ومعنى الحديث باختصار :
1) انه لا يوجد في دين الاسلام طاعة مطلقة الا
لله تبارك وتعالى ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ( فقط ) وفيما عدا ذلك فانه
لا يوجد شيء يسمى طاعة مطلقة لاي مخلوق على وجه الارض او اي شخص كائنا من كان .
2) وان أوامر الله تبارك وتعالى واوامر الرسول
الكريم هي فوق الجميع وفوق جميع المسلمين وفوق الحكام وفوق اولي الامر وفوق علماء
الدين اذا هم امروا بما يخالف اوامر الله عز وجل واوامر الرسول صلى الله عليه وسلم
.
فلا سمع ولا طاعة لاي شخص او اي مخلوق على وجه
الارض يامر بمعصية الله عز وجل .
ولا سمع ولا طاعة لاي مخلوق يامر
بما يخالف اوامر الله عز وجل ورسوله الكريم باي شكل من الاشكال .
ولا سمع ولا طاعة لاي مخلوق يامر
بما يخالف الكتاب اوالسنة باي شكل من الاشكال .
ولا سمع ولا طاعة لاي مخلوق يمنع ما
امر الله به تبارك وتعالى او يمنع ما امر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
3) ولا سمع ولا طاعة لاي حاكم او اي مخلوق لا تعجبه احكام الله تبارك
وتعالى في الميراث او الحجاب او اي احكام اخرى ويريد استبدالها باحكام مستوردة من مزابل الغرب او الشرق ومن يفعل مثل ذلك هو كافر وليس بمسلم كما جاء في الاية الكريمة
(وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ
اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) [ المائدة : 44 ]
4) اوامر الله تبارك وتعالى واوامر
الرسول الكريم الثابتة في الكتاب والسنة هي فوق جميع المسلمين حتى اولي الامر وحتى
علماء الدين ...
فلا سمع ولا طاعة لاي حاكم او ولي
امر يامر بما يخالف اوامر الله تبارك وتعالى او يأمر بما يخالف اوامر الرسول صلى
الله عليه وسلم
ولا سمع ولا طاعة لاي شخص (يتظاهر
بانه عالم دين ) يصدر اي فتوى يحلل فيها امرا او شيئا قد حرمه الله عز وجل او رسوله الكريم او يصدر اي فتوى يمنع فيها ويعطل فريضة امر بها الله عز وجل، او يصدر اي فتوى يحلل فيها ما نهى عنه الرسول الكريم او يمنع فيها ما امر به الرسول الكريم ، او
يصدر اي فتوي فيها مخالفة لما جاء في الكتاب او السنة باي شكل من الاشكال سواء من
قريب او بعيد ، واعلموا بان اي شخص يصدر مثل هذه الفتاوي الباطلة ليس بعالم دين
وليس بمسلم وانما هو كافر وخارج من الملة وهو منافق وزنديق ومضلل مأجور.
5) ولا سمع ولا طاعة لاي حاكم او
اي مخلوق يامر بقتل النفس التي حرم الله الا بالحق ، وان قتل النفس بغير نفس او
فسادا في الارض هو من اكبر الكبائر واكبر المحرمات .
فلا سمع ولا طاعة لاي حاكم او امير او ( ولي امر) يأمر
بقتل المسلمين وسفك دمائهم او يامر باعتقال وسجن المسلمين اوتعذيبهم واذلالهم في السجون
والمعتقلات ، واي شخص او جندي او عسكري يطيع اية اوامر بقتل المسلمين وسفك دمائهم او اعتقالهم او تعذيبهم يجب ان يعلم بانه مجرم
وقاتل وشريك في الظلم مع الحاكم الظالم الذي امره بالقتل ويجب ان يعلم بان الله عز وجل سوف يعاقب الحاكم
الظالم الذي اصدر الاوامر وسيعاقب ايضا جميع الجنود الذين نفذوا هذه الاوامر وسيعاقب ايضا جميع من
ساعدوا على تنفيذ هذه الاوامر باي شكل من الاشكال ( حتى الطباخين الذين يطبخون الطعام لهؤلاء الجنود ) لانهم
جميعهم شركاء ومشاركين في فاحشة القتل التي تعتبر من اكبر الكبائر عند الله
تبارك وتعالى والله تبارك وتعالى قد توعد
من يرتكب فاحشة القتل باشد العقاب واشد العذاب
وكما جاء في الايات الكريمة [ وَمَن
يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ
اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ( النساء : 93
)] والاية الكريمة [مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا
عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ
فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا
فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ (المائدة : 32 ) ]
ومن يقرأ القران جيدا بالتاكيد سوف يعلم ويدرك بان فاحشة القتل هي من اكبر
الفواحش ومن اكبر الكبائر وان الله
عز وجل قد توعد مرتكب فاحشة القتل بعقاب كبير لم يتوعد به مرتكبي الفواحش الاخرى فالله سبحانه وتعالى يقول
[ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ
خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا
عَظِيمًا ( النساء : 93 )]
ولاحظ في هذه الاية بان عقوبة
من يقتل المؤمن ليست
عقوبة واحدة فقط وانما هي اربعة عقوبات مجتمعة معا وهي كما يلي: (1) جهنم خالدا فيها (2) وغضب الله عليه (3) ولعنه (4) واعد له عذابا
عظيما
فالله عز وجل توعد من يقتل مؤمنا واحد باربعة عقوبات عظيمة جدا مجمتعة معا ( وهي عقوبات عظيمة
جدا عند من يؤمن بالله تبارك وتعالى وعند من يعرف معنى كل واحدة من هذه العقوبات ) فاتقوا
الله عز وجل ايها الجنود المسلمين ولا تستهينوا بعقاب الله عز وجل ولا تستهينوا
بفاحشة قتل المؤمنين والمسلمين .
نداء الى جميع الجنود
المسلمين في جميع الجيوش في جميع الدول العربية والاسلامية !
يا جنود المسلمين المؤمنين في
جميع الجيوش في كل مكان ! ويا من امنتم
بالله العظيم والرسول الكريم ! ويا من رضيتم بالله ربا وبالاسلام دينا وبالقران
كنابا وبالاسلام دينا
ويامن رضيتم بالرسول الكريم نبيا ورسولا صلى الله عليه وسلم
ويا جنود الاسلام وحماة الاسلام ويا حماة
المسلمين واوطان المسلمين ويا اخواننا واهلنا !
اعلموا ( رحمكم الله ) وتذكروا دائما بان
المؤمن والمسلم الذي يؤمن بالله العظيم ويعرف الله حق المعرفة
لا يقوم ابدا بارتكاب فاحشة قتل
المسلمين والمؤمنين مهما كان الثمن حتى ولو ادى ذلك الى فقدانه لوظيفته اوحتى فقدانه
لحياته ، لانه يعلم بان
قتل المؤمنين والمسلمين من اكبر الكبائر والفواحش
عند الله تبارك وتعالي ولانه يعلم
بان الله تبارك وتعالى شديد العقاب والعذاب ويعلم بان الله عز وجل قد توعد من يقتل المؤمنين
والمسلمين باشد انواع العذاب والعقاب وكما
هو مذكور بالايات الكريمة واعلموا يا جنود المسلمين في كل مكان
بان الجندي المسلم المؤمن يستحيل ان يغضب الله رب العالمين بقتل المؤمنين والمسلمين من اجل
ان يرضي الحاكم الظالم او قائد الكتيبة او قائد الجيش او اي مخلوق كائنا من كان . واعلموا
يا جنود المسلمين في كل مكان بان المؤمن الصادق الايمان يفضل (
ان يموت جوعا هو وعياله الف
مرة على ان يقوم بقتل مؤمن او مسلم واحد او حتى
ان يقوم باسالة قطرة دم واحدة من جسد مسلم
واحد ) وخصوصا بعد قراءة هذه الايات الكريمة التي تتحدث عن عقوبة فاحشة القتل وبعد معرفة
عقاب الله تبارك وتعالى لمن يقوم بقتل المسلمين
والمؤمنين ... واعلم يا اخي الجندي المسلم وتاكد بانك لن تموت جوعا ولن تصاب باي
مكروه انت وعيالك وكيف تخاف على رزقك ورزق
عيالك وانت مع الله العظيم الذي بيده
الرزق والملك وله الملك وله الحمد وهو سبحانه الذي قال ( نحن نرزقهم واياكم – الاسراء:
31) فالله وحده هو الذي يرزقك انت وعيالك ،
واعلم يا اخي الجندي المسلم بان رزقك ليس من عند الحاكم الظالم وليس من عند الحكومة وليس من عند قيادة الجيش وانما رزقك هو من عند الله تبارك وتعالى الذي خلق الحاكم و خلق الحكومة وخلق قيادة الجيش وخلق جميع الكون والله عز وجل هو وحده الذي يرزقك وليس الحاكم
وليس الحكومة وليس قيادة الجيش وكل هؤلاء هم مجرد وسائل وهم فقط يقوموا بتوصيل
رزقك اليك ولكنهم لا يملكون هذا الرزق ولا
يستطيعون منع او قطع رزقك ، وان لم ياتيك
الرزق عن طريقهم فانه سياتيك من طريق اخر يخلقه الله لك تبارك وتعالى ، فاذا قام الحاكم او قائد الجيش بمنع معاشك وراتبك ارسل الله عز وجل لك المعاش والرزق من مكان اخر
ومن حيث لا تدري ولا تحتسب ولا تتوقع وكل
ما عليك فعله هو ان تتجنب معصية الله عز وجل
وان تؤمن بان الرزق هو من عند الله
عز وجل وتطيع اوامر الله فقط وتتجنب معصية الله بارتكاب فاحشة قتل المسلمين ثم بعد ذلك اترك ما
تبقى على الرزاق الكريم وهو اكرم الاكرمين
وهو لا يخذل المؤمنين الذين يطيعون اوامره ويتجنبون معصيته مهما كان الثمن والله عظيم عليم
وكريم شكور ولا يضيع اجر المحسنين .
ايها المسلمون !
اتعظوا بما حدث لفرعون وقومه وجنوده ..ان فرعون كان طاغية وسفاحا ومتغطرس قذر ولكنه لم يكن هو وحده الفاسد وانما قومه كانوا ايضا قوما فاسدين وقذرين لانهم اطاعوه وايدوه وصفقوا له وجنود فرعون ايضا كانوا فاسدين وقذرين لانهم اطاعوا فرعون ونفذوا اوامره فقتلوا وسفكوا الدماء كما امرهم وعذبوا المؤمنين وقتلوا ابناءهم واستحيوا نساءهم كما امرهم فرعون، فكانت النتيجة ان الله سبحانه وتعالى اخذ فرعون واغرقه واغرق ايضا قومه وجنوده معه واغرقهم جميعهم في اقل من ساعة واحدة اصبحوا بعدها جميعهم غرقى وطعاما للاسماك في قعر البحر الاحمر وكانهم لم يكونوا..وفي اقل من ساعة زال فرعون الطاغية وملكه وظلمه من الوجود وزال معه جيشه الجرار وجنوده الفاسدين الذين اطاعوه ونفذوا اوامره وزال معه جميع قومه القذرين الفاسدين الذين اطاعوه وايدوه وساعدوه وشجعوه على الظلم وصفقوا له... واصبح فرعون الطاغية القذر عبرة واية لكل طاغية واصبح جنود فرعون عبرة لكل من يطيع الطغاة وينفذ اوامرهم واصبح قوم فرعون عبرة لكل من يطيع الطغاة ويشجعهم ويؤيدهم ويصفق لهم
ايها المسلمون !
لا تكونوا مثل فرعون الطاغية القذر... ولا تكونوا مثل جنود فرعون الفاسدين القذرين الذين اطاعوا فرعون ونفذوا اوامره بالظلم والقتل ولا تكونوا مثل قوم فرعون الفاسدين القذرين الذين اطاعوا فرعون في الظلم وايدوه وشجعوه وصفقوا له وسجدوا له وعبدوه بل وحرضوه على الظلم... فاخذهم الله جميعهم اخذ عزيز مقتدر وتبارك الله ربنا سبحانه وتعالى وهو على كل شئ قدير.
نص الحديث :
قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) وفي رواية ( لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل )
رواه شيخ الاسلام الامام
أحمد بن حنبل رحمه الله واجزاه الخير عن سائر الامة الاسلامية
والامام احمد بن حنبل هو احد ائمة المذاهب الاربعة المعروفة في دين الاسلام .
تخريج الحديث :
أخرجه الامام أحمد بن حنبل والطبراني في
" الكبير " و " الأوسط " و روى الترمذي نحوه و بوبه : في باب
ما جاء لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ". وصححه الشيخ الالباني رحمه الله في
الصحيح الجامع رقم 7520
شرح الحديث :
لا طاعة لأحد من
المخلوقين كائناً من كان ولو أباً أو أماً أو زوجاً في معصية اللّه , وسواءً كان
أميراً حاكماً أو كان عالماً أو أي شخص آخركائنا من كان فلا يجوزُ طاعته في معصيةِ اللهِ عزّ وجلّ ولا
يجوز طاعته اذا أمر بفعل منكر يخالف اويتعارض مع اوامر الله عز وجل في الكتاب او السنة باي شكل من الاشكال
ولا يجوز طاعة اي مخلوق
كائنا من كان اذا امر بارتكاب ظلم يخالف
اويتعارض مع اوامر الله وشرعه في الكتاب
اوالسنة سواء كان ظلما بحق المسلمين عامة او ظلما بحق مسلم واحد فقط .
ولا يجوز طاعة اي مخلوق كائنا
من كان في قتل النفس التي حرم الله الا بالحق كما جاء في الاية 33 من سورة الاسراء
[ ولا تقتلوا النفس التي
حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه
كان منصورا ]
( الاسراء :33) والحق المذكور في الاية الكريمة هو الحق الذي
تحدده اوامر الله عز وجل وسنة نبية الكريم فقط
وليس اي شيء اخر .
ان قتل النفس بغير حق هو من اكبر الكبائر عند
الله تبارك وتعالى ، فمن يقتل نفسا واحدة فقط (واحدة فقط ) هو كمن يقتل الناس
جميعا كما جاء في قوله تبارك وتعالى وعز
من قائل في الاية 32 من سورة المائدة
مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن
قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ
النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ
وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم
بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)
المفهوم المغلوط والمدسوس لطاعة اولي الامر :
لا يوجد في دين الاسلام طاعة مطلقة إلا لله تعالى ورسوله صلى الله عليه
وسلم، فإن أمر إنسان إنساناً آخر بمعصية فلا طاعة له، قال الله تعالى : ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ
وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ
خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) (النساء: 59)،
وهنا لابد من توضيح وشرح المفهوم الحقيقي لطاعة اولي الامر بحسب ما جاء في الكتاب والسنة، لان اعداء الاسلام والمسلمين والطغاة نشروا بين المسلمين مفهوم خاطئ عن ( طاعة اولي الأمر) وهذا المفهوم الخاطئ يجعل لولي الامر اوالحاكم طاعة مطلقة على المسلمين وتلغي حق المسلمين بالاعتراض وبهذا المفهوم الخاطئ جعلوا لولي الامر طاعة مطلقة تسمح له بفعل كل ما يحلو من المنكرات وما يتعارض مع اوامر والرسول وشرع الاسلام دونما اعتراض ، وبهذا المفهوم الخاطئ عن طاعة اولي الامر جعلوا لولي الامر وكل حاكم طاغية وظالم طاعة مطلقة تسمح له بقتل المسلمين واعتقالهم وتعذيبهم واضطهادهم واعدامهم دونما اعتراض ، وبهذا المفهوم المغلوط والخاطئ عن طاعة اولي الامر الغوا حق المسلمين بالاعتراض بحجة انه يجب على المسلمين طاعة اولي الامر... وهذا كله مفهوم خاطئ ومغلوط جملة تفصيلا عن طاعة اولي الامر... ولعنة الله ورسوله وملائكته والناس اجمعين على كل الذين قاموا بنشر هذا المفهوم الخاطئ عن طاعة اولي لانهم زنادقة ومنافقين واعداء لله والرسول ويخدمون الطغاة واعداء الاسلام والمسلمين بتحريف اوامر الله عز وجل واوامر الرسول وينشرون الضلال ويحاولون تضليل المسلمين بنشر مفاهيم خاطئة ومغلوطة عن تعاليم الاسلام بهدف تركيع المسلمين للظالمين والطغاة واعداء الاسلام والمسلمين..
فلا يوجد في الاسلام طاعة مطلقة الل لله عز وجل ولرسوله الكريم فقط...وفيما عدا ذلك لا يوجد طاعة مطلقة لأي مخلوق على وجه الارض يأمر بمعصية او يأمر بما يخالف اوامر الله او اوامر الرسول الرسول الكريم.... وليس في الاسلام طاعة مطلقة لولي الامر كائنا من كان
وطاعة ولي الامر في الاسلام هي طاعة مشروطة ومقيدة بشروط...فاذا هو امر بالمعروف وبما يتوافق مع اوامر الله عز وجل واوامر الرسول فعند ذلك ( فقط ) تجب طاعته وتكون طاعته واجبه ، اما اذا امر بما يخالف اوامر الله عز وجل ورسوله ( باي شكل من الاشكال) فلا سمع ولا طاعة له... وهذا هو المفهوم الصحيح لطاعة ولي الامر في الاسلام وفيما عدا ذلك فكلها مفاهيم خاطئة ومغلوطه ومدسوسة قام بوضعها ودسها مشايخ السلاطين الزنادقة والمنافقين لخدمة الطغاة والظالمين واعداء الاسلام وفعلوا ذلك مقابل الاموال وباعوا اخرتهم ودينهم مقابل عرض الدنيا .
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم شرح وحدد معنى طاعة اولي الأمر بكل وضوح وبساطة في حديث صحيح وثابت صححه الالباني
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه )
رواه ابن ماجه وحسنه الألباني والحديث رواه ابي سعيد الخدري.
والرسول الكريم في هذا الحديث يقصد بكلامه اولي الأمر وقد امر المسلمين بعدم طاعة اولي الامر اذا امروا بأي معصية، ومعني الحديث واضح ومفهوم مثل الشمس في السماء ، وهو كما يلي;
فلا طاعة لاي حاكم يأمر المسلمين باي معصية كبيرة كانت اوصغيرة ولا طاعة لأي حاكم يأمر المسلمين بما يخالف اوامر الله عز وجل او اوامر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
ولا طاعة لأي حاكم يامر المسلمين بما يخالف ما جاء في الكتاب والسنة من قريب او بعيد او بأي شكل من الاشكال
ولا طاعة لاي حاكم يأمر بقتل اي مسلم بغير حق شرعي ،وهذا الحق الشرعي يحدده فقط علماء دين تقاة وثقاة وصادقين بشهادة عامة الناس.
ولا طاعة لأي حاكم يحلل الزنا او يحلل الخمور او يمنع الحجاب.
ولا طاعة لأي حاكم يحلل اي فاحشة من الفواحش او يعطل اي فريضة من الفرائض.
ولا طاعة لاي حاكم يأمر بالفحشاء والمنكر والفسق والعصيان والمجون او يأمر بما يشيع الفاحشة بين المؤمنين.
وسنذكر لاحقا احاديث للرسول الكريم واقوال للعلماء والمفسرين توضح المفهوم الصحيح لطاعة اولي الامر .
وفيما يتعلق بتفسير الاية الكريمة
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) (النساء: 59)،
قال الشنقيطي في
"أضواء البيان": انه في الاية الكريمة تم تكرار الفعل ( اطيعوا ) بالنسبة لله وللرسول، ولم يكرره
بالنسبة لأولي الأمر، لأن طاعتهم لا تكون استقلالًا، بل تبعًا لطاعة الله، وطاعة
رسوله، كما في الحديث: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". اي ان طاعة اولي
الامر ليست طاعة مطلقة وانما هي طاعة مشروطة ومقيدة بطاعتهم لله عز وجل وطاعة
الرسول فان هم اطاعوا الله والرسول وجبت طاعتهم اما اذا هم
خالفوا اوامر الله واوامر الرسول او
امروا بمعصية او ظلم يتعارض مع اوامر الله
عز وجل ورسوله في الكتاب او السنة فانه لاسمع ولاطاعة لهم .
ان طاعة المخلوق في معصية
الخالق منكر عظيم، لما فيه من المفسدة الموبقة في الدنيا والآخرة، والمطيع لغيره
من المخلوقين طاعة مطلقة في الخطأ والصواب، والخير والشر، والطاعة والمعصية، لا
يجني إِلا الحسرة، ولا يحصد إِلا الندامة، ولا يتحصل إِلا على الإِثم العظيم،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للذين كانوا سيطيعون أميرهم في إلقاء أنفسهم في
النار التي أوقدها لهم وأمرهم بدخولها: (لو دخلتموها ما خرجتُمْ منها أبداً،
إنَّما الطَّاعة في المعروف)، وقال: (لا طاعةَ لِمخلُوقٍ في معصيةِ الخالِق) رواه
أحمد وصححه الألباني .. ومن ثم فلا طاعة مطلقة لأحدٍ من المخلوقين إلا للنبي صلى
الله عليه وسلم، فقد أمرنا القرآن الكريم بطاعته صلوات الله وسلامه عليه طاعة
مطلقة في كل ما أمر به أو نهى عنه، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ
مِنكُمْ}(النساء: 59) قالابن القيم في هذه الآية: "أمر تعالى بطاعته وطاعة
رسوله، وأعاد الفعل إعلاماً بأن طاعة الرسول تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به
على الكتاب، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً، سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم
يكن فيه، فإنه أُوتِىَ الكتاب ومثله معه"، وقال الله تعالى: {وَمَا آَتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}(الحشر:7) قال ابن كثير:
"أي مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير
وإنما ينهى عن شر".
هذا الحديث مهم جدا لأنه
يدخل في أبواب كثيرة منها أن الشخص إذا أمره إنسان قريب له أو بعيد، صديق أو بغيض
لا يجوز أن يطيعه في معصية الله، حتى الأمير الذي يحكم البلاد لا يجوز أن يطاع في
معصية الله وكذلك الوالدان الأب والأم فكثير من الأبناء لارضاء آبائهم أو أمّهاتهم
يعصون ربهم كل هذا هلاك.
الله تبارك وتعالى هو
نهانا أن نطيع أحدا من خلقه في معصيته سواء كانت هذه المعصية تتعلق بظلم إنسان آخر
أو غير ذلك كما أنه لا يجوز للشخص أن يتحزب لإنسان على ظلمه لإنسان آخر لو كان أمه
أو أباه أو أخاه. وهذا الحديث: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" من
جملة جوامع الكلم التي أوتيها نبيّنا صلى الله عليه وسلم، الله تعالى رزقه من
الفصاحة والبلاغة ما لم يرزق أحدا من المخلوقين، أعطاه كلمات كثيرة كلّ واحدة تجمع
معاني كثيرة هذه يقال لها جوامع الكلم.
قال تعالى: { لَهَا مَا
كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (286)} [سورة البقرة] ،
وقال تعالى: { كُلُّ
نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)} [سورة المدثر] ،
وقال تعالى:{ وَمَن
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} [سورة الزلزلة].
وقال تعالى: { مَنْ
عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ
تُرْجَعُونَ} ﴿١٥﴾ سورة الجاثية
من الآيات التي تدعوا إلى
طاعة الله و رسوله :
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ
وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (آل
عمران : 32 )
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ
كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلًا (النساء : 59)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ
تَسْمَعُونَ (الأنفال : 20)
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ
وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى
الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (النور : 54)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ
(محمد : 33)
وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ
الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ
(الشعراء : 152)
الأب إن أمر ابنَه أو
بنتَه بمعصية الله لا يجوز طاعتُه في ذلك والأم كذلك لا يجوز طاعتها في معصية الله
,
ولا يجوز طاعة اي شخص كان اذا أمر بفعل فيه
معصية او مخالفة لاوامرلله تبارك
وتعالى اومخالفة اوامر الرسول الكربم صلى الله عليه وسلم
كما انه
لايجوز معاونة اومساعدة اي شخص على القيام بفعل فيه معصية لله عز وجل ورسوله
الكريم باي شكل من الاشكال
ولا يجوز مساعدة و معاونة
اي شخص على القيام بفعل فيه ظلم لمسلم اخر او للمسلمين عامة كما انه لا يجوز تاييد او تشجيع او التصفيق لهؤلاء الاشخاص ولا يجوز حتى مجاملتهم فالواجب
الشرعي على المسلم في مثل هذه الحالة هو
ان ينهي ذلك الشخص عن ارتكاب المنكر والظلم وان يقف في وجهه وليس ان يصفق له ويؤيده او يشجعه
والا فانه يكون شريكا له في ارتكاب المنكر والظلم ويكون شريكا له في الاثم .والواجب الشرعي على المسلم في مثل هذه الحالة
ان لا يجالس هؤلاء الاشخاص وان لا يشاركهم في الطعام او الشراب
حتى ينتهوا عن ذلك المنكر فاذا كنت لا تستطيع ان تقف في وجه الباطل فيجب ان
لا تصفق له وان لا تهلل له .... وكل ذلك يدخل في باب الامر بالمعروف والنهي عن
المنكر والذي يعتبر الفريضة السادسة في دين
الاسلام فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر
هو من فرائض الاسلام مثله مثل فريضة الصلاة والصيام والزكاة والحج وعلى كل مسلم ان يقوم بالامر بالمعروف والنهي عن
المنكر وكل بحسب طاقته وقدرته ومن لا يؤدي
هذه الفريضة فان اسلامه وايمانه يعتبر منقوصا وغير مكتمل .
مهما كانت المعصية كبيرة
أو صغيرة ليس لنا طاعة أو سماع من أمرنا بها , فلو قالت الأم لابنتها لاتلبسي
النقاب , فلا طاعة ولا سمع لها ,, ولو قال الأب لولده خذ المال وأشترلي زجاجة خمر او علبه دخان , فلا سمع ولا طاعة له
,, ولو قال صديق لصديقة لنصاحب الفتيات ونذهب لاماكن المنكرات مثل المرقص او
الخمارة ا وغيره فلا سمع ولا طاعة له , وعلينا أن نعالج هذه الأمور بالحكمة
والكلام الطيب ونردهم عن الحرام , فان ابوا فلا نجالسهم ولا نشاركهم الطعام او الشراب حتى ينتهوا عن ذلك
المنكر .
( لا طاعة لمخلوق) صلة
طاعة (في معصية الخالق) خبر لا، وفيه معنى النهي يعني (لا ينبغي ولا يستقيم ذلك )
وتخصيص ذكر المخلوق والخالق يشعر بغلبة هذا الحكم قال الزمخشري : قال مسلمة بن عبد
الملك لأبي حازم : ألستم أمرتم بطاعتنا بقوله تعالى * (وأولى الأمر منكم) * قال :
أليس قد نزعت عنكم إذا خالفتم الحق بقوله تعالى * (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى
الله والرسول) * [ النساء : 59 ] قال ابن الأثير : يريد طاعة ولاة الأمر إذا أمروا
بما فيه إثم كقتل ونحوه وقيل معناه أن الطاعة لا تسلم لصاحبها ولا تخلص إذا كانت
مشوبة بمعصية والأول أشبه بمعنى الحديث عن (الحكم بن عمرو الغفاري) ويقال له الحكم
بن الأقرع صحابي نزل البصرة قال الهيثمي : رجال أحمد رجال الصحيح ورواه البغوي عن
النواس وابن حبان عن علي بلفظ لا طاعة لبشر في معصية الله وله شواهد في الصحيحين.
والأصل في أنه لا طاعة
لمخلوق في معصية الخالق
قول النبي صلى الله عليه
وسلم :
( إنما الطاعة في
المعروف) رواه البخاري.
قال القرطبي : ( يعنى
بالمعروف هنا : ما ليس بمنكرٍ ولا معصية ) . وقال السعدي : " هذا الحديث
قيَّد في كل من تجب طاعته من الولاة، والوالدين، والزوج، وغيرهم، فإن الشارع أمر
بطاعة هؤلاء، وكل منهم طاعته فيما يناسب حاله، وكلها بالمعروف، فإن الشارع ردَّ
الناس في كثير مما أمرهم به إلى العرف والعادة، كالبر والصلة والعدل، والإحسان
العام، فكذلك طاعة من تجب طاعته، وكلها تُقيَد بهذا القيْد، وأن من أمر منهم
بمعصية الله بفعل محرم أو ترك واجب، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله " .
وعن عبد الله بن عمر رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
على المرءِ المسلم السمْع
والطاعة فيما أحبّ وكَرِه إلا أن يُؤْمَر بمعصية ، فإن أُمِرَ بمعصية فلا سَمْع
ولا طاعة
( رواه مسلم ) .
ومن المواقف النبوية
الدالة على أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ما رواه البخاري في صحيحه عن
عليّ رضي الله عنه :
[ أن النبي صلى الله عليه
وسلم بعث جيشاً وأمَّر عليهم رجلًا فأوقد ناراً وقال: ادخلوها، فأرادوا أن يدخلوها
وقال آخرون: إنما فررنا منها، فذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال للذين أرادوا
أن يدخلوها: لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة ، وقال للآخرين: لا طاعة في
المعصية، إنما الطاعة في المعروف ] ( رواه البخاري) .
وعن أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه :
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعث علقمة بن مجزز على بعثٍ وأنا فيهم ، فلما انتهى إلى رأس غَزاتهِ أو
كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم ، وأمَّر عليهم عبد الله بن
حذافة بن قيس السهمي فكنت فيمن غزا معه ، فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارا
ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا، فقال عبد اللهوكانت فيه دُعابة: أليس لي عليكم
السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه؟ قالوا: نعم،
قال: فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار، فقام ناس فتحجَّزُوا، فلما ظن
أنهم واثبون قال: أمسكوا على أنفسكم فإنما كنت أمزح معكم، فلما قدمنا ذكروا ذلك
للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أمركم منهم
بمعصية الله فلا تطيعوه) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني ) .
وفي رواية لأحمد ( الامام
احمد بن حنبل ) بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سريَّة ، واستعمل عليهم رجلا من
الأنصار، قال: فلما خرجوا وجَد (غضب) عليهم في شيءٍ فقال لهم: أليس قد أمركم رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن تُطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: فقال: اجمعوا حطباً، ثم
دعا بنار فأضرمها فيه، ثم قال: عزمتُ عليكم: لتدخلنَّها، قال: فَهَمَّ (كاد) القوم
أن يدخلوها، قال: فقال لهم شابٌّ منهم: إنَما فرَرتُمْ إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم من النَّار، فلا تعجلوا حتَى تلْقوا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فإن
أمرَكُم أن تدخُلوها فادخُلوا، قال: فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه،
فقال لهم: لو دخلتموها ما خرجتُمْ منها أبداً، إنَّما الطَّاعة في المعروف .
طاعة الأبناء للآباء:
طاعة الوالدين واجبة على
أبنائهم في غير معصية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة في معصية، إنما
الطاعة في المعروف) رواه البخاري، فإذا تعارضت طاعة الوالدين مع طاعة الله تعالى،
فلا يجب على الأبناء طاعة والديهما في معصية الله عز وجل، فلا شك أن طاعة الله
مُقَدَمَة وهي أولى وأحق، ومع عدم طاعة الوالدين أو أحدهما في معصية يظل الأدب
معهما، والرفق بهما، والدعاء لهما، قال الله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ
تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي
الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}(لقمان:15)، قال ابن كثير: "أي: إن حَرِصَا عليك كل
الحرص على أن تتابعهما على دينهما، فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعنك ذلك من أن
تصاحبهما في الدنيا معروفا، أي: محسنا إليهما"، وقال السعدي: "{فَلا
تُطِعْهُمَا} أي: بالشرك، وأما برهما، فاستمر عليه، ولهذا قال: {وَصَاحِبْهُمَا
فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} أي: صحبة إحسان إليهما بالمعروف، وأما اتباعهما وهما
بحالة الكفر والمعاصي فلا تتبعهما". وقال ابن كثير في قول الله تعالى: {فَلَا
تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}(الإسراء: 23) "أي: لا تسمعهما قولاً سيئاً، حتى ولا
التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ {وَلَا تَنْهَرْهُمَا} أي: ولا يصدر منك
إليهما فعل قبيح".
طاعة الزوجة لزوجها:
الزوجة مأمورة بطاعة
زوجها، وبطاعة والديها، وهذه الطاعة ـ للزوج والوالدين ـ طاعة مقيدة، فإنّ وجوب
طاعتهم مقيّد بأن لا يكون في معصية، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لقوله صلى
الله عليه وسلم: (لا طاعةَ لأحدٍ فِي مَعْصِية الله، إِنما الطّاعة فِي المعروف)،
قال المناوي في فيض القدير: "(لا طاعة لأحد) من المخلوقين كائناً منْ كان،
ولو أباً أو أما أو زوجاً (في معصية الله)، بل كل حق وإن عظم ساقط إذا جاء حق
الله، (إنما الطاعة في المعروف) أي: فيما رضيه الشارع واستحسنه، وهذا صريح في أنه
لا طاعة في محرم فهو مقيد للأخبار المطلقة".
ومع عدم طاعة الزوجة
لزوجها في معصية الله ينبغي أن تكون طائعة له في المعروف، مؤدية حقوقه عليها، لقول
النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامت شهرها (رمضان)، و حصَّنَتْ
فرْجَها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخُلي الجنة من أيّ أبواب الجنة شِئتِ) رواه ابن
حبان وصححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير
الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) رواه ابن ماجه والبيهقي وصححهالألباني. وعدم
طاعة الزوجة لزوجها في معصية الله لا يتعارض مع طاعته في المعروف والقيام بحقه
عليها، قال القاسمي: "على الزوجة طاعة الزوج في كل ما طلب منها مما لا معصية
فيه، وقد ورد في تعظيم حق الزوج عليها أخبار كثيرة".
ايها المسلمون !
ان هذا الحديث الشريف هو اكبر دليل على نبوة قائدنا وحبيبنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واكبر دليل على انه لا ينطق عن الهوى وانما هو وحي يوحى واكبر دليل على بلاغة رسول الله صلى الله عليه وسلم و انه قد اوتي جوامع الكلم اي انه اوتي البلاغة والفصاحة الفائقة في التعبير بعدد قليل من الكلمات فالكلمة الواحدة من كلمات الرسول الكريم بمئات الكلمات من كلام الادباء والجملة الواحدة من كلمات الرسول بعشرات ومئات الصفحات من كلام الادباء في قوة التعبير والبلاغة .... فهذا الحديث وعلى الرغم من انه لايتجاوز بضعة كلمات ( ستة كلمات فقط ) الا انه يقوم باغلاق ثغرة خطيره طالما نفذ منها الزنادقة واعداء الاسلام الى قلب الامة الاسلامية عن طريق جعل طاعة اولي الامر طاعة مطلقة فسمحوا بذلك للخونة والطغاة من اولي الامر بقتل المسلمين والفتك بهم واعتقالهم وتعذيبهم واعدامهم دونما اي اعتراض ... هذا الحديث الشريف العظيم يسد هذه الثغرة بستة كلمات موجزة ومختصرة من قائدنا ورسولنا الكريم الحبيب والقائد الوحيد للامة الاسلامية ولا قائد سواه للمسلمين .
ايها المسلمون !
ان احاديث الرسول الكريم هي كنوز من العلم والنور الالهي فمصدرها من عند الله العظيم اوحي بها الى رسول كريم صلوات الله وسلامه عليه فادرسوا احاديث الرسول كلمة كلمة وحرفا حرفا ونقبوا فيها ليلا ونهارا وستجدوا فيها حلول لجميع مشاكل الامة الاسلامية فهي كنوز ثمينة من العلم والنور تهدى المسلمين الى حلول اكبر المشاكل على مستوي الامة وعلى مستوي الافراد والجماعات والمجتمعات .
والحمد لله رب العالمين
ورب العرش المجيد سبحانه وتعالى
اللهم صلى وسلم وبارك على
حبيبنا وقائدنا الرسول الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين