من ينصر الباطل ومن يعين على الظلم عليهم سخط الله عز وجل - محمود شلبي
اضغط على الصورة للتكبير
Click on photo to see it big
للمزيد من المنشورات المماثلة عن الاحاديث الشريفة وتفاسير ايات وسور القرأن الكريم اضغط على الرابط الذي بالاسفل
For more similar posts about other Hadiths and verses of Holy Quran, click the link below
الاحاديث الشريفة :
الحديث الاول :
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
( مَنْ نَصَرَ باطِلاً وهُوَ
يَعْلَمُه ، فلا يَزالُ في سَخَطِ الله حَتى يَدَعَ ما قَالْ )
السلسلة الصحيحة (437 / 798)
الحديث الثاني :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ، حَدَّثَنِي
عَمِّي، مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ مَطَرٍ
الْوَرَّاقِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم :
( مَنْ أَعَانَ عَلَى
خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ ، أَوْ يُعِينُ عَلَى
ظُلْمٍ ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ
. )
[وهو حديث حسن في سنن ابن ماجه : 2030 ]
Translations :
First Hadith
The Messenger of Allah ( The honourable Prophet Muhammad )) SAW ) said :
[ Whoever aids falsehood and
he knows it , will remain in the displeasure of ALLAH (swt ) until he leaves what he
said. ]
Reference : The True Series ( 437/798 )
Second Hadith
It was narrated from Ibn 'Umar that the Messenger of Allah ( The honourable Prophet Muhammad ) (SAW )
said:
[ Whoever takes the
wrongdoer's side in a dispute or supports wrongdoing, he will remain subject to
the wrath of ALLAH (swt) until he gives it up. ]
Reference : Sunan Ibn Majah 2320
Grade : Hasan
Note :
swt : is an abbreviation of the Arabic expression ( Subhanaho Wa Ta'ala ) ( سبحانه وتعالى )
which means ( Glorified and Exalted is ALLAH The Almighty GOD )
شرح ومعنى الحديث :
الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقول
( من نصر باطلا وهو يعلمه فلا يزال في سخط الله حتى يدع ما قال )
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول
( من اعان على خصومة بظلم او يعين على ظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع )
فاذا كنت لا تستطيع ان تقف في وجه الباطل او الظالم فلا تنصر الباطل ولا تصفق له ولا تؤيده ولا تشجعه ولا تمدحه ولا تقوم بالتصفيق والتهليل والتطبيل والتزمير للظالمين والطغاة واهل الباطل والا فانك ستكون شريكا للظالم في ظلمه وجريمته وستكون شريكا له في الاثم والعقاب من الله عز وجل في الدنيا والاخرة وسينزل عليك سخط الله عز وجل وهذا ما جاء في هذه الاحاديث الشريفة الصحيحة والثابتة عن الرسول الكريم صلى عليه وسلم . واعلم بان الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل وهو تبارك وتعالي بالمرصاد للظالمين والمجرمين واعوانهم وكل من يؤيدهم ويساندهم وكل من يصفق لهم ويمدحهم ويبجلهم ويشجعهم على ظلمهم واجرامهم . واعلم بان الله سبحانه عاجلا ام اجلا سياخذ الظالمين وجنودهم واعوانهم ومؤيديهم كما اخذ فرعون وجنوده والنمرود وقارون ، ان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير فقد اغرق فرعون وجيشة الجرار وجميع قومه الذين كانوا يؤيدوه ويصفقوا له في ساعة واحدة فقط بل وربما في اقل من ساعة اصبحوا بعدها جميعهم غرقى في قعر البحر الاحمر واصبحوا في طي النسيان وكانهم لم يكونوا موجودين واصبح فرعون الطاغية وقومه من الغابرين واصبح فرعون وقومه الفاسدين اية وعبرة لكل طاغية واصبح قومه الفاسدين عبرة لكل من يصفق للطغاة على ظلمهم .. ان بطش ربك لشديد و ان الله جبار قوي وعزيز ذو انتقام تبارك وتعالى .
فلا تكونوا مثل فرعون ولا تكونوا مثل قوم فرعون الفاسدين الذين اطاعوا فرعون الظالم وأيدوه وساعدوه على الظلم وصفقوا له بل وشجعوه وحرضوه على الظلم والطغيان وجعلوه الها كما اراد وسجدوا له وعبدوه ولا تكونوا كجنود فرعون الذين اطاعوه وساعدوه على الظلم فاخذهم الله جميعهم مع فرعون في ساعة واحدة ... ان ربك لبمرصاد وعاجلا ام اجلا سياخذ كل طاغية وسفاح مجرم وسياخذ معه جميع جنوده القذرين السفلة الذين ينفذون اوامره فلولا هؤلاء الجنود القذرين لما استطاع هذا الطاغية ان يقتل ويبطش بالمسلمين، والله عز وجل سيأخذ مع هذا الطاغية كل من يطيعه ويساعده و يؤيده على الظلم و كل من يصفق له وان الله شديد العقاب تبارك وتعالى.
فلا تكونوا مثل فرعون ولا تكونوا مثل قوم فرعون الفاسدين الذين اطاعوا فرعون الظالم وأيدوه وساعدوه على الظلم وصفقوا له بل وشجعوه وحرضوه على الظلم والطغيان وجعلوه الها كما اراد وسجدوا له وعبدوه ولا تكونوا كجنود فرعون الذين اطاعوه وساعدوه على الظلم فاخذهم الله جميعهم مع فرعون في ساعة واحدة ... ان ربك لبمرصاد وعاجلا ام اجلا سياخذ كل طاغية وسفاح مجرم وسياخذ معه جميع جنوده القذرين السفلة الذين ينفذون اوامره فلولا هؤلاء الجنود القذرين لما استطاع هذا الطاغية ان يقتل ويبطش بالمسلمين، والله عز وجل سيأخذ مع هذا الطاغية كل من يطيعه ويساعده و يؤيده على الظلم و كل من يصفق له وان الله شديد العقاب تبارك وتعالى.
اعذار مرفوضة ولن يقبلها الله عز وجل من جنود الطغاة او من ينفذ اوامر الطغاة ويطيعهم :
الكثير من جنود الطغاة الذين ينفذون اوامر الطغاة يرددون دائما عبارة وعذرا تافها وهو عذر اقبح من ذنب فيقولون ( انا عبد مأمور) وهو عذر تافه وقبيح جدا ولن يقبل عند الله عز وجل، فأنت ايها الجندي عليك ان تكون ( عبدا لله وحده) وليس عبدا للظالم اواي مخلوق، والله عز وجل امرك ان تكون عبدا له هو وحده وامرك ان تطيعه هو وحده وامرك الا تطيع اي شخص يامرك بمعصية الله او يأمرك بقتل المسلمين او تعذيبهم.
وبعض جنود الطغاة يستخدم عذرا اخر مرفوضا عند الله عز وجل ايضا ولن يقبله الله منه يوم القيامه، فتجده يقول بانه اذا لم ينفذ اوامر ذلك الطاغية فانه لن يحصل على المال الذي يصرف منه على عياله، وهو عذر مرفوض عند الله عز وجل ايضا، فانت كمسلم عليك ان تؤمن بان الرزق هو من عند الله فقط وليس من عند الطاغية او اي مخلوق، وعليك ان تعلم ايها الجندي بان المال الذي تأخذه من هذا الطاغية مقابل قتل المسلمين اوتعذيبهم اوظلمهم هو مال حرام وجاء من الحرام ،فكيف تطعم عيالك من مال حرام... فهناك مصادر كثيرة للرزق تستطيع ان تحصل منها على مال حلال بعيدا عن قتل وظلم المسلمين... والله عز وجل يقول ( ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها اولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. سورة النساء 97 .)
جنود الطغاة لن يقبل منهم اي عذر عند الله عز وجل، وهم شركاء مع الطاغية في جميع جرائمه من القتل والتعذيب وسيكونوا شركاء مع الطاغية في عقاب الله عز وجل وسيكونوا مع الطاغية في جهنم..( فلولا هؤلاء الجنود القذرين السفلة لما استطاع ذلك الطاغية ان يقتل ويظلم ويبطش بالناس ويسفك الدماء).
حديثان شريفان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحديث الاول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من نصر باطلا وهو يعلمه فلا يزال في سخط الله حتى يدع ما قال
السلسلة الصحيحة ( I / 798 رقم 437 )
الحديث الثاني :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أعان على خصومة بظلم ، أو يعين على ظلم ، لم يزل في سخط الله حتى ينزع
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 19
شرح معنى الحديث الاول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من نصر باطلا وهو يعلمه فلا يزال في سخط الله حتى يدع ما قال )
حديث شريف يتضمن توجيه وارشاد للمسلمين يحذرهم فيه من ان ينصروا الباطل او ينصروا شخصا على الباطل او يفعل ويرتكب باطلا او منكرا او يدعوا الى باطل
او منكر ويحذر المسلمين من ان ينصروا ظالما يرتكب الظلم او يدعو الى الظلم
وهذا الحديث الشريف يتضمن تحريم الشرع الواضح والصريح لنصرة او مناصرة اهل الباطل والظالمين وتحريم نصرة الباطل او الظلم بكافة اشكاله وانواعه
وهذا الحديث يبين ويظهر مقدار حرمة مناصرة الظالمين واهل الباطل
ويبين للمسلمين بان من ينصر ظالما على ظلمه او من ينصر شخصا على الباطل وهو يعلم ويدرك بان هذا الشخص ظالم او على الباطل، فان الشخص الذي يفعل ذلك يكون في سخط الله حتى يتوقف عن مناصرة اهل الباطل والظالمين..وهذا يعني بان سخط الله وغضبه يحل وينزل على كل من ينصر الباطل او الظلم ويبقى غضب الله وسخطه على ذلك الشخص حتى يتوقف عن مناصرة الباطل والظلم ويتوب عن فعل هذا المنكر العظيم
والحديث يحرم مناصرة الباطل حتى ولو كانت مناصرة بمجرد القول او بالكلام كما هو ملاحظ في قول الرسول (ص) ( فلا يزال في سخط الله حتى يدع ما قال ) فما بالكم بمن يقوم بمناصرة الباطل واهل الباطل والظالمين بالفعل والمشاركة والمساندة والتصفيق والمباركة والمدح والتهليل للظالمين واهل الباطل بل والدفاع عنهم .
شرح معنى الحديث الثاني :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من أعان على خصومة بظلم ، أو يعين على ظلم ، لم يزل في سخط الله حتى ينزع )
حديث شريف آخر يظهر بوضوح تحريم مناصرة الظالمين او تاييدهم باي شكل من الاشكال ويعلن للمسلمين بان مناصرة وتاييد الظلم والظالمين هو معصية عظيمة ومنكر كبير ويحذر المسلمين من معصية ومنكر يتسبب في نزول سخط الله وغضبه على من يرتكبه
وهذا الحديث يظهر ويبين بوضوح بان من يتدخل في خصومة او نزاع معين ثم يقوم بمناصرة الظالم ويؤيده ويقف في صف الظالم ضد المظلوم ويعين على الظلم وايضا كل من يعين على الظلم باي شكل من الاشكال ... من يفعل مثل ذلك فان سخط الله وغضبه ينزل عليه ويبقى في سخط الله حتى يتوقف عن ارتكاب هذه المعصية والمنكر العظيم الذي يؤدي الى نزول وحلول سخط الله وغضبه كما قال رسولنا الكريم. والعياذ بالله من غضب الله وسخطه ..لأن نزول سخط الله يعني خسران الآخرة وخسران الدنيا والابتلاء بالمصائب والامراض والكوارث وفقدان المال والصحة والاهل والعيال والخسارة في المال والعيال وانعدام التوفيق في العمل او اي مسعى من المساعي
وبمعنى اخر.. فان سخط الله وغضبه يعني خسران كل شئ وهو مصيبة وطامة كبرى ما بعدها مصيبه عند من يعرف معناه والعياذ بالله العظيم .
أخي المسلم الكريم ان هذه الاحاديث الشريفة هي وصايا عظيمة وغالية، نطق بها من أوتي جوامع الكلم، وهذه الوصايا هي من ستاذ البشرية ومعلم الإنسانية
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الوصايا يريد النبي صلى الله عليه وسلم من
خلالها أن ينقذ أمته من عذاب الله، هذه الوصية يحذرنا فيها من عمل خطير، هذا العمل
من ابتعد عنه نجا ومن اقترب منه فقد هلك... هذا العمل هو (إعانة الظالم على ظلمه)
ولنسمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول في حديث اخر بنفس المعنى :
((مَنْ أَعَانَ ظَالِماً
لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقّاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ
رَسُولِهِ))؛ أخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد.
ونحن لو تأملنا وتدبرنا هذه الوصية لوجدناها على صغر حجمها وقلة
عباراتها تحمل معاني سامية وبلاغة عالية؛ فلقد بدأها الرسول الأعظم صلى الله عليه
وسلم باسلوب من أساليب التحذير، فالنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يحذر الإنسان
الذي يكون عونًا للظالم في ظلمه، يحذر الإنسان الراضي بهذا العمل من غير إكراه أو
ضرورة؛ فيقول له: إياك من هذا العمل، فإن فعلته فإن الله تعالى ينفض يده منك،
ويوكلك إلى نفسك، ولا يمنحك الرحمة، ويسخط عليك، ومن باء بسخط الله تعالى فقد خسر
الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.
فأين من يعين الظالم على ظلمه من هذا التحذير النبوي؟ أين يمشي مع
الظالم لينصره من كلام حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ أين من يفرح بظلم الظالم لإخوانه المسلمين من هذا الحديث؟ والله لا نجاة
للأمة مما هي فيه من الظلم والفساد والاضطهاد، وضياع الأمن والاستقرار، إلا
بتطبيقها لوصايا رسولها صلى الله عليه وسلم، إلا بالسير على تعاليمها والتخلق
بأخلاقها، هذا هو الطريق ولا طريق غيره.
ولخطورة مساعدة الظالم في ظلمه نجد أن القران الكريم تحدث عنها وحذر
المسلمين منها؛ فقال تعالى: ﴿ وَقَدْ نزلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ
اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى
يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ
الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [ النساء: 140]
قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: دلت هذه الآية
على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر، لأن من لم يتجنبهم فقد رضي
بفعلهم، والرضا بالكفر كفر وبالمنكر منكر؛ لذلك قال الله تعالى: ﴿ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ ﴾؛ فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر
سواء.
فينبغي على كل مسلم يريد أن يخلص نفسه من عذاب الله أن ينكر عليهم إذا
تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم؛ فينبغي أن يقوم عنهم
حتى لا يكون من أهل هذه الآية.
وقال تعالى في آية أخرى وهو يحذر من الركون إلى الظالمين: ﴿ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ﴾ [هود:
113]، والركون يعني: المجاملة والمداهنة، والميل إليهم بالمحبة والمودة، وآفة
الدنيا هي الركون للظالمين؛ لأن الركون إليهم إنما يشجعهم على التمادي في الظلم،
والاستشراء فيه. وأدنى مراتب الركون إلى الظالم ألا تمنعه من ظلم غيره، وأعلى
مراتب الركون إلى الظالم أن تزين له هذا الظلم؛ وأن تزين للناس هذا الظلم.
ولو نظرنا في مجتمعاتنا اليوم لوجدنا أن (الركون إلى الظالمين
ومساعدتهم) أصحبت ظاهرة خطيرة ومنتشرة، رغم علمهم بأنّ هذا الأمر خطير، لكننا نجد
هناك من يعين الظّالم على أخيه المظلوم !فهناك من يدافع عن الباطل ويتحد معه،
وهناك من يحارب من أجل الباطل مع الظالم ضد المظلوم ! ويفعل كل ذلك وهو يعلم بانه يدافع عن الباطل ويدافع عن الظلم ويفعل هذا مقابل منافع ومكاسب دنيوية او منصب او مال يحصل عليه من الظالم واهل الباطل وينسى الاخرة و العذاب الذي سيحل به يوم القيامة وفي الدنيا ايضا وينسى بانه سيكون في سخط الله عز وجل ولا يعلم بان سخط الله تبارك وتعالى يعنى خسارة الاخرة والدنيا كلاهما معا والعياذ بالله .
فأنا أقول من خلال وصية أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: يا
من تجلس في مجلس ويغتاب ويطعن فيه شخص أحد إخوانك المسلمين - وما أكثر هذه المجالس
في عالم اليوم - فيجب عليك ان تدافع عن أخيك بالأدب والحكمة، وتمنع صاحبك من
الغيبة والطعن، فإن فعلت ذلك فقد أنقذت نفسك من عذاب الله تعالى... ولكن إن سكتّ
ولم تدافع عن أخيك، من أجل أن تكسب ود الظالم، أو مجاملة معه؛ فقد أعنت هذا الظالم
على ظلمه، وأنت معه في الإثم سواء.
وليسمع أولئك الذين يجلسون في مثل هذه المجالس التي يكثر فيها السب
والشتم والطعن في أعراض المسلمين - حتى الأموات لم يسلموا منها - ولم يدافعوا عن
إخوانهم - ليسمعوا إلى كلام النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو يحذرهم فيقول: ((مَا
مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ
حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ - إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ
امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ
فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ - إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ
نُصْرَتَهُ))؛ رواه أحمد.
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف، وقَالَ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ
ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ فِي الْغِيبَةِ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ
يُعْتِقَهُ مِنْ النَّارِ))؛ رواه أحمد، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف.
وأنت يا صاحب الأسرة: إذا رأيت ظلمًا من أفراد أسرتك عليها أو على
غيرها وسكتّ عليه؛ صرت عونا للظالم... إن سكت على ظلم زوجتك لزوجة ابنك؛ فقد صرت
عونًا لهذا الظلم... إن سكت على ظلم ابنك الكبير لابنك الصغير؛ فقد صرت عونًا لهذا
الظلم... إن سكت على ظلم ولدك لابنتك؛ فقد صرت عونًا لهذا الظلم... إن سكت على ظلم
أولادك وزوجتك لجيرانك؛ فقد أعنتهم على الظلم. فيجب على صاحب الأسرة أن يتخلق
بأخلاق الإسلام، وعليه أن يبتعد عن الخلق الذميم، وهو إعانة الظالم على ظلمه.
وأنت أيها المسؤول في كل دائرة: إذا رأيت الموظف يظلم الناس، ويؤخر
معاملاتهم، ويجبر الآخرين على دفع الرشوة له، ولا يعمل بأمانة، وسكت على هذا
الظلم، ولم تنصحه أن يبتعد عن هذه الأخلاق الذميمة - فأنت قد أعنته على الظلم..
وأنا أقولها بصراحة: هناك من الأشخاص من يدافع مع زميله رغم علمه
بأنّه ظالم، ويسلب الحق من المظلوم بحجّة النّصرة لزميله !ويردد قول صلى الله عليه
وسلم: ((انْصُرْ أخَاكَ ظَالماً أَوْ مَظْلُوماً)).. ونحن نقول له: لماذا لا تكمل
الحديث يا أخ الإسلام؟ أنا أكمله لك حتى تعرف ما معنى هذه النصرة: قَالَ رَسُول
الله - صلى الله عليه وسلم: ((انْصُرْ أخَاكَ ظَالماً أَوْ مَظْلُوماً))، فَقَالَ
رجل: يَا رَسُول اللهِ، أنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُوماً، أرَأيْتَ إنْ كَانَ
ظَالِماً كَيْفَ أنْصُرُهُ؟ قَالَ: ((تحْجُزُهُ - أَوْ تمْنَعُهُ - مِنَ الظُلْمِ؛
فَإِنَّ ذلِكَ نَصرُهُ))؛ رواه البخاري.
فالقصد من الحديث: أن نعين أخونا، ونبعده عن الظّلم، وليس أن نعينه
عليه.
ويا أيها المسؤول على أموال المسلمين:
إذا رأيت أحدًا يتفنن بطريقة وأخرى في نهب أموال المسلمين، ويضعها في غير منافعها، وأنت قادر على منعهم ولم تمنعهم - فقد أعنتهم على الظلم.
إذا رأيت أحدًا يتفنن بطريقة وأخرى في نهب أموال المسلمين، ويضعها في غير منافعها، وأنت قادر على منعهم ولم تمنعهم - فقد أعنتهم على الظلم.
وليتذكر من يتصرف بأموال المسلمين بالباطل قول الذي لا ينطق عن الهوى،
إن هو إلا وحيٌ يُوحى - صلى الله عليه وسلم - فيقول: ((إنَّ رِجَالاً
يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ الله بغَيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ
القِيَامَةِ))؛ رواه البخاري.
التخوض: التصرف بالباطل.
وليتذكر من يسكت على الظالم وهو قادر على تغيير هذا الظلم ولم يغيره،
ليسمع إلى سيدنا أبي بكر رضي الله عنه بعد أن حمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"يا أيها الناس: إنكم تقرؤون هذه الآية ﴿ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ﴾، وأنا سمعنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه؛ أوشك أن يعمهم
الله بعقابه))؛ رواه أحمد.
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
فأين من يخشى عقاب الله تعالى؟
بل ليسمع أهل المجاملات والمداهنات، وأصحاب المصالح، والذين يتخلون عن كل شي من أجل الحفاظ على مصالحهم، ليسمعوا إلى هذا الكلام: ((أوحى الله إلى يوشع بن نون: أني مهلكٌ من قومك أربعين ألفًا من خيارهم، وستين ألفًا من شرارهم، فقال: يا رب، هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبى فكانوا يواكلوهم ويشاربوهم)).
بل ليسمع أهل المجاملات والمداهنات، وأصحاب المصالح، والذين يتخلون عن كل شي من أجل الحفاظ على مصالحهم، ليسمعوا إلى هذا الكلام: ((أوحى الله إلى يوشع بن نون: أني مهلكٌ من قومك أربعين ألفًا من خيارهم، وستين ألفًا من شرارهم، فقال: يا رب، هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبى فكانوا يواكلوهم ويشاربوهم)).
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: ((أُمِرَ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ يُضْرَبُ فِي قَبْرِهِ مِائَةَ
جَلْدَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ وَيَدْعُو حَتَّى صَارَتْ جَلْدَةً وَاحِدَةً،
فجُلد جلدةً واحدةً،فَامْتَلَأَ قَبْرُهُ عَلَيْهِ نَارًا، فَلَمَّا ارْتَفَعَ
عَنْهُ وَأَفَاقَ قَالَ: عَلَامَ جَلَدْتُمُونِي؟ فقِيلَ له: إنَّك صَلَّيْت صلاة
واحدة بِغَيْرِ طَهُورٍ، وَمَرَرْت عَلَى مَظْلُومٍ فَلَمْ تَنْصُرْهُ))؛ أخرجه
الطحاوي في "مشكل الآثار" (4/231)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة
(2774).
فَهَذَا حَالُ مَنْ لَمْ يَنْصُرْ الْمَظْلُومَ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى
نَصْرِهِ فَكَيْفَ حَالُ الظَّالِمِ؟
وروي أيضا انه جاء خياطٌ إلى سفيان الثوري فقال: إني رجل أخيط ثياب
السلطان (وكان السلطان ظالمًا)، هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال سفيان: بل أنت من
الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط..!! وجاء في الأثر:
"إذا كان يوم القيامة قيل: أين الظلمة وأعوانهم؟ أو قال:
وأشباههم فيُجمعون في توابيت من نار ثم يقذف بهم في النار".
وقد قال غير واحد من السلف: "أعوان الظلمة من أعانهم، ولو أنهم
لاق لهم دواة أو برى لهم قلماً، ومنهم من كان يقول: بل من يغسل ثيابهم من أعوانهم".
فيجب على كل مسلم الحذر والابتعاد عن الظلم، والدخول على الظَّلَمة
ومخالطتهم ومساعدتهم ومداهنتهم؛ لئلا يحل به العذاب، بل يجب عليه أن يبغضهم
ويعاديهم لله عز وجل، قال تعالى: ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود:
113].
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.