لا خير في كثير من نجواهم - محمود شلبي

 لا خير في كثير من نجواهم 

There is no good in most of their secret talks )

  اضغط على الصورة للتكبير وللقراءة بسهولة 
Click on photo to see big and easily read

مقدمة :

اخي المسلم ! اختي المسلمة !

هل تعلم بان اغلب ما يدور بين الناس من الكلام  هو كلام وحديث لا خير فيه  ما عدا الكلام الذي يكون اما  أمر بصدقة او امر بمعروف او نهي عن منكر او ذكر الله عز وجل ؟

وهل تعلم بان كلمة واحدة تقولها قد تكون سببا في دخولك الجنة اذا كانت كلمة ترضي الله عز وجل وتدعو الناس الى فعل الطاعات وترك المعاصي؟

وهل تعلم بان كلمة واحدة تقولها قد تكون سببا في دخولك جهنم اذا كانت كلمة تغضب الله عزوجل اوتدعو الناس الى ترك الطاعات اوارتكاب المعاصي او كلمة تؤدي بشكل مباشراوغير مباشر الى ارتكاب المعاصي واشاعة الفاحشة بين المسلمين او كلمة تشجع على المعاصي والفسق والفجور باي شكل من الاشكال ؟!. 

الاية الكريمة  :

بسم الله الرحمن الرحيم

لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)

 [ النساء : 114 ]

Translation: [By: Dr. Mohsin Khan ] 

[ Holy Quran - Chapter : 4  - Surat :  An-Nisa’ ( Women  ) - Verses : 14 ]   

In the name of Allah the Almighty God , the Most Beneficent , the Most Merciful .

There is no good in most of their secret talks save (in) him who orders Sadaqah (charity in Allâh's Cause), or Ma'rûf (Islamic Monotheism and all the good and righteous deeds which Allah has ordained), or conciliation between mankind, and he who does this, seeking the good Pleasure of Allah, We shall give him a great reward (114)


تفسير الايات الكريمة [ تفسير الوسيط في تفسير القران الكريم /  طنطاوي ] :

بسم الله الرحمن الرحيم

لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114) 

[ النساء : 114 ]

وقوله - تعالى - { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } إشارة إلى ما جبل عليه كثير من الناس من إخفاء الأقوال أو الأعمال التى فيها شر ومضرة، ومن إعلان الأقوال أو الأفعال التى من ورائها خير ومنفعة. وقوله { نَّجْوَاهُمْ } أى مما يتناجى به الناس ويتكلمون فيه. والنجوى اسم مصدر بمعنى المسارة. يقال نجوته نجوا ونجوى وناجيته مناجاة. أى ساررته بكلام على انفراد. وأصله أن تعلو بمن تناجيه بسر معين فى نجوة من من الأرض. أى فى مكان مرتفع منفصل بارتفاعه عما حوله. وقيل أصله من النجاة، لأن الإِسرار بالشئ فيه معاونة على النجاة. وتطلق النجوى على القوم المتناجين كما فى قوله - تعالى -{ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ } والضمير فى قوله { مِّن نَّجْوَاهُمْ } يعود إلى الناس جميعا، ويدخل فيه أولئك الذين كانوا يختانون أنفسهم ومن على شاكلتهم دخولا أوليا. والمعروف - كما يقول الآلوسى - هو كل ما عرفه الشرع واستحسنه، فيشمل جميع أنواع البر كقرض وإغاثة ملهوف وإرشاد ضال إلى غير ذلك. ويراد به هنا ما عدا الصدقة وما عدا ما أشير إليه بقوله - تعالى - { أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ }. والمعنى لا خير فى كثير من الكلام الذى يناجى فيه الناس، ويتحدثون به سرا، إلا فى نجوى من أمر غيره سرا بصدقة يزكى بها ماله، وينفع بها المحتاج إليها، أو من غيره بالإِكثار من أعمال البر، أو القيام بالإِصلاح بين الناس المتخاصمين لكى يعودوا إلى ما كانوا عليه من الأفة والإِخاء والصفاء. قال الجمل وقوله { إِلاَّ مَنْ أَمَرَ }. فى هذا الاستثناء قولان أحدهما متصل. والثانى أنه منقطع. وهما مبنيان على أن النجوى يجوز أن يراد بها المصدر كالدعوى فتكون بمعنى التناجى أى التحدث. وأن يراد بها القوم المتناجون إطلاقا للمصدر على الواقع منه مجازا. فعلى الأول يكون منقطعا، لأن من أمر ليس مناجاة، فكأنه قيل لكن من أمر بصدقة ففى نجواه الخير وإن جعلنا النجوى بمعنى المتناجين كان متصلا. وقوله { إِلاَّ مَنْ أَمَرَ }. إما منصوب على الاستثناء المنقطع إن جعلته منقطعا فى لغة الحجازيين. أو على أصل الاستثناء إن جعلته متصلا. وإما مجرور على البدل من كثير، أو من نجواهم، أو صفة لأحدهما. فأنت ترى أن الآية الكريمة قد أخرجت من التناجى المذموم ثلاث خصال هى جماع الخير، وذلك لأن الصدقة التى يخرجها الإِنسان تكون سببا فى تزكية ماله، وحسن ثوابه، ونشر المحبة والمودة بين الناس. والتعبير بقوله { إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ } يفيد الدعوة إليها، والحث على بذلها سرا ما دامت المصلحة تقتضى ذلك. 

أما المعروف وهو النوع الثانى من التناجى المحمود فهو - كما يقول القرطبى لفظ يعم كل أعمال البر. ففى الحديث الشريف " كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلقوقال على بن أبى طالب لا يزهدنك فى المعروف كفر من كفره، فقد يشكر الشاكر بأضعاف جحود الجاحد. وقال الماوردى ينبغى لمن يقدر على إسداء المعروف أن يعجله حذار فواته، ويبادر به خيفة عجزه، وليعلم أنه من فرض زمانه، وغنائم إمكانه، ولا يهمله ثقة بالقدرة عليه، فكم من واثق بالقدرة ففاتت فأعقبت ندما. وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال " لكل شئ ثمرة وثمرة المعروف السراح " - أى التعجيل - ومن شرط المعروف ترك الامتنان به، وترك الإِعجاب بفعله. لما فيهما من إسقاط الشكر، وإحباط الأجر. قال بعض الشعراء

زاد معروفك عندى عظما أنه عندك مستور حقير تتناساه كأن لم تأته وهو عند الناس مشهور خطير

   

والأمة التى يفشو فيها قول المعروف وفعله، تسودها السعادة، وتظلها المحبة والمودة والرحمة. وأما الإِصلاح بين الناس فهو فريضة اجتماعية يقوم بها من صفت نفوسهم وقويت عزائمهم، ورسخ إيمانهم. وقد حض القرآن على الإِصلاح بين الناس سواء أكانوا جماعات أم أفرادا لأن التخاصم والتنازع يؤدى إى انتشار العداوات والمفاسد بين الناس. قال - تعالى -{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } وقد ساق الإِمام ابن كثير جملة من الأحاديث التى تحض على الاصلاح بين الناس ومن ذلك ما رواه ابن مردويه عن محمد بن يزيد بن حنيشقال دخلنا على سفيان الثورى نعوده. فدخل علينا سعيد بن حسان فقال له الثورى الحديث الذى كنت حدثتنيه عن أم صالح أردده على. فقال حدثتنى أم صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلام ابن آدم كله عليه لا له. إلا ذكر الله - تعالى - أو أمر بمعروف أو نهى عن منكرفقال سفيان أو ما سمعت الله فى كتابه يقول { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ }. فهو هذا بعينه. وروى الجماعة - سوى ابن ماجه - عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ليس الكذاب الذى يصلح بين الناس فينمى خيرا أو يقول خيراوقالت لم أسمعه يرخص فى شئ مما يقوله الناس إلا فى ثلاث فى الحرب. والإِصلاح بين الناس. وحديث الرجل امرأته وحديث المراة زوجها. وروى الإِمام أحمد وأبو داود والترمذى عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى. يا رسول الله!! قال إصلاح ذات البينقال " وفساد ذات البين هو الحالقة ". ففى هذه الأحاديث الشريفة دعوة قوية إلى الاصلاح بين الناس حتى يعيشوا فى أمان واطمئنان. وبذلك نرى أن هذه الأمور الثلاثة التى أخرجها الله - تعالى - من التناجى المذموم هى جماع الخير الإِنسانى والاجتماعى. وقد أشار الإِمام الرازى إلى ذلك بقوله هذه الآية وإن نزلت فى مناجاة بعض قوم ذلك السارق مع بعض إلا أنها فى المعنى عامة. والمراد لا خير فيما يتناجى فيه الناس ويخوضون فيه من الحديث إلا ما كان من أعمال الخير ثم إنه - تعالى - ذكر من أعمال الخير ثلاثة أنواع الأمر بالصدقة. والأمر بالمعروف. والاصلاح بين الناس. وإنما ذكر الله - تعالى - هذه الأقسام الثلاثة، لأن عمل الخير إما أن يكون بإيصال المنفعة أو بدفع المضرة. أما إيصال الخير فإما أن يكون من الخيرات الجسمانية وهو إعطاء المال. وإليه الإِشارة بقوله { إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ }. وإما أن يكون من الخيرات الروحانية وهو عبارة عن تكميل القوة النظرية بالعلوم، أو تكميل القوة العملية بالأفعال الحسنة. ومجموعهما عبارة عن الأمر بالمعروف. وإليه الإشارة بقوله { أَوْ مَعْرُوفٍ } وأما إزالة الضرر فإليها الإشِارة { أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } فثبت أن مجامع الخيرات مذكورة فى هذه الآية. ثم بين - سبحانه - حسن عاقبة من يقوم بفعل هذه الفضائل فقال { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }. أى ومن يفعل ذلك المذكور من الصدقة والمعروف والإِصلاح بين الناس، قاصدا بفعله رضا الله وحسن مثوبته، فسوف نؤتيه أجراً عظيما لا يعرف مقداره إلا الله - تعالى - وقال - سبحانه - ومن يفعل ذلك ولم يقل ومن يأمر بذلك كما جاء فى صدر الآية. لأن المقصود الترغيب فى هذا الفعل الحسن، لأن الآمر بالخير إذا دخل فى زمرة الخيرين كان الفاعل أحرى بالدخول فى زمرتهم. وفى تقييد الفعل بكونه ابتغاء مرضاة الله، تحريض على إخلاص النية، لأن الأعمال بالنيات، وإذا صاحب الرياء الأعمال أبطلها ومحق بركتها. والتعبير بسوف هنا لتأكيد الوقوع فى المستقبل. أى. فسوف نؤتيه أجراً لا يحيط به نطاق الوصف، ولن نبخسه شيئا من حقه حتى ولو كان هذا الشئ بالغاً النهاية فى الصغر

تفسير الاية الكريمة :

( لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) ( النساء 114)

القول في تأويل قوله عز وجل  : 

[ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114) ]

معنى قول الله جل ثناؤه (لا خير في كثير من نجواهم )اي  لا خير في كثير من نجوى الناس جميعًا  ,والنجوى هو الكلام او الحديث  الذي يقال سرا بين شخصين اواكثر ... ( إلا من أمر بصدقة أو معروف)  و " المعروف " هو كل ما أمر الله به أو ندب إليه من أعمال البر والخير (أو إصلاح بين الناس)، وهو الإصلاح بين المتباينين أو المختصمين، بما أباح الله الإصلاح بينهما، ليتراجعا إلى ما فيه الألفة واجتماع الكلمة، على ما أذن الله وأمر به.

ثم أخبر جل ثناؤه بما وعد من فعل ذلك فقال(ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاةِ الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا )  المقصود بذلك  ومن يأمر بصدقة أو معروف من الأمر، أو يصلح بين الناس(ابتغاء مرضاة الله) يعني( طلب رضى الله بفعله ذلك ) فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا يقول: فسوف نعطيه جزاءً لما فعل من ذلك اجرا وثوابا عظيمًا، ولا حدَّ لمبلغ ما سمى الله " عظيمًا " يعلمه سواه

المعنى المقصود من الاية الكريمه  بلغة مبسطه  هو  كما يلي :

ان الكثير مما يقوله الناس واغلب كلامهم  هو كلام لا خير فيه  باستثناء الكلام  الذي يدعو الى الصدقه والتصدق  والكلام الذي يدعو الى ما يرضي الله والرسول  والكلام الذي يدعو الناس الى فعل  ما امر الله به من اعمال البر والخير  والكلام الذي يؤدي الى الاصلاح بين المتخاصمين  بما يرضي الله  فهذه الانواع الثلاثة من الكلام او الحديث هي فقط انواع الكلام الذي يكون فيه الخير  وفيما عدا ذلك فجميعه  هو كلام لا خير فيه  .

ومن  يامر بصدقة  او معروف او يصلح بين الناس  ابتغاء مرضاة الله  ويكون هدفه ونيته هو ارضاء الله عز وجل  فانه سيكون له ثواب واجر عظيم من الله سبحانه وتعالى  ( والله اعلم ) .