ارذل العمر - محمود شلبي
اضغط على الصورة للتكبير
click on photo to see it big
الايات الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ
(68)
[ يس : 68 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ
إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)
[ النحل : 70 ]
1) Holy Quran – chapter : 16 - Surat : An-Nahl ( The
Bees ) - Verse : 70
In the name of Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the
Most Merciful
And
Allâh has created you and then He will cause you to die, and of you there are
some who are sent back to senility, so that they know nothing after having
known (much). Truly! Allâh is All-Knowing, All-Powerful. (70)
2) Holy Quran – chapter : 36 - Surat : YaSeen – Verse : 68
In the name of Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the
Most Merciful
And he whom We grant long life, We reverse him in creation
(weakness after strength). Will they not then understand? (68)
1) Holy Quran – chapter : 16 - Surat : An-Nahl ( The Bees ) - Verse : 70
In the name of Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the
Most Merciful
16-70
And Allah who creates you and takes your souls at death; and of you
there are some who are sent back to a feeble age, so that they know nothing
after having known (much): for God is All-Knowing, All-Powerful.
2)
Holy Quran – chapter : 36 - Surat : YaSeen – Verse
: 68
In the name of Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the
Most Merciful
36-68
If We grant long life to any, We cause him to be reversed in
nature: Will they not then understand?
Transaltion (3) :
1) Holy Quran – chapter : 16 - Surat : An-Nahl ( The Bees ) - Verse : 70
In the name of Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the
Most Merciful
[16.70] Allah created you, and causes you to die. There are
some of you who, after knowing something, will be kept back to the vilest state
of life, knowing nothing. Allah is the Knowing, Powerful.
2) Holy Quran – chapter : 36 - Surat : YaSeen – Verse : 68
In the name of Allah, the Almighty God, the Most Benficent , the
Most Merciful
[36.68] To whoever We give a long life We make him stoop. Do
they not understand?
تفسير الايات الكريمة :
اولا : تفسير الاية الكريمة
( وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ )
( وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ )
[ تفسير الاية في الوسيط في تفسير القران الكريم /طنطاوي ]:
ثم بين - سبحانه - أحوال الإِنسان عندما يتقدم به العمر فقال { وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ }
وقوله { نُّعَمِّرْهُ } من التعمير. بمعنى إطالة العمر. قال القرطبى وقوله { نُنَكِّسْهُ } قرأه عاصم وحمزة - بضم النون الأولى وتشديد الكاف - من التنكيس. وقرأه الباقون { نَنْكُسُه } - بفتح النون الأولى وضم الكاف - من نكست الشئ أنكُسُه نَكْساً إذا قلبته على رأسه فانتكس. قال قتادة المعنى أنه يصير إلى حال الهرم الذى يشبه حال الصبا... قال الشاعر
وقوله { نُّعَمِّرْهُ } من التعمير. بمعنى إطالة العمر. قال القرطبى وقوله { نُنَكِّسْهُ } قرأه عاصم وحمزة - بضم النون الأولى وتشديد الكاف - من التنكيس. وقرأه الباقون { نَنْكُسُه } - بفتح النون الأولى وضم الكاف - من نكست الشئ أنكُسُه نَكْساً إذا قلبته على رأسه فانتكس. قال قتادة المعنى أنه يصير إلى حال الهرم الذى يشبه حال الصبا... قال الشاعر
من عاش أَخْلَقَت الأيام جِدَّتَه وخانه ثقتاه السمع والبصر
|
فطول العمر يصير الشباب هَرَما، والقوة ضعفا، والزيادة نقصا.. وقد استعاذ النبى صلى الله عليه وسلم من أن يرد إلى أرذل العمر.
[ تفسيرالاية لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى واحسن مثواه ]
) وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ (
الحق سبحانه قد أعذر بأنه أنذر، وأعذر لأنه قال لهم لا تعبدوا الشيطان وبيَّن عداوته، وقال: اعبدوني واسلكوا صراطي المستقيم، إذن: ليس لهم عذر حين كفروا بالله وأطاعوا الشيطان وعبدوه، لكنهم قد يعتذرون من ناحية أخرى فيقولون: يا رب أنت أخذتنا ولو عشْنا لاهتدينَا وعُدْنا إلى الصراط المستقيم، فيرد الله عليهم:{ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ.. } [فاطر: 37]. يعني: قد عمَّرناكم عمراً طويلاً يكفي للتذكُّر والعودة فلم تعودوا، ثم إن التعمير يُورِث الضعف والوَهَن وعدم القدرة، فأنت أول الحياة عندك فتوة وقوة ونشاط بدني وذهني، لكن مع الكِبَر تضعف البنية، وتقِلُّ القوة العضلية والعقلية، ويعود الإنسان إلى الضعف الذي بدأ به وهو طفل صغير، وكما قال تعالى:{ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً.. } [النحل: 70]. فإذا كنتم لم تعودوا ولم ترعووا في فترة القوة وسلامة العقل والتفكير، أتعودون في فترة الهَرم والضعف والنسيان؟ لذلك يقول هنا الحق سبحانه: { وَمَن نُّعَمِّرْهُ } [يس: 68] نطيل عمره ونَمُد له فيه { نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ } [يس: 67] الانتكاس: العودة إلى الوراء، والرجوع إلى ما كنتَ عليه أولاً، فَطُول العمر يعود بالإنسان إلى مرحلة الطفولة الأولى، فهو نكسة في حقه حين يصير شيخاً هرماً لا يستطيع الحراك ولا الكلام، وتأخذ ذاكرتُه في الضعف فينسى ويخرف، فهو كالطفل تماماً يحتاج مَنْ يحمله ويُطعمه ويُزيل عنه الأذى.. الخ، فهل في هذه الحال عودة؟ وهل ينفع معها تفكُّر وتدبُّر؟ { أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } [يس: 68] يعني: أين عقولكم في هذه المسألة، والحق سبحانه يسوقها بأسلوب الاستفهام، ولا يأتي بها على سبيل الإخبار ليجيبوا هم ويُقِرُّوا على أنفسهم بعدم التعقُّل.
ثانيا : تفسير الاية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)
[ النحل : 70 ]
[ في تفسير الوسيط / طنطاوي ]
قال الإِمام الرازى - رحمه الله - " لما ذكر - سبحانه - بعض عجائب أحوال الحيوانات، ذكر بعده بعض عجائب أحوال الناس، ومنها ما هو مذكور فى هذه الآية { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ } - وهو إشارة إلى مراتب عمر الإِنسان. والعقلاء ضبطوها فى أربع مراتب أولها سن النشوء والنماء، وثانيها سن الوقوف وهو سن الشباب، من ثلاث وثلاثين سنة إلى أربعين سنة -، وثالثها سن الانحطاط القليل وهو سن الكهولة - وهو من الأربعين إلى الستين - ورابعها سن الانحطاط الكبير - وهو سن الشيخوخة - وهو من الستين إلى نهاية العمر - ". والمعنى { والله } - تعالى - هو الذى { خلقكم } بقدرته، ولم تكونوا قبل ذلك شيئا مذكورا. " ثم " هو وحده الذى { يتوفاكم } وينهى حياتكم من هذه الدنيا عند انقضاء آجالكم. وقوله { وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ.. } معطوف على مقدر. أى والله - تعالى - هو الذى خلقكم، فمنكم من يبقى محتفظا بقوة جسده وعقله حتى يموت، ومنكم من يرد إلى أرذل العمر.. والمراد بأرذل العمر أضعفه وأوهاه وهو وقت الهرم والشيخوخة، الذى تنقص فيه القوى، وتعجز فيه الحواس عن أداء وظائفها. يقال رَذُلَ الشئ يَرْذُل - بضم الذال فيهما - رذالة.. إذا ذهب جيده وبقى رديئه. وقوله { لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً } تعليل للرد إلى أرذل العمر. أى فعلنا ما فعلنا من إبقاء بعض الناس فى هذه الحياة إلى سن الشيخوخة لكى يصير إلى حالة شبيهة بحالة طفولته فى عدم إدراك الأمور إدراكا تاما وسليما. ويجوز أن تكون اللام للصيرورة والعاقبة. أى ليصير أمره بعد العلم بالأشياء، إلى أن لا يعلم شيئا منها علما كاملا. ولقد استعاذ النبى صلى الله عليه وسلم من أن يصل عمره إلى هذه السن، لأنها سن تتكاثر فيها الآلام والمتاعب. وقد يصير الإِنسان فيها عالة على غيره. وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى -{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ } قال الإِمام ابن كثير روى البخارى عند تفسير هذه الآية، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول " اللهم إنى أعوذ بك من البخل، والكسل، والهرم، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات ". وقال زهير بن أبى سلمى فى معلقته المشهورة
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته، ومن تخطئ يعمر فيهرم
ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بما يدل على كمال علمه، وتمام قدرته، فقال - تعالى - { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } أى إن الله - تعالى - عليم بأحوال مخلوقاته، لا يخفى عليه شئ من تصرفاتهم { قدير } على تبديل الأمور كما تقتضى حكمته وإرادته. ويؤخذ من هذه الآية الكريمة إمكان البعث وأنه حق، لأن الله - تعالى - القادر على خلق الإنسان وعلى نقله من حال إلى حال.. قادر - أيضا - على إحيائه بعد موته.