انا صببنا الماء صبا - محمود شلبي

انا صببنا الماء صبا

( اضغط على الصورة لتكبيرها ورؤيتها بوضوح )
click on photo to see it big

الايات الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم

فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25)ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ( 32)ه

[ عبس 24 – 32 ]
معنى (انا صببنا الماء صبا) هو : انزلنا الماء بكثرة وغزارة شديدة،  وهذا المعنى يشمل انزال الماء بغزارة من السحب اثناء المطر ويشمل المعنى ايضا ما ينجم عن الامطار من الجداول والسيول والانهار ومن ضمنها الشلالات ومساقط الماء حيث نرى فيها سقوط كميات ضخمة من المياه والتي تبدو وكأنها تصب صبا، فهذه الشلالات هي من مظاهر الجمال والابداع والعظمة في خلق الله تبارك وتعالى، فسبحان الله البديع الذي خلق وابدع في الخلق. 


Translation (1) :
Holy Quran – Surah (chapter ) : 80 – Surat  Abasa  (Frowned  ) – Verses : 24 - 32

In the name of ALLAH , the Almighty God ,  the Beneficent , the Merciful

Then let man look at his food, (24)
We pour forth water in abundance, (25)
 And We split the earth in clefts, (26) And We cause therein the grain to grow, (27)
And grapes and clover plants (i.e. green fodder for the cattle), (28)
And olives and date-palms, (29)
And gardens, dense with many trees, (30)
And fruits and herbage. (31)
 (To be) a provision and benefit for you and your cattle. (32)


Translation (2) :
Holy Quran – Surah (chapter ) : 80 – Surat  Abasa  (Frowned  ) – Verses : 24 - 32

In the name of ALLAH , the Almighty God ,  the Beneficent , the Merciful

[80.24] Let the human reflect on the food he eats,
[80.25] how We pour down rain in abundance,
[80.26] and split the earth, splitting,
[80.27] how We made the grain to grow,
[80.28] grapes, and fresh fodder,
[80.29] and the olive, and the palm,
[80.30] the densely tree'd gardens,
[80.31] and fruit and pastures,
[80.32] for you and for your herds to delight in.





تفسير ومعنى الايات الكريمة :

[ عبس 24 – 32 ]

التفسير الاول : تفسير الوسيط لطنطاوي :
 ( فلينظر الإنسان إلى طعامه ) :
فلينظر هذا الإِنسان إلى طعامه، وكيف أوجده - سبحانه - له ورزقه إياه، ومكنه منه. فإن فى هذا النظر والتدبر والتفكر، ما يعينه على طاعة خالقه، وإخلاص العبادة له. ثم بين - سبحانه - مظاهر تهيئة هذا الطعام للإِنسان.. فقال { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّا }. قال الجمل قرأ الكوفيون { أَنَّا } بالفتح. على البدل من طعامه، فيكون فى محل جر بدل اشتمال، بمعنى أن صب الماء سبب فى إخراج الطعام فهو مشتمل عليه. وقرأ غيرهم بكسر الهمزة على الاستئناف المبين لكيفية إحداث الطعام.. والصب إنزال الماء بقوة وكثرة. أى إنا أنزلنا المطر من السماء إنزالا مصحوبا بالقوة والكثرة، لحاجتكم الشديدة إليه فى حياتكم. { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } أى ثم شققنا الأرض بالنبات شقا بديعا حكيما، بحيث تخرج النباتات من باطنها خروجا يبهج النفوس، وتقر به العيون. { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } أى فأنبتنا فى الأرض حبا كثيرا، تقتاتون منه، وتدخرونه لحين حاجتكم إليه، والحب يشمل الحنطة والشعير والذرة. { وَعِنَباً وَقَضْباً. وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً. وَحَدَآئِقَ غُلْباً. وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } أى وأنبتنا فى الأرض - أيضا - بقدرتنا ورحمتنا { عنبا } وهو ثمر الكرم المعروف بلذة طعمه. { وقضبا } وهو كل ما يؤكل من النبات رطبا، كالقثاء والخيار ونحوهما، وقيل هو العلف الرطب الذى تأكله الدواب، وسمى قضبا، لأنه يقضب - أى يقطع - بعد ظهوره مرة بعد أخرى. وأنبتنا فيها كذلك { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً } وهما شجرتان معروفتان بمنافعهما الجمة، وبثمارهما المفيدة. { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } والحدائق جمع حديقة وهى البستان الملئ بالزروع والثمار. و { غلبا } جمع غلباء. أى وأنبتنا فى الأرض حدائق عظيمة، ذات أشجار ضخمة، قد التف بعضها على بعض لكثرتها وقوتها. فقوله { غلبا } بمعنى عظاما، وأصلها من " الغَلَب " - بفتحتين -، بمعنى الغلظ، يقال شجرة غلباء، وهضبة غلباء. أى عظيمة مرتفعة. ويقال حديقة غلباء، إذا كانت عظيمة الشجر. ويقال رجل أغلب، إذا كان غليظ الرقبة. وأنبتنا فيها - أيضا - بقدرتنا وفضلنا { وَفَاكِهَةً وَأَبّاً }.. والفاكهة اسم للثمار التى يتناولها الإِنسان على سبيل التفكه والتلذذ، مثل الرطب والعنب والتفاح. والأب اسم للكلأ الذى ترعاه الأنعام، مأخوذ من أبَّ فلان الشئ، إذا قصده واتجه نحوه، لحاجته إليه.. والكلأ والعشب يتجه إليه الإِنسان بدوابه للرعى.. قال صاحب الكشاف والأب المرعى، لأنه يؤب، أى يؤم وينتجع... وعن أبى بكر الصديق - رضى الله عنه - أنه سئل عن الأب فقال أى سماء تظلنى، وأى أرض تقلنى، إذا قلت فى كتاب الله مالا علم لى به.. وعن عمر - رضى الله عنه - أنه قرأ هذه الآية فقال كل هذا قد عرفنا، فما الأب؟ ثم رفع عصا كانت فى يده وقال هذا لعمر الله التكلف، وما عليك يابن أم عمر أن لا تدرى ما الأب؟ ثم قال اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب، وما لا فدعوه.
فإن قلت فهذا يشبه النهى عن تتبع معانى القرآن والبحث عن مشكلاته؟ قلت لم يذهب إلى ذلك، ولكن القوم كانت أكبر همتهم عاكفة عن العمل، وكان التشاغل بشئ من العلم لا يعمل به تكلفا عندهم، فأراد أن الآية مسوقة فى الامتنان على الإِنسان بمطعمه، واستدعاء شكره، وقد علم من فحوى الآية، أن الأبَّ بعض ما أنبته الله للإِنسان متاعا له أو لأنعامه فعليك بما هو أهم، من النهوض بالشكر لله - تعالى - على ما تبين لك أو لم يشكل، مما عدد من نعمه، ولا تتشاغل عنه بطلب معنى الأب، ومعرفة النبات الخاص الذى هو اسم له، واكتف بالمعرفة الجملية، إلى أن يتبين لك فى غير هذا الوقت.. وقال بعض العلماء والذى يتبين لى فى انتفاء علم الصديق والفاروق بمدلول لفظ الأب، وهما من خلص العرب لأحد سببين إما لأن هذا اللفظ كان قد تنوسى من استعمالهم، فأحياه القرآن لرعاية الفاصلة، فإن الكلمة قد تشتهر فى بعض القبائل أو فى بعض الأزمان وتنسى فى بعضها، مثل اسم السكين عند الأوس والخزرج. فقد قال أنس بن مالك ما كنا نقول إلا المدية، حتى سمعت قول الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر أن سليمان قال " ائتونى بالسكين أقسم الطفل بينهما نصفين ". وإما لأن كلمة الأب تطلق على أشياء كثيرة، منها النبت الذى ترعاه الأنعام، ومنها التبن. ومنها يابس الفاكهة، فكان إمساك أبى بكر وعمر عن بيان معناه، لعدم الجزم بما أراد الله منه على التعيين، وهل الأب مما يرجع إلى قوله { مَّتَاعاً لَّكُمْ } أو إلى قوله { وَلأَنْعَامِكُمْ }. ثم ختم - سبحانه - هذه النعم بقوله { مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } ، أى أنبت لكم تلك الزروع والثمار.. لتكون موضع انتفاع لكم ولأنعامكم إلى حين من الزمان. إذ المتاع هو ما ينتفع به الإِنسان إلى حين ثم ينتهى ويزول، ولفظ " متاعا " منصوب بفعل محذوف، أى فعل ذلك متاعا لكم، أو متعكم بذلك تمتيعا لكم ولأنعامكم. أو قوله { مَّتَاعاً لَّكُمْ } حال من الألفاظ السابقة العنب والقضب والزيتون والنخل. أى حالة كون هذه المذكورات موضع انتفاع لكم ولأنعامكم.


التفسير الثاني  :

24- ( فلينظر الإنسان إلى طعامه ) :
 فليتأمل الإنسان شأن طعامه، كيف دبرناه ويسرناه!.

25- ( أنا صببنا الماء صبا ) :
 إنا أنزلنا الغيث من السماء إنزالاً.

26- ( ثم شققنا الأرض ) :
ثم شققنا الأرض بالنبات شقاً.

27- (فأنبتنا فيها حباً ) :
 فأنبتنا فيها حبا يقتات به الناس.

28- (  وعِنَباً وقَضْباً ) :
وعنباً ونباتاً يؤكل رطباً.

29- { وزيتوناً ونخلاً ) :
وزيتوناً طيباً، ونخلاً مثمراً.

30- ( وحدائق غُلْباً ) :
 وحدائق ملتفة الأغصان.

31- ( وفاكهة وأبا ) :
وثماراً يتفكه بها، وعشباً تأكله البهائم.

التفسير الثالث   : تفسير زاد المسير في علم التفسير ( ابن الجوزي )

( فلينظر الإنسان إلى طعامه ) :  قال مقاتل: يعني به عتبة بن أبي لهب. ومعنى الكلام: فلينظر الإنسان كيف خلق الله طعامه الذي جعله سبباً لحياته؟
( أنا صببنا الماء صبا ) : ثم بين فقال تعالى: { أنّا } قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر «إنا» بالكسر.
وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي { أنا صببنا } بفتح الهمزة في الوصل وفي الابتداء، ووافقهم رويس على فتحها في الوصل، فإذا ابتدأ كسر. قال الزجاج: من كسر «إنا» فعلى الابتداء والاستئناف، ومن فتح، فعلى البدل من الطعام، المعنى: فلينظر الإنسان أنا صببنا. قال المفسرون: أراد بصب الماء: المطر. { ثم شققنا الأرض } بالنبات { شقاً فأنبتنا فيها حباً } يعني به جميع الحبوب التي يُتَغَذَّى بها { وعِنَباً وقَضْباً } قال الفراء: هو الرَّطبة. وأهل مكة يسمون القَتَّ: القضب. قال ابن قتيبة: ويقال: إنه سمي بذلك، لأنه يُقْضَبُ مرة بعد مرة، أي: يقطع، وكذلك القَصيل، لأنه يُقْصَلُ، أي يقطع.

قوله تعالى: { وزيتوناً ونخلاً وحدائق غُلْباً } قال الفراء: كل بستان كان عليه حائط، فهو حديقة، وما لم يكن عليه حائط لم يقل: حديقة. والغُلْب: ما غلظ من النخل. قال أبو عبيدة: يقال: شجرة غَلْباء: إذا كانت غليظة. وقال ابن قتيبة: الغُلب: الغِلاظ الأعناق. وقال الزجاج: هي المتكاثفةُ، العظامُ.

قوله تعالى: { وفاكهة } يعني: ألوان الفاكهة { وأبأ } فيه قولان.

أحدهما: أنه ما ترعاه البهائم، قاله ابن عباس، وعكرمة، واللغويون. وقال الزجاج: هو جميع الكلأ التي تعتلفه الماشية.

والثاني: أنه الثمار الرطبة، رواه الوالبي عن ابن عباس.

( متاعاً لكم ولأنعامكم } قد بَيَّنَّاه في السورة التي قبلها [النازعات: 33]

تبارك وتعالى الله  رب العالمين سبحانه وتعالى
 والصلاة والسلام على الرسول الكريم