ومن نعمره ننكسه في الخلق افلا يعقلون - محمود شلبي
( ومن نعمره ننكسه في الخلق افلا يعقلون )
اضغط على الصورة للتكبير
click on photo to see it big
الاية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ
[ يس : 68 ]
Transaltions :
Transaltion (1)
:
Holy Quran
– chapter : 36 - Surat : YaSeen –
Verse : 68
In the name of
Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the Most Merciful
And he whom We
grant long life,— We reverse him in creation (weakness after strength). Will
they not then understand? (68)
Transaltion (2)
:
Holy Quran
– chapter : 36 - Surat : YaSeen –
Verse : 68
In the name of
Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the Most Merciful
[36.68] To whoever We give a long life We make him stoop.
Do they not understand?
Transaltion (3)
:
Holy Quran
– chapter : 36 - Surat : YaSeen –
Verse : 68
In the name of
Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the Most Merciful
36-68
If We grant
long life to any, We cause him to be reversed in nature: Will they not then
understand?
تفسير الاية الكريمة ( تفسير الوسيط / طنطاوي ) :
( وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ
)
ثم بين - سبحانه - أحوال الإِنسان عندما يتقدم به العمر فقال { وَمَن
نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } وقوله {
نُّعَمِّرْهُ } من التعمير. بمعنى إطالة العمر. قال القرطبى وقوله { نُنَكِّسْهُ }
قرأه عاصم وحمزة - بضم النون الأولى وتشديد الكاف - من التنكيس. وقرأه الباقون {
نَنْكُسُه } - بفتح النون الأولى وضم الكاف - من نكست الشئ أنكُسُه نَكْساً إذا
قلبته على رأسه فانتكس. قال قتادة المعنى أنه يصير إلى حال الهرم الذى يشبه حال
الصبا... قال الشاعر
من عاش أَخْلَقَت الأيام جِدَّتَه
وخانه ثقتاه السمع والبصر
|
|
فطول العمر يصير الشباب هَرَما، والقوة ضعفا، والزيادة نقصا.. وقد
استعاذ النبى صلى الله عليه وسلم من أن يرد إلى أرذل العمر.
تفسير الاية الكريمة ( تفسير فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه
الله تعالى واحسن مثواه )
) وَمَن نُّعَمِّرْهُ
نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ (
الحق سبحانه قد أعذر بأنه أنذر، وأعذر لأنه قال لهم لا تعبدوا الشيطان
وبيَّن عداوته، وقال: اعبدوني واسلكوا صراطي المستقيم، إذن: ليس لهم عذر حين كفروا
بالله وأطاعوا الشيطان وعبدوه، لكنهم قد يعتذرون من ناحية أخرى فيقولون: يا رب أنت
أخذتنا ولو عشْنا لاهتدينَا وعُدْنا إلى الصراط المستقيم، فيرد الله
عليهم:{ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن
تَذَكَّرَ.. } [فاطر: 37]. يعني: قد عمَّرناكم عمراً طويلاً يكفي
للتذكُّر والعودة فلم تعودوا، ثم إن التعمير يُورِث الضعف والوَهَن وعدم القدرة،
فأنت أول الحياة عندك فتوة وقوة ونشاط بدني وذهني، لكن مع الكِبَر تضعف البنية،
وتقِلُّ القوة العضلية والعقلية، ويعود الإنسان إلى الضعف الذي بدأ به وهو طفل
صغير، وكما قال تعالى:{ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ
شَيْئاً.. } [النحل: 70]. فإذا كنتم لم تعودوا ولم ترعووا في فترة القوة
وسلامة العقل والتفكير، أتعودون في فترة الهَرم والضعف والنسيان؟ لذلك يقول هنا
الحق سبحانه: { وَمَن نُّعَمِّرْهُ } [يس: 68] نطيل عمره ونَمُد له فيه {
نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ } [يس: 67] الانتكاس: العودة إلى الوراء، والرجوع إلى
ما كنتَ عليه أولاً، فَطُول العمر يعود بالإنسان إلى مرحلة الطفولة الأولى، فهو
نكسة في حقه حين يصير شيخاً هرماً لا يستطيع الحراك ولا الكلام، وتأخذ ذاكرتُه في
الضعف فينسى ويخرف، فهو كالطفل تماماً يحتاج مَنْ يحمله ويُطعمه ويُزيل عنه
الأذى.. الخ، فهل في هذه الحال عودة؟ وهل ينفع معها تفكُّر وتدبُّر؟ { أَفَلاَ
يَعْقِلُونَ } [يس: 68] يعني: أين عقولكم في هذه المسألة، والحق سبحانه يسوقها
بأسلوب الاستفهام، ولا يأتي بها على سبيل الإخبار ليجيبوا هم ويُقِرُّوا على
أنفسهم بعدم التعقُّل.