سورة التكاثر - الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر - محمود شلبي

سورة التكاثر 
الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر 
اضغط على الصورة للتكبير
Click on photo to see it big


سورة التكاثر الكريمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8

[ التكاثر 1 – 8 ]

Translation (1) :

Holy Quran –  Chapter : 102  - Surat : At-Takathur  ( The Excessive Gathering ) –
Verses : 1-8

In the name of ALLAH , the Almighty God, the Most Gracious, the Most Merciful
  
The mutual rivalry (for piling up of worldly things) diverts you, (1)
 Until you visit the graves (i.e. till you die). (2)
 Nay! You shall come to know! (3)
 Again, Nay! You shall come to know! (4)
 Nay! If you knew with a sure knowledge (the end result of piling up, you would not have been occupied yourselves in worldly things) (5)
Verily, You shall see the blazing Fire (Hell)! (6)
And again, you shall see it with certainty of sight! (7)
 Then, on that Day, you shall be asked about the delights[] (you indulged in, in this world)! (8)

  
Translation (2) :

Holy Quran –  Chapter : 102  - Surat : At-Takathur  ( The Excessive Gathering ) –
Verses : 1-8

In the name of ALLAH , the Almighty God, the Most Gracious, the Most Merciful

1: THE AVARICE OF plenitude keeps you occupied
2: Till you reach the grave.
3: But you will come to know soon; --
4: Indeed you will come to know soon.
5: And yet if you knew with positive knowledge
6: You have indeed to behold Hell;
7: Then you will see it with the eye of certainty.
8: Then on that day you will surely be asked about the verity of pleasures.


Translation (3) :

Holy Quran –  Chapter : 102  - Surat : At-Takathur  ( The Excessive Gathering ) –
Verses : 1-8

In the name of ALLAH , the Almighty God, the Most Gracious, the Most Merciful

 [102.1] The excessive gathering (of increase and boasting) occupied you (from worshipping and obeying)
[102.2] until you visit the graves.
[102.3] But no, indeed, you shall soon know.
[102.4] Again, no indeed, you shall soon know.
[102.5] Indeed, did you know with certain knowledge
[102.6] that you shall surely see Hell?
[102.7] Again, you shall surely see it with the sight of certainty.
[102.8] On that Day, you shall be questioned about the pleasures



مقدمة :

اذا تاملت  في جميع الناس  الذين حولك من اقارب او اصدقاء  وجميع الناس في العالم  ستلاحظ  بان  اغلب هؤلاء الناس مشغولين جدا في اكثار او زيادة  شيء ما ..  فمن يمتلك الف دينار  يريد ان يجعلهم الفين ومن يسكن في بيت بالاجار يريد ان يمتلك شقة  ومن يمتلك شقة يريد ان يمتلك فيلا   ومن لا يمتلك سيارة يريد ان يمتلك واحده ومن  يمتلك سيارة  يريد ان يمتلك سيارة افضل منها  ومنهم من يحلم بامتلاك يخت او طائرة خاصة  كبعض الاثرياء ومنهم ما  هو مشغول  بزيادة  ما عنده من الذهب والجواهر  ومنهم  ما هو مشغول بامر الزواج  ويسعى للزواج من اجل ان ينجب ابناء  ومن لديه ابن واحد او ابنة واحدة يريد المزيد من الابناء الذكور  ...

فالجميع مشغول  باكثار ما لديه من ممتلكات  سواء كانت هذه الممتلكات   اموال وذهب او ابناء  او بيوت  وقصور او سيارات وطائرات  والجميع مشغول بالاكثار من ممتلكاته والجميع مشغول ليلا ونهارا في اكثار ما يمتلكه  ولدرجة انه ينسى  التفكير في نهاية هذا التعب والمجهود الذي يبذله في زيادة واكثار ممتلكاته وينسى التفكير في نهاية هذا الطريق الذي يسير  فيه  والذي هو طريق الاكثار والتكاثر في الممتلكات  وينسى بانه بعد كل هذا التعب والمجهود  سيذهب الى المقبرة  ليتم دفنه  في حفرة بطول مترين وعرض متر  وبعمق مترين   ولكي يصبح  واحدا من الاموات ومن اهل القبور  وسكان المقابر ... فهذه هي النهاية الحتمية و التي لامفر منها  وستاتي عاجلا ام اجلا  ....  وكثير من الناس لا يدرك هذه الحقيقة الا بعد ان يصبح في داخل قبره  ومن اهل المقابر  .
ان الشخص الذي لا يعبد الله  عز وجل حق عبادته  ولا يعمل للاخرة  و يضيع ويفني عمره وحياته  فقط في التكاثر وفي اكثار ما لديه من اموال وممتلكات وابناء  ، ان هذا الشخص لو كان عاقلا  ويعلم  اليقين او يعلم الحقيقة والواقع  لكان ادرك بان مثل هذه الحياة التي يعيشها في الدنيا  هي عبارة عن  جحيم   فحياة كهذه هي بالفعل جحيم  لانها عراك وكدح وتعب وهموم  ونكد  متواصل لا يتوقف وفي النهاية يكون هناك المرض والشيخوخة ثم  الموت والمقابر  ولذا فان مثل هذا الشخص هو  يرى الجحيم  في الدنيا  وعندما يموت  فهو  سيرى الجحيم  الحقيقي والفعلي  بعينيه  عندما يدخل النار بسبب تقصيره في عبادة الله تبارك وتعالى وعمل الطاعات  وبسبب تضييع عمره وحياته في التكاثر بالاموال  والبنين والممتلكات  فقط . 
وهذه  بعض معاني هذه السورة الكريمة والعظيمة .


تفسير سورة التكاثر :

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)

تفسير سورة التكاثر
مقدمة وتمهيد
 
سورة «التكاثر» من السور المكية، وسميت في بعض المصاحف سورة «ألهاكم» وكان بعض الصحابة يسمونها (المقبرة)
قال القرطبي: وهي مكية في قول المفسرين. وروى البخاري أنها مدنية وهي ثماني آيات.
وقد ذكروا في سبب نزولها روايات منها: ما روى عن ابن عباس أنها نزلت في حيين من قريش، بنى عبد مناف. وبنى سهم، تكاثروا بالسادة والأشراف في الإسلام، فقال كل حي منهم: نحن أكثر سيدا، وأعز نفرا ... فنزلت هذه السورة ... .
2-
ومن أغراض السورة الكريمة: النهى عن التفاخر والتكاثر، والحض على التزود بالعمل الصالح، وعلى ما ينجى من العذاب، والتأكيد على أن يوم القيامة حق، وعلى أن الحساب حق، وعلى أن الجزاء حق ...
قوله - سبحانه - : ( أَلْهَاكُمُمن اللهو وهو الغفلة عن مواطن الخير ، والانشغال عما هو نافع .
والتكاثر : التبارى والتباهى بالكثرة فى شئ مرغوب فيه كالمال والجاه . .
أى : شغلكم - أيها الناس - التباهى والتفاخر بكثرة الأموال والأولاد والعشيرة ، كما ألهاكم حب الدنيا عن القيام بما كلفناكم به . .


حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)

حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ أى: بقيتم على هذه الحال، حتى أتاكم الموت، ودفنتم في قبوركم، وانصرف عنكم أحب الناس إليكم، وبقيتم وحدكم.
والخطاب عام لكل عاقل، ويدخل فيه المشركون والفاسقون، الذين آثروا الدنيا على الآخرة دخولا أوليا.
فالمراد بزيارة المقابر: انتهاء الآجال، والدفن في القبور بعد الموت. وعبر- سبحانه- عن ذلك بالزيارة. لأن الميت يأتى الى القبر كالزائر له، ثم بعد ذلك يخرج منه يوم البعث والنشور، للحساب والجزاء، فوجوده في القبر إنما هو وجود مؤقت بوقت يعلمه الله- تعالى-.
وقد روى أن أعرابيا عند ما سمع هذه الآية قال: بعثوا ورب الكعبة، فقيل له كيف ذلك؟
فقال: لأن الزائر لا بد أن يرتحل.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التهالك على حطام الدنيا، في أحاديث كثيرة منها ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن الشّخّير قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
«
ألهاكم التكاثر قال: يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك من مالك يا ابن آدم إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت» .


كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3)

وقوله- تعالى-: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ردع وزجر عن الانشغال عن طاعة الله، وعن التكاثر بالأموال والأولاد.
وكرر لفظ «كلا» ثلاث مرات في هذه السورة، لتأكيد هذا الزجر والردع عن كل ما يشغل الإنسان عن وجوه الخير والبر.
والتعبير بقوله: سَوْفَ لزيادة الزجر، ولتحقيق حصول العلم، وحذف مفعول تَعْلَمُونَ لظهوره من المقام. أى: اتركوا التشاغل بالدنيا والتفاخر بالأموال، فإنكم إن بقيتم على ذلك بدون توبة صادقة، فسوف تعرفون سوء عاقبة ذلك معرفة لا يخامرها شك، ولا يفارقها ريب.
وجملة ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ مؤكدة تأكيدا لفظيا للجملة التي قبلها، وهذا التأكيد المقصود منه المبالغة في الردع والزجر والتحذير من التكاثر والتفاخر ...


ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)

وجملة ( ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَمؤكدة تأكيدا لفظيا للجملة التى قبلها ، وهذا التأكيد المقصود منه المبالغة فى الردع والزجر والتحذير من التكاثر والتفاخر . .


كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)

ثم أضاف- سبحانه- إلى كل ما سبق من تحذيرات، زواجر أخرى فقال: كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ. لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ. ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ ...
وجواب «لو» محذوف لقصد التهويل، و «اليقين» فعيل بمعنى مفعول، وعلم اليقين هو العلم الجازم المطابق للواقع الذي لا شك فيه. والإضافة فيه من إضافة الموصوف إلى الصفة، أو من إضافة العام الى الخاص.
أى: لو تعلمون- علما موثوقا به- سوء عاقبة انشغالكم عن ذكر الله- تعالى- وتكاثركم وتفاخركم بالأموال والأولاد ... لشغلكم هذا العلم اليقيني عما أنتم عليه من التشاغل والتكاثر.
فالمقصود بهذه الجملة الكريمة: الزيادة في ردعهم، لأنه من عادة الغافلين المكابرين. أنك إذا ذكرتهم بالحق وبالرشاد ... زعموا أنهم ليسوا في حاجة إلى هذا الإرشاد، لأنهم أهل علم ومعرفة بالعواقب، فكانت هذه الآية الكريمة بمثابة تنبيههم بأنهم ليسوا على شيء من العلم الصحيح، لأنهم لو كانوا كذلك لما تفاخروا، ولما تكاثروا.

لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)

وقوله - سبحانه - : ( لَتَرَوُنَّ الجحيمجواب قسم مقدر ، قصد به تأكيد الوعيد الشديد فى التهديد ، وبيان أن المهدد به رؤية الجحيم فى الآخرة ، أى : والله لترون الجحيم فى الآخرة .



ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)

ثم أكد- سبحانه- هذا المعنى تأكيدا قويا فقال: ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ أى: ثم لترون الجحيم رؤية هي ذات اليقين ونفسه وعينه، وذلك بأن تشاهدوها مشاهدة حقيقية، بحيث لا يلتبس عليكم أمرها.
وقد قالوا إن مراتب العلم ثلاثة: علم اليقين وهو ما كان ناتجا عن الأدلة والبراهين.
وعين اليقين: وهو ما كان عن مشاهدة وانكشاف.
وحق اليقين: وهو ما كان عن ملابسة ومخالطة.
ومثال ذلك أن تعلم بالأدلة أن الكعبة موجودة، فذلك علم اليقين، فإذا رأيتها بعينيك فذلك عين اليقين، فإذا ما دخلت في جوفها فذلك حق اليقين ...
فأنت ترى أنه- سبحانه- قد حذر الناس من الاشتغال عن طاعته، ومن التباهي والتكاثر، بأبلغ أساليب التأكيد وأقواها.


ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)

ثم ختم- سبحانه- السورة بقوله: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ، والمراد بالنعيم هنا: ما يتنعم به الإنسان خلال حياته الدنيوية من مال وولد، ومن طعام وشراب، ومن متعة وشهوة ... من النعومة التي هي ضد الخشونة.
أى: ثم إنكم بعد ذلك- أيها الناس- والله لتسألن يوم القيامة عن ألوان النعم التي منحكم الله- تعالى- إياها، فمن أدى ما يجب عليه نحوها من شكر الله- تعالى- عليها كان من السعداء، ومن جحدها وغمطها وشغلته عن طاعة ربه، وتباهي وتفاخر بها ... كان من الأشقياء، كما قال- تعالى-: وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ.
فالمراد بالسؤال إنما هو سؤال التكريم والتبشير للمؤمنين الشاكرين، وسؤال الإهانة والتوبيخ للفاسقين الجاحدين.
والآية الكريمة دعوة حارة للناس، إلى شكر نعمه- تعالى- واستعمالها فيما خلقت له.
قال القرطبي ما ملخصه: والسؤال يكون للمؤمن والكافر ... والجمع بين الأخبار التي وردت في ذلك: أن الكل يسألون، ولكن سؤال الكافر توبيخ، لأنه قد ترك الشكر، وسؤال المؤمن سؤال تشريف، لأنه قد شكر، وهذا النعيم في كل نعمة ... .
نسأل الله- تعالى- أن يجعلنا من عباده الشاكرين ...
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...