والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم - محمود شلبي

بسم الله الرحمن الرحيم 

وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) 

اضغط على الصورة للتكبير 

Click on photo to see it big 


الايات الكريمة :

بسم الله الرحمن الرحيم


وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)

[ يس : 37 – 40 ]

Translations :

Translation (1) : [ Mohsin khan ]

In the name of ALLAH , the All-Mighty GOD , the Most Benifecent , the Most Merciful .

And a sign for them is the night, We withdraw therefrom the day, and behold, they are in darkness. (37)

And the sun runs on its fixed course for a term (appointed). That is the Decree of the All-Mighty, the All-Knowing. (38)

And the moon, We have measured for it mansions (to traverse) till it returns like the old dried curved date stalk. (39)

It is not for the sun to overtake the moon, nor does the night outstrip the day. They all float, each in an orbit. (40)

[ Holy Quran – Chapter : 36 – Surat : Ya-Sin – Verses : 37- 40 ]

Translation (2) : [ Ysuf Ali  ]

In the name of ALLAH , the All-Mighty GOD , the Most Benifecent , the Most Merciful .

 36-37  And a Sign for them is the Night: We withdraw therefrom the Day, and behold they are plunged in darkness;

 36-38  And the sun runs his course for a period determined for him: that is the decree of (Him), the Exalted in Might, the All-Knowing.

 36-39  And the Moon,- We have measured for her mansions (to traverse) till she returns like the old (and withered) lower part of a date-stalk.

 36-40  It is not permitted to the Sun to catch up the Moon, nor can the Night outstrip the Day: Each (just) swims along in (its own) orbit (according to Law).

[ Holy Quran – Chapter : 36 – Surat : Ya-Sin – Verses : 37- 40 ]

Translation (3) : [ Pictal ]

In the name of ALLAH , the All-Mighty GOD , the Most Benifecent , the Most Merciful .

[36:37]  A token unto them is night. We strip it of the day, and lo! they are in darkness.

[36:38]  And the sun runneth on unto a resting-place for him. That is the measuring of the Mighty, the Wise.

[36:39]  And for the moon We have appointed mansions till she return like an old shrivelled palm-leaf.

[36:40]  It is not for the sun to overtake the moon, nor doth the night outstrip the day. They float each in an orbit.

[ Holy Quran – Chapter : 36 – Surat : Ya-Sin – Verses : 37- 40 ]

Translation (4) : [ WWW.quran.complex.com ]

In the name of ALLAH , the All-Mighty GOD , the Most Benifecent , the Most Merciful .

37.  And a sign for them is the night . We withdraw therefrom the day , and behold , they are in darkness .

38. And the sun runs on its fixed course for a term (appointed ). That is the Decree of the

All-Mighty  , the All-Knowing .

39. And the moon , We have measured for it mansions ( to traverse ) till it returns like the old , dried ,curved date stalk  .

40.  It is not for the sun to overtake the moon , nor does the night outstrip the day . They all float , each in an orbit .

[ Holy Quran – Chapter : 36 – Surat : Ya-Sin – Verses : 37- 40 ]


تفسير الايات الكريمة  : [ تفسير الوسيط في تفسير القران الكريم / طنطاوي ] :

 وبعد أن بين - سبحانه - مظاهر قدرته عن طريق التأمل فى الأرض التى نعيش عليها، عقب ذلك ببيان مظاهر قدرته عن طريق التأمل فى تقلب الليل والنهار، وتعاقب الشمس والقمر، فقال - تعالى - { وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ }. وقوله { نسلخ } من السلخ بمعنى الكشط والإِزالة، يقال سلخ فلان جلد الشاة، إذا أزاله عنها. والمراد هنا إزالة ضوء النهار عن الليل، ليبقى لليل ظلمته. قال صاحب الكشاف سَلخ جلد الشاة، إذا كشطه عنها وأزاله.ومنه سَلْخُ الحيةِ لِخرْشَائها - أى لجلدها - فاستعير ذلك لإِزالة الضوء وكشفه عن مكان الليل، وملقى ظله. أى ومن البراهين والعلامات الواضحة، الدالة على وحدانية الله، وقدرته على إحياء الموتى، وجود الليل والنهار بهذه الطريقة التى نشاهدها، حيث ينزع - سبحانه - عن الليل النهار، فيبقى لليل ظلامه، ويصير الناس فى ليل مظلم، بعد أن كانوا فى نهار مضئ. فمعنى { فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ } فإذا هم داخلون فى الظلام، بعد أن كانوا بعيدين عنه. يقال أظلم القوم. إذا دخلوا فى الظلام. وأصبحوا، إذا دخلوا فى وقت الصباح. وقوله - تعالى - { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا } بيان لدليل آخر على قدرته - تعالى - وهو معطوف على قوله - تعالى - قبل ذلك { وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ... } قال الآلوسى ما ملخصه وقوله { لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا } أى لحد معين تنتهى إليه.. شبه بمستقر المسافر إذا انتهى من سيره، والمستقر عليه اسم مكان، واللام بمعنى إلى.. ويصح أن يكون اسم زمان، على أنها تجرى إلى وقت لها لا تتعداه، وعلى هذا فمستقرها انتهاء سيرها عند انقضاء الدنيا.. والمعنى وآية أخرى لهم على قدرتنا، وهى أن الشمس تجرى إلى مكان معين لا تتعداه وإلى زمن محدد لا تتجاوزه وهذا المكان وذلك الزمان، كلاهما لا يعلمه إلا الله - تعالى -. قال بعض العلماء قوله - تعالى - { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا } أى والشمس تدور حول نفسها، وكان المظنون أنها ثابتة فى موضعها الذى تدور فيه حول نفسها. ولكن عرف أخيرا أنها ليست مستقرة فى مكانها، وإنما هى تجرى فعلا.. تجرى فى اتجاه واحد، فى هذا الفضاء الكونى الهائل بسرعة حسبها الفلكيون باثنى عشر ميلا فى الثانية. والله ربها الخبير بجريانها وبمصيرها يقول إنها تجرى لمستقر لها، هذا المستقر الذى ستنتهى إليه لا يعلمه إلا هو - سبحانه - ولا يعلم موعده سواه. وحين نتصور أن حجم هذه الشمس يبلغ نحو مليون ضعف لحجم أرضنا هذه، وأن هذه الكتلة الهائلة تتحرك أو تجرى فى الفضاء لا يسندها شئ، حين نتصور ذلك، ندرك طرفا من صفة القدرة التى تصرف هذا الوجود عن قوة وعن علم. وقد ساق القرطبى عند تفسيره لهذه الآية جملة من الأحاديث فقال وفى صحيح مسلم عن أبى ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله - تعالى - { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا } قال مستقرها تحت العرش. ولفظ البخارى عن أبى ذر قال " قال النبي صلى الله عليه وسلم لي حين غربت الشمس. " تدري أين تذهب "؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها. فقال لها ارجعي من حيث جئت. فتطلع من مغربها. فذلك قوله - تعالى { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا } ".

واسم الإِشارة فى قوله { ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } يعود إلى الجرى المفهوم من " تجرى ". أى ذلك الجريان البديع العجيب المقدر الشمس، تقدير الله - تعالى - العزيز الذى لا يغلبه غالب، العليم بكل شئ فى هذا الكون علما لا يخفى معه قليل أو كثير من أحوال هذا الكون. ثم ذكر - سبحانه - آية أخرى تتعلق بكمال قدرته فقال { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ.. } ولفظ القمر قراه جمهور القراء بالنصب على أنه مفعول لفعل محذوف يفسره ما بعده. والمنازل جمع منزل. والمراد بها أماكن سيره فى كل ليلة، وهى ثمان وعشرون منزلا، تبدأ من أول ليلة فى الشهر، إلى الليلة الثامنة والعشرين منه. ثم يستتر القمر ليلتين إن كان الشهر تاما. ويستتر ليلة واحدة إن كان الشهر تسعا وعشرين ليلة. أى وقدرنا سير القمر فى منازل، بأن ينزل فى كل ليلة فى منزل لا يتخطاه ولا يتقاصر عنه، إذ كل شئ عندنا بمقدار.. وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو " والقمر " بالرفع على الابتداء، وخبره جملة " قدرناه ". قال الآلوسى ما ملخصه. قوله { وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ } - بالنصب - أى وصيرنا سيره، أى محله الذى يسير فيه " منازل " فقدَّر بمعنى صيرَّ الناصب لمفعولين. والكلام على حذف مضاف، والمضاف المحذوف مفعوله الأول { مَنَازِلَ } مفعوله الثانى. وقرأ الحرميان وأبو عمرو { وَٱلْقَمَرَ } بالرفع، على الابتداء، وجملة { قَدَّرْنَاهُ } خبره. والمنازل جمع منزل، والمراد به المسافة التى يقطعها القمر فى يوم وليلة. وقوله - سبحانه - { حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ } تصوير بديع لحالة القمر وهو فى آخر منازله. والعرجون هو قنو النخلة ما بين الشماريخ إلى منبته منها، وهو الذى يحمل ثمار النخلة سواء أكانت تلك الثمار مستوية أم غير مستوية. وسمى عرجونا من الانعراج، وهو الانعطاف والتقوس، شبه به القمر فى دقته وتقوسه واصفراره. أى وصيرنا سير القمر فى منازل لا يتعداها ولا يتقاصر عنها، فإذا صار فى آخر منازله، أصبح فى دقته وتقوسه كالعرجون القديم، أى العتيق اليابس. قال بعض العلماء والذى يلاحظ القمر ليلة بعد ليلة. يدرك ظل التعبير القرآنى العجيب { حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ } وبخاصة ظل ذلك اللفظ { ٱلْقَدِيمِ }. فالمقر فى لياليه الأولى هلال. وفى لياليه الأخيرة هلال. ولكنه فى لياليه الأولى يبدو وكأن فيه نضارة وقوة. وفى لياليه الأخيرة يطلع وكأنما يغشاه سهوم ووجوم، ويكون فيه شحوب وذبول. ذبول العرجون القديم، فليست مصادفة أن يعبر القرآن عنه هذا التعبير الموحى العجيب. وقوله - تعالى - { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } بيان لدقة نظامه - سبحانه - فى كونه، وأن هذا الكون الهائل يسير بترتيب فى أسمى درجات الدقة، وحسن التنظيم.

أى لا يصح ولا يتأتى للشمس أن تدرك القمر فى مسيره فتجتمع معه بالليل. وكذلك لا يصح ولا يتأتى لليل أن يسبق النهار، بأنه يزاحمه فى محله أو وقته، وإنما كل واحد من الشمس والقمر، والليل والنهار، يسير، فى هذا الكون بنظام بديع قدره الله - تعالى - له، بحيث لا يسبق غيره، أو يزاحمه فى سيره. قال الإِمام ابن كثير قوله - تعالى - { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ } قال مجاهد لكل منهما حد لا يعدوه، ولا يَقَصُر دونه، إذا جاء سلطان هذا ذهب هذا، وإذا ذهب سلطان هذا جاء سلطان هذا.. وقال عكرمة يعنى أن لكل منها سلطانا فلا ينبغى للشمس أن تطلع بالليل. وقوله { وَلاَ ٱلَّيلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ } يقول لا ينبغى إذا كان الليل أن يكون ليل آخر، حتى يكون النهار.. وقوله - تعالى - { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } التنوين فى " كل " عوض عن المضاف إليه.. قال الآلوسى والفلك مجرى الكواكب، سمى بذلك لاستدارته، كفلكة المغزل، وهى الخشبة المستديرة فى وسطه، وفلكه الخيمة، وهى الخشبة المستديرة التى توضع على رأس العمود لئلا تتمزق الخيمة. أى وكل من الشمس والقمر، والليل والنهار، فى أجزاء هذا الكون يسيرون بانبساط وسهولة، لأن قدرة الله - تعالى - تمنعهم من التصادم أو التزاحم أو الاضطراب.