حديث الشاة الجلحاء والشاة القرناء - محمود شلبي

اضغط على الصورة للتكبير 
click of photo to see it big 

الاحاديث الشريفة :

الحديث الاول :
عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً ، وشاتان تقترنان ، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها ،
 قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقيل له : ما يضحكك يا رسول الله !
قال : " عجبت لها ، والذي نفسي بيده ، ليقادنّ لها يوم القيامة "
يا أبا ذر ! هل تدري فيم تنتطحان ؟ قال : لا ، قال : لكن الله يدري ، وسيقضي بينهما .

الحديث الثاني :
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً :
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(  لَتُؤَدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ، حتى يُقادَ للشاة الجَلْحَاءِ من الشاة القَرْنَاءِ ) .
[صحيح]   [رواه مسلم.] 


Translation  :

1) The first Hadeeth:
Abu Tharr reported that ; 
The Prophet Muhammad (SAW), once was setting ,and in front of him, two goats were butting (fighting by their horns), one of them butted the other, and caused it to be aborted, the Prophet (SAW) laughed, and the companions asked him ; (why did he laughed ? )
he said : I laughed because I was surprised of that goat (which butted and harmed the other one), I swear by Allah (SWT), it will be judged for doing so ( harming the other goat).
Then the Prophet asked Abu Tharr ; 
O Abu Tharr! do you know why these two goats were butting for? 
Abu Tharr replied;  No ! O Messenger of Allah! 
The Prophet then said ;  But ALLAH (SWT), verily knows, and HE will judge between  them !

2) The second Hadeeth:
Translation (1):
Abu Hurayrah, may Allah be pleased with him, reported that the Prophet, may Allah's peace and blessings be upon him, said :
 "All rights will be restored on the Day of Judgment, until even the hornless sheep will settle its score with the horned one." 
Explanation
Each oppressed one will retaliate against his oppressor on the Day of Judgment; even the hornless sheep will settle its score with the one that has horns, {and your Lord is not unjust to anyone} [Surat-ul-Kahf: 49] 

Translation (2) :
Sahih Muslim - Book 032, Number 6252:
Abu Huraira reported Allah's Messenger (may peace be upon him) as saying:
The claimants would get their claims on the Day of Ressurection so much so that the hornless sheep would get its claim from the horned sheep .

تفسير وشرح الحديث الشريف  :

معاني الكلمات في الحديث الشريف :
الكلمة    :        المعنى
يقاد    :         يقتص
الجلحاء :    التي لا قرون لها
القرناء :    التي لها قرون
اهلها   :  اصحابها
معنى الحديث :
المظلوم يقتص من ظالمه يوم القيامة حتى الشاة التي ليس لها قرن تقتص من التي لها قرن ولا يظلم ربك أحداً.

( الله سبحانه وتعالي هو الحكم العدل )
الله سبحانه وتعالى هو الحكم العدل فهو عز وجل في يوم القيامة يقتص لكل مظلوم ممن ظلمه حتى لا يبقي لأحد عند احد مظلمه ،وحتى لا يبقى في مخلوقاته مظلوم واحد قد ضاع حقه سواء كان هذا المخلوق من الانس او الجن او البهائم .. الله سبحانه وتعالى ملك الملوك والحكم العدل  في يوم القيامة يحكم ويقضي بين الناس وبين الجان وبين البهائم ويقتص لكل مخلوق مظلوم ممن ظلمه .. حتى البهائم  يقتص لبعضها من بعض فاذا انططحت شاتان احداهما جلحاء او جماء (لا قرون لها ) والاخرى قرناء (ذات قرون ) فان الله سبحانه وتعالى في يوم القيامه يحكم ويقضي بين هاتين الشاتين ويقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء .. ولهذا كان من اسمائه الحسنى  (الحكم ) و( العدل ) .
 جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : 
( يقضي الله بين خلقه الجن والإنس والبهائم ، وإنه ليقيد يومئذ الجماء من القرناء ، حتى إذا لم يبق تبعة عند واحدة لأخرى قال الله : كونوا تراباً ، فعند ذلك يقول الكافر : " يا ليتني كنت تراباً " .  (صححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 1966)
شرح معنى الحديث الشريف :
عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً ، وشاتان تقترنان ، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها ، قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : ما يضحكك يا رسول الله ! قال : " عجبت لها ، والذي نفسي بيده ، ليقادنّ لها يوم القيامة "
يا أبا ذر ! هل تدري فيم تنتطحان ؟ قال : لا ، قال : لكن الله يدري ، وسيقضي بينهما .
قال النووي في شرح مسلم  ان هذا الحديث الشريف هو تصريح بحشر البهائم يوم القيامة ، وإعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين ، وكما يعاد الأطفال والمجانين ، ومن لم تبلغه الدعوة ، وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة ، قال الله تعالى : ( وإذا الوحوش حشرت ) ، وقال العلماء : وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازاة والعقاب والثواب ، وأما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف ، إذ لا تكليف عليها ، بل هو قصاص مقابلة ، 
وقال العلامة الشيخ علي القاري في المرقاة ( 4/761 ) :
فإن قيل : الشاة غير مكلفة ، فكيف يقتص منها ؟ قلنا : إن الله تعالى فعال لما يريد ، ولا يسأل عما يفعل ، والغرض من الحديث هو إعلام العباد أن الحقوق لا تضيع ، بل يقتص حق المظلوم من الظالم.
وقال القاري : جملة الأمر أن القضية دالة بطريق المبالغة على كمال عدالة الله بين كافة المكلفين ، فإنه إذا كان هذا حال الحيوانات الخارجة عن التكليف ، فكيف بذوي العقول من الوضيع والشريف ، والقوي والضعيف ؟

وجاء في ( شرح رياض الصالحين لشيخ الاسلام محمد بن صالح بن محمد العثيمين رحمه الله تعالى )
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال
( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ) رواه مسلم
الشَّرْحُ:
نقل المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ففي هذا الحديث أقسم النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدق بغير قسم أقسم أن الحقوق ستؤدى إلى أهلها يوم القيامة ولا يضيع لأحد حق الحق الذي لك إن لم تستوفيه في الدنيا استوفيته في الآخرة حتى إنه يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء الجلحاء التي ليس لها قرن والقرناء التي لها قرن والغالب أن التي لها قرن إذا ناطحت الجلحاء التي ليس لها قرن تؤذيها أكثر فإذا كان يوم القيامة قضى الله بين هاتين الشاتين واقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء هذا وهن بهائم لا يعقلن ولا يفهمن لكن الله عز وجل حكم عدل أراد أن يرى عباده كمال عدله حتى في البهائم العجم فكيف ببني آدم وفي هذا الحديث دليل على أن البهائم تحشر يوم القيامة كذلك تحشر الدواب وكل ما فيه روح يحشر يوم القيامة قال الله تعالى وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم أمم كثيرة أمة الذر أمة الطيور أمة السباع أمة الحيات وهكذا { إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } وكل شيء مكتوب حتى أعمال البهائم والحشرات مكتوبة في اللوح المحفوظ { مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } على كل حال ففي يوم القيامة يقتص للمظلوم من الظالم ويؤخذ من حسنات الظالم فتضاف إلى حسنات المظلوم إلا إذا نفذت حسناته فيؤخذ من سيئات المظلوم فتطرح عليه قال النبي عليه الصلاة والسلام من تعدون المفلس فيكم قالوا المفلس من لا درهم عنده ولا متاع قال المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات مثل الجبال فيأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وآخذ مال هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقى من حسناته شيء وإلا آخذ من سيئاتهم فطرت عليه ثم طرح في النار لابد أن يقتص للمظلوم من الظالم ولكن إذا آخذ المظلوم بحقه في الدنيا فدعا على الظالم بقدر مظلمته واستجاب الله دعاءه فيه فقد اقتص لنفسه قبل أن يموت لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب فإذا دعا المظلوم على ظالمه في الدنيا واستجيب لدعائه فقد اقتص منه في الدنيا أما إذا سكت فلم يدع عليه ولم يعف عنه فإنه يقتص له منه يوم القيامة.
ومن تمام وكمال عدالة الله عز وجل انه يقتص للمظلوم من الظالم حتى ولو كان الظالم من أهل الجنة والمظلوم من أهل النار
وهذا ما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه  قال: (أتدرون ما المفلس؟) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: (إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) رواه مسلم.  وفي الحديث الآخر عن عبدالله بن أنيس عن النبي صلي الله عليه وسلم في ذكر القصاص يوم القيامة وفيه: (أن الله تعالى يقول: لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة)، قال: قلنا: كيف وأنّا إنما نأتي الله عز وجل عراةً غُرلاً بُهْمًا؟ قال: (بالحسنات والسيئات)، رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد.