وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى - محمود شلبي
اضغط على الصورة للتكبير
Click on photo to see it big
بسم الله الرحمن الرحيم
فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18)
[ الانفال 17 – 18 ]
[ الانفال 17 – 18 ]
Translation (1) :
Holy Quran – chapter ( 8 ) – Surat : Al-Anfal ( The Spoils ) – Verses : 17 - 18 .
In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful.
You killed them not, but Allâh killed them. And you (Muhammad SAW) threw not when you did throw, but Allâh threw, that He might test the believers by a fair trial from Him. Verily, Allâh is All-Hearer, All-Knower. (17)
This (is the fact) and surely, Allâh weakens the deceitful plots of the disbelievers. (18)
Translation (2) :
Holy Quran – chapter ( 8 ) – Surat : Al-Anfal ( The Spoils ) – Verses : 17 - 18 .
In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful.
17: It was not you who killed them, but God did so. You did not throw what you threw, (sand into the eyes of the enemy at Badr), but God, to bring out the best in the faithful by doing them a favour of His own. God is all-hearing and all-knowing.
18: That was that, but remember God will make the plots of the unbelievers contemptible.
|
Translation (3) :
Holy Quran – chapter ( 8 ) – Surat : Al-Anfal ( The Spoils ) – Verses : 17 - 18 .
In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful.
[8.17] It was not you who killed them, but Allah slew them, neither was it you who threw at them. Allah threw at them in order that He confers on the believers a fair benefit. Indeed, Allah is Hearing, Knowing.
[8.18] Allah will surely weaken the guile of the unbelievers.
Translation (4) :
Holy Quran – chapter ( 8 ) – Surat : Al-Anfal ( The Spoils ) – Verses : 17 - 18 .
In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful.
8-17
It is not ye who slew them; it was God: when thou threwest (a handful of dust), it was not thy act, but God's: in order that He might test the Believers by a gracious trial from Himself: for God is He Whoheareth and knoweth (all things).
8-18
That, and also because God is He Who makes feeble the plans and stratagem of the Unbelievers.
8-19
تفسير ومعاني الايات الكريمة :
مقدمة وتمهيد :
اذا قام المومنون بتنفيذ وتطبيق منهج الله وشريعته في الارض واذا استكملوا جميع اسباب النصر من الايمان الصادق والعمل باوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه واذا اعدوا للاعداء ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل ثم خاضوا حربهم ومعاركهم مع اهل الكفر والباطل فان الله عز وجل يتفضل عليهم بالنصر المؤزر بمشيئته سبحانه وتعالى ويؤيدهم بجنوده في السماء والارض وينصرهم نصرا مؤزرا على اعدائهم حتى وان كان الاعداء اكثر منهم بالعدد والعتاد والاسلحة وما النصر الا من عند الله تبارك وتعالى .
اذا قام المومنون بتنفيذ وتطبيق منهج الله وشريعته في الارض واذا استكملوا جميع اسباب النصر من الايمان الصادق والعمل باوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه واذا اعدوا للاعداء ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل ثم خاضوا حربهم ومعاركهم مع اهل الكفر والباطل فان الله عز وجل يتفضل عليهم بالنصر المؤزر بمشيئته سبحانه وتعالى ويؤيدهم بجنوده في السماء والارض وينصرهم نصرا مؤزرا على اعدائهم حتى وان كان الاعداء اكثر منهم بالعدد والعتاد والاسلحة وما النصر الا من عند الله تبارك وتعالى .
قبل شرح معنى هذه الايات الكريمة لا بد من التحدث عن النصر المؤزر الذي اكرم الله عز وجل به المسلمين في معركة بدر رغم قلة عددهم واسلحتهم وذلك ان هذه الايات الكريمة لها صلة وثيقة بمعركة بدر كما تشير الى ذلك اغلب تفاسير القرأن الكريم .
انتصار المسلمين في معركة بدر :
كان الإمداد بالملائكة وإعلام النبي صلى الله عليه وسلم بذلك تبشيرًا للمسلمين بأن النصر حليفهم، والهزيمة من نصيب عدوهم، مما كان له عظيم الأثر في تقوية قلوب المسلمين وثقتهم في النصر، وإقبالهم على القتال بلا خوف أو تردد.
وفي هذا اللقاء الحاسم قاتلت جنود الله من الملائكة مع جنود الله من المؤمنين في أول ملحمة بين معسكر الإيمان ومعسكر الكفر، فأذل الله تعالى أعداء الاسلام، وجعل النصر والغلبة لجنده وأوليائه .. ولقد كان الله تعالى قادرًا على تحقيق هذا النصر، وقتل صناديد الكفر بدون إنزال ألف من الملائكة، وكان يكفي لذلك ملك واحد، لكن في ذلك إشارة إلى أمرين:
الأول: بعث روح الثقة والطمأنينة في نفوس المسلمين، وهذا من شأنه رفع الروح المعنوية عند المقاتلين، وتقوية عزيمتهم وثباتهم في القتال.
الثاني: بيان عناية الله تعالى ورعايته لأوليائه الذين آمنوا به وضحوا في سبيله، وتركوا أوطانهم وأموالهم من أجل دينهم، وقد علم الله تعالى عجزهم وفقرهم وضعفهم؛ فأنزل عليهم ألفًا من الملائكة في مقابلة الألف من المشركين ويكون عدد المسلمين زيادة في ميزان المعركة، وبهذا قد رجحت الكفة في تقدير المسلمين، وتأكد لديهم وعد الله تعالى، واطمأنت قلوبهم إلى نصر الله وتأييده.
قال تعالى: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾[1] ومن أحداث الغزوة المباركة يتبين أن الله تعالى أراد لهذه العصبة المؤمنة أن تكون لها العزة والغلبة، وأن ينتصر الله تعالى لها من عدوها الغاشم الذي طالما تجرأ واعتدى وظلم بغير حق، وتجلى ذلك فيما يلي:
1- قولة تعالى: (أخرجك ربك)، فالرب جل وعلا هو الذي أخرجه، فالخروج أو الإخراج من أمره ومن تدبيره؛ فقد جاء في معني الرب: السيد، المالك، المصلح، والمتصرف المدبر ، فكان الإخراج بأمره سبحانه وتدبيره، كما كان في ذلك المصلحة والخير، وإضافة الضمير إلى الرب فيه إشارة إلى العناية والقرب والمحبة من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم.
2- قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ﴾ ، وهو سبحانه يعلم كراهة القتال عند كل إنسان.. ومع هذا أخرجهم؛ لأنه يعلم سبحانه أنهم بعد قليل سيفرحون، وهذا درس عظيم لكل داعية إلى الله تعالى، بل لكل مسلم، وهو أن يعلم أن الخير كله في خضوعه وانقياده لأوامر الله، حتى لو بدا فيها المشقة أو الكراهة.
لقد أنزل تعالى الملائكة يوم بدر، وقاتلت مع المسلمين، وقتلت من المشركين وضربتهم فوق الأعناق، وضربت منهم كل بنان، وكان الناس يعرفون القتلى الذين قتلتهم الملائكة، والقتلى الذين قتلهم المسلمون، فهل هذه خارقة خاصة بيوم بدر أم أن ذلك ممكن أن يحدث أو حدث في غير بدر؟ لا شك أن الله تعالى قد أيد رسوله صلى الله عليه وسلم في غزواته، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وجعل كلمته تعالى هي العليا، لأنها سنته عز وجل؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ ﴾ ، ولقد وعد الله تعالى بنصر المؤمنين في الدنيا بإظهارهم على عدوهم، لكن بشرط أن يكونوا مؤمنين حقًّا، وهذا ما تقرر في أول السورة الكريمة: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ﴾، وكما قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾.
فإذا وجد الإيمان الحق، وقامت فئة مؤمنة بحق لتنصر دين الله، كان التأييد والمدد والنصر من عند الله العزيز الحكيم، بل إن هناك الآثار الثابتة التي تفيد أن الملائكة جاهزة للدفاع عن المؤمنين والقتال معهم إلى يوم القيامة، وطالما أن الحرب بين الإسلام والكفر قائمة إلى يوم القيام، أو إلى نزول عيسى عليه السلام، فكذلك الملائكة لن تضع أسلحتها ولن تترك خيلها حتى ينزل عيسى عليه السلام؛ كما جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿ حَتَّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا ﴾ ، قال ابن كثير: (قال مجاهد: حتى ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، وإنه أخذه من قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتل آخرهم الدجال" ، وقال قتادة: (حتى تضع الحرب أوزارها)؛ حتى لا يبقى شرك، وهذا كقوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّين كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ ، وجاء في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه؛ إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم (اسم فرس من خيل الملائكة)، فنظر إلى المشرك أمامه، فخر مستلقيًا، فنظر إليه، فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه، فجاء أنصاري فحدث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة ، وبعد أن ذكر القرطبي هذا الحديث، قال: (ولأن الله تعالى جعل أولئك الملائكة مجاهدين إلى يوم القيامة؛ فكل عسكر صبر واحتسب تأتيهم الملائكة ويقاتلون معهم، وذكر قول الحسن: فهؤلاء الملائكة ردء للمؤمنين إلى يوم القيامة) ومن هنا يتضح ما يلي:
أ) أن الاستغاثة ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة، بل هي لكل مجاهد ولكل مؤمن إلى يوم القيامة إذا أخذ بأسباب النصر الايمانية والمادية، ثم طلب الغوث والمدد والنصر من الله تعالى، فإن الله تعالى يجيبه ويغيثه ويمدده بجنوده وينصره.
ب) أن المواجهة بين الإسلام والكفر دائمة ومستمرة إلى أواخر أيام الدنيا، فقد بوَّب البخاري رحمه الله باب (الجهاد ماض مع البر والفاجر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الخيل مقعود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة؛ يقول: ابن حجر: وفي الحديث الترغيب في الغزو على الخيل، وفيه أيضًا بشرى ببقاء الإسلام وأهله إلى يوم القيامة؛ لأن من لازم بقاء الجهاد بقاء المجاهدين وهم المسلمون) [12].
ج) أن الملائكة جند من جنود الله تعالى أعدهم وجهزهم للدفاع عن المؤمنين، والقتال مع المجاهدين لنصرة الدين إلى يوم القيامة.
4- أن على المسلم الداعية المجاهد أن يأخذ بكل الأسباب الممكنة بلا تقصير، ولا إهمال لسبب من الأسباب، حتى لو كان يسيرًا أو ضئيلاً، ثم يبذل أقصى جهده وطاقته، ثم يعتمد بقلبه على الله تعالى، ويعلم علم اليقين أن الأسباب لا تؤدي فعلها ولا تأتي بنتائجها إلا بإذن الله تعالى، فالنتائج يملكها الله عز وجل، والنصر لا يتحقق بفعل الأسباب، ولكن بإذن الله تعالى: (وما النصر إلا من عند الله).
5- أن النصر هبة ومنة من الله تعالى يمن بها ويهبها لمن شاء من عباده المخلصين أو المستضعفين، كما قال تعالى: ﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ ﴾ فقد كان المسلمون قلة تخطفهم الناس، فآواهم الله تعالى وأيدهم بنصره، ورزقهم أشرف وأكرم أنواع الرزق؛ قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ .
ومن هنا تتضح قضية هامة، وهي أن الحق لا بد له من أنصار ومجاهدين يبذلون جهدهم وأوقاتهم وأنفسهم وأموالهم من أجل إحقاقه، ولا بد من إزهاق الباطل ومدافعته، وتلك سنة الله تعالى، ففي تفسير قوله تعالى: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾؛ يقول ابن كثير: (أي وما جعل الله بعث الملائكة وإعلامه إياكم بهم، إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم، وإلا فهو تعالى قادر على نصركم على أعدائكم، ولتطمئن به قلوبكم، وما النصر إلا من عند الله؛ أي: بدون ذلك، ولهذا قال: (وما النصر إلا من عند الله)؛ كما قال تعالى: ﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوَهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾ ، وقال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ ﴾ ، فهذه حكم شرع الله جهاد الكفار بأيدي المؤمنين لأجلها، وقد كان عقاب الأمم السالفة المكذبة للأنبياء بالقوارع، كما أهلك قوم نوح بالطوفان، وعادًا الأولى بالدبور، وثمود بالصيحة وقوم لوط بالخسف والقلب وحجارة السجيل، وقوم شعيب بيوم الظلة، فلما بعث الله تعالى موسى وأهلك عدوه فرعون وقومه بالغرق في اليم، ثم أنزل التوراة على موسى وشرع فيها قتال الكفار، واستمر الحكم في بقية الشرائع بعده على ذلك؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا القُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ ، وقتل المؤمنين للكافرين أشد إهانة للكافرين، وأشفى لصدور المؤمنين؛ كما قال تعالى للمؤمنين من هذه الأمة: ﴿ قَاتِلُوَهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ﴾ ، ولهذا كان قتل صناديد قريش بأيدي المسلمين (الذين كانوا مقهورين معذبين في مكة..) - أنكي لهم وأشفى لصدور حزب الإيمان، فقتل أبي جهل في المعركة وحومة الوغى، أشد إهانة له من موته على فراشه بقارعة أو صاعقة، أو نحو ذلك، ولهذا قال تعالى: (إن الله عزيز)؛ أي: له العزة ولرسوله وللمؤمنين بهما في الدنيا والآخرة، (حكيم) فيما شرعه من قتال الكفار مع القدرة على دمارهم وإهلاكهم بحوله وقوته سبحانه وتعالى) ، فالقتال كما شرع في الإسلام شُرِع فيمن كان قبلنا من أتباع موسى وعيسى عليه السلام؛ غير أن أتباع موسى عليه السلام تخاذلوا عن القتال وقالوا: ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ ، فعاقبهم الله تعالى بالتيه أربعين سنة عقابًا لهذا الجيل المتخاذل؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى القَوْمِ الفَاسِقِينَ ﴾ ، وأما أتباع عيسى عليه السلام فتركوا القتال خشية الموت، وابتدعوا الرهبانية بديلاً عن الجهاد في سبيل الله، مبدلين بذلك أمر الله عز وجل، كما قال تعالى: ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ ؛ يقول القرطبي رحمه الله: (ورهبانية ابتدعوها)؛ أي: من قبل أنفسهم، (ما كتبناها عليهم)؛ أي: ما فرضناها عليهم ولا أمرناهم بها؛ وذلك أنهم حملوا أنفسهم على المشقات في الامتناع عن المطعم والمشرب والنكاح والتعلق بالكهوف والصوامع، وذلك أن ملوكهم غيروا وبدلوا وبقي نفر قليل، فترهبوا وتبتلوا .. وإن ملوكًا بعد عيسى عليه السلام ارتكبوا المحارم، فأنكرها عليهم من كان بقي على منهاج عيسى فقتلوهم، فقال قوم بقوا بعدهم: إذا نهيناهم قتلونا، فاعتزلوا الناس واتخذوا الصوامع) .
تفسير الايات الكريمة ( الوسيط في تفسير القران الكريم / طنطاوي ) :
بسم الله الرحمن الرحيم
فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18)
[ الانفال 17 – 18 ]
[ الانفال 17 – 18 ]
فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)
ثم بين لهم- سبحانه- بعض مظاهر فضله عليهم ليزدادوا شكرا له، وطاعة لأمره فقال- تعالى-: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى، وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً، إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.قال القرطبي: قوله- تعالى-: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، أى يوم بدر.روى أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صدروا عن بدر.ذكر كل واحد منهم ما فعل فقال: قتلت كذا، وأسرت كذا، فجاء من ذلك تفاخر ونحو ذلك. فنزلت الآية إعلاما بأن الله هو المميت والمقدر لجميع الأشياء، وأن العبد إنما يشارك بكسبه وقصده ... ».وقال ابن كثير: قال على بن طلحة عن ابن عباس: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه- يعنى يوم بدر- فقال: «يا رب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا، فقال جبريل: «خذ قبضة من التراب فارم بها في وجوههم» فأخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم، فما من المشركين أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة فولوا مدبرين.وقال السدى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى يوم بدر «أعطنى حصا من الأرض» فناوله حصا عليه تراب، فرمى به في وجوه القوم، فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه من ذلك التراب شيء، ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم، وأنزل الله: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى ...وقال أبو معشر المدني عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرظي قالا: لما دنا القوم بعضهم من بعض أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم وقال:
«شاهت الوجوه» ، فدخلت في أعينهم كلهم. وأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله. وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى .وهناك روايات أخرى ذكرت أن قوله- تعالى- وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى المقصود به رميه صلى الله عليه وسلم لأبى بن خلف يوم أحد، أو رميه لكنانة بن أبى الحقيق في غزوة خيبر، أو رميه المشركين في غزوة حنين.قال ابن كثير: وقد روى في هذه القصة عن عروة ومجاهد وعكرمة وقتادة وغير واحد من الأئمة أنها نزلت في رمية النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ... وسياق الآية في سورة الأنفال في قصة بدر لا محالة، وهذا مما لا يخفى على أئمة العلم.والمعنى: إنكم- أيها المؤمنون- لم تقتلوا المشركين في بدر بقوتكم وشجاعتكم، ولكن الله- تعالى- هو الذي أظفركم بحوله وقوته، بأن خذلهم، وقذف في قلوبهم الرعب، وقوى قلوبكم، وأمدكم بالملائكة، ومنحكم من معونته ورعايته ما بلغكم هذا النصر.والفاء في قوله: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ.. يرى صاحب الكشاف أنها جواب شرط محذوف تقديره: إن افتخرتم بقتلهم فأنتم لم تقتلوهم وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ لأنه هو الذي أنزل الملائكة، وألقى الرعب في قلوبهم، وشاء النصر والظفر وأذهب عن قلوبكم الفزع والجزع.وقوله: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بطريق التلوين.أى: وَما رَمَيْتَ بالرعب في قلوب الأعداء إِذْ رَمَيْتَ في وجوههم بالحصباء يوم بدر وَلكِنَّ اللَّهَ- تعالى- هو الذي رَمى بالرعب في قلوبهم فهزمهم ونصركم عليهم.أو المعنى: ما أوصلت الحصباء إلى أعينهم إذ رميتهم بها، ولكن الله هو الذي أوصلها إليها.ورحم الله صاحب الكشاف فقد قال عند تفسيره لهذه الجملة الكريمة: يعنى أن الرمية التي رميتها- يا محمد- لم ترمها أنت على الحقيقة، لأنك لو رميتها ما بلغ أثرها إلا ما يبلغه أثر رمى البشر، ولكنها كانت رمية الله، حيث أثرت ذلك الأثر العظيم.. فأثبت الرمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن صورتها وجدت منه، ونفاها عنه، لأن أثرها الذي لا تطيقه البشر فعل الله- عز وجل-، فكان الله- تعالى- هو فاعل الرمية على الحقيقة، وكأنها لم توجد من الرسول صلى الله عليه وسلم أصلا.وقال الآلوسى: واستدل بالآية على أن أفعال العباد بخلقه- تعالى- وإنما لهم كسبها ومباشرتها وقال الإمام: أثبت- سبحانه- كونه صلى الله عليه وسلم راميا، ونفى كونه راميا، فوجب حمله على أنه صلى الله عليه وسلم رمى كسبا، والله- تعالى- رمى خلقا.فإن قيل: لماذا ذكر مفعول القتل منفيا ومثبتا ولم يذكر للرمي مفعول قط؟
فالجواب- كما يقول أبو السعود-: «أن المقصود الأصلى بيان حال الرمي نفيا وإثباتا، إذ هو الذي ظهر منه ما ظهر، وهو المنشأ لتغير المرمى به في نفسه وتكثره إلى حيث أصاب عيني كل واحد من أولئك الأمة الجمة شيء من ذلك».وقوله- سبحانه-: وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً بيان لبعض وجوه حكمته- سبحانه- في خذلان الكافرين، ونصر المؤمنين.وقوله لِيُبْلِيَ من البلاء بمعنى الاختبار. وهو يكون بالنعمة لإظهار الشكر، كما يكون بالمحنة لإظهار الصبر. والمراد به هنا: الإحسان والنعمة والعطاء، ليزداد المؤمنون شكرا لربهم الذي وهبهم ما وهب من نعم.واللام للتعليل متعلقة بمحذوف مؤخر.والمعنى، ولكي يحسن- سبحانه- إلى عباده المؤمنين، وينعم عليهم بالنصر والغنائم، ليزدادوا شكرا له، فعل ما فعل من خذلان الكافرين وإذلالهم.وقوله إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ تذييل قصد به الحض على طاعة الله، والتحذير من معصيته، أى: إن الله سميع لأقوالكم ودعائكم، عليم بضمائركم وقلوبكم، فاستبقوا الخيرات لتنالوا المزيد من رعايته ونصره.
«شاهت الوجوه» ، فدخلت في أعينهم كلهم. وأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله. وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى .وهناك روايات أخرى ذكرت أن قوله- تعالى- وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى المقصود به رميه صلى الله عليه وسلم لأبى بن خلف يوم أحد، أو رميه لكنانة بن أبى الحقيق في غزوة خيبر، أو رميه المشركين في غزوة حنين.قال ابن كثير: وقد روى في هذه القصة عن عروة ومجاهد وعكرمة وقتادة وغير واحد من الأئمة أنها نزلت في رمية النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ... وسياق الآية في سورة الأنفال في قصة بدر لا محالة، وهذا مما لا يخفى على أئمة العلم.والمعنى: إنكم- أيها المؤمنون- لم تقتلوا المشركين في بدر بقوتكم وشجاعتكم، ولكن الله- تعالى- هو الذي أظفركم بحوله وقوته، بأن خذلهم، وقذف في قلوبهم الرعب، وقوى قلوبكم، وأمدكم بالملائكة، ومنحكم من معونته ورعايته ما بلغكم هذا النصر.والفاء في قوله: فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ.. يرى صاحب الكشاف أنها جواب شرط محذوف تقديره: إن افتخرتم بقتلهم فأنتم لم تقتلوهم وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ لأنه هو الذي أنزل الملائكة، وألقى الرعب في قلوبهم، وشاء النصر والظفر وأذهب عن قلوبكم الفزع والجزع.وقوله: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بطريق التلوين.أى: وَما رَمَيْتَ بالرعب في قلوب الأعداء إِذْ رَمَيْتَ في وجوههم بالحصباء يوم بدر وَلكِنَّ اللَّهَ- تعالى- هو الذي رَمى بالرعب في قلوبهم فهزمهم ونصركم عليهم.أو المعنى: ما أوصلت الحصباء إلى أعينهم إذ رميتهم بها، ولكن الله هو الذي أوصلها إليها.ورحم الله صاحب الكشاف فقد قال عند تفسيره لهذه الجملة الكريمة: يعنى أن الرمية التي رميتها- يا محمد- لم ترمها أنت على الحقيقة، لأنك لو رميتها ما بلغ أثرها إلا ما يبلغه أثر رمى البشر، ولكنها كانت رمية الله، حيث أثرت ذلك الأثر العظيم.. فأثبت الرمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن صورتها وجدت منه، ونفاها عنه، لأن أثرها الذي لا تطيقه البشر فعل الله- عز وجل-، فكان الله- تعالى- هو فاعل الرمية على الحقيقة، وكأنها لم توجد من الرسول صلى الله عليه وسلم أصلا.وقال الآلوسى: واستدل بالآية على أن أفعال العباد بخلقه- تعالى- وإنما لهم كسبها ومباشرتها وقال الإمام: أثبت- سبحانه- كونه صلى الله عليه وسلم راميا، ونفى كونه راميا، فوجب حمله على أنه صلى الله عليه وسلم رمى كسبا، والله- تعالى- رمى خلقا.فإن قيل: لماذا ذكر مفعول القتل منفيا ومثبتا ولم يذكر للرمي مفعول قط؟
فالجواب- كما يقول أبو السعود-: «أن المقصود الأصلى بيان حال الرمي نفيا وإثباتا، إذ هو الذي ظهر منه ما ظهر، وهو المنشأ لتغير المرمى به في نفسه وتكثره إلى حيث أصاب عيني كل واحد من أولئك الأمة الجمة شيء من ذلك».وقوله- سبحانه-: وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً بيان لبعض وجوه حكمته- سبحانه- في خذلان الكافرين، ونصر المؤمنين.وقوله لِيُبْلِيَ من البلاء بمعنى الاختبار. وهو يكون بالنعمة لإظهار الشكر، كما يكون بالمحنة لإظهار الصبر. والمراد به هنا: الإحسان والنعمة والعطاء، ليزداد المؤمنون شكرا لربهم الذي وهبهم ما وهب من نعم.واللام للتعليل متعلقة بمحذوف مؤخر.والمعنى، ولكي يحسن- سبحانه- إلى عباده المؤمنين، وينعم عليهم بالنصر والغنائم، ليزدادوا شكرا له، فعل ما فعل من خذلان الكافرين وإذلالهم.وقوله إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ تذييل قصد به الحض على طاعة الله، والتحذير من معصيته، أى: إن الله سميع لأقوالكم ودعائكم، عليم بضمائركم وقلوبكم، فاستبقوا الخيرات لتنالوا المزيد من رعايته ونصره.
ثم يقرر - سبحانه سنة من سننه التى لا تتخلف، وهى تقوية الحق وتوهين الباطل. وليزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم، وثباتا على ثباتهم فيقول { ذٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ ٱلْكَافِرِينَ }. قال الإِمام الرازى قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو { موهن } - بفتح الواو وتشديد الهاء والتنوين. من التوهين. تقول وهنت الشئ أى ضعفته -، { كيد } بالنصب على المفعولية. وقرأ حفص عن عاصم { موهن كيد } بالإضافة. وقرأ الباقون { موهن } بالتخفيف، - من أوهننه فأنا موهنه بمعنى أضعفته - { وكيد } بالنصب وتوهين الله كيدهم ومكرهم يكون بأشياء منها إطلاع المؤمنين على عوراتهم، وإلقاء الرعب فى قلوبهم، وتفريق كلمتهم. واسم الإِشارة { ذٰلِكُمْ } يعود إلى ما سبق من نعمة الإِبلاء والقتل والرمى وغير ذلك من النعم. وهو مبتدأ وخبره محذوف. وقوله { وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ... } معطوف عليه. المعنى ذلكم الذى منحته إياكم من العطاء الحسن، والقتل للمشركين، والإِمداد بالملائكة، وإنزال الماء عليكم. ذلكم كله نعم منى إليكم، ويضاف إلى ذلك كله أنه - سبحانه - مضعف لكيد الكافرين ومفسد لمكرهم بكم. قال ابن كثير وهذه بشارة أخرى مع ما حصل من النصر، فإنه أعلمهم بأنه مضعف كيد الكافرين فيما يستقبل، مصغر أمرهم، وأنهم فى تبار ودمار " وبعد أن ذكر - سبحانه - عباده المؤمنين بما حباهم به من منن فى غزوة بدر، ليستمروا على طاعتهم له ولرسوله.
تبارك الله رب العالمين سبحانه وتعالى
اللهم صلى وسلم وبارك على محمد الرسول الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين
تبارك الله رب العالمين سبحانه وتعالى
اللهم صلى وسلم وبارك على محمد الرسول الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين