سورة الشمس - محمود شلبي
اضغط على الصورة للتكبير
click on photo to see it big
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)ه
[ الشمس : 1- 15 ]
Translation (1) :
Holy Quran – chapter ( 91 ) – Surat : Ash-Shams ( The Sun ) – Verses : 1- 15 .
In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the
All-merciful.
By the sun and its brightness; (1)
By the moon as it follows it (the sun); (2)
By the day as it shows up (the sun's) brightness; (3)
By the night as it conceals it (the sun); (4)
By the heaven and Him Who built it; (5)
By the earth and Him Who spread it, (6)
And by Nafs (Adam or a person or a soul), and Him Who perfected him
in proportion; (7) Then He showed him what is wrong for him and what is right
for him; (8)
Indeed he succeeds who purifies his ownself (i.e. obeys and
performs all that Allâh ordered, by following the true Faith of Islâmic
Monotheism and by doing righteous good deeds). (9) And indeed he fails who
corrupts his ownself (i.e. disobeys what Allâh has ordered by rejecting the
true Faith of Islâmic Monotheism or by following polytheism or by doing every
kind of evil wicked deeds) (10)
Thamûd (people) denied (their Prophet) through their transgression
(by rejecting the true Faith of Islâmic Monotheism, and by following
polytheism, and by committing every kind of sin). (11)
When the most wickedman among them went forth (to kill the
she-camel). (12)
But the Messenger of Allâh [Sâlih (Saleh) A.S.] said to them:
"Be cautious! (Fear the evil end). That is the she-camel of Allâh! (Do not
harm it) and bar it not from having its drink!" (13)
Then they denied him and they killed it. So their Lord destroyed
them because of their sin, and made them equal in destruction (i.e. all grades
of people, rich and poor, strong and weak)! (14)
And He (Allâh) feared not
the consequences thereof. (15)
Translation (2) :
Holy Quran – chapter ( 91 ) – Surat : Ash-Shams ( The Sun ) – Verses : 1- 15 .
In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the
All-merciful.
[91.1]
By the sun and its midmorning,
[91.2] By the moon, which follows it,
[91.3] By the day, when it displays it,
[91.4] By the night, when it envelops it!
[91.5] By the heaven and Who built it,
[91.6] By the earth and Who spread it,
[91.7] By the soul and Who shaped it
[91.8] and inspired it with its sin and its piety,
[91.9] prosperous is he who purified it,
[91.10] and failed is he who buried it!
[91.11] Thamood belied in their pride
[91.12] when the most wicked of them broke forth,
[91.13] the Messenger of Allah said to them: '( This is)
the shecamel of Allah, let her drink. '
[91.14] But they belied him, and hamstrung her. So their Lord
crushed them for their sin and
leveled it
(their village).
[91.15] He does not fear the result (of their destruction).
Translation (3) :
Holy Quran – chapter ( 91 ) – Surat : Ash-Shams ( The Sun ) – Verses : 1- 15 .
In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the
All-merciful.
91-1 By the Sun and
his (glorious) splendour;
91-2 By the Moon as
she follows him;
91-3 By the Day as it
shows up (the Sun's) glory;
91-4 By the Night as
it conceals it;
91-5 By the Firmament
and its (wonderful) structure;
91-6 By the Earth and
its (wide) expanse:
91-7 By the Soul, and
the proportion and order given to it;
91-8 And its
enlightenment as to its wrong and its right;-
91-9 Truly he succeeds
that purifies it,
91-10 And he fails that corrupts it!
91-11 The Thamud (people) rejected (their prophet) through
their inordinate
wrong-doing,
91-12 Behold,
the most wicked man among them was deputed (for impiety).
91-13 But the Apostle
of God said to them: "It is a She-camel of God! And (bar
her not from)
having her drink!"
91-14 Then they
rejected him (as a false prophet), and they hamstrung her. So
their Lord, on
account of their crime, obliterated their traces and made
them equal (in
destruction, high and low)!
91-15 And for Him is
no fear of its consequences.
Translation (4) :
Holy Quran – chapter ( 91 ) – Surat : Ash-Shams ( The Sun ) – Verses : 1- 15 .
In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the
All-merciful.
(1) By the sun and its brightness.
(2) And the moon when it
follows it ( the sun ) .
(3) And the day when it
shows up its ( the sun ) brightness .
(4) And the night when it
covers it up ( the sun ) .
(5) And the heaven and Him
who built it .
(6) And the earth and Him
who spread it .
(7) And the human soul and
Him who proportioned it .
(8) Then inspired it
with its wickedness and its
righteousness .
(9) Truly successful is he who pruified it .
(10) And truly is a failure is he who corrupted it .
(11) Thamud (people ) denied
because of their transgression .
(12) When the most wretched
of them was sent forth .
(13) So the Messenger of Allah said to them , “ ( it is ) the she
camel of Allah so let her drink .”
(14) then they denied him , and they hamstrung her , so their Lord let loose a courge upon
them for their sins , and leveled them
down( all together in destruction ) .
(15) And He (Allah ) feared not the consequences thereof .
سورة الشمس العظيمة الكريمة
سورة تحدثت عن قصة قوم ثمود ونبي الله صالح عليه السلام
وهذه السورة تتضمن حقيقة
هامة وخطيرة وتنبه المسلمين الى منكر عظيم يتسبب في نزول عقاب الله
بالجميع وان الله شديد العقاب
تبارك وتعالى ، وهذا المنكر هو السكوت على اهل الباطل والسكوت على الظالمين والسكوت على من يرتكبون الظلم والمعاصي
والتدبر في سورة الشمس وقصة قوم ثمود
يقودنا الى ثلاثة اسئلة هامة
السوأل الاول :
كم شخصا من قوم ثمود قام بذبح
الناقة ؟
والاجابة : رجل واحد فقط
قال تعالى ( فنادوا صاحبهم فتعاطي فعقر )
السؤال الثاني :
كم شخصا شارك في التخطيط والتحريض
والاجابة : 9 اشخاص
قال تعالى ( وكان في المدينة
تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون )
السؤال الثالث :
ماذا كان موقف الاخرين
من قوم ثمود ؟
الاجابة : سكتوا
ورضوا بما فعل هؤلاء السفهاء
السؤال الرابع :
على من انزل الله العقاب على هذا الفعل وتلك الجريمة
؟
الاجابة : اهلكهم الله
جميعا وعاقب قوم ثمود جميعا
قال تعالى ( فأخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين )
( عقرها واحد فقط ورضي البقية
وسكتوا عليه فنسب الله الجريمة لهم
جميعا واهلكهم جميعا )
وهذا يعني بان
القاتل – والمحرض – والمخطط - والشامت -
والراضي – والساكت
كلهم وجميعهم اخذهم العذاب
وحل بهم العقاب لانهم جميعهم كانوا شركاء في الجريمة
فاياكم ان توافقوا اهل الباطل
على باطلهم واياكم ان تسكتوا
للظالمين على ظلمهم
وان لم تستطيعوا قول الحق فلا
تقولوا الباطل او تصفقوا له
( اللهم ارنا الحق حقا
وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه )
تفسير سورة الشمس (الوسيط في تفسير القران الكريم / طنطاوي ) :
افتتح - سبحانه - هذه السورة الكريمة، بالقسم بكائنات عظيمة النفع،
جليلة القدر، لها آثارها فى حياة الناس والحيوان والنبات، ولها دلالتها الواضحة
على وحدانيته - تعالى - وكمال قدرته، وبديع صنعه. فقال - سبحانه - { وَٱلشَّمْسِ
وَضُحَاهَا } والضحى الوقت الذى ترتفع فيه الشمس بعد إشراقها، فتكون أكمل ما تكون
ضياء وشعاعا. فالمراد بضحاها ضوؤها - كما يرى مجاهد -، أو النهار كله - كما اختار
قتادة وغيره -، أو حرها - كما قال مقاتل -. وهذه الأقوال لا تنافر بينها، لأن لفظ
الضحى فى الأصل، يطلق على الوقت الذى تنبسط فيه الشمس، ويمتد النهار، تقول ضَحِى
فلان يَضْحَى - كرضى يرضى -، إذا برز للشمس، وتعرض لحرها، ومنه قوله - تعالى -{ إِنَّ
لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَىٰ. وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ
تَضْحَىٰ } وقوله - تعالى - { وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا } أى تبعها، تقول فلان
تلا فلانا يتلوه، إذا تبعه، قال بعض العلماء فأما أن القمر تابع للشمس فيحتمل
معنيين أحدهما أنه تال لها فى ارتباط مصالح الناس، وتعلق منافع هذا العالم بحركته،
وقد دل علم الهيئة على أن بين الشمس والقمر من المناسبة ما ليس بين غيرهما من
الكواكب. وثانيهما أن القمر يأخذ نوره ويستمده من نور الشمس. وهذا قول الفراء
قديما، وقد قامت الأدلة عند علماء الهيئة والنجوم، على أن القمر يستمد ضوءه من
الشمس.. وقال الشيخ ابن عاشور وفى الآية إشارة إلى أن نور القمر، مستفاد من نور
الشمس، أى من توجه أشعة الشمس إلى ما يقابل الأرض من القمر، وليس نيرا بذاته، وهذا
إعجاز علمى من إعجاز القرآن.. وقوله - سبحانه - { وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا }
أى جلى الشمس وأظهرها وكشفها للناظرين. قال الآلوسى وقوله { وَٱلنَّهَارِ إِذَا
جَلاَّهَا } أى جلى النهار الشمس، أى أظهرها، فإنها تنجلى وتظهر إذا انبسط النهار،
ومضى منه مدة، فالإِسناد مجازى كالإِسناد فى نحو صام نهاره. وقيل الضمير المنصوب
يعود إلى الأرض، وقيل إلى الدنيا، والمراد بها وجه الأرض، وقيل إلى الظلمة، وجلاها
حينئذ بمعنى أزالها، وعدم ذكر المرجع على هذه الأقوال للعلم به. والأول أولى، لذكر
المرجع واتساق الضمائر.. وقوله - سبحانه - { وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا } أى
يغشى الليلُ الشمسَ فيغطى ضوءها، فالضمير فى يغشاها يعود إلى الشمس. وقيل يعود إلى
الدنيا، وقيل إلى الأرض أى يغشى الليل الدنيا والأرض بظلامه. والحق أن فى قوله -
تعالى - { جَلاَّهَا } و { يَغْشَاهَا } إشارة واضحة إلى أن الضمير فيهما يعود إلى
الشمس، إذ النهار يجلى الشمس ويكشفها أتم انكشاف، والليل يزيل ضوءها ويستره، فنسب
- سبحانه - إلى النهار ما يلائمه بالنسبة للشمس، وكذلك الحال بالنسبة لليل.
ثم قال - تعالى - { وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا } أى وحق السماء وحق
من بناها وأنشأها وأوجدها على تلك الصورة البديعة الرائعة. فما هنا اسم موصول
بمعنى مَنْ، والمراد بمن بناها الله - عز وجل - وأوثرت على مَنْ التى تأتى للعاقل
كثيرا، لإِشعارها معنى الوصفية. أى وحق السماء، وحق القادر العظيم الذى بناها
وأوجدها على هذه الهيئة الجميلة الدقيقة. وقد أشار إلى ذلك صاحب الكشاف فقال و
الوجه أن تكون " ما " موصولة - أى فى هذه الآية وما بعدها - وإنما أوثرت
على مَنْ لإِرادة معنى الوصفية، كأنه قيل والسماء والقادر العظيم الذى بناها.
ومنهم من يرى أن " ما " هنا مصدرية، فيكون المعنى وحق السماء وبنيانها.
وقوله - تعالى - { وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا } أى وحق الأرض ومن بسطها من كل
جانب، وجعلها مهيأة للاستقرار عليها يقال طحى فلان الشئ ودحاه، إذا بسطه ووسعه.
وقوله - سبحانه - { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } أى وحق النفوس، وحق من أنشأها من
العدم فى أحسن تقويم، وجعلها مستعدة لتلقى ما يكملها ويصلحها. ويبدو أن المراد
بالنفس هنا ذات الإِنسان، من باب إطلاق الحالِّ على المحل، ويكون المراد بتسويتها
استواء خلقة الإِنسان، وتركيب أعضائه فى أجمل صورة. ومن قال بأن المراد بالنفس هنا
القوة المدبرة للإِنسان، يكون المقصود بتسويتها. منحها القوى الكثيرة المتنوعة،
التى توصلها إلى حسن المعرفة، والتمييز بين الخير والشر، والنفع والضر، والهدى
والضلال. قالوا وقوله - تعالى - بعد ذلك { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
} يشير إلى أن المراد بالنفس فى قوله - تعالى - { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } القوة
المدبرة للإِنسان، والتى عن طريقها يدرك الأمور إدراكا واضحا، ويختار منها ما
يناسب استعداده. والإِلهام هو التعريف والإِفهام للشئ، أو التمكين من فعله أو
تركه، والفجور فعل ما يؤدى إلى الخسران والشقاء. والتقوى هى الإِتيان بالأقوال
والأفعال التى ترضى الله - تعالى - وتصون الإِنسان من غضبه -عز وجل -. أى فعرف -
سبحانه - النفس الإِنسان و ألهمها وأفهمها معنى الفجور والتقوى، وبين لها حالهما،
ووضح لها ما ينبغى أن تفعله وما ينبغى أن تتركه، من خير أو شر، ومن طاعة أو معصية،
بحيث يتميز عندها الرشد من الغى، والخبيث من الطيب. ومن الآيات التى وردت فى هذا
المعنى قوله - تعالى
-{ وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } وقوله
- عز وجل
-{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } وقدم
- سبحانه - هنا الفجور على التقوى، مراعاة لأحوال المخاطبين بهذه السورة، وهم كفار
قريش، الذين كانت أعمالهم قائمة على الفجور والخسران، بسبب إعراضهم عما جاءهم به
رسول الله صلى الله عليه وسلم من حق وبر.
وقوله - سبحانه - { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن
دَسَّاهَا } يصح أن يكون جوابا للقسم. والفلاح الظفر بالمطلوب. والتزكية التزود من
الخير والطاعة، والحرص على تطهير النفس من كل سوء، وقوله { دَسَّاهَا } أى نقصها
وأخفاها بالمعاصى والآثام. وأصل فعل دسَّى دسَّسَ، فلما اجتمع ثلاث سينات، قلبت
الثالثة ياء، يقال دس فلان الشئ إذا أخفاه وكتمه. والمعنى وحق الشمس وضحاها، وحق
القمر إذا تلاها. وحق النفس وحق من سواها، وجعلها متمكنة من معرفة الخير والشر.
لقد أفلح وفاز وظفر بالمطلوب، ونجا من المكروه، من طهر نفسه من الذنوب والمعاصى.
وقد خاب وخسر نفسه. وأوقعها فى التهلكة، من نَقَصها وأخفاها وأخملها وحال بينها
وبين فعل الخير بسبب ارتكاب الموبقات والشرور. قال الآلوسى ما ملخصه وقوله - تعالى
- { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } جواب القسم. وإليه ذهب الزجاج وغيره. والأصل
لقد أفلح، فحذفت اللام لطول الكلام المقتضى للتخفيف. وفاعل من " زكاها "
ضمير " مَنْ " والضمير المنصوب للنفس.. ويرى المحققون من العلماء أن جواب
القسم محذوف، للعلم به، فكأنه - سبحانه - قد قال وحق الشمس وضحاها، وحق القمر إذا
تلاها.. ليقعن البعث والحساب والجزاء، أو لتحاسبن على أعمالكم، ودليل هذا الجواب
قوله - تعالى - بعد ذلك { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ } لأن هذه الآية الكريمة
وما بعدها، تدل على أن الله - تعالى - قد اقتضت سنته، أن يحاسب من فسق عن أمره،
وأصر على تكذيب رسله. وعلى هذا سار صاحب الكشاف، فقد قال فإن قلت فأين جواب القسم؟
قلت هو محذوف، تقديره ليُدَمْدِ مَنَّ الله عليهم، أى على مكة لتكذيبهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على قبيلة ثمود لأنهم كذبوا صالحا - عليه السلام -
وأما قوله { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } فكلام تابع لقوله { فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } على سبيل الاستطراد، وليس من جواب القسم فى شئ.. وقد
أقسم الله - تعالى - بهذه الكائنات المختلفة، والتى لها مالها من المنافع بالنسبة
للإِنسان وغيره، لتأكيد وحدانيته، وكمال قدرته، وبليغ حكمته. وبدأ - سبحانه -
بالشمس، لأنها أعظم هذه الكائنات، وللتنويه بشأن الإِسلام، وأن هديه كضياء الشمس،
الذى لا يترك للظلام أثرا. وقد ساق الإِمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآيات بعض
الأحاديث، منها ما رواه الطبرانى عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال " كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بهذه الآية { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا.
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } وقف ثم قال " اللهم آت نفسى تقواها
أنت وليها ومولاها. وخير من زكاها " وعن أبى هريرة
رضى الله عنه. قال "
سمعت النبى يقرأ { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } قال
" اللهم آت نفسى تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها " ".
وبعد هذا الحديث الطويل المؤكد بالقسم، والدال على وحدانيته، وبديع
صنعه.. أتبع ذلك ببيان ما حل بالمكذبين السابقين، ليكون هذا البيان عبرة وعظة
للمشركين المعاصرين للنبى، فقال - تعالى - { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ. إِذِ
ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ
وَسُقْيَاهَا. فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ
بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا. وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا }. والمراد بثمود تلك القبيلة
التى أرسل الله - تعالى - إلى أهلها صالحا - عليه السلام - لكى يأمرهم بإخلاص
العبادة لله وحده. ومفعول " كذبت " محذوف للعلم به. والباء فى قوله
" بطغواها " للسببية، والطَّغْوَى اسم مصدر من الطغيان، وهو مجاوزة الحد
المعتاد. أى كذبت قبيلة ثمود - نبيهم صالحا - عليه السلام بسبب طغيانهم وإفراطهم
فى الجحود والتكبر والعناد وقيل إن الباء للتعدية، والطغوى اسم للعذاب الذى نزل
بهم، والذى توعدهم به نبيهم. أى كذبت ثمود بعذابها، الذى توعدهم رسولهم به، إذا
استمروا فى كفرهم وطغيانهم. والظرف فى قوله - سبحانه - { إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا
} متعلق بقوله { طغواها } ، لأن وقت انبعاث أشقاهم لقتل الناقة. هو أشد أوقات
طغيانهم وفجورهم. وفعل " انبعث " مطاوع بعث، تقول بعثته فانبعث، كما
تقول كسرته فانكسر. ويصح أن يكون متعلقا بقوله { كذبت }. وقوله { أَشْقَاهَا } أى
أشقى تلك القبيلة، وهو قُدَار - بزنة غراب - بن سالف، الذى يضرب به المثل فى
الشؤم، فيقال فلان أشأم من قدار. أى كذبت ثمود نبيها، بسبب طغيانها، وقت أن أسرع
أشقى تلك القبيلة، وهو قدار بن سالف، لعقر الناقة التى نهاهم نبيهم عن مسها بسوء.
وعبر - سبحانه - بقوله { ٱنبَعَثَ } للإِشعار بأنه قام مسرعا عندما أرسله قومه
لقتل الناقة، ولم يتردد فى ذلك لشدة كفره وجحوده. وقوله - تعالى - { فَقَالَ
لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا } أى فقال لهم رسول الله -
تعالى - إليهم. وهو صالح - عليه السلام - على سبيل التحذير والإِنذار احذروا عقر
ناقة الله - تعالى -، واحذروا سقياها، أى الوقت المحدد لشرابها فلا تمنعوها فيه من
الشرب، فإن لها يوم لا تشاركونها فيه الشرب، وإن لكم يوما آخر هى لن تشارككم فيه.
وقد قال لهم صالح - عليه السلام - هذا الكلام، عندما شعر بأنهم قد بيتوا النية على
عقرها. فالفاء فى قوله - تعالى - { فَقَالَ لَهُمْ... } عاطفة على قوله { كذبت }
لإِفادة الترتيب والتعقيب.. أى قال لهم ذلك فى أعقاب شعوره بتصميمهم على تكذيبه،
وعلى قتل الناقة. ولفظ " ناقة " منصوب على التحذير، والكلام على حذف
مضاف. أى احذروا عقر ناقة الله، وأضيفت إلى لفظ الجلالة، على سبيل التشريف لها،
لأنها قد جعلها - سبحانه - معجزة لنبيه صالح - عليه السلام - ودليلا على صدقه.
وقوله { وَسُقْيَاهَا } معطوف على ناقة الله، وهو منصوب - أيضا - على
التحذير. أى احذروا أن تقتلوا الناقة، واحذروا أن تشاركوها فى اليوم الخاص بشربها،
فضلا عن أن تؤذوها. وقوله - سبحانه - { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ
عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا } بيان لموقفهم السيئ من تحذير
نبيهم لهم، ولما أصابهم من عذاب مهلك بسبب هذا التكذيب. وقوله { فَدَمْدَمَ } -
بزنة فعلل - بمعنى تضعيف العذاب وترديده، يقال دمدمت على الشئ، أى أطبقت عليه،
ودمدم عليه القبر، أى أطبقه عليه. أى فكذبت قوم صالح نبيهم، وأصروا على هذا
التكذيب، وتجاوزوا ذلك إلى عقر الناقة التى نهاهم عن مسها بسوء.. فكانت نتيجة ذلك،
أن أهلكهم الله - تعالى - وأن أخذهم أخذ عزيز مقتدر، فقد أطبق عليهم الأرض، وسواها
من فوقهم جميعا دون أن يفلت منهم أحد، وصاروا كلهم تحت ترابها، ونجى - سبحانه -
صالحا ومن آمن معه. بفضله ورحمته. والضمير فى قوله - سبحانه - { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا
} يعود إلى الله - تعالى - أى ولا يخاف الله - تعالى -عاقبة ما فعله بهؤلاء الطغاة
الأشقياء، لأن الذى يخاف إنما هو المخلوق. أما الخالق لكل شئ، فإنه - تعالى - لا
يخاف أحدا، لأنه لا يسأل عما يفعل، ولأنه - تعالى - هو العادل فى أحكامه، والضمير
فى عقباها، يعود إلى الفعلة أو إلى الدمدمة. ومنهم من جعل الضمير فى " يخاف
" يعود إلى أشقاها، أى أن هذا الشقى قد أسرع إلى عقر الناقة دون أن يخشى سوء
عاقبة فعله، لطغيانه وجهله.
نسأل الله - تعالى - أن
يجعلنا جميعا من عباده الصالحين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
معجزة نبي الله صالح عليه السلام ( معجزة الناقة )
ميَّز الله سبحانه وتعالى كلَّ نبيٍّ من الأنبياء والرسل بمعجزةٍ
خاصةٍ عن غيره من الأنبياء والرُّسل، وذلك حسب ما يقتضيه حال قومه - إيمانهم
وكفرهم - وكذلك حسب ما تميَّز به النبيّ المبعوث إليهم، فإنّ معجزة سيدنا محمد
-صلى الله عليه وسلم- التي تميَّز بها عن باقي الأنبياء والرسل هي القرآن الكريم
ومن إعجاز القرآن أنّه جاء إلى قومٍ يشتهرون بالفصاحة والبلاغة، إلا أنهم عجزوا عن
الإتيان بشيءٍ يُشبه كلام الله من حيث الإيجاز والبلاغة والمضمون، أما نبي الله
موسى فمن أبرز معجزاته تكليم الله له في مواضع عدة، ومما تميَّز به عيسى عليه
السلام من المعجزات إحياء الموتى بإذن الله وإشفاء المرضى بإذن الله، وكذلك الأمر
مع باقي الأنبياء والرسل، أما سيدنا صالح -عليه السلام- فقد كانت معجزته التي
امتاز بها عن باقي الأنبياء والرسل تلك الناقة التي طلبها منه قومه كدليلٍ على صدق
نبوته وقد تحقق لهم ما طلبوا بشكلٍ تعجز العقول عن إدراكه، فما هي ناقة الله؟ وما
هي قصتها مع قوم صالح عليه السلام؟
التعريف بناقة الله :
ناقة الله هي الناقة التي طلبها قوم ثمود من نبيهم صالح -عليه السلام-
ليصدقوه بما أتاهم به من النبوة، وأنه مرسلٌ من الله سبحانه وتعالى، حيث طلبوا منه
آيةً كدليلٍ على صدقه وقد حدد قوم صالح نوع المعجزة بأنفسهم وصفتها، فقد طلبوا من
نبيهم صالح -عليه السلام- أن يُخرج لهم من الجبل أو من الصخر ناقةً لونها أحمر
عشراء، ثم تضع حملها وهم ينظرون إليها، كما أنها ترد الماء الذي كانوا يردون منه
فتشرب منه وتغدو عليه وتروح، ثم تأتيهم بلبنٍ مثل ما شربت من الماء، فما كان من
صالح -عليه السلام- إلا أن دعا الله ليرزقه تلك المعجزة حتى يُصدقه قومه ويؤمنوا
به وبرسالته، ولما جاء أمر الله طلب سيدنا صالح من قومه أن يخرجوا إلى هضبة أو
جهةٍ معينةٍ من الأرض ففعلوا كما طلب منهم، فإذا بتلك الهضبة تتمخض تماماً كما
تتمخض الحامل، ثم انفرجت بأمر الله فخرجت الناقة من وسطها، فقال لهم نبي الله صالح
-عليه السلام - إن هذه هي الناقة التي طلبتموها كآية فاتركوها تأكل في أرض الله
ولا تمسوها بسوء، قال تعالى: (قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا
أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ *
قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا
تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا
فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً
وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ)، وقد كانت تلك الناقة مُعجزةً بجميع تفاصيلها؛ نشأتها، وطبيعتها
ومشربها، ولبنها، فقد كانت تشرب يوماً من ماء قوم ثمود وتترك لهم شرب يوم، وكانت
في يوم شربها من الماء تُعطيهم لبناً يكفيهم، حتى عقروها فعذبهم الله لفعلتهم
تلك.[٢] قصة نبي الله صالح عليه السلام مع قومه لعلَّ أهم ما يبرز في قصة سيدنا
صالح - عليه السلام - مع قومه ثمود ما يتعلَّق بناقة الله - ناقة صالح - وقد جاء
ذكر وبيان قصة نبي الله صالح مع قومه ثمود في العديد من سور القرآن الكريم، منها:
سورة الأعراف، وهود، والحِجر، والشعراء، وفصّلت، وغيرها الكثير من سور القرآن
الكريم بغض النظر إن كان على سبيل الإشارة فقط أو السرد والتفصيل، أما عن قصة صالح
مع قومه كما جاء بيانها من عند الله سبحانه وتعالى وبناءً على ما ورد فيها من
الآيات الكريمة أن الله - سبحانه وتعالى - أرسل نبيه صالحاً عليه السلام إلى قوم
ثمود ليدعوهم إلى الإيمان بالله وحده وترك ما كانوا يعبدون من دون الله، وثمود
قبيلةٌ عربية، وإليها ينتمي نبي الله صالحٌ - عليه السلام -، وكانت منطقة الحِجْر
موطن هذه القبيلة، وهي تلك المنطقة الواقعة بين الحدود الشمالية من المملكة
العربية السعودية وشرق المملكة الأردنية الهاشمية، وقد سخّر الله لقبيلة ثمود
النعم السابغة من مظاهر الحضارة والعمران، إلا أنهم مع كلِّ ما آتاهم الله من نعمٍ
جحدوا بذلك وكفروا بنعم الله عليهم، وأنكروا وحدانية الله، حيث إنّ صالحاً لما
أُرسل إليهم طلبوا منه أن يأتيهم بآيةٍ معجزة تثبت لهم صدقه وأنه رسولٌ أرسله الله
إليهم، فلبّى صالح لهم ذلك الطلب بأمر الله وإرادته، وأمرهم ألّا يمسّوا الناقة
بسوءٍ، ويتركوها تأكل من أرض الله وتشرب بأمر الله، فعصوا أمر صالح ولم يمتثلوا
له، فكانت عاقبتهم أن عذَّبهم الله على عصيانهم لأمر نبيه وكفرهم بنعم الله، ونجّى
صالحاً والذين آمنوا معه.
مكان اقامة قوم ثمود ( مدائن
صالح ) :
خرجت ناقة صالح - عليه السلام - من مكان إقامة قوم ثمود المعروف بدار
الحِجر، والتي تشتهر بمدائن صالح، أما موقع مدائن صالح تحديدًا فهو في الشمال الغربي من المملكة العربية السعودية
على مشارف الحدود الأردنية، بين المدينة المنورة ومدينة تبوك، على بعد ما يقارب 22
كيلومتراً إلى الجهة الشمالية من محافظة العلا، وقد ورد ذكر تلك المنطقة
"الحجر" في كتاب الله على أنها موطن قوم ثمود ، وهي المكان الذي ظهرت
فيه ناقة صالح التي أرسلها الله لهم آيةً، فعقروها فأهلكهم بعد ذلك بالصّيحة، وتضم
مدائن صالح مجموعة كبيرةً من الآثار الإسلامية الخالدة، كما تضم الكثير من المعالم
التاريخية قبل الإسلام وقبل الميلاد، ومن المعالم المشتهرة في مدائن صالح بعض
القلاع الإسلامية، وبعض بقايا السكك الحديدية المتبقية من سكة الحجاز، والتي تمتد
إلى ما يقارب 13 كيلومتراً، وكذلك المحطة والقاطرات.
العبر المستفادة من قصة صالح
عليه السلام مع قومه :
تحوي قصة نبي الله صالح -عليه السلام- العديد من الفوائد، والعبر،
والفوائد التي نستمدّها من كتاب الله كما قصَّها عنهم، ومن تلك الفوائد والعبر ما
يلي:
1) إخلاص سيدنا صالح - عليه السلام - مع قومه في دعوتهم إلى الحق بتوحيد الله عز وجل، مستخدماً معهم أسلوب الترغيب والترهيب. وبرغم تكذيب قومه وإنكارهم للحق إلا أنه لم ييأس أو يملَ من الدعوة حتى بلَّغ رسالة ربه على الوجه الذي يرتضيه ويشعر فيه بكمال دعوته.
1) إخلاص سيدنا صالح - عليه السلام - مع قومه في دعوتهم إلى الحق بتوحيد الله عز وجل، مستخدماً معهم أسلوب الترغيب والترهيب. وبرغم تكذيب قومه وإنكارهم للحق إلا أنه لم ييأس أو يملَ من الدعوة حتى بلَّغ رسالة ربه على الوجه الذي يرتضيه ويشعر فيه بكمال دعوته.
2) أنّ العاقل من يعتبر بآثار الكافرين، الذين ظلموا أنفسهم حتى
استحقوا العذاب، كما أن العاقل يربأ بنفسه عن أن يسلك درب من ظلموا أنفسهم؛
فالسعيد من وُعظ بغيره.
3) الإيمان المطلق بالله سبحانه وتعالى إذا خالط قلوب المؤمنين واستقر
في نفوسهم، ولَّد لديهم الشجاعة، والقوة، والصراحة، والجرأة في وجه الباطل،
والإقدام على نصرة الحق.
4) ينبغي على العاقل الفطن أن
يستعمل الأساليب المنطقية الحكيمة في دعوته لغيره، وهو ما يتَّضح جلياً في الحوار
الدائر بين سيدنا صالح عليه السلام وقومه، فقد سلك صالح في دعوته لقومه أكثر
الأساليب حكمة ومنطقيّة.
5) إذا لم يُحسن العبد استغلال النّعم التي رزقه الله إياها وكفر
بالله المنعم، انقلبت تلك النّعم نِقماً، وزالت عن صاحبها.
قوم ثمود هم قوم ورد ذكرهم في القرآن وكانوا ينحتون الجبال لتكون بيوت لهم ويتخذون من سهولها قصورًا لهم، ورد اسم ثمود في نصوص الآشوريين في أحد معارك سرجون الثاني انتهت بانتصار آشور وإخضاع الثموديين
وقوم ثمود هم من العرب البائدة وهم قوم ارسل الله اليهم صالح عليه السلام نبي ورسول منهم يدعوهم لعبادة الله وحده وترك عبادة الاوثان فاستجابوا لدعوة نبي الله صالح، ثم ارتد اكثرهم عن دينهم وعقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية وتحدوا صالح أن يأتيهم بالعذاب، ودبر تسعة مكيدة لقتل صالح واهله، فأهلك الله الذين ظلموا من قوم ثمود ونجي صالح والمؤمنون.
وكانت ثمود قبيلة أو مجموعة قبائل من سكان شبه الجزيرة العربية القدماء وقد عدهم النسابون المسلمون القدامى من العرب القدماء.
أقدم الكتابات المكتشفة عن ثمود تعود لنقش لسرجون الآشوري يرجع تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد حيث دارت بينهم وبين الآشورين معارك ، كما ورد اسم ثمود في معبد إغريقي بشمال غرب الحجاز بني عام 169 م وفي مؤلفات أرسطو وبطليموس وبلينيوس. وفي كتب بيزنطية تعود للقرن الخامس. وأيضا في نقوش أثرية حول مدينة تيماء. وفي قصائد الشعراء كالأعشى وأمية بن أبي الصلت الذين قتلا بعاد وثمود كمثالين على البأس والقوة والمنعة.
معلومات عن قوم ثمود :
وقوم ثمود هم من العرب البائدة وهم قوم ارسل الله اليهم صالح عليه السلام نبي ورسول منهم يدعوهم لعبادة الله وحده وترك عبادة الاوثان فاستجابوا لدعوة نبي الله صالح، ثم ارتد اكثرهم عن دينهم وعقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية وتحدوا صالح أن يأتيهم بالعذاب، ودبر تسعة مكيدة لقتل صالح واهله، فأهلك الله الذين ظلموا من قوم ثمود ونجي صالح والمؤمنون.
وكانت ثمود قبيلة أو مجموعة قبائل من سكان شبه الجزيرة العربية القدماء وقد عدهم النسابون المسلمون القدامى من العرب القدماء.
أقدم الكتابات المكتشفة عن ثمود تعود لنقش لسرجون الآشوري يرجع تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد حيث دارت بينهم وبين الآشورين معارك ، كما ورد اسم ثمود في معبد إغريقي بشمال غرب الحجاز بني عام 169 م وفي مؤلفات أرسطو وبطليموس وبلينيوس. وفي كتب بيزنطية تعود للقرن الخامس. وأيضا في نقوش أثرية حول مدينة تيماء. وفي قصائد الشعراء كالأعشى وأمية بن أبي الصلت الذين قتلا بعاد وثمود كمثالين على البأس والقوة والمنعة.
قوم ثمود في القرأن الكريم :
ورد ذكر قوم ثمود في سبعة سورة
كريمة من القرأن الكريم بالاضافة الى سورة الشمس الكريمة وكما يلي :
1) سورة فصلت الكريمة :
وَأَمَّا
ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ
صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا
الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ(18) [ سورة فصلت ]
2) سورة هود الكريمة :
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا
اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ
وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي
قَرِيبٌ مُجِيبٌ ( 61) قَالُوا
يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ
نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا
إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62) قَالَ
يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي
مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا
تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) وَيَا
قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ
اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي
دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا
جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ
مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ
فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ
ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68) [ سورة هود
]
3) سورة الاعراف الكريمة :
وَوَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا
اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ
رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ
اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 73) وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن
بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا
وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي
الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قَالَ
الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ
آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ
إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا
بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ(76) فَعَقَرُواْ
النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا
بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ
فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى
عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ
لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) [ سورة الأعراف ]
4) سورة الشعراء الكريمة :
كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا
تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ
إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ
وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (138) وَتَنْحِتُونَ
مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا
تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ
يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا
إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا
أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ
هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا
تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا
فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ
الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) [ سورة الشعراء ]
5) سورة النمل الكريمة :
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ
اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ
يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا
تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ
قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47) وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ
يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا
تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ
لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا
مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا
ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا
وَكَانُوا يَتَّقُونَ ( 53)
[ سورة النمل ]
6) سورة الفجر الكريمة :
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ
ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي
لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ
الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) [ سورة الفجر ]
7) سورة القمر الكريمة :
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا
أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُر (24) أَؤُلْقِيَ
الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ
غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا
مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ
أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا
صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ
كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا
كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ( 31) [ سورة القمر ]
تبارك الله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الكريم واله وصحبه اجمعين