المال والجاه والعشيرة، ورآها- لغروره وبطره- ليست في حاجة إلى غيره.والمراد بالإنسان هنا: جنسه لأن من طبع الإنسان أن يطغى، إذا ما كثرت النعم بين يديه، إلا من عصمه الله- تعالى- من هذا الخلق الذميم، بأن شكره- سبحانه- على نعمه، واستعملها في طاعته.وقيل المراد بالإنسان هنا: أبو جهل، وأن هذه الآيات وما بعدها حتى آخر السورة قد نزلت في أبى جهل، فقد أخرج البخاري عن ابن عباس قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا يصلى عند الكعبة، لأطأن على عنقه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «لئن فعل لأخذته الملائكة» .. . ونزول هذه الآيات في شأن أبى جهل لا يمنع عموم حكمها، ويدخل في هذا الحكم دخولا أوليا أبو جهل، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ (8)
وقوله- تعالى-: إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى
تهديد ووعيد لهذا الطاغي، والرّجعى:مصدر بمعنى الرجوع. تقول: رجع إليه رجوعا ومرجعا ورجعي بمعنى واحد.والمعنى: لا تحزن- أيها الرسول الكريم- مما تفوه به هذا الطاغي وأمثاله، فإن إلى ربك وحده مرجعهم، وسيشاهدون بأعينهم ما أعددناه لهم من عذاب مهين، وسيعلمون حق العلم أن ما يتعاظمون به من مال، لن يغنى عنهم من عذاب الله شيئا يوم القيامة.

أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ (9)
ثم عجّب- سبحانه- نبيه صلى الله عليه وسلم من حال هذا الشقي وأمثاله، فقال: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى. عَبْداً إِذا صَلَّى. فالاستفهام في قوله- تعالى-: أَرَأَيْتَ ... للتعجيب من جهالة هذا الطاغي، وانطماس بصيرته، حيث نهى عن الخير، وأمر بالشر، والمراد بالعبد: رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنكيره للتفخيم والتعظيم.أى: أرأيت وعلمت- أيها الرسول الكريم- حالا أعجب وأشنع من حال هذا الطاغي الأحمق، الذي ينهاك عن إقامة العبادة لربك الذي خلقك وخلقه.

عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ (10)
ثم عجَّب - سبحانه - نبيه صلى الله عليه وسلم من حال هذا الشقى وأمثاله ، فقال : ( أَرَأَيْتَ الذي ينهى . عَبْداً إِذَا صلى ) . فالاستفهام فى قوله - تعالى - : ( أَرَأَيْتَ . . . ) للتعجيب من جهالة هذا الطاغى ، وانطماس بصيرته ، حيث نهى عن الخير ، وأمر بالشر ، والمراد بالعبد : رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنكيره للتفخيم والتعظيم .أى : أرأيت وعلمت - أيها الرسول الكريم - حالا أعجب وأشنع من حال هذا الطاغى الأحمق ، الذى ينهاك عن إقامة العبادة لربك الذى خلقك وخلقه .

أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ (11) 
وقوله- سبحانه-: أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى خطاب آخر للنبي صلى الله عليه وسلم أى: أرأيت- أيها الرسول الكريم- إن صار هذا الإنسان- الطاغي الكافر- على الهدى، فاتبع الحق، ودعا إلى البر والتقوى ... أما كان ذلك خيرا له من الإصرار على الكفر، ومن نهيه إياك عن الصلاة، فجواب الشرط محذوف للعلم به.فالمراد بالهدى: اهتداؤه إلى الصراط المستقيم، والمراد بالتقوى: صيانة نفسه عن كل ما يغضب الله- تعالى-، وأمره غيره بذلك.

أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَىٰ (12)
قوله- سبحانه-: أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى خطاب آخر للنبي صلى الله عليه وسلم أى: أرأيت- أيها الرسول الكريم- إن صار هذا الإنسان- الطاغي الكافر- على الهدى، فاتبع الحق، ودعا إلى البر والتقوى ... أما كان ذلك خيرا له من الإصرار على الكفر، ومن نهيه إياك عن الصلاة، فجواب الشرط محذوف للعلم به.فالمراد بالهدى: اهتداؤه إلى الصراط المستقيم، والمراد بالتقوى: صيانة نفسه عن كل ما يغضب الله- تعالى-، وأمره غيره بذلك.

أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (13)
وقوله – تعالى - : ( أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وتولى . أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ الله يرى  ) .
أى : أرأيت - أيها الرسول الكريم - إن كذب هذا الكافر بما جئته به من عندنا ، وتولى وأعرض عما تدعوه إليه من إيمان وطاعة لله رب العالمين . أرأيت إن فعل ذلك ، أفلا أرشده عقله إلى أن خالق هذا الكون يراه ، وسيجازيه بما يستحقه من عذاب مهين؟
فالمقصود من هذه الآيات الكريمة التى تكرر فيها لفظ " أرأيت " ثلاث مرات : تسلية النبى صلى الله عليه وسلم . وتعجيبه من حال هذا الإِنسان الطاغى الشقى ، الذى أصر على كفره . وآثر الغى على الرشد . والشرك على الإِيمان . . وتهديد هذا الكافر الطاغى بسوء المصير ، لأن الله - تعالى - مطلع على أعماله القبيحة . . وسيعاقبه العقاب الأكبر .

أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ (14)

قال صاحب الكشاف : فإن قلت : فأين جواب الشرط - أى فى قوله - تعالى - : ( أَرَأَيْتَ إِن كَانَ على الهدى ) ؟ قلت : هو محذوف تقديره : إن كان على الهدى ، ألم يعلم بأن الله يرى ، وإنما حذف لدلالة ذكره فى جواب الشرط الثانى .فإن قلت : فكيف صح أن يكون " ألم يعلم " جوابا للشرط؟ قلت : كما صح فى قولك : إن أكرمتك أتكرمنى؟ وإن أحسن إليك زيد هل تحسن إليه؟ .

كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15)
وقوله- سبحانه-: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ردع وزجر لهذا الكافر الطاغي الناهي عن الخير، ولكل من يحاول أن يفعل فعله.والسفع: الجذب بشدة على سبيل الإذلال والإهانة، تقول: سفعت بالشيء، إذا جذبته جذبا شديدا بحيث لا يمكنه التفلت أو الهرب ... وقيل: هو الاحتراق، من قولهم: فلان سفعته النار، إذا أحرقته وغيرت وجهه وجسده. والناصية: الشعر الذي يكون في مقدمة الرأس.أى: كلا ليس الأمر كما فعل هذا الإنسان الطاغي، ولئن لم يقلع عما هو فيه من كفر وغرور، لنقهرنه، ولنذلنه، ولنعذبنه عذابا شديدا في الدنيا والآخرة.والتعبير بقوله- تعالى-: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ يشعر بالأخذ الشديد، والإذلال المهين، لأنه كان من المعروف عند العرب، أنهم كانوا إذا أرادوا إذلال إنسان وعقابه، سحبوه من شعر رأسه.والتعريف في الناصية، للعهد التقديري. أى: بناصية ذلك الإنسان الطاغي، الذي كذب وتولى، ونهى عن إقامة الصلاة.

نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)
وقوله- تعالى-: ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ بدل من الناصية، وجاز إبدال النكرة من المعرفة، لأن النكرة قد وصفت. فاستقلت بالفائدة.وخاطئة: اسم فاعل من خطئ فلان- كعلم- فهو خاطئ وهو الذي يأتى الذنب متعمدا، ووصفت الناصية بأنها خاطئة مبالغة في تعمد هذا الإنسان لارتكاب المنكر، على حد قولهم: نهار صائم، أى: صائم صاحبه، ولأن الناصية هي مظهر الغرور والكبرياء.أى: لئن لم ينته هذا الفاجر المغرور عن كفره ... لنذلنه إذلالا شديدا ... ولنسحبنه إلى النار من ناصيته التي طالما كذبت بالحق، وتعمدت ارتكاب المنكر ...

فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)
وقوله- سبحانه-: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ رد على غروره وتفاخره بعشيرته، فقد جاء في الحديث الشريف أن أبا جهل عند ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، نهره النبي صلى الله عليه وسلم وزجره وأغلظ له القول ... فقال أبو جهل: أتهددني يا محمد وأنا أكثر هذا الوادي ناديا، فأنزل الله- سبحانه-: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ. سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ.وأصل النادي: المكان الذي يجتمع فيه الناس للحديث، ولا يسمى المكان بهذا الاسم إلا إذا كان معدا لهذا الغرض، ومنه دار الندوة، وهي دار كان أهل مكة يجتمعون فيها للتشاور في مختلف أمورهم، وسمى بذلك لأن الناس يندون إليه، أى: يذهبون إليه، أو ينتدون فيه، أى: يجتمعون للحديث فيه. يقال: ندا القوم ندوا- من باب غزا- إذا اجتمعوا.والأمر في قوله- تعالى-: فَلْيَدْعُ للتعجيز، والكلام على حذف مضاف. أى:فليدع هذا الشقي المغرور أهله وعشيرته لإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، ولمنعه من الصلاة، إن قدروا على ذلك، فنحن من جانبنا سندع الزبانية، وهم الملائكة الغلاظ الموكلون بعقاب هذا المغرور وأمثاله.

سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) 
ولفظ الزبانية في كلام العرب: يطلق على رجال الشرطة الذين يزبنون الناس، أى:يدفعونهم إلى ما يريدون دفعهم إليه بقوة وشدة وغلظة، جمع زبنيّة، وأصل اشتقاقه من الزّبن، وهو الدفع الشديد، ومنه قولهم: حرب زبون، إذا اشتد الدفع والقتال فيها، وناقة زبون إذا كانت تركل من يحلبها.والمقصود بهاتين الآيتين، التهكم بهذا الإنسان المغرور، والاستخفاف به وبكل من يستنجد به، ووعيده بأنه إن استمر في غروره ونهيه عن الصلاة فسيسلط الله- تعالى- عليه ملائكة غلاظا شدادا. لا قبل له ولا لقومه بهم.

كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩ (19)
وقوله- تعالى-: كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ردع آخر لهذا الكافر عن الغرور والبطر والطغيان، وإبطال لدعواه أنه سيدع أهل ناديه، وتأكيد لعجزه عن منع الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة.أى: كلا ليس الأمر كما قال هذا المغرور من أن أهله وعشيرته سينصرونه، وسيقفون إلى جانبه في منعك أيها الرسول الكريم- من الصلاة، فإنهم وغيرهم أعجز من أن يفعلوا ذلك، وعليك- أيها الرسول الكريم- أن تمضى في طريقك وأن تواظب على أداء الصلاة في المكان الذي تختاره، ولا تطع هذا الشقي، فإنه جاهل مغرور، واسجد لربك وتقرب إليه- تعالى- بالعبادة والطاعة، وداوم على ذلك.فالمقصود بهذه الآية الكريمة، حض النبي صلى الله عليه وسلم على المداومة على الصلاة في الكعبة، وعدم المبالاة بنهي الناهين عن ذلك، فإنهم أحقر من أن يفعلوا شيئا ...نسأل الله- تعالى- أن يجعلنا جميعا من عباده الصالحين.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.