سورة المسد - محمود شلبي

 سورة المسد ( سورة تبت )

Click on pohto to see it big
اضغط على الصورة لتكبيرها


سورة اللهب ( سورة المسد ) الكريمة : 

بسم الله الرحمن الرحيم

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) 

فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)

[ المسد : 1- 5 ]



Translations  :

Translation (1) : [ By : Dr. Mohsin Khan ]

Holy Quran    - chapter : 111  -  Surat  Al-Masadd  ( The Flame ) -  Verses : 1- 5

In the name of ALLAH , the Almighty God ,  the Beneficent , the Merciful

Perish the two hands of Abi Lahab (an uncle of the Prophet), and perish he ! (1)
 His wealth and his children will not benefit  him ! (2)
 He will be burnt in a Fire of blazing flames ! (3)
 And his wife too, who carries wood (thorns of Sadan which she used to put on the way of the Prophet (SAW) , or use to slander him). (4)
 In her neck is a twisted rope of Masad (palm fibre). (5)

Note :
Some  of Holy Quran interpretations states that : the meaning of verse (5) as follow :
Abu Lahab’s wife shall have a rope of Hell fire around her neck . as she declared to the people at the time that she is of a noble family and she had a very expensive necklace of gold  , and  that she would sell that  necklace and use  the money she got to slander  the Prophet peace be upon him . and this glorious verse is  the reply to Abu  Lahab’s wife , and tells her that she would have a rope of hell fire around her neck .

Translation (2) : 

Holy Quran    - chapter : 111  -  Surat  Al-Masadd  ( The Flame ) -  Verses : 1- 5

In the name of ALLAH , the Almighty God ,  the Beneficent , the Merciful

[111.1] Perish the hands of AbiLahab, and perish he!
[111.2] His wealth will not suffice him, neither what he has gained;
[111.3] he shall roast at a Flaming Fire,
[111.4] and his wife, laden with firewood
[111.5] shall have a rope of palmfiber around her neck!


Translation (2) : 

Holy Quran    - chapter : 111  -  Surat  Al-Masadd  ( The Flame ) -  Verses : 1- 5

In the name of ALLAH , the Almighty God ,  the Beneficent , the Merciful

 111-1
Perish the hands of the Father of Flame! Perish he!
 111-2
No profit to him from all his wealth, and all his gains!
 111-3
Burnt soon will he be in a Fire of Blazing Flame!
 111-4
His wife shall carry the (crackling) wood - As fuel!-
 111-5
A twisted rope of palm-leaf fibre round her (own) neck!




تفسير سورة المسد (اللهب) الكريمة :

[ تفسير الوسيط في تفسير القران الكريم / طنطاوي ] :


تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } * { سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } * { وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ } * { فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ }
معنى { تَبَّتْ } هلكت وخسرت، ومنه قوله - تعالى -{ وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ } وقوله - سبحانه -{ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ } وقوله { وَتَبَّ } أى وقد تب وهلك وخسر، فالجملة الأولى دعاء عليه بالهلاك والخسران، والجملة الثانية إخبار عن أن هذا الدعاء قد استجيب، وأن الخسران قد نزل به فعلا. أى خسرت وخابت يدا أبى لهب، وقد نزل هذا الهلاك والخسران به، بسبب عداوته الشديدة للحق، الذى جاء به النبى صلى الله عليه وسلم من عند ربه - سبحانه -. والمراد باليدين هنا ذاته ونفسه، من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، كما فى قوله - تعالى -{ ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ } ويجوز أن يكون المراد باليدين حقيقتهما، وذلك لأنه كان يقول يعدنى محمد صلى الله عليه وسلم بأشياء، لا أدرى أنها كائنة، يزعم أنها بعد الموت، فلم يضع فى يدى شئ من ذلك، ثم ينفخ فى يديه ويقول تبا لكما ما أرى فيكما شيئا. وقوله - سبحانه - { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } كلام مستأنف للانتقال من ذمه والدعاء عليه بالهلاك، إلى بيان أن ماله وجاهه.. لن يغنى عنه من عذاب الله - تعالى - شيئا. أى أن أبا لهب لن يغنى عنه ماله الكثير، وكسبه الوفير من حطام الدنيا.. لن يغنى عنه شيئا من عذاب الله - تعالى -، أو شيئا من انتشار رسالة الله - تعالى - فى الأرض، فإن الله - سبحانه - ناصر نبيه صلى الله عليه وسلم ومؤيده بروح منه. والتعبير بالماضى فى قوله { مَآ أَغْنَىٰ... } لتحقيق وقوع عدم الإِغناء. والراجح أن " ما " الأولى نافية، والثانية موصولة، أى ما أغنى عنه شيئا ماله الذى ورثه عن أبيه، وأيضا ما أغنى عنه شيئا ماله الذى جمعه واكتسبه هو بنفسه عن طريق التجارة وغيرها. وقوله - سبحانه - { سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } بيان للعاقبة السيئة التى تنتظره، بعد هذا الذم والتأنيب والوعيد. أى سيلقى بأبى لهب فى نار شديدة الحرارة، تشوى الوجوه والأبدان، ووصف - سبحانه - النار بأنها " ذات لهب " لزيادة تقرير المناسبة بين اسمه وكفره، إذ هو معروف بأبى لهب، والنار موصوفة بأنها ذات لهب شديد. ثم أعقب - سبحانه - ذلك، بذم زوجه التى كانت تشاركه العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال { وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ. فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ }. وقوله { وَٱمْرَأَتُهُ } معطوف على الضمير المستتر العائد على أبى لهب فى قوله { سَيَصْلَىٰ } ، وانتصاب لفظ " حمالةَ " على الذم بفعل مضمر، لأن المقصود به هنا الذم، وقرأ الجمهور { حَمَّالَةَ } - بالرفع - على أنه صفة لها، أو خبر لمبتدأ محذوف، أى هى حمالة الحطب.
والمقصود بقوله - تعالى - { حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ } الحقيقة، فقد روى أنها كانت تحمل بنفسها حزمة الشَّوْك والحسك والسَّعْدَان، فتنثرها بالليل فى طريقه صلى الله عليه وسلم، لإِيذائه به، ويصح أن يكون المراد بهذه الجملة الكناية عن مشيها بين الناس بالنميمة، وإشاعة السوء حول الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يقال لمن يمشى بالنميمة ليفسد بين الناس، إنسان يحمل الحطب بين الناس، أى أنه يفسد بينهم. ويصح أن يكون المقصود بهذه الجملة، حملها للذنوب والخطايا، من قولهم فلان يَحْطِب على ظهره، إذا كان يكتسب الذنوب والخطايا، فاستعير الحطب لذلك. وقد رجح الإِمام ابن جرير القول الأول، لأنها كانت تحمل الشوك فتطرحه فى طريق النبى صلى الله عليه وسلم. وقوله - سبحانه - { فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } زيادة فى تبشيع صورتها، وتحقير هيئتها. والجيد العنق، والمسد الليف المتين الذى فتل بشدة، يقال حبل ممسود، أى مفتول فتلا قويا. والمعنى سيصلى أبو لهب نارا شديدة، وستصلى معه امرأته التى تضع الشوك فى طريق النبى صلى الله عليه وسلم هذه النار المشتعلة - أيضا -، وسيزيد الله - تعالى - فى إذلالها وتحقيرها، بأن يأمر ملائكته بأن تضع فى عنقها حبلا مفتولا فتلا قويا، على سبيل الإِذلال والإِهانة لها، لأنها كانت فى الدنيا تزعم أنها من بنات الأشراف الأكابر. روى عن سعيد بن المسيب أنه قال كان لها قلادة ثمينة فقالت لأبيعنها ولأنفقن ثمنها فى عداوة محمد صلى الله عليه وسلم فأبدلها الله عنها حبلا فى جيدها من مسد النار. والذى يتأمل هذه السورة الكريمة، يراها قد اشتملت على أوضح الأدلة وأبلغ المعجزات الدالة على صدق النبى صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه، فإن الله - تعالى - قد أخبر بشقاء أبى لهب وامرأته، وأنهما سيصليان نارا ذات لهب.. وقد علما بما جاء فى هذه السورة من عقاب الله لهما.. ومع ذلك فقد بقيا على كفرهما حتى فارقا الحياة، دون أن ينطقا بكلمة التوحيد، ولو فى الظاهر - فثبت أن هذا القرآن من عند الله، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يبلغه عن ربه - عز وجل -. نسأل الله - تعالى - أن يلحقنا بعباده الصالحين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.