حديث الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون - محمود شلبي
( حديث الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون )
الاحاديث الشريفة :
الحديث الاول :
حَدَّثَنَا مَطَرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ
يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ :
) شِرَارُ
أُمَّتِي الثَّرْثَارُونَ، الْمُشَّدِّقُونَ، الْمُتَفَيْهِقُونَ، وَخِيَارُ
أُمَّتِي أَحَاسِنُهُمْ أَخْلاقًا.(
[
صحيح الالباني ]
الحديث الثاني :
الرواية الاولي :
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن من أحبكم إلي، وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً،
وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون”
قالوا: يا رسول الله قد علمنا “الثرثارون والمتشدون” فما المتفيهقون؟ قال:
“المتكبرون” )
((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)).
"الثرثار": هو كثير الكلام تكلفاً.
"والمتشدق": المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بملء
فيه تصافحاً وتعظيماً لكلامه؛
“والمتفيهق” : أصله من الفهق، وهو الامتلاء، وهو الذى يملأ فمه
بالكلام، ويتوسع فيه ويغرب به تكبراً واتفاعاً، وإظهاراً للفضيلة على غيره.
وروى الترمذي عن عبد الله بن المبارك رحمه الله في تفسير حسن الخلق قال : هو
طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى .
المصدر : رياض الصالحين : 630
الرواية الثانية :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ الْبَغْدَادِيُّ،
حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ
جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
) إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَىَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَىَّ
وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ
وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ " . قَالُوا يَا رَسُولَ
اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا
الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ " الْمُتَكَبِّرُونَ " .(
قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ . وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . وَرَوَى
بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ
يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ وَهَذَا أَصَحُّ .
وَالثَّرْثَارُ هُوَ الْكَثِيرُ الْكَلاَمِ وَالْمُتَشَدِّقُ الَّذِي يَتَطَاوَلُ
عَلَى النَّاسِ فِي الْكَلاَمِ وَيَبْذُو عَلَيْهِمْ .
المصدر: جامع الترمذي 2018
Translations :
First Hadith :
Abu Hurayra reported that the Prophet, may Allah bless him and grant him peace, said,
( The worst of my community are those who speak a lot, those
who are diffuse in speech and those who fill their mouth with words . The best
of my community are the best of them in character. )
Grade : Sahih (Al- Albani )
Sunnah .com reference : Book 1 . Hadith 4
English translation : Book 56, Hadith 1308
Arabic reference : Book 1, Hadith 1308
Second Hadith :
Narration (1) :
Jabir (May Allah be pleased with him) reported:
The Messenger of Allah (ﷺ) said :
( The dearest and nearest among you to me on the Day of
Resurrection will be the one who is the best of you in manners; and the most
abhorrent among you to me and the farthest of you from me will be the pompous,
the garrulous, and Al-Mutafaihiqun .)
The Companions asked him : “ O Messenger of Allah! We know about the pompous and the garrulous, but we do not know who Al-Mutafaihiqun are.”
He replied: “The arrogant people.”
[At-Tirmidhi, who classified it as Hadith Hasan].
Reference : Riyad as –Salihin 1738
In-book reference : Book17m Hadith 228
Narration (2) :
Jabir narrated that the Messenger of Allah said:
( Indeed the most beloved
among you to me, and the nearest to sit with me on the Day of Judgment is the
best of you in character. And indeed, the most disliked among you to me, and
the one sitting furthest from me on the Day of Judgement are the Thartharun,
and the Mutashaddiqun and the Muthafaihiqun." They said: "O Messenger
of Allah! We know about the Thartharun, and the Mutashaddiqun, but what about
the Muthafaihiqun?"' He said:"The arrogant." )
Grade : Hasan (Darussalam )
Reference : Jami’ At –Tirmidhi 2018
In-book reference : Book 27, Hadith 124
English translation : Vol. 4 , Book 1. Hadith 2018
شرح الاحاديث الشريفة :
( الرسول الكريم صلى الله
عليه وسلم يحذر المسلمين من الثرثرة وكثرة الكلام وينهى عن الثرثرة
وكثرة الكلام دون تدقيق ودون مبرر و يوصي المسلمين بحفظ اللسان وينهى
عن كثره الكلام الا كلاما ظهرت فيه المصلحة )
قال تعالى (ق 18): ( ما
يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
حديثين شريفين صحيحين ينهي فيهما الرسول الكريم عن الثرثرة وكثرة الكلام
دونما تبين وتقدير لنتائج الكلام وعواقبه
فالمسلم يجب
عليه أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى
الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه . ففي كثير من الاحيان قد يكون الكلام
هو كلام مباح في حد ذاته ولكنه قد يؤدي الى منكر او حرام او مكروه والامثله على
ذلك كثيره وعديدة .. فكثيرا ما نسمع بان شخص ما قال بضع كلمات بقصد طيب وبنية حسنة
ولكن هذه الكلمات ادت بالنتيجة الى حدوث مشكلة كبيره بين الناس او ادت الى ارتكاب
جريمة قتل او ايذاء بعض الناس او ادت الى الايقاع بين الناس ونشوب خلاف اوعراك
يؤدي الى مقتل عدة اشخاص فيكون من قال هذه الكلمات هو السبب الذي ادى الى مقتل
هؤلاء الاشخاص ويتحمل اثم كل الشر والفساد والقتل الذي نتج عن كلامه الذي قاله ،
فيدخل من قال هذه الكلمات النار بسبب ما قاله من الكلام . ولهذا فان الرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيره يوصى المسلمين بحفظ اللسان وينهى عن الثرثرة
وكثره الكلام الا كلاما ظهرت فيه المصلحة
ومن هذه الاحاديث :
[1] عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه سمع النبي يقول:
(إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ومعنى ( ما يتبين فيها ) اي ( لا يتفكر فيما يقوله من الكلام ان كان خيرا ام شرا ولا يحسب نتائج وعواقب كلامه وما يترتب عليه ان كان خيرا ام شرا )
وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اللَّه تعالى ما يلقي لها بالاً يرفعه اللَّه بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط اللَّه تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
[2] عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون ؟ قال المتكبرون رواه الترمذي وقال حديث حسن .
الثرثار هو كثير الكلام تكلفا والمتشدق المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحا وتعظيما لكلامه والمتفيهق أصله من الفهق، وهو الامتلاء وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه ويغرب به تكبرا وارتفاعا وإظهار للفضيلة على غيره .
وروى الترمذي عن عبد الله بن المبارك رحمه الله في تفسير حسن الخلق قال: هو طلاقة الوجه .وبذل المعروف وكف الأذى .
الشَّرْحُ
إن من أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاسنهم أخلاقا، فكلما كنت أحسن خلقا كنت أقرب إلى الله ورسوله من غيرك وأبعد الناس منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون .
الثرثارون: الذين يكثرون الكلام ويأخذون المجالس عن الناس، فإذا جلس في المجلس أخذ الكلام من غيره وصار كأن لم يكن في المجلس إلا هو، ولا يدع غيره يتكلم وهذا لا شك أنه نوع من الكبرياء .
لكن لو فرضنا أن أهل المجلس فوضوه وقالوا أعطنا نصيحة، أعطنا موعظة فتكلم فلا حرج، إنما في الكلام العادي كونك تملك المجلس ولا تدع أحدا يتكلم حتى إن بعض الناس يحب أن يتكلم لكن لا يستطيع أن يتكلم يخشى من مقاطعة هذا الرجل الذي ملك المجلس بكلامه .
كذلك أيضا المتشدقون، والمتشدق هو الذي يتكلم بملء شدقيه تجده يتكلم وكأنه أفصح العرب تكبرا وتبخترا ومن ذلك يتكلم باللغة العربية أمام العامة فإن العامة لا يعرفون اللغة العربية لو تكلمت بينهم باللغة العربية لعدوا ذلك من باب التشدق في الكلام والتنطع أما إذا كنت تدرس لطلبة فينبغي أن تتكلم باللغة العربية لأجل أن تمرنهم على اللغة العربية وعلى النطق بها أما العامة الذين لا يعرفون فلا ينبغي أن نتكلم بينهم اللغة العربية بل تكلم معهم بلغتهم التي يعرفون ولا تغرب في الكلمات يعني لا تأتي بكلمات غريبة تشكل عليهم فإن ذلك من التشدق في الكلام .
أما المتفيهقون: فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمتكبرين المتكبر الذي يتكبر على الناس ويتفيهق وإذا قام يمشي كأنه يمشي على ورق من تكبره وغطرسته فإن هذا لا شك خلق ذميم ويجب على الإنسان أن يحذر منه لأن الإنسان بشر فينبغي أن يعرف قدر نفسه حتى لو أنعم الله عليه بمال أو أنعم عليه بعلم أو أنعم عليه بجاه ينبغي أن يتواضع وتواضع هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بالمال والعلم والجاه أفضل من تواضع غيرهم ممن لا يكون كذلك .
ولهذا جاء في الحديث من الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم: عائل مستكبر لأن العائل لا داعي لاستكباره والعائل هو الفقير فهؤلاء من الله عليهم بالعلم والمال والجاه كلما تواضعوا صاروا أفضل ممن تواضع من غيرهم الذين لم يمن الله عليهم بذلك .
فينبغي لكل من أعطاه الله نعمة أن يزداد شكرا لله، وتواضعا للحق وتواضعا للخلق وفقني الله والمسلمين لأحاسن الأخلاق والأعمال وجنبنا والمسلمين سيئات الأخلاق والأعمال إنه جواد كريم .
[3] عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وهذا الحديث صريح في أنه ينبغي أن لا يتكلم إلا إذا كان الكلام خيراً وهو الذي ظهرت مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم.
[4] وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قلت: يا رَسُول اللَّهِ أي المسلمين أفضل قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ما بين لحييه يعني ( لسانه )