عظمة معجزة الاسراء والمعراج ومدلولاتها - محمود شلبي

 معجزة الاسراء والمعراج وعظمة احداثها ومدلولاتها

The greatness of the miracle of Israa' and Miraj , and the implications of the incidents that occurred at the blessed night of Israa' and Miraj. 

اضغط على الصورة للتكبير 
Click on photo to see it big 

عظمة معجزة الاسراء والمعراج ومدلولاتها :

ان ليلة الاسراء والمعراج لم تكن  ليلة عادية  او حدث عادي  بل كانت ليلة وظاهرة عظيمة  ومعجزة خارقة  لم يحدث مثلها  في تاريخ البشرية  وهذه الليلة تمثل   واحدة من  اكبر معجزات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  ففي هذه الليلة  حدثت امور خارقة  للطبيعة  والقوانين العلمية  المعروفة على وجه  الارض  وحدثت في هذه الليلة  امور عظيمة مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  وهذه الامور لم تحدث  مع اي واحد من البشر ولا حتى  مع اي واحد من الانبياء الكرام  من قبل .وان الله تبارك وتعالى قد ايد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  بعدد كبير جدا من المعجزات  بلغ عددها الف معجزة  او اكثر  كما تشير المراجع  واكبر هذه  المعجزات  هو  القران الكريم  ثم تليها مباشرة  معجزة ليلة الاسراء والمعراج  المباركة ثم معجزة انشقاق القمر للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم 

اسباب عظمة معجزة الاسراء والمعراج :

عظمة معجزة  الاسراء والمعراج  يعود سببها الى  امرين  

  اولهما : هو عظمة الاحداث  والامور التي حصلت في هذه الليلة العظيمة والمباركة

 وثانيهما : هو عظمة  مدلولات ومؤشرات  هذه الاحداث

فما هي ليلة الاسراء والمعراج  ؟

وما هي  الاحداث العظيمة التي حدثت في هذه الليلة المباركة العظيمة ؟ 

اولا : ما هي  ليلة الاسراء والمعراج  ؟

وللاجابة على هذا السؤال  سنذكر فيما يلى  المعلومات الثابتة شرعا عن معجزة ليلة الاسراء والمعراج المباركة  والحكمة من  حدوث هذه المعجزة العظيمة

وقعت ليلةُ الإسراءِ والمِعراج بحسبِ المشهور من الرّوايات في السّابعِ والعشرينَ من شهرِ رجب في السنة الثانيةَ عشرة من البعثةِ النّبوية،[١] وهيَ ليلةٌ مميزةٌ في التّقويمِ الإسلاميّ، أُسرِيَ فيها برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى على ظَهرِ دابَّةٍ أرسلها الله -سبحانه وتعالى- إليه، وتُسمّى البُراق، وبرفقةِ جبريل -عليه السلام- وصلا معاً إلى المسجد الأقصى وذلك في جزءٍ من الليل، حتّى أُعرِجَ بهما بعدها إلى السّماوات العُلا من هناك انتهاءً إلى بلوغِهم سدرة المنتهى، ورجوعهم إلى البيت الحرامِ من جديد في نفسِ تلك الليلة.[٢][٣]

تزامن وقوعُ هذه المُعجزة مع أحداثٍ مؤلمةٍ عانى منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ كانت قُريش قد فرضت عليهم حِصاراً، و تُوُفّيَ عمُّه أبو طالب الذي كانَ يعصمه ويُدافِع عنه أمامَ قريشٍ، وكانت قد تُوفّيت زوجته العزيزة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، كما كان قبل ذلك خروجه إلى الطائف وضربُهُم إياهُ بالحجارة، فأتت هذه الرحلة الروحانية الكريمة مواساةً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتثبيتاً له، واختباراً لإيمانِ الصّحابة الكِرام.[١]

ثبتَ أمرُ هذه اللّيلةِ في النّصوص الشّرعية، إذ سُمَّيت بها سورةٌ في القرآنِ الكريمِ وهي سورةُ الإسراءِ، وجاءَ في مطلَعِها قوله -تعالى-: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ)،[٤] كما جاءَ في صحيحِ مُسلم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في هذا الشّأنِ: (أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ بإناءٍ مِن خَمْرٍ، وإناءٍ مِن لَبَنٍ، فاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فقالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اخْتَرْتَ الفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ).[٥][٦]


الحكمة من الإسراء والمعراج

 تظهرُ الحكمة من وقوعِ حادثةِ الإسراء والمعراج في أمورٍ عدّة، نذكر منها ما يأتي:

الحكمةُ الأولى:

لبيانِ فضل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومكانته عند الله -عزَّ وجلَّ-؛ إذ وصَلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رحلته إلى مكانٍ ومنزلةٍ لم يَصلها غيره قَط مِن رُسلٍ أو ملائكة، حتّى أنّه كانَ يَسمعُ صوتَ صَريف الأقلام، كما أنّه صلّى إماماً بالأنبياءِ جميعهم في المسجدِ الأقصى، وفي اصطفائه للإمامة تشريفٌ له عليهم، لتكونَ هذه الرّحلة من معجزاته وفضائلهِ التي لم يَسبق لأحدٍ قط من الأنبياء وُلُوجها،[٧] كما أنّ في إمامته عليهم؛ إشارةً إلى توحيدِ رسالاتهم جميعاً، وأنّ شريعته -صلى الله عليه وسلم- ناسِخةٌ لشرائعهم، فهم يقتدونَ به، وعلى أتباعهم فعل ذلك.[٨]

الحكمة الثانية:

لمواساةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ ذكرنا فيما تَقدَّم ما عانى منه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في تلك الفترة، فجاءت حادثة الإسراء والمِعراج تخفيفاً له ولمن حوله، ورفعاً لمعنويّاتِهم، وتأييدهم بجملةٍ من الرُؤى المستقبليّة.[٩]

الحكمة الثالثة:

تعليماً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشياءً عن الغيبِ حتّى يُبلِّغها بيقينٍ؛ فالبَشَرُ بطبيعتهم يَميلونُ إلى السؤالِ عمّا هو مجهولٌ، والغيبُ عالمٌ لا يُدركهُ الإنسانُ بعقله ولا سبيلَ له إلى تصوُّرهِ سوى بالنّقلِ، إذ رأى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الجنّة والنّار، وصَعد إلى السماوات وشاهدها بتفاصيلها، ثمّ وبفضلِ هذه الحادثة أصبحت أمّة محمّد -صلى الله عليه وسلم- تحمِلُ كنزاً من الغيبِ يدفعها نحوَ الأمامِ ولا يزيدها إلا تثبيتاً وثباتاً على الحقِّ.[١٠]

الحكمة الرابعة:

ليَرى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً من آياتِ الله العظيمةَ الدّالّة على وحدانيته وقُدرته وصِدقِ وَحيه؛ إذ يُرِي الله -عزَّ وجلَّ- رسولهُ الكريمَ الجنّة وشيئاً من نعيمها وهي وَعْدهُ الحقُّ للمؤمنين، كما أراه النّارَ وشيئاً من وعيدِها، وهي وَعْدهُ الحقُّ للظالمينَ والمشركين.[١١]

الحكمة الخامسة :

تجهيزُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لملاقاةِ ربّه بشقّ الصّدر؛ إذ يروي الإمامُ مسلم في صحيحه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (فُرِجَ سَقْفُ بَيْتي وأنا بمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِن ماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جاءَ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وإيمانًا فأفْرَغَها في صَدْرِي، ثُمَّ أطْبَقَهُ، ثُمَّ أخَذَ بيَدِي فَعَرَجَ بي إلى السَّماءِ)،[١٢] والمغزى أنّه غسل قلبه فلم يبقَ فيه شيءٌ إلّا الإيمان.[٨]

 الحكمة السادسة :

تشريفُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصعوده على البُراق؛ فالبُراقٌ كما تقدم، مخلوقٌ من مخلوقاتِ الجنّة، وهو كحصانِ الطائِر دونَ تشبيهٍ، ولا شكَّ أنّ في إرساله خصيصاً ليحملَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الأعلى فيه تشريفٌ وتعظيمٌ لشأنِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-.[٨]

الحكمة السابعة : دلالةُ اختياره للمسجد الأقصى ليكونَ مسرى رسوله الكريم؛ فالمسجدُ الأقصى هو أولى القبلتين، وله قداسةٌ ومكانةٌ في نفوسِ المسلمين، ولعلّ اختياره ليكونَ مسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تأكيداً لهذه القداسة وتمكيناً لها، وهي دعوةٌ إلى شدّ الرّحالِ إليهِ، والدّفاعُ عنه، وتحريره.[٨]

الحكمة الثامنة : في الإسراءِ والمعراجِ إعلانٌ لعموميةِ الرّسالة التي جاءَ بها الإسلام وشمولها وصلاحها لكلِّ زمانٍ ومكان؛ إذ يتضمّن ما جرى من جعْل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إماماً لهذه البشرية بإمامته للرُّسل جميعهم في الصّلاة، لتكونَ بذلكَ رسالته عالميةً ناسخةً لجميع الرسالات مِنَ الشّرق إلى الغرب، فهو خاتِمهم وأفضلهم، ووَصَل إلى منزلةٍ عاليةٍ لم يصلها أحدٌ سواه، لا مَلَكٌ مُقرب ولا نبيٌ مرسل، فهو خير البَرِيّة وأفضلُ الخلق -صلواتُ الله وسلامه عليه-.[١٣]

 

ما هي  الاحداث العظيمة التي حدثت في هذه الليلة المباركة العظيمة ؟

الاحداث العظيمة  التي حصلت في هذه الليلة المباركة  هي الآيات الكبرى التي رآها رسول الله  في ليلة الاسراء والمعراج  واثناء رحلته الى السماوات العلا ،[١٤] ودليلُ ذلكَ ما جاءَ في القُرآنِ الكريم في قوله -تعالى-: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)،[١٥]

 ونذكرُ من هذه الآيات ما يأتي:

اولا : رحلة الاسراءوالمعراج بكاملها (ذهابا وايابا) تمت في ليلة واحدة فقط وهي ليلة الاسراء والمعراج المباركة. 

من الثابت شرعا ان عملية الاسراء بالرسول الكريم من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ثم العروج به من المسجد الاقصى الى السموات العلا ثم الهبوط به الى المسجد الاقصى ثم عودته الى المسجد الحرام في مكة ،جميعها تمت في ذات الليلة المباركة. 

عظمة هذا الحدث  وعظمة مدلولاته : 

اول مظاهر العظمة والاعجاز في معجزة الاسراء والمعراج ان الرسول الكريم قد اسري به من المسجد الحرام في مكة المكرمةالي المسجد الاقصى في فلسطين ثم رجع الى المسجد الحرام في ذات الليلة والمسافة بين المسجد الحرام والمسجد الاقصى تبلغ 1235 كيلومتر وكانت القوافل في عهد الرسول تحتاج  اكثر من شهر لاتمام هذه الرحلة ذهابا وايابا،  والاعظم اعجازا من ذلك هو ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد عرج به من المسجد الاقصى الى السموات العلا ثم هبط الى المسجد الاقصى ومنه رجع الى المسجد الحرام في نفس الليلة المباركة، ولا احد يعلم سوى الله تبارك وتعالى كم يلزم من الزمن لاتمام عملية العروج  في السماء في مقاييس البشر، وكل ما نعلمه بهذا الصدد هو ما ورد في القرأن الكريم في الاية الكريمة

بسم الله الرحمن الرحيم 

تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة

( المعارج : 4 )

ولكن بقدرة الله تبارك وتعالى فان رحلة الاسراء والمعراج ذهابا وايابا تمت في ليلة واحدة اي خلال مدة تتراوح بين 6 الى 8 ساعات فقط ( ملاحظة :المدة الزمنية بالساعات تم التوصل لها بحسب التقدير المرتكز عل المنطق  وهذا مجرد تقدير وتخمين بحسب المنطق وقد يكون هذا التخمين غير صحيح والله اعلم ) 

 ثانيا : اجتمع الرسول الكريم مع جميع الانبياء والرسل الكرام  وصلى بهم   إماما  في المسجد الاقصى المبارك :

 من الثابت شرعا ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد اجتمع بجميع الانبياء في المسجد الاقصى وام بهم في الصلاة في المسجد الاقصى 
فقد ثبت في السنَّة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلَّم أمَّ إخوانه الأنبياء في رحلته إلى بيت المقدس .

1) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
( ... وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّى فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّى أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ – يَعْنِي : نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَأَمَمْتُهُمْ . رواه مسلم ( 172) .
2) عن ابن عباس قال : فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى قَامَ يُصَلِّي فَالْتَفَتَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ . رواه أحمد ( 4 / 167 ) وفي إسناده كلام ، لكن يشهد له ما قبله .
وقداختلف العلماء هل كانت تلك الصلاة قبل عروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء أم بعد أن هبط منها ، والراجح : الأول .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
قال عياض : يحتمل أن يكون صلَّى بالأنبياء جميعاً في بيت المقدس ، ثم صعد منهم إلى السماوات مَن ذُكر أنه صلى الله عليه وسلم رآه ، ويحتمل أن تكون صلاته بهم بعد 
 أن هبط من السماء فهبطوا أيضاً ... .
والأظهر : أن صلاته بهم ببيت المقدس كان قبل العروج .
" فتح الباري " ( 7 / 209) .

جميع المسلمين يعلمون  بان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  قد اجتمع بجميع الانبياء والرسل في المسجد الاقصى  وانه لما حان وقت الصلاة  صلى الرسول الكريم معهم  وكان الرسول الكريم هو الامام  في هذ الصلاة   وجميع المسلمين يعلمون هذه الحقيقة الثابتة شرعا كما جاء في احاديث كثيرة  ولكن البعض  يعتقد مخطئا بان عدد هؤلاء الانبياء والرسل الكرام هو 25  فقط  (وهو عدد  الانبياء الذين ذكروا في القران )  ، ولهذا فان الكثير من الناس سيشعر بالصدمة  عندما يعلم  بان  عدد الانبياء  والرسل  الذين أمهم رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) في الصلاة  في المسجد الاقصى هو ( 124000 نبيا ورسولا  منهم 315 رسول )

عندما تعلم هذه الحقيقة الصادمة ستدرك حتما مدى عظمة هذا الحدث  

فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد  صلى اماما بهذا العدد الكبير من الانبياء والرسل الكرام عليهم السلام اجمعين  وهم جميع الانبياء والرسل الكرام  الذين بعثهم الله تبارك  وتعالى لهداية الناس منذ عهد ادم عليه السلام وحتى بعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فاجتماع جميع هؤلاء الانبياء والرسل الكرام معا في وقت واحد هو بحد ذاته حدث عظيم  ورؤية الرسول الكريم لجميع هؤلاء الانبياء والرسل الكرام هو ايضا حدث عظيم

ان صلاة الرسول الكريم مع جميع الانبياء والرسل في المسجد الاقصى   هو بحد ذاته حدث عظيم  لان  هذه الصلاة هي اعظم صلاة  لله  تبارك وتعالى  تمت على وجه الارض وعظمة هذه الصلاة يعود الى حقيقية ان جميع المصلين  هم  من الانبياء والرسل الكرام  والامام في هذه الصلاة  هو الرسول الكريم الحبيب  واشرف الخلق وخاتم الانبياء والمرسلين  . وعظمة هذه الصلاة تعود الى عظمة عدد المصلين فيها حيث بلغ عددهم 124 الف مصلي والاهم من ذلك هو مكانة ومنزلة هؤلاء المصلين ، فهم ليسوا اناسا عاديين وانما هم جميعهم انبياء ورسل كرام اصطفاهم الله تبارك وتعالى من خيرة الناس والبشر فهم من افضل واحسن الناس في الايمان والاخلاق واصطفاهم الله عز وجل ليقوموا بهداية الناس الى طريق الهداية ولكي يكونوا قدوة للناس في الايمان والتقوى والاخلاق، ومن مظاهر عظمة هذا الحدث هو ان هؤلاء الانبياء والرسل الكرام قد ارسلهم الله تبارك وتعالى في عصور وازمنة مختلفة ومتتالية من تاريخ البشرية منذ عهد ادم عليه السلام وحتى عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. 

ولهذه الصلاة  مدلولا عظيما  ومعنى كبير جدا  ،  فالرسول الكريم صلى الله عليه هو وسلم هو خاتم الانبياء والرسل  ، واجتماع الرسول الكريم مع جميع هؤلاء الانبياء والرسل الكرام هو بمثابة اشارة  الى ان البشرية جمعاء قد دخلت في المرحلة الختامية من الوجود  وان يوم القيامة بات قريبا جدا  ، فالله تبارك وتعالى قد ارسل جميع الرسل والانبياء  وارسل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو خاتم الانبياء والمرسلين ولا نبي بعده  وهذا يعني بان وجود بني ادم و البشرية اصبح في المرحلة الختامية  وان يوم القيامة  اصبح قريبا جدا . وهذا يعتبر امرا عظيما ومن اعظم الامور .

وهذا ثابت في الاحاديث  الشريفة :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْن ) يعني : إصبعين ،

وجاء عن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه مرفوعا بلفظ ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعة هكذا - ويشير بأصبعيه فيمدُّ بهما - ) رواه البخاري ( 6138 ) ومسلم ( 2950 )

وأخرج الإمام مسلم في صحيحه ( 867 ) عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرَّت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول " صبَّحكم ومسَّاكم " ويقول ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ ) ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى .

وخرج الإمام أحمد ( 38 / 36 ) بإسناد حسن من حديث بريدة ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة جَمِيعاً إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي ) . 

ثالثا : رُؤيةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- لجبريل ؛

جبريل -عليه السلام- هو المَلكُ الذي كانَ يَنزِلُ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لِيُبَلِّغُه القرآنُ الكريم، وفي السُّنّة الشريفة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى جبريل على هيئته الحقيقية في حادثةِ الإسراءِ والمِعراج، حيث أخرج التِرمذي في سُننه عن عبد الله بن مسعود ما يأتي: (رَأَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جبرائيلَ في حُلّةٍ من رفرفٍ قد ملأ ما بين السماءِ والأرضِ)،[١٦] وجاءَ في مسند الإمام أحمد: (رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جبريلَ في صورتِه وله ستُّمائةِ جَناحٍ كلُّ جَناحٍ منها قد سدَّ الأفُقَ يسقُطُ مِنْ جَناحِه مِنَ التهاويلِ والدُّرِّ والياقوتِ ما اللهُ به عليمٌ).[١٧][١٨]

رابعا : بلوغُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لسدرةِ المُنتهى؛

وهي منزلةٌ تقعُ في السّماءِ السّابعة، وقد جاءَ ذِكرُها في القرآنِ الكريم في سورة النَّجم؛ قال -تعالى-: (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى)،[١٩] وفي حديثِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمّا جرى في حادثةِ الإسراء والمعراج قال: (ثُمَّ ذَهَبَ بي إلى السِّدْرَةِ المُنْتَهَى، وإذا ورَقُها كَآذانِ الفِيَلَةِ، وإذا ثَمَرُها كالْقِلالِ، قالَ: فَلَمَّا غَشِيَها مِن أمْرِ اللهِ ما غَشِيَ تَغَيَّرَتْ، فَما أحَدٌ مِن خَلْقِ اللهِ يَسْتَطِيعُ أنْ يَنْعَتَها مِن حُسْنِها).[٢٠][١٨]

خامسا : بلوغه -صلى الله عليه وسلم- البيت المعمور؛

والبيتُ المعمور هو مكانٌ يُصلِّي فيه سبعونَ ألفاً من الملائكة، جاءَ في حديثِ الإسراء والمعراج قوله -صلى الله عليه وسلم-: (فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإبْراهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلى البَيْتِ المَعْمُورِ، وإذا هو يَدْخُلُهُ كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ لا يَعُودُونَ إلَيْهِ).[٢٠][١٨]

سادسا : رُؤيته لأنهارٍ أربعة؛

إذ جاءَ في حديثِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ليلةِ الإسراء والمِعراج أنّه قال: (رُفِعْتُ إلى السِّدْرَةِ، فإذا أرْبَعَةُ أنْهارٍ: نَهَرانِ ظاهِرانِ ونَهَرانِ باطِنانِ، فأمَّا الظّاهِرانِ: النِّيلُ والفُراتُ، وأَمَّا الباطِنانِ: فَنَهَرانِ في الجَنَّةِ)،[٢٠] ولعلَّ من الأنهار الباطنة المقصودة في الحديثِ نهرُ الكوثر، إذ أخبرنا عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (بيْنَما أنا أسِيرُ في الجَنَّةِ، إذا أنا بنَهَرٍ، حافَتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلتُ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ، الذي أعْطاكَ رَبُّكَ)،[٢١] ولعلَّ النّهر الآخر هو عَينُ السلسبيل الواردُ ذكره في القرآنِ الكريم، قال -تعالى- في كلامه عن نعيمِ الجّنّة: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا* عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا).[٢٢][١٨]

سابعا  : كلّم الله -سبحانه وتعالى- رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فيها؛

إذ جرى حوارٌ بين الله -عزَّ وجلَّ- ورسوله الكريم، حيثُ فُرِضتِ الصّلاةُ حينها، وقد روى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنا هذا الحوار، فقال: (فأوْحَى اللَّهُ إلَيَّ ما أوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إلى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما فَرَضَ رَبُّكَ علَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: خَمْسِينَ صَلاةً، قالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فإنِّي قدْ بَلَوْتُ بَنِي إسْرائِيلَ وخَبَرْتُهُمْ، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى رَبِّي، فَقُلتُ: يا رَبِّ، خَفِّفْ علَى أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقُلتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قالَ: فَلَمْ أزَلْ أرْجِعُ بيْنَ رَبِّي تَبارَكَ وتَعالَى، وبيْنَ مُوسَى عليه السَّلامُ حتَّى قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَواتٍ كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ).[٢٠][٢٣]

ثامنا : رُؤيةُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- للجَّنَّة والنّار؛

رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجنّة وشيئاً مِن نَعيمها، كما رأى جَهنّم وشيئاً من عذابِها.[٢٤]

تاسعا : رُؤية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنبياءِ الله المرسلين؛

فبالرجوعِ إلى حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن رحلته في الإسراء والمعراج؛ كان كلّما صَعِدَ سماءً التقى بأحدِ الأنبياء وصولاً إلى السّماءِ السابعة حيثُ سِدرة المُنتهى، فنجد أنَّه التقى بالمسيحِ عسيى ابنُ مريم وبزكريا -عليهمُ السّلام- أولاً، إذ قال: (فإذا أنا بابْنَيِ الخالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ويَحْيَى بنِ زَكَرِيّا، صَلَواتُ اللهِ عليهما، فَرَحَّبا ودَعَوا لي بخَيْرٍ).[٥][٢٥] ثمّ التقى بيوسف -عليه السلام-، فمن قوله: (فَفُتِحَ لَنا، فإذا أنا بيُوسُفَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذا هو قدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ)،[٥] ثمّ إدريس -عليه السلام-، حيث قال: (فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإدْرِيسَ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ)،[٥] ثمّ هارون -عليه السلام-: (فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بهارُونَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَرَحَّبَ، ودَعا لي بخَيْرٍ)،[٥] ثمّ موسى -عليه السّلام-، قال: (فَفُتِحَ لَنا، فإذا أنا بمُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ)،[٥] ثمّ سيدنا إبراهيم -عليه السلام- نهايةً، إذ قال: (فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإبْراهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلى البَيْتِ المَعْمُورِ).[٥][٢٥]

وجميع هذه الاحداث العظيمة حدثت مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  ولم تحدث مع اي واحد من البشرولم تحدث حتى مع احد  الانبياء والرسل الكرام  وان دل ذلك على شيء فانما يدل على فضل الرسول الكريم ومدى عظم مكانته ومنزلته بين الرسل والانبياء الكرام .

تبارك وتعالى الله العلى العظيم  و الصلاة والسلام  على سيدنا محمد سيد الخلق واشرفهم  وخاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين