والعصر ان الانسان لفي خسر - محمود شلبي

اضغط على الصورة للتكبير
click on photo to see it big 

سورة العصر الكريمة  : 

بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
[ العصر : 1-3 ]

Translations  :

Translation (1)  :  [ By : Mohsin Khan ]

Holy Quran –  chapter : 103 - Surat : Al- Asr  – Verses : 1-3

In the name of Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the Most Merciful

By Al-'Asr (the time). (1) Verily, man is in loss, (2) Except those who believe (in Islâmic Monotheism) and do righteous good deeds, and recommend one another to the truth (i.e. order one another to perform all kinds of good deeds (Al-Ma'ruf) which Allâh has ordained, and abstain from all kinds of sins and evil deeds (Al-Munkar) which Allâh has forbidden), and recommend one another to patience (for the sufferings, harms, and injuries which one may encounter in Allâh's Cause during preaching His religion of Islâmic Monotheism or Jihâd). (3)

Translation (2)  : 

Holy Quran –  chapter : 103 - Surat : Al- Asr  – Verses : 1-3

In the name of Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the Most Merciful

103-1
By (the Token of) Time (through the ages),
 103-2
Verily Man is in loss,
 103-3
Except such as have Faith, and do righteous deeds, and (join together) in the mutual teaching of Truth, and of Patience and Constancy.

Translation (3)  :  

Holy Quran –  chapter : 103 - Surat : Al- Asr  – Verses : 1-3

In the name of Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the Most Merciful

[103.1] By Al –Asr ( the time ) !
[103.2] Surely, the human is in a (state of) loss,
[103.3] except those who believe and do good works and charge one another with the truth and charge one another with patience.


تفسير وشرح السورة الكريمة  ( الوسيط في تفسيرالقرأن الكريم /  طنطاوي ) :

للعلماء أقوال متعددة فى المقصود بالعصر هنا فمنهم من يرى أن المقصود به: الدهر كله، لما فيه من العبر التى تدل دلالة واضحة على عظيم قدرة الله -تعالى -، ولما فيه من الأحداث التى يراها الناس بأعينهم، ويعرفونها عن غيرهم..فهم يرون ويسمعون كم من غنى قد صار فقيرا، وقوى قد صار ضعيفا، ومسرور قد أصبح حزينا.. ورحم الله القائل:
أشاب الصغير وأفنى الكبيركر الغداة ومر العشى
قال القرطبى: قوله -تعالى -: {وَٱلْعَصْرِ} أى: الدهر، قال ابن عباس وغيره. فالعصر مثل الدهر.. وأقسم به - سبحانه - لما فيه من التنبيه بتصرف الأحوال وتبدلها.ومنهم من يرى أن المقصود به: وقت صلاة العصر، وقد صدر صاحب الكشاف تفسيره لهذه الآية بهذا الرأى فقال: أقسم - سبحانه - بصلاة العصر لفضلها، بدليل قوله -تعالى -: { حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ وٱلصَّلاَةِ ٱلْوُسْطَىٰ } - وهى صلاة العصر - ، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وَتِرَ أهله ومالهولأن التكليف فى أدائها أشق لتهافت الناس فى تجاراتهم ومكاسبهم آخر النهار..ومنهم من يرى أن المراد بالعصر هنا: عصر النبوة. لأفضليته بالنسبة لما سبقه من عصور.وقد رجح الإِمام ابن جرير القول الأول فقال: والصواب من القول فى ذلك أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر،والعصر اسم الدهر، وهو العشى، والليل والنهار..وقوله - سبحانه -: {إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ...} جواب القسم، والمراد بالإِنسان: جنسه ويدخل فيه الكافر دخولا أوليا. والخسر مثل الخسران، كالكفر بمعنى الكفران..أى: إن جنس الانسان لا يخلو من خسران ونقصان وفقدان للربح فى مساعيه وأعماله طوال عمره، وإن هذا الخسران يتفاوت قوة وضعفا.فأخسر الأخسرين هو الكافر الذى أشرك مع خالقه إلها آخر فى العبادة، وأقل الناس خسارة هو المؤمن الذى خلط عملا صالحا بآخر سيئا ثم تاب إلى الله -تعالى - توبة صادقة.وجاء الكلام بأسلوب القسم، لتأكيد المقسم عليه، وهو أن جنس الإِنسان فى خسر.وقال - سبحانه - {لَفِى خُسْرٍ} للإِشعار بأن الإِنسان كأنه مغمور بالخسر، وأن هذا الخسران قد أحاط به من كل جانب، وتنكير لفظ "خسر" للتهويل. أى: لفى خسر عظيم.وقوله - سبحانه -: {إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ...} استثناء مما قبله، والمقصود بهذه الآية الكريمة تسلية المؤمنين الصادقين.. وتبشيرهم بأنهم ليسوا من هذا الفريق الخاسر.وقوله -تعالى -: {وَتَوَاصَوْاْ} فعل ماض، من الوصية وهى تقديم النصح للغير مقرونا بالوعظ.و "الحق": هو الأمر الذى ثبتت صحته ثبوتا قاطعا..و "الصبر": قوة فى النفس تعينها على احتمال المكاره والمشاق..أى: أن جميع الناس فى خسران ونقصان.. إلا الذين آمنوا بالله -تعالى - إيمانا حقا، وعملوا الأعمال الصالحات، من صلاة وزكاة وصيام وحج.. وغير ذلك من وجوه الخير، وأوصى بعضهم بعضا بالتمسك بالحق، الذى على رأسه الثبات على الإِيمان وعلى العمل الصالح.. وأوصى بعضهم بعضا كذلك بالصبر على طاعة الله -تعالى -، وعلى البلايا والمصائب والآلام.. التى لا تخلو عنها الحياة.فهؤلاء المؤمنون الصادقون، الذين أوصى بعضهم بعضا بهذه الفضائل ليسوا من بين الناس الذين هم فى خسران ونقصان، لأن إيمانهم الصادق وعملهم الصالح.. قد حماهم من الخسران..قال بعض العلماء: وقد اشتملت هذه السورة الكريمة على الوعيد الشديد، وذلك لأنه -تعالى - حكم بالخسارة على جميع الناس، الا من كان متصفا بهذه الأشياء الأربعة، وهى: الإِيمان، والعمل الصالح، والتواصى بالحق، والتواصى بالصبر، فدل ذلك على أن النجاة معلقة بمجموع هذه الأمور، وأنه كما يجب على الإِنسان أن يأتى من الأعمال ما فيه الخير والنفع، يجب عليه - أيضا - أن يدعو غيره إلى الدين، وينصحه بعمل الخير والبر، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأن يثبت على ذلك، فلا يحيد عنه، ولا يزحزحه عن الدعوة إليه ما يلاقيه من مشاق.نسأل الله -تعالى - أن يجعلنا من أصحاب هذه الصفات.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تفسير وشرح السورة الكريمة  ( تفسير السعدي ) : 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ ( 1 ) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ( 2 ) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ( 3 ) .
أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح.
والخسار مراتب متعددة متفاوتة:
قد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم.
وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات:
الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.
والعمل الصالح، وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة.
والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.