وتناجوا بالبر والتقوى - محمود شلبي
يا ايها الذين امنوا اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصيت الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي اليه تحشرون
O you who believe! When you hold secret counsel, do it not for sin and wrong-doing, and disobedience towards the Messenger (Muhammad SAW) , but do it for Al-Birr (righteousness) and Taqwa (virtues and piety); and fear Allâh unto Whom you shall be gathered.
الاية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
Translation: [By: Dr.
Mohsin Khan ]
[ Holy Quran - Chapter
: 58 - Surat:Al-Mujadilah (The Argument) - Verses : 9-10]
In the name of Allah the Almighty God , the Most
Beneficent , the Most Merciful .
O you who believe! When you hold
secret counsel, do it not for sin and wrong-doing, and disobedience towards the
Messenger (Muhammad SAW) but do it for Al-Birr (righteousness) and Taqwa
(virtues and piety); and fear Allâh unto Whom you shall be gathered. (9) Secret
counsels (conspiracies) are only from Shaitân (Satan), in order that he may
cause grief to the believers. But he cannot harm them in the least, except as
Allâh permits, and in Allâh let the believers put their trust (10)
تفسير الايات الكريمة [ تفسير الوسيط في تفسير القران
الكريم / طنطاوي ] :
فقوله - تعالى - { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ } تعليم وإرشاد منه - سبحانه - للمؤمنين، لكى يكون حديثهم فيما بينهم، يقوم على الخير لا على الشر، وعلى الطاعة لا على المعصية، وعلى البر والتقوى لا على الإِثم والعدوان، حتى لا يتشبهوا بالمنافقين، الذين كانوا على النقيض من ذلك. أى يا من آمنتم بالله - تعالى - حق الإِيمان، { إِذَا تَنَاجَيْتُمْ } بأن أسر بعضكم إلى بعض حديثا { فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ } كما هو شأن المنافقين ومن على شاكلتهم فى الكفر والضلال. { وَتَنَاجَوْاْ } فيما بينكم { بِٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ } والبر ضد الإِثم والعدوان، وهو يعم جميع أفعال الخير التى أمر الله - تعالى - بها. والتقوى الامتثال لأمر الله - تعالى - وصيانة النفس عن كل مالا يرضاه. ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بقوله { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } أى وراقبوا الله - تعالى - فى كل أحوالكم، فإنه وحده يكون مرجعكم يوم القيامة، وسيبعثكم ويجمعكم للحساب والجزاء. والمراد بالنجوى فى قوله - تعالى - بعد ذلك { إِنَّمَا ٱلنَّجْوَىٰ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ.. } نجوى المنافقين فيما بينهم، وهى التى عبر عنها - سبحانه - قبل ذلك بقوله{ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ } فأل فى قوله - تعالى - { ٱلنَّجْوَىٰ } للعهد، أى إنما النجوى المعهودة التى كان يتناجى المنافقون بها فيما بينهم، كائنة من الشيطان لا من غيره، لأنه هو الذى حرضهم وأغراهم، بأن يتساروا بالإِثم والعدوان. وقوله { لِيَحْزُنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } قرأ الجمهور { لِيَحْزُنَ } - بفتح الياء وضم الزاى - مضارع حزن، فيكون { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } فاعل، والحزن الهم والغم. أى زين الشيطان للمنافقين هذه النجوى السيئة، لكى يحزن المؤمنون ويغتموا، بسبب ظنهم أن من وراء هذه النجوى أخبارا سيئة تتعلق بهم أو بذويهم. وقرأ نافع { لِيُحْزِنَ } - بضم الياء وكسر الزاى - فيكون { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مفعولا. أى فعل الشيطان ما فعل مع المنافقين، لكى يدخل الحزن والغم على المؤمنين. وأسند - سبحانه - النجوى إلى الشيطان، باعتبار أنه هو الذى يوسوس بها، ويزينها فى قلوب هؤلاء المنافقين وأشباههم. وجملة { وَلَيْسَ بِضَآرِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } معترضة لتثبيت المؤمنين، وتسليتهم عما أصابهم من المنافقين. واسم ليس الشيطان أو التناجى، والاستثناء مفرغ من أهم الأحوال، و " شيئا " منصوب على المفعول المطلق. أى لا تحزنوا - أيها المؤمنون - لمسالك المنافقين معكم، ولا تخافوا من تناجيهم فيما بينهم، فإنها نجوى زينها لهم الشيطان، واعلموا أن كيد الشيطان لن يضركم شيئا من الضرر فى حال من الأحوال إلا فى حال إرادة الله - تعالى - ومشيئته.
وما دام الأمر كما بينت لكم، فاجعلوا توكلكم - أيها المؤمنون - على الله - تعالى - وحده، ولا تبالوا بالمنافقين، ولا بتناجيهم، ولا بما يسوله الشيطان لهم من قبائح، فإن كل شىء بقضاء الله وقدره. قال الآلوسى ما ملخصه وحاصل هذا الكلام أن ما يتناجى المنافقون به مما يحزن المؤمنين. إن وقع فهو إرادة الله - تعالى - ومشيئته، ولا دخل للمنافقين فيه، وما دام الأمر كذلك، فلا يكترث المؤمنون بتناجيهم، وليتوكلوا على الله - عز وجل - ولا يخافوا من تناجيهم. ثم إن التناجى بين المؤمنين قد يكون منهيا عنه، فقد أخرج الشيخان وغيرهما عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه ". ومثل التناجى فى ذلك، أن يتكلم اثنان بحضور ثالث بلغة لا يفهمها الثالث، إن كان يحزنه ذلك. وروى الإِمام مسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه، فإن ذلك يحزنه ". والخلاصة أن تعاليم الإِسلام، تنهى عن التناجى فى الحالات التى توقع الريبة فى القلوب، وتزعزع الثقة بين الأفراد والجماعات. وهذا النهى لون من الأدب الحكيم الذى يحفظ للمؤمنين مودتهم ومحبتهم ويبعد عن نفوسهم الشكوك والريب، ويطرد عن قلوبهم نزغات الشيطان الذى يجرى من ابن آدم مجرى الدم.