والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا - محمود شلبي

اضغط على الصورة للتكبير 
Click on photo to see it big 


بسم الله الرحمن الرحيم
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78(
[ النحل : 78 ]


Translation (1) :

Holy Quran – chapter ( 16  ) – Surat : An-Nahl  ( The Bees ) – Verses : 78 .

In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful. 

 And Allah has brought you out from the wombs of your mothers while you know nothing. And He gave you hearing, sight, and hearts that you might give thanks (to Allah). (78) 

Translation (2) :

Holy Quran – chapter ( 16  ) – Surat : An-Nahl  ( The Bees ) – Verses : 78 .

In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful. 

 [16.78] Allah brought you out of your mothers' wombs, while you know nothing , and  He gave you hearing, sight and hearts, in order that you be thankful.

Translation (3) :

Holy Quran – chapter ( 16  ) – Surat : An-Nahl  ( The Bees ) – Verses : 78 .

In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful. 

 16-78                                                                   
It is He Who brought you forth from the wombs of your mothers when ye knew nothing; and He gave you hearing and sight and intelligence and affections: that ye may give thanks (to God).


تفسير الايه  الكريمة [ الوسيط في  تفسير القران الكريم  /  طنطاوي ]


ثم ساق - تعالى - بعد ذلك أنواعا من نعمه على عباده فقال { وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً }. أى والله - تعالى - وحده هو الذى أخرجكم - أيها الناس - من بطون أمهاتكم إلى هذه الدنيا، وأنتم لا تعلمون شيئا لا من العلم الدنيوى ولا من العلم الدينى، ولا تعرفون ما يضركم أو ينفعكم، والجملة الكريمة معطوفة على قوله - تعالى - قبل ذلك
وجملة { لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً } حال من الكاف فى { أخرجكم }. وقوله - سبحانه - { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } نعمة ثانية من نعمة الله - سبحانه - التى لا تحصى. أى أن من نعمة الله - تعالى - أنه أخرجكم من بطون أمهاتكم - بعد أن مكثتم فيها شهورا تحت كلاءته ورعايته - وأنتم لا تعرفون شيئا، وركب فيكم بقدرته النافذة، وحكمته البالغة، [ السمع ] الذى تسمعون به، والبصر الذى بواسطته تبصرون، [ والأفئدة ] التى عن طريقها تعقلون وتفقهون، لعلكم بسبب كل هذه النعم التى أنعمها عليكم، تشكرونه حق الشكر، بأن تخلصوا له العبادة والطاعة، وتستعملوا نعمه فى مواضعها التى وجدت من أجلها. قال الجمل وجملة { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ... } ابتدائية، أو معطوفة على ما قبلها، والواو لا تقتضى ترتيبا، فلا ينافى أن هذا الجعل قبل الإِخراج من البطون. ونكتة تأخيره - أى الجعل - أن السمع ونحوه من آلات الادراك، إنما يعتد به إذا أحس الإِنسان وأدرك وذلك لا يكون إلا بعد الإِخراج. وقدم السمع على البصر، لأنه طريق تلقى الوحى، أو لأن إدراكه أقدم، من إدراك البصر. وإفراده - أى السمع - باعتبار كونه مصدرا فى الأصل.... وقال الإِمام ابن كثير " وهذه القوى والحواس تحصل للإِنسان على التدريج قليلا قليلا حتى يبلغ أشده. وإنما جعل - تعالى - هذه الحواس فى الإِنسان ليتمكن بها من عبادة ربه، فيستعين بكل جارحة وعضو وقوة على طاعة مولاه كما جاء فى صحيح البخارى عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يقول تعالى - " من عادى لى وليا فقد بارزنى بالحرب. وما تقرب إلى عبدى بشئ أفضل مما افترضت عليه، ولا يزال عبدى يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به، وبصره الذى يبصر به، ويده التى يبطش بها، ورجله التى يمشى بها، ولئن سألنى لأعطينه، ولئن دعانى لأجيبنه ولئن استعاذ بى لأعيذنه، وما ترددت فى شئ أنا فاعله ترددى فى قبض نفس عبدى المؤمن، يكره الموت، وأكره مساءته، ولا بد له منه ". فمعنى الحديث أن العبد إذا أخلص الطاعة، صارت أفعاله كلها لله، فلا يسمع إلا لله، ولا يبصر إلا لله أى لما شرعه الله له... وشبيه بهذه الآية قوله  تعالى : [ قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ]