سورة القارعة الكريمة - محمود شلبي

اضغط على الصورة للتكبير 
Click on photo to see it big 


سورة القارعة الكريمة :

بسم الله الرحمن الرحيم
الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ (5) فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)
[القارعة 1 – 11 ]


Translations  :

Translation (1) : [ By : Dr. Mohsin Khan ]

Holy Quran – chapter ( 101  ) – Surat : Al-Qari’ah  ( The Clatterer ) – Verses : 1- 11 .

In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful. 

Al-Qâri'ah (the striking Hour i.e. the Day of Resurrection), (1) 
What is the striking (Hour)? (2) 
And what will make you know what the striking (Hour) is? (3)
 It is a Day whereon mankind will be like moths scattered about, (4) 
And the mountains will be like carded wool, (5)
 Then as for him whose balance (of good deeds) will be heavy, (6) 
He will live a pleasant life (in Paradise). (7)
 But as for him whose balance (of good deeds) will be light, (8)
 He will have his home in Hawiyah (pit, i.e. Hell) (9)
 And what will make you know what it is? (10)
 (It is) a fiercey blazing Fire! (11)


Translation (2)  :

Holy Quran – chapter ( 101  ) – Surat : Al-Qari’ah  ( The Clatterer ) – Verses : 1- 11 .

In the name of Allah the Almighty God , the Most Compassionate , the Most Merciful

In the Name of Allah,the All-beneficent, the All-merciful.
1 :  The Catastrophe!
2 : What is the Catastrophe?
3 : What will show you what is the Catastrophe?
4 : The day mankind will be like scattered moths,
5 : and the mountains will belike carded wool.
8 : As for him whose deeds weigh heavy in the scales,
7 : he will have a pleasing life.
8 : But as for him whose deeds weigh light in the scales,
9 : his home will be the Abyss.
10 : And what will show you what it is?
11 : It is a scorching fire!

Translation (3)  :

Holy Quran – chapter ( 101  ) – Surat : Al-Qari’ah  ( The Clatterer ) – Verses : 1- 11 .

In the name of Allah the Almighty God , the Most Compassionate , the Most Merciful
1: THE Startling Calamity ! .
2: What is the startling calamity?
3: How will you comprehend what the startling calamity is?
 4: A Day on which human beings would be like so many scattered moths,
5: The mountains like the tufts of carded wool.
6: Then he whose deeds shall weigh heavier in the scale
7: Will have a tranquil life;
8: But he whose deeds are lighter in the balance
9: Will have the Abyss for abode.
10: How will you comprehend what that is?
11: It is the scorching fire.
  

  
Translation (4)  :

Holy Quran – chapter ( 101  ) – Surat : Al-Qari’ah  ( The Clatterer ) – Verses : 1- 11 .

In the name of Allah the Almighty God , the Most Compassionate , the Most Merciful

[101.1] The Clatterer (the Day of great noise and clamour , the Day of Judgement)!
[101.2] What is the Clatterer.
[101.3] What shall let you know what the Clatterer is!
[101.4] On that Day people shall become like scattered moths
[101.5] and the mountains like tufts of carded wool.
[101.6] Then he whose deeds weigh heavy in the Scale
[101.7] shall live in a life which is pleasing,
[101.8] but he whose weight is light in the Scale,
[101.9] his head will be in the Plunging
[101.10] What shall let you know what the Plunging is?
[101.11] (It is) a Fire which is extremely hot.

Translation (5)  :

Holy Quran – chapter ( 101  ) – Surat : Al-Qari’ah  ( The Clatterer ) – Verses : 1- 11 .

In the name of Allah the Almighty God , the Most Compassionate , the Most Merciful

 101-1
The (Day) of Noise and Clamour:
 101-2
What is the (Day) of Noise and Clamour?
 101-3
And what will explain to you what the (Day) of Noise and Clamour is?
 101-4
(It is) a Day whereon men will be like moths scattered about,
 101-5
And the mountains will be like carded wool.
 101-6
Then, he whose balance (of good deeds) will be (found) heavy,
 101-7
Will be in a life of good pleasure and satisfaction.
 101-8
But he whose balance (of good deeds) will be (found) light,-
 101-9
Will have his home in a (bottomless) Pit.
 101-10
And what will explain to thee what this is?
 101-11
(It is) a Fire Blazing fiercely!


تفسير الايات الكريمة  [ الوسيط في تفسير القرأن الكريم /  طنطاوي ] :

مقدمة وتمهيد
سورة «القارعة» من السور المكية الخالصة، وكان نزولها بعد سورة «قريش» ، وقبل سورة «القيامة» ، وعدد آياتها إحدى عشرة آية في المصحف الكوفي، وعشر آيات في الحجازي، وثماني آيات في البصري والشامي.

القارعة (1)
ولفظ «القارعة» اسم فاعل من القرع، وهو الضرب بشدة بحيث يحصل منه صوت شديد.
والمراد بها هنا: القيامة، ومبدؤها النفخة الأولى، ونهايتها: قضاء الله- تعالى- بين خلقه، بحكمه العادل، وجزائه لكل فريق بما يستحقه من جنة أو نار.
وسميت القيامة بذلك. كما سميت بالطامة، والصاخة، والحاقة، والغاشية ... إلخ- لأنها تقرع القلوب بأهوالها، وتجعل الأجرام العلوية والسفلية يصطك بعضها ببعض، فيحصل لها ما يحصل من تزلزل واضطراب وتقرع أعداء الله- تعالى- بالخزي والعذاب والنكال، كما قال- تعالى-: وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ.
مَا الْقَارِعَةُ (2)

و " القارعة " : مبتدأ ، و " ما " : مبتدأ ثان ، و " القارعة " : خبر المبتدأ الثانى ، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول .

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)

والاستفهام في قوله- سبحانه-: وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ استفهام عن حقيقتها، والمقصود به التهويل من أمرها، والتفظيع من حالها، وتنبيه النفوس إلى ما يكون فيها من شدائد، تفزع لها القلوب فزعا لا تحيط العبارة بتصويره، ولا تستطيع العقول أن تدرك كنهه.
وقوله- سبحانه-: وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ معطوف على جملة «ما القارعة» والخطاب في قوله وَما أَدْراكَ لكل من يصلح له.
أى: وما أدراك- أيها المخاطب- ما كنهها في الشدة؟ إنها في الشدة والهول شيء عظيم. لا يعلم مقدارها إلا الله- تعالى-.
فالمقصود من الآيات الكريمة: تعظيم شأنها، والتعجيب من حالها، وأنها تختلف عن قوارع الدنيا- مهما بلغ عظمها- اختلافا كبيرا.

يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)

وبعد أن بين- سبحانه- أن معرفة حقيقتها أمر عسير ... أتبع ذلك ببيان أحوال الناس وقت وقوعها فقال: يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ.
و «يوم» منصوب بفعل مقدر. والفراش: هو الحشرة التي تتهافت نحو النار، وسمى بذلك لأنه يتفرش وينتشر من حولها.
والمبثوث: المنتشر المتفرق. تقول: بثثت الشيء، إذا فرقته، ومنه قوله- تعالى-:
وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ أى: متناثرة متفرقة.
أى: تحصل القارعة يوم يكون الناس في انتشارهم وكثرتهم واضطرابهم وإقبالهم نحو الداعي لهم نحو أرض المحشر ... كالحشرات الصغيرة المتهافتة نحو النار.
فأنت ترى أنه- سبحانه- قد شبه الناس في هذا الوقت العصيب، بالفراش المتفرق المنتشر في كل اتجاه، وذلك لأن الناس في هذا اليوم يكونون في فزع، يجعل كل واحد منهم مشغولا بنفسه، وفي حالة شديدة من الخوف والاضطراب.

وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ (5)

وقوله- سبحانه-: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ بيان لحالة أخرى من الأحوال التي يكون عليها هذا الكون يوم القيامة.
والعهن: الصوف ذو الألوان المتعددة، والمنفوش: المفرق بعضه عن بعض.
أى: وتكون الجبال في ذلك اليوم، كالصوف الذي ينفش ويفرق باليد ونحوها. لخفته وتناثر أجزائه، حتى يسهل غزله.
والمتأمل في هذه الآيات الكريمة، يراها قد اشتملت على أقوى الأساليب وأبلغها، في التحذير من أهوال يوم القيامة، وفي الحض على الاستعداد له بالإيمان والعمل الصالح.
لأنها قد ابتدأت بلفظ القارعة، المؤذن بأمر عظيم، ثم ثنت بالاستفهام المستعمل في التهويل، ثم أعادت اللفظ بذاته بدون إضمار له زيادة في تعظيم أمره، ثم جعلت الخطاب لكل من يصلح له، ثم شبهت الناس فيه تشبيها تقشعر منه الجلود، ثم وصفت الجبال- وهي المعروفة بصلابتها ورسوخها- بأنها ستكون في هذا اليوم كالصوف المتناثر الممزق.

فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)

ثم بين- سبحانه- أحوال السعداء والأشقياء في هذا اليوم فقال: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ.
أى: فأما من ثقلت موازين حسناته. ورجحت أعماله الصالحة على غيرها.

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7)

فهو في عيشة مرضية. أو في عيشة ذات رضا من صاحبها، لأنها عيشة هنية كريمة.

وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8)

وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ أى: خفت موازين حسناته، وثقلت موازين سيئاته،
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9)

فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ أى: فمرجعه ومأواه الذي يأوى إليه، نار سحيقة يهوى إليها بدون رحمة أو شفقة، بسبب كفره وفسوقه.
فالمراد بالأم هنا: المرجع والمأوى، وبالهاوية: النار التي يسقط فيها، وسميت النار بذلك. لشدة عمقها. وسمى المأوى أمّا، لأن الإنسان يأوى إليه كما يأوى ويلجأ إلى أمه.
ويرى بعضهم أن المراد بأمه هنا الحقيقة، لأن العرب يكنون عن حال المرء بحال أمه في الخير وفي الشر، لشدة محبتها له.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة، بما يزيد من هول هذه الهاوية فقال: وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ، نارٌ حامِيَةٌ.
أى: وأى شيء يخبرك بكنه تلك النار السحيقة؟ إننا نحن الذين نخبرك بذلك فنقول لك- أيها المخاطب- على سبيل التحذير من العمل الذي يؤدى إليها:

نَارٌ حَامِيَةٌ (11)

إنها نار قد بلغت النهاية في حرارتها.
نسأل الله تعالى- أن يعيذنا جميعا منها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.