ضغط على الصورة للتكبير وللقراءة بسهولة
Click on photo to see it big and read easily
الايات الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ (18)
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ(20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ (21)
وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)
اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (24)
[ طـه 17- 24 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ (19) فَأَرَاهُ
الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ (20) فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ (22) فَحَشَرَ فَنَادَىٰ (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ(24)
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ (25) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (26)
[ النازعات 17- 26 ]
Translation(1) : [ By Dr. Mohsin Khan ]
[ Holy Quran – Chapter : 20 - Surat : Ta-Ha (Taa-Haa ) - Verses : 17 - 24 ]
In the name of Allah the Almighty God , the Most Beneficent , the Most Merciful .
"And what is that in your right hand, O Mûsa (Moses)?" (17) He said: "This is my stick, whereon I lean, and wherewith I beat down branches for my sheep, and wherein I find other uses." (18) (Allâh) said: "Cast it down, O Mûsa (Moses)!" (19) He cast it down, and behold! It was a snake, moving quickly. (20) Allâh said:"Grasp it, and fear not, We shall return it to its former state, (21) "And press your (right) hand to your (left) side, it will come forth white (and shining), without any disease as another sign,— (22) "That We may show you (some) of Our Greater Signs, (23) "Go to Fir'aun (Pharaoh)! Verily, he has transgressed (all bounds in disbelief and disobedience, and has behaved as an arrogant, and as a tyrant)." (24)
[Holy Quran - Chapter : 79 - Surat : An-Nazi’at (The Pluckers ) -Verses :17 - 26 ]
In the name of Allah the Almighty God , the Most Beneficent , the Most Merciful .
Has there come to you the story of Mûsa (Moses)? (15) When his Lord called him in the sacred valley of Tûwa. (16) Go to Fir'aun (Pharaoh), verily, he has transgressed all bounds (in crimes, sins, polytheism, disbelief). (17) And say to him: "Would you purify yourself (from the sin of disbelief by becoming a believer)", (18) And that I guide you to your Lord, so you should fear Him? (19) Then [Mûsa (Moses)] showed him the great sign (miracles). (20) But [Fir'aun (Pharaoh)] belied and disobeyed; (21) Then he turned his back, striving (against Allâh) (22) Then he gathered (his people) and cried aloud, (23) Saying: "I am your lord, most high", (24) So Allâh, seized him with punishment for his last and first transgression. [Tafsir At-Tabari] (25) Verily, in this is an instructive admonition for whosoever fears Allâh. (26)
Translation (2) :
The story of the Prophet Moses ( Peace be upon him ) in the Holy Quran
[ Holy Quran – Chapter : 20 - Surat : Ta-Ha (Taa-Haa ) - Verses : 17 - 24 ]
In the name of Allah the Almighty God , the Most Beneficent , the Most Merciful .
17: What is that in your right hand, O Moses?"18: "It´s my staff," he answered; "I lean on it, and fell leaves for my goats with it, and I have other uses for it."19: "Throw it down, O Moses," said (the Voice).20: So he threw it down, and lo, it became a running serpent.21: "Catch it," said He, "and have no fear; We shall revert it to its former state.22: And face what is to come with patience, your hand will not be tarnished with blame: Another sign23: That We may go on showing you Our greater signs.24: Go to the Pharaoh as he has become exceedingly rebellious."[Holy Quran - Chapter : 79 - Surat : An-Nazi’at (The Pluckers ) -Verses :17 - 26 ]
In the name of Allah the Almighty God , the Most Beneficent , the Most Merciful .
17: "Go to the Pharaoh who has become refractory,18: And say: ´Would you like to grow (in virtue)?19: Then I will guide you to your Lord that you may come to fear Him.´"20: So he showed him the greater sign;21: But (the Pharaoh) disavowed and disobeyed.22: Then he turned away, deliberating,23: And assembled (his council) and proclaimed,24: Saying: "I am alone your lord, the highest of them all."25: So God seized him for the punishment of the Hereafter and this world.26: Truly there is a lesson in this for those who fear (the consequences).
قصة نبي الله موسى عليه السلام
الله سبحانه وتعالى ارسل موسى عليه السلام الى فرعون لكي يدعوه الى الايمان بالله ولكي يتوقف عن طغيانه وظلمه واستعلاءه في الارض .وايد الله عز وجل نبيه موسى بمعجزتين او ايتين لكي يجعل
فرعون يصدق بان موسى هو نبي الله ومرسل من عند الله سبحانه وتعالى
وأعظم هذه المعجزات وأكبرها هي العصا التي كانت تتحول إلى حيّة عظيمة عندما يلقيها على الأرض كما جاء بالاية الكريمة
وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى
[طه: 17-21]
ومن الآيات والمعجزات الاخرى التي ايد الله سبحانه وتعالى بها موسى ما ذكره الله في قوله:
وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى [ طه: 22 ]
كان موسى عليه السلام يدخل يده في جيبه (درع قميصه)، ثم ينزعها او يخرجها ، فإذا هي تتلألأ كالقمر بياضاً من غير سوء، أي: من غير برص، ولا بهق.
ايد الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام بهاتين المعجزتين العظيمتين وامره ان يذهب مع اخيه هارون عليهما السلام الى فرعون ليدعوان فرعون الى الايمان كما في الايات الكريمة
اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43)فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ(45) قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (48) قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ (51)
قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (52) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ (54) ۞ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ (55) وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ (56)
فذهب نبي الله موسى واخيه هارون عليهما السلام الى فرعون ودعاه الى الايمان بالله واراه المعجزات التي ايده بها الله عز وجل ليثبت له بان رسول الله ونبيه
لكن فرعون الطاغية رفض الايمان واتهم نبي الله موسى بانه ساحر وقال بان هذه المعجزات هي مجرد سحر وتحدى فرعون موسى عليه السلام قائلا له بانه سيحضر سحرة يفعلون مثل هذه المعجزات وطلب من موسى ان يحدد موعدا لايتم اخلافه يتم فيه اجراء المبارزة بين نبي الله موسى وسحرة فرعون فاجابه موسى عليه السلام بان يتم اللقاء في يوم الزينة وهو عيد من اعياد الفراعنة يتزينون فيه وان يتم جمع وحشد الناس في وقت الضحى و كما في الايات الكريمة التالية
قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَىٰ (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ (60) قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ (62) قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ۚ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ (64)
وفي الميعاد الذي تم الاتفاق عليه في يوم الزينة اجتمع الناس في وقت الضحى وجاء فرعون وسحرته
وخاطب السحرة نبي الله موسى قائلين : اما ان تلقي عصاك يا موسى او نقوم نحن بالقاء ما لدينا .... فاجابهم موسى عليه السلام قائلا : بل قوموا انتم بالالقاء اولا .
فالقى السحرة حبالهم وعصيهم فكانت تبدو للناظرين بفعل سحرهم بانها افاعي تتحرك على الارض ... فشعر موسى عليه السلام ببعض الخوف وهنا ثبته الله- تعالى- وقواه، وأوحى إليه- سبحانه- بقوله: قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى.
أى: قلنا له عند ما أوجس في نفسه خيفة من فعل السحرة: لا تخف يا موسى مما فعلوه، إنك أنت الأعلى عليهم بالغلبة والظفر. أنت الأعلى لأن معك الحق ومعهم الباطل.
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ (69)
فالقى موسى عليه السلام عصاه فتحولت الى افعى عظيمة قامت بابتلاع جميع الحبال والعصي التي القاها السحرة فلما راى السحرة هذا المشهد اصيبوا بالذعر والذهول واهتز كيانهم وتلاشت غطرستهم من هول المشهد فسجدوا لله الواحد القهار امام فرعون وجنوده وحاشيته وجميع الناس الذين احتشدوا في ذلك اليوم ... سجد جميع هؤلاء السحرة وهم يقولون ( امنا برب هارون وموسى ) غيرمكترثين بالمكافات التي وعدهم بها فرعون وغير مكترثين بغضب فرعون وانتقامه وورد في بعض التفاسير بان عدد سحرة فرعون الذي جمعهم من جميع ارجاء مصر بلغ
حوالى 72 ساحر او اكثر وجميعهم سجدوا لله سبحانه وتعالى امام فرعون وجنوده وحاشيته وجميع الناس ...
سجود جميع السحرة لله عز وجل امام جميع الناس كانت ضربة قسمت ظهر فرعون واذلته وقهرته امام حاشيته وجنودة وجميع الناس الذين احتشدوا في يوم الزينة والذين دعاهم بنفسه الى الحضور معتقدا بان سحرته سيتفوقوا على نبي الله موسى عليه السلام فجن جنونه وقال للسحرة : كيف تؤمنون بموسى قبل ان اعطيكم الاذن بذلك وهددهم وتوعدهم بالعذاب الاليم وتوعدهم بتقطيع ايديهم وارجلهم من خلاف وبتصليبهم على جذوع النخل فاجابه السحرة قائلين : لن نقدم طاعتك على طاعة خالقنا بعد أن ظهر لنا الحق، فافعل ما أنت فاعله، ونفذ ما تريد تنفيذه في جوارحنا، فهي وحدها التي تملكها، أما قلوبنا فقد استقر الإيمان فيها، ولا تملك شيئا من صرفها عما آمنت به.
تفسير الايات الكريمة كما جاء في التفاسير الموثوقة والمعتمدة :
وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ(20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (24) [ طـه 17- 24 ] اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ (20) فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ (22) فَحَشَرَ فَنَادَىٰ (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ(24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ (25) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ (26) [ النازعات 17- 26 ]
تفسير الايات من سورة طه :
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17)}
{ياموسى}
(17)- ثُمَّ سَأَلَ اللهُ تَعَالَى مُوسَى عَنِ العَصَا الَّتِي يَحْمِلُهَا بِيَمِينِهِ فَقَالَ لَهُ: وَمَا ذَلِكَ الشَّيْءُ الَّذِي تَحْمِلُهُ بِيَدِكَ اليُمْنَى؟
{قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)}
{أَتَوَكَّأُ} {مَآرِبُ}
(18)- فَقَالَ مُوسَى: إِنَّهَا عَصَا يَعتَمِدُ عَلَيْهَا فِي مَشْيِهِ (أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا) وَيُحَرِّكُ بِهَا أَغْصَانَ الشَّجَرِ لِيَتَسَاقَطَ وَرَقُهَا، وَثَمَرُهَا، فَتَأْكُلَهُ الغَنَمُ، دُونَ ضَرْبٍ أَوْ خَبْطٍ (أَهُشُّ بِهَا)، وَإِنَّ لَهُ فِيهَا مَنَافِعُ أُخْرَى، وَحَاجَاتٍ غَيْرَ مَا ذَكَرَ.
أَهُشُّ بِهَا- أُحَرِّكُ بِهَا أَغْصَانَ الشَّجَرِ لِيَتَسَاقَطَ وَرَقُهَا.
مَآرِبُ أُخْرَى- مَنَافِعُ وَاسْتِعْمَالاتٌ أُخْرَى.
{قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19)}
{ياموسى}
(19)- قَالَ اللهُ تَعَالَى لِمُوسَى: أَلْقِ العَصَا الَّتِي تُمْسِكُهَا بِيَمِينِكَ لِتَرَى لَهَا شَأْناً آخَرَ.
{فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)}
{فَأَلْقَاهَا}
(20)- فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ، فَانْقَلَبَتْ حَيَّةٌ تَمْشِي (تَسْعَى). وَفِي آيَةٍ أُخْرَى قَالَ إِنَّ العَصَا كَانَتْ تَهْتَزُّ بِسُرْعَةٍ وَكَأَنَّهَا جَانٌّ، (وَالجَانُّ نَوْعٌ سَرِيعُ الحَرَكَةِ مِنَ الحَيَّاتِ).
حَيّ تَسْعَى- تَمْشِي بِسُرْعَةٍ وَخِفَّةٍ.
{قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)}
(21)- فَلَمَّا رَأَى مُوسَى الحَيَّةَ تَتَحَرَّكُ بِسُرْعَةٍ خَافَ وَوَلّى مُدَبِّراً، لا يَلْوِي عَلَى شَيءٍ (كَمَا جَاءَ فِي آيَةٍ أُخْرَى)، ثُمَّ أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى بِالرُّجُوعِ فَرَجَعَ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَقِفُ، وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: خُذِ العَصَا فَإِنَّهُ سَيُعِيدُهَا، عَصاً كَمَا كَانَتْ قَبْلاً.
سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا- إِلَى حَالَتِهَا التِي كَانَتْ عَلَيْهَا قَبْلاً.
{وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (22)}
{آيَةً}
(22)- ثُمَّ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى مُوسَى بِأَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ تَحْتَ إِبْطِهِ (جَنَاحِهِ) وَفِي آيَةٍ أُخْرَى جَاءَ: {اسلك يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} فَأَدْخَلَ مُوسَى يَدَهُ تَحْتَ إِبْطِهِ، مِنْ فَتْحَةٍ ثَوْبِهِ (جَيْبِهِ)، ثُمَّ أَخْرَجَهَا فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ تَتَلأَلأُ دُونَ أَنْ يَكُونَ بِهَا أَذًى أَوْ مَرَضٌ أَوْ بَرَصٌ... فَإِذَا أَعَادَ يَدَهُ فِي جَيْبِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَادَتْ إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، وَهَذا بُرْهَانٌ ثَانٍ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ.
إِلَى جَنَاحِكَ- إِلَى جَنْبِكَ تَحْتَ العَضُدِ أَوْ تَحْتَ الإِبْطِ.
مِنْ غَيْرِ سُوءٍ- مِنْ غَيْرِ دَاءٍ أَوْ مَرَضٍ.
{لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)}
{آيَاتِنَا}
(23)- وَهَاتَانِ الآيَتَانِ اللَّتَانِ أُرِيْتَهُمَا، السَّاعَةَ، هُمَا مِنء آيَاتِ اللهِ الكُبْرَى، وَقَعَتَا تَحْتَ حِسِّكَ وَبَصَرِكَ، لِتَطْمَئِنَّ إِلَى أَنَّكَ لَقِيتَ رَبَّكَ فِعْلاً، تَمْهِيداً لِلنُّهُوضِ بِأَمَانَةِ الرِّسَالَةِ الكُبْرَى الَّتِي سَيَعْهَدُ بِهَا إِلَيْكَ رَبُّكَ.
{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)}
(24)- اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، الَّذِي خَرَجْتَ هَارِباً مِنْ بَطْشِهِ، فَادْعُهُ إِلَى عِبَادِهِ اللهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأْمُرْهُ فَلْيُحْسِنْ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلا يُعَذِّبْهُمُ، فَإِنَّهُ قَدْ طَغَى وَبَغَى، وَآثَرَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَنَسِيَ الرَّبَّ الأَعْلَى.
طَغَى- جَاوَزَ الحَدَّ فِي العُتُوِّ وَالتَّجَبُّرِ.
تفسير الايات من سورة النازعات :
{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17)}
(17)- أَمَرَ اللهُ تَعَالَى عَبْدَهُ مُوسَى بِأَنْ يَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ الطَّاغِيَةِ المُتَجَبِّرِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ، وَإِلَى الكَفِّ عَنِ الطُّغْيَانِ وَالاسْتِعْلاءِ عَلَى النَّاسِ.
طَغَى- عَتَا وَتَجَبَّرَ.
{فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18)}
(18)- فَقُلْ لَهُ: هَلْ تَرْغَبُ فِي أَنْ تُطَهِّرَ نَفْسَكَ مِنَ الآثَامِ التِي انْغَمَسْتَ فِيهَا؟ وَتُزَكِّيَهَا؟
تَزَكَّى- تَطَهَّرَ مِنَ الكُفْرِ والطُّغْيَانِ.
{وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)}
(19)- وَهَلْ تُرِيدُ أَنْ أَدُلَّكَ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّكَ، فَيَخْضَعَ قَلْبُكَ لَهُ، وَيُصْبِحَ مُطِيعاً خَاشِعاً.
{فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20)}
{فَأَرَاهُ} {الآية}
(20)- وَلَمّا لَمْ يَقْنَعْ فِرَعَوْنُ بِدَعْوَةِ مُوسَى وَحُجَجِهِ العَقْلِيَّةِ، أَرَاهُ مُوسَى بُرْهَاناً قَوِيّاً، وَمُعْجِزَةً كُبْرَى، عَلَى صِدْقِ نُبُوَّتِهِ، وَصِحَّةِ مَا يَدْعُوهُ إِلَيْهِ، وَهِيَ انْقِلابُ العَصَا حَيَّةً عَظِيمَةً، وَإِخْرَاجُ يَدِهِ مِنْ جَيْبِهِ بَيْضَاءَ تَتَلأْلأُ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَلا مَرَضٍ.
{فَكَذَّبَ وَعَصَى (21)}
(21)- فَكَذَّبَ فِرْعَوْنَ بِالحَقِّ، وَخَالَفَ مَا أَمَرَهُ بِهِ رَبُّهُ مِنَ الطَّاعَةِ.
{ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22)}
(22)- ثُمَّ تَوَلَّى، وَأَخَذَ فِي السَّعْيِ لِمُوَاجَهَةِ الحَقِّ بِالبَاطِلِ، غَيْرَ مُتَدَبِّرٍ عَاقِبَةَ أَمْرِهِ.
يَسْعَى- يَجِدُّ فِي الإفْسَادِ وَمُعَارَضَةِ رَسُولِ اللهِ.
{فَحَشَرَ فَنَادَى (23)}
(23)- فَأَخَذَ يُنَادِي فِي قَوْمِهِ، وَيُرْسِلُ فِيهِم الحَاشِرِينَ لِيَجْمَعُوا لَهُ السَّحَرَةَ، وَيَحْشُرُوهُمْ إِلَيهِ، لِمُوَاجَهَةِ مُوسَى، وَالآيَاتِ التِي جَاءَهُمْ بِهَا مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ.
حَشَرَ- جَمَعَ السَّحَرَةَ أَوِ الجُنْدَ.
{فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)}
(24)- وَقَامَ فِيهِمْ قَائِلاً: إِنَّهُ رَبُّهُمْ الأَعْلَى، فَلا سُلْطَانَ فِي أَرْضِ مِصْرَ يَعْلُو سُلْطَانَهُ.
{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (25)}
{الآخرة}
(25)- فَانْتَقَمَ اللهُ مِنْهُ، وَجَعَلَهُ عِبْرَةً لأَمْثَالِهِ فِي الدُّنْيَا. وَيُعَذِّبُهُ اللهُ فِي الآخِرَةِ فِي جَهَنَّمَ، وَبِئْسَ الرّفْدُ المَرْفُودُ.
(وَقَيلَ إِنَّ المَعْنَى هُوَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى عَذَّبَهُ لِمَقَالَتِهِ الأَخِيرَةِ: إِنَّهُ رَبُّهُمُ الأَعْلَى، كَمَا عَذَّبَهُ لَمَقَالَتِهِ الأُوْلَى التِي كَذَّبَ بِهَا مُوسَى).
نَكَالٌ- عُقُوبَةٌ تَجْعَلُ مَنْ تَنْزِلُ بِهِ يَنكِلُ عَنْ فِعْلِهِ.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26)}
(26)- وَفِيمَا أَنْزَلَهُ اللهُ بِفِرْعَوْنَ مِنَ العُقُوبَةِ وَالنَّكَالِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَعِظَةٌ وَعِبْرَةٌ لِمَنْ لَهُ عَقْلٌ تُؤثِّرُ فِيهِ المَوْعِظَةُ.
تاملات وخواطر في قصة نبي الله موسى عليه السلام مع فرعون مصر الطاغية :
يقال بان احد شيوخ الدين قد اتى الى مصر وزار الأهرامات وعندما رأى مومياء فرعون التى بالصورة قال هذه الكلمات :
يا فرعون مصر لقد تعلمت منك عشر حكم :
[الحكمة الاولي ]
منك تعلمت ان البقاء لله وحده وان الله هو الباقي وهو الوارث وهو من يرث الارض وما عليها
وان كل من على الارض هو زائل وفاني ولا يبقى الا وجه الله ذو الجلال والاكرام
ومنك تعلمت ان مالك وقصورك وجنودك وحاشيتك وخدامك وظلمك وكفرك لم يجعلوك خالدا ولم ينفعوك فقد اماتك الله موتة خزي وذل وجعلك اية وعبرة للعالمين .
[ الحكمة الثانية ]
منك تعلمت ان قدر الله نافذ لا محاله، ذبحت الاف الأطفال كي لا ياتى موسى، وعندما جاء ربيته فى بيتك !
[ الحكمة الثالثة ]
منك تعلمت ان القلوب بيد الله لا بيد الناس، فعندما حرمت موسى من قلب امه رقق الله عليه قلب زوجتك !
وعندما اردت ان تحرمه امه ! فاعطاه الله فوق امه اما اخرى هي زوجتك !
[ الحكمة الرابعة ]
منك تعلمت انه ليس بإمكان احد ان يفسد احدا !
ففى القصر الذى كنت تقول فيه : «أنا ربكم الأعلى» كانت آسيا في الغرفة المجاورة تقول: سبحان ربي الأعلى !
[ الحكمة الخامسة ]
منك تعلمت ان جيشا من الجنود بكامله يعجز عن رد مؤمن عن ايمانه !
فلا السحرة أرهبهم جيشك ولا الماشطه اخافها زيتك المغلي ! وعندما القيت اطفال الماشطة واحد تلو الاخر في قدر الزيت المغلى امام امهم الماشطة المؤمنة لتردها عن ايمانها فما ارتدت وما تراجعت !
[ الحكمة السادسة ]
منك تعلمت ان الدم لا يصير ماء وان أختا صغيرة اعادت اخاها الى امه حين قالت «هل أدلّكم»؟! وان اخا كان نبيلاً الى الحد الذى لم يتحرج فيه ان يعترف ان اخاه افصح منه لسانا كما قال نبي الله موسى عليه السلام عن اخيه هارون عليه السلام !
[ الحكمة السابعة ]
منك تعلمت ان العبيد يصنعون جلاديهم بايديهم ! وانه لم يكن بإمكانك ان تمتطى ظهور قومك لولا انهم اناخوا لك ظهورهم واركبوك !
[ الحكمة الثامنة ]
منك تعلمت ان الله اذا اراد ان ينصر عبدا نصره بعصا لم تكن صالحه من قبل الا ليتكئ عليها ويهش بها على غنمه
وانه اذا اراد ان يهزم عبدا هزمه وهو فى عقر داره وفي وسط جيشه الجرار !
[ الحكمة التاسعة ]
منك تعلمت ان كل ما فى الارض اسباب تجرى على الناس ولاتجرى على الله ! وان النهر الذى من المفترض ان يغرق الاطفال صار ساعى بريد وحمل اليك طردا فيه طفل كنت تبحث عنه ! وان البحر الذى لا يعبر الا بالسفن عبره القوم مشيا على الاقدام بعد ان صار طريقا يبسا بأمر الله عز وجل !
[ الحكمة العاشرة ]
منك تعلمت ان كل ما فى الارض جند من جنود الله وانه سبحانه هو من يختار سلاح المعركه، وانك حين جئت بجيشك كان قادرا على ان ياتى لك بجيش مثله ولكنك اهون على الله من هذا فقتلك بالماء الذى جعل منه كل شىء حى ! سبحان الله الواحد القهار.
ملاحظة :
ركزوا على الحكمة السابعة
وعلقوا بذكر الله عز وجل والصلاة على رسوله الكريم
لا اله الا الله وحده لا شريك له
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين