ان اكرمكم عند الله اتقاكم - محمود شلبي

 ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم )

[ Verily the most honoured of you in the sight of God is (he who is) the most righteous of you. ] 

اضغط على الصورة للتكبير
Click on photo to see it big 

الاية الكريمة :

بسم الله الرحمن الرحيم 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾

[ الحجرات : 13 ]

الحديث  الشريف  :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ ، ولا لأبيضَ على أسودَ ، ولا لأسودَ على أبيضَ - : إلَّا بالتَّقوَى ، النَّاسُ من آدمُ ، وآدمُ من ترابٍ

الراوي : - | المحدث : الألباني | المصدر : شرح الطحاوية | الصفحة أو الرقم : 361 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

 

رواية اخرى  للحديث  :

يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ

 

الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : غاية المرام

الصفحة أو الرقم: 313 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو نعيم في (حلية الأولياء)(3/100) ، والبيهقي في (شعب الإيمان) (5137)

 

Translations of the glorious Verse  :  

Translation (1) : (  Dr.  Mohsin Khan )  : 

[ Holy Quran – Chapter : 49  -  Surat : Al-Hujurat   ( The Apartments ) – Verse :  13 ]

O mankind! We have created you from a male and a female, and made you into nations and tribes, that you may know one another. Verily, the most honourable of you with Allâh is that (believer) who has At-Taqwa [i.e. he is one of the Muttaqûn (pious - see V.2:2). Verily, Allâh is All-Knowing, All-Aware. (13)

Translation (2) : (  Yusuf Ali  )  : 

[ Holy Quran – Chapter : 49  -  Surat : Al-Hujurat   ( The Apartments ) – Verse :  13 ]

 49-13

O mankind! We created you from a single (pair) of a male and a female, and made you into nations and tribes, that ye may know each other (not that ye may despise (each other). Verily the most honoured of you in the sight of God is (he who is) the most righteous of you. And God has full knowledge and is well acquainted (with all things).

Translation (3) : (  Pictal  )  : 

[ Holy Quran – Chapter : 49  -  Surat : Al-Hujurat   ( The Apartments ) – Verse :  13 ]

[49:13]

O mankind! Lo! We have created you male and female, and have made you nations and tribes that ye may know one another. Lo! the noblest of you, in the sight of Allah, is the best in conduct. Lo! Allah is Knower, Aware.

Translation (4) : (  Professor Hasan Qaribullah)  : 

[ Holy Quran – Chapter : 49  -  Surat : Al-Hujurat   ( The Apartments ) – Verse :  13 ]

In the Name of Allah, the All-Mighty God , the Most Beneficent, the Most Merciful. 

[49.13] O People, We have created you from a male and a female, and made you into nations and tribes that you might know one another. The noblest of you before Allah is the most righteous of you. Allah is the Knower, the Aware.

Translation (5) : (  Quran Search)  : 

[ Holy Quran – Chapter : 49  -  Surat : Al-Hujurat   ( The Apartments ) – Verse :  13 ]

In the Name of Allah, the All-Mighty God , the Most Beneficent, the Most Merciful.

O mankind! We have created you from a male and a female, and made you into nations and tribes, that you may know one another. Verily, the most honourable of you with Allah is that (believer) who has At-Taqwa [i.e. one of the Muttaqun (pious - see V. 2:2). Verily, Allah is All-Knowing, All-Aware. 

Translation (6) : (  Used in photo )  : 

[ Holy Quran – Chapter : 49  -  Surat : Al-Hujurat   ( The Apartments ) – Verse :  13 ]

In the Name of Allah, the All-Mighty God , the Most Beneficent, the Most Merciful.

O mankind !  We have created you from a male and a female( Adam and  Eve ) , and made you into nations and tribes, that you may know one another. Verily, the most honourable of you , in the sight of ALLAH , is  (he who is) the most righteous of you . Verily, ALLAH  is All-Knowing , All-Aware .

Translation of the glorious Hadith  :

Abu Nadrah reported: 

The Messenger of Allah, peace and blessings be upon him, said during the middle of the day at the end of the pilgrimage,

( O people, your Lord is one and your father Adam is one. There is no favor of an Arab over a foreigner, nor a foreigner over an Arab, and neither white skin over black skin, nor black skin over white skin, except by righteousness. Have I not delivered the message?” They said, “The Messenger of Allah has delivered the message. )

Source: Musnad Aḥmad 23489                                                                                                         

Grade: Sahih (authentic) according to Al-Arna’ut

 

عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ  

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ قَالُوا بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مسند أحمد 23489

المحدث شعيب الأرناؤوط خلاصة حكم المحدث إسناده صحيح في تخريج المسند 38/474

 

تفسير وشرح الاية الكريمة [ تفسير الوسيط في تفسير القرأن الكريم / طنطاوي  ] : 

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾

[ الحجرات : 13 ]

وقد ورد فى سبب نزول هذه الآية روايات منها أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بنى بياضة أن يزوجوا امرأة منهم لأبى هند - وكان حجاما للنبى - صلى الله عليه وسلم - فقالوا يا رسول الله، نزوج بناتنا - موالينا - أى عبيدنا، فأنزل الله - تعالى - هذه الآية. والمراد بالذكر والأنثى آدم وحواء. أى خلقناكم جميعا من أب واحد ومن أم واحدة، فأنتم جميعا تنتسبون إلى أصل واحد، ويجمعكم وعاء واحد، وما دام الأمر كذلك فلا وجه للتفاخر بالحساب والأنساب. قال الآلوسى أى خلقناكم من آدم وحواء، فالكل سواء فى ذلك، فلا وجه للتفاخر بالنسب، كما قال الشاعر

الناس فى عالم التمثيل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء.

   

ويجوز أن يكون المراد هنا إنا خلقنا كل واحد منكم من أب وأم، ويبعده عدم ظهور ترتب ذم التفاخر بالنسب عليه، والكلام مساق له.. وقوله { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ... } بيان لما ترتب على خلقهم على تلك الصورة، وللحكمة من ذلك. والشعوب جمع شعب، وهو العدد الكثير من الناس يجمعهم - فى الغالب أصل واحد. والقبائل جمع قبيلة وتمثل جزءا من الشعب، إذ أن الشعب مجموعة من القبائل. قال صاحب الكشاف والشعب الطبقة الأولى من الطبقات الست التى علها العرب. وهى الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن، والفخذ، والفصيلة.. وسميت الشعوب بذلك، لأن قبائل تشعبت منها.. والمعنى خلقناكم - أيها الناس - من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل { لِتَعَارَفُوۤاْ } أى ليعرف بعضكم نسب بعض، فينتسب كل فرد إلى آبائه، ولتتواصلوا فيما بينكم وتتعاونوا على البر والتقوى، لا ليتفاخر بعضكم على بعض بحسبه أو نسبه أو جاهه. وقوله - سبحانه - { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ } تعليل لما بدل ------------ النهى عن التفاخر بالأنساب. أى إن أرفعكم منزلة عند الله، وأعلاكم عنده - سبحانه - درجة.. هو أكثرهم تقوى وخشية منه - تعالى - فإن أردتم الفخر ففاخروا بالتقوى وبالعمل الصالح. { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ } بكل أحوالكم { خَبِيرٌ } بما ترونه وتعلنونه من أقوال وأفعال. وقد ساق الإِمام ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية. جملة من الأحاديث التى تنهى عن التفاخر، وتحض على التقوى، فقال فجميع الناس فى الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهى طاعة الله ورسوله.. روى البخارى - بسنده - عن أبى هريرة قال " سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أى الناس أكرم؟ قال " أكرمهم أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فأكرم الناس يوسف نبى الله، ابن خليل الله، قالوا ليس عن هذا نسألك. قال فعن معادن العرب تسألونى؟ قالوا نعم. قال فخياركم فى الجاهلية خياركم فى الإِسلام إذا فقهوا " ".

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }

وروى مسلم عن أبى هريرة قال " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ". وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب الناس يوم فتح مكة قال " يأيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عُبَيَّةَ الجاهلية - أى تكبرها، وتعظمها بآبائها، الناس رجلان، رجل يرتقى كريم على الله، وفاجر شقى هين على الله. إن الله - تعالى - يقول { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ.. } ثم قال " أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم ".

شرح الحديث :

العَدْلُ بين النَّاسِ من أعظَمِ المَبادِئِ التي أعْلى الإسلامُ من شَأْنِها؛ فلا فَضْلَ لأحَدٍ على أحَدٍ إلَّا بحُسنِ العَمَلِ والتَّقْوى.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطَبَ أصحابَه في حَجَّةِ الْوَداعِ في أوْسَطِ أيَّامِ التَّشْريقِ -كما عِندَ البيهقيِّ في الشُّعبِ- فقال: "يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ ربَّكم واحِدٌ"، قدَّم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذا الكَلامِ؛ لتَذْكيرِ الصَّحابَةِ باللهِ عزَّ وجلَّ، كما أنَّه أرادَ أنْ يَنفيَ فَضْلَ البَعْضِ على البَعْضِ بالحَسَبِ والنَّسَبِ، كما كان في زَمَنِ الجاهِليَّةِ؛ لأنَّه إذا كان الرَّبُّ واحدًا، لم يَبْقَ لدَعْوى الفَضْلِ بغَيرِ التَّقْوى مُوجِبٌ، ثم قال: "ألَا لا فَضْلَ لعَرَبيٍّ على عَجَميٍّ"، والأعْجميُّ هو الذي لا يَتكلَّمُ العَرَبيَّةَ، "ولا لعَجَميٍّ على عَرَبيٍّ، ولا لأحمَرَ على أسْوَدَ، ولا لأسْوَدَ على أحمَرَ إلَّا بالتَّقْوى"، أي: لا فَضْلَ لأحَدٍ على أحَدٍ على الإطْلاقِ إلَّا بتَقْوى اللهِ عزَّ وجلَّ، وهذه دَعوَةٌ للنَّاسِ؛ حتى يَترُكوا الفَخرَ بالحَسَبِ والنَّسَبِ، وأنْ يَجْتَهِدوا في عِبادَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، "إنَّ أكْرَمَكم عندَ اللهِ أتْقاكم"، أي: إنَّ أكْرَمَكم -أيُّها النَّاسُ- عندَ اللهِ أشَدُّكم اتِّقاءً له بأداءِ فَرائِضِه واجتنابِ مَعاصيه، لا أعظَمُكم بَيتًا، ولا أكثَرُكم عَشيرةً.
وفي الحديثِ: بيانُ الأصْلِ الصَّحيحِ الذي يَتَفاضَلُ به النَّاسُ، وهو التَّقْوى والعَمَلُ الصالِحُ، وأنَّ جَميعَ النَّاسِ مُتَساوونَ أمامَ الشَّرعِ( ).