من اصبح منكم امنا في سربه - محمود شلبي
اضغط على الصورة للتكبير
واضغط ايضا على الرابط بالاسفل لسماع الصوت اثناء مشاهدة الصورة
Click on photo to see it big
also click the link below to hear audio while watching the photo
اللهم صلى وسلم وبارك على حبيبنا الرسول الكريم وعلى اله وصحبة اجمعين واجعلنا ممن يشفع لهم عند جلالك وعظمتك يوم الدين واجعلنا ممن يسقيهم من الحوض يوم القيامة اللهم امين
اذا كان لديك ثلاثة اشياء فقط، تكون قد ملكت الدنيا وما فيها حتى ولو كنت فقيرا لا تمتلك سوى طعام يومك فقط اي طعام يوم واحد فقط وليس طعام سنة او طعام شهر او حتى طعام اسبوع!
هذا ما يقوله الصدق الامين حبيبنا الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى وانما هو وحي يوحى، صلى الله عليه وسلم.
اذا كان لديك ثلاثة اشياء فقط، تكون قد ملكت الدنيا وما فيها حتى ولو كنت فقيرا لا تمتلك سوى طعام يومك فقط اي طعام يوم واحد فقط وليس طعام سنة او طعام شهر او حتى طعام اسبوع!
هذا ما يقوله الصدق الامين حبيبنا الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى وانما هو وحي يوحى، صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من أصبح منكم آمنًا في سربه ، معافى
في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا )
رواه الامام الترمذي من حديث عبيد
الله بن محصن الخطمي
حيزت له الدنيا : اي انه كانما قد ملك الدنيا .
Tanslation :
'Ubaidullah bin Mihsan Al-Ansari (May Allah be pleased with him)
reported:
Messenger of Allah (ﷺ) said,
( Whosoever begins the day feeling family security
and good health ; and possessing provision for his day is as though he possesed
the whole world.)
[ Narrated by : At- Tirmidhi ].
شرح ومعنى الحديث الشريف :
روى الإمام الترمذي في سننه من حديث عبيدالله بن محصن الخطمي:
أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
( من أصبح منكم آمنًا في
سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا ) .
قوله : ( أصبح ) أي: أصبح في
ذلك اليوم، وفيه إشارة إلى أن المؤمن عليه ألا يحمل هم المستقبل، فإن أمره بيد
الله ، وهو الذي يدبر الأمور، ويقدر الأقدار، وعليه أن يحسن الظن بربه ، ويتفاءل
بالخير.
قوله: ( آمنًا في سربه ) ،
قيل: المعنى: في أهله وعياله، وقيل: في مسكنه وطريقه، وقيل: في بيته ، فهو آمن أن
يقتله أحد ، أو يسرق بيته ، أو ينتهك عرضه. والأمن من أعظم نعم الله على عباده بعد
نعمة الإيمان والإسلام ، ولا يشعر بهذه النعمة إلا من فقدها ، كالذين يعيشون في
البلاد التي يختل فيها النظام والأمن، أو الذين عاصروا الحروب الطاحنة التي تهلك
الحرث والنسل ، فهم ينامون على أزيز الطائرات وأصوات المدافع ، ويضع الواحد منهم
يده على قلبه ينتظر الموت في أي لحظة ،
قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ
بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].
وقد وعد الله المؤمنين بالأمن إن حققوا التوحيد وأخلصوا الإيمان ،
وعملوا الصالحات ، قال تعالى:
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ
الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور:
55].
وقال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ
أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ
آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 62 - 64].
وقوله : ( معافى في بدنه ) ، أي: صحيحًا سالمًا من العلل والأسقام،
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقول:
( اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيء الأسقام) [3].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه صباحًا ومساءً هذه العافية في دينه ودنياه
ونفسه وأهله وماله، وأمر أصحابه بذلك ،
روى الإمام أبوداود من حديث عبد الله بن عمر- رضي الله عنه – قال :
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح :
( اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو
والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي) .." الحديث[4].
وروى الترمذي في سننه من حديث
معاذ بن رفاعة عن أبيه قال : قام أبوبكر الصديق على المنبر، ثم بكى، فقال: قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول على المنبر ثم بكى، فقال: " «سلوا
الله العفو والعافية، فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية )[5].
وأخبر النبي صلى الله عليه
وسلم أن الكثير من الناس مفرط ومغبون في هذه النعمة ، روى البخاري في صحيحه من
حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنه قال
:
قال النبي صلى الله عليه
وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ) [6].
وأرشد النبي صلى الله عليه
وسلم أمته إلى اغتنام الصحة قبل المرض، روى الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس -
رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :
( اغتنم خمسًا قبل خمس... وذكر منها : صحتك قبل سقمك ) [7].
وكان ابن عمر- رضي الله عنه - كما في صحيح البخاري يقول :
( إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من
صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك) [8]. والذي يزور مستشفيات المسلمين ويرى ما ابتلي به
إخوانه من الأمراض الخطيرة التي عجز الطب الحديث عن علاج بعضها ليحمد الله - عز
وجل - صباحًا ومساءً على نعمة العافية،
وصدق الله إذ يقول : ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ
كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34].
قوله : (عنده قوت يومه) ، أي:
قدر ما يغديه ويعشيه ، والطعام من نعم الله العظيمة ،
قال تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا
رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ
﴾ [قريش: 3، 4].
وكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ بالله من الجوع ، روى أبو داود في
سننه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (
اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيعٍ )[9]. ولقد كان النبي صلى الله عليه
وسلم يسأل ربه الكفاف، أي مقدار ما يكفيه، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -
رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا ) [ 10].
ومما تقدم يتبين أن من اجتمعت
له هذه الخصال الثلاث في يومه، فكأنما ملك الدنيا كلها، وقد اجتمع لكثير من الناس
أضعاف أضعاف ما ذكر في هذا الحديث، ومع ذلك فهم منكرون لها، محتقرون ما هم فيه،
فهم كما قال تعالى: ﴿ يَعْرِفُونَ
نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [النحل: 83]
وقال تعالى: ﴿ أَفَبِنِعْمَةِ
اللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾ [النحل: 71].
ودواء هذا الداء أن ينظر المرء إلى من حرم هذه النعم، أو بعضها، كما
أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث
أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( انظروا إلى من أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر
ألا تزدروا نعمة ) [11]. قال ابن جرير وغيره: هذا حديث جامع لأنواع من الخير؛ لأن
الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك ، واستصغر ما عنده من
نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب
الناس ، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى
عليه فشكرها وتواضع وفعل فيه الخير. ـ[12].
وأختم بهذا الحديث الذي يبين أن كثيرًا من الناس يعيشون عيشة الملوك :
روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه
-: أن رجلًا سأله فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة
تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء.
قال: فإن لي خادمًا. قال: فأنت من الملوك [13]. قال الشاعر: إذا اجتمع الإسلام
والفوت للفتى وأضحى صحيحًا جسمه وهو في أمنِ فقد ملك الدنيا جميعًا وحازها وحق
عليه الشكر لله ذي المنِّ والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] وحيزت: جمعت.
[2] برقم (2346)، وحسنه
الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/274) برقم (1913).
[3] (20/309) برقم ( ١٣٠٠٤)
وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.
[4] برقم (٥٠٧٤) وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/957) برقم
(2349).
[5] برقم (3558)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/180) برقم
(2821).
[6] برقم (٦٤١٢).
[7] (5/435) برقم (٧٩١٦)،
وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وصححه الشيخ الألباني في صحيح
الجامع الصغير برقم (1077).
[8] برقم (٦٤١٦).
[9] برقم (١٥٤٧) وصححه
الألباني في صحيح سنن أبي داود (1/288)، برقم (1368).
[10] البخاري برقم (٦٤٦٠)، ومسلم برقم (١٠٥٥).
[11] البخاري برقم (٦٤٩٠)، ومسلم برقم (٢٩٦٣).
[12] صحيح مسلم بشرح النووي
(6/97). [13] برقم (2979).