سورة الفلق الكريمة - محمود شلبي

( سورة الفلق الكريمة :  1 - 5  )
[ Holy Quran – chapter ( 113  ) – Surat : Al- Falaq  ( Daybreak ) – Verses : 1- 5 . ]
 
اضغط على الصورة للتكبير
Click on photo to see it big

سورة الفلق الكريمة : 

بسم الله الرحمن الرحيم 
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
[ الفلق : 1 – 5 ]

Translations :

Translation (1) :  [ By : Dr.  Mohsin Khan ]

Holy Quran – chapter ( 113  ) – Surat : Al- Falaq  ( Daybreak ) – Verses : 1- 5 .

In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful. 

Say: "I seek refuge with (Allâh) the Lord of the daybreak, (1)
 "From the evil of what He has created; (2)
 "And from the evil of the darkening (night) as it comes with its darkness; (or the moon as it sets or goes away) (3)
"And from the evil of those who practise witchcrafts when they blow in the knots, (4)
"And from the evil of the envier when he envies." (5)

Translation (2) :

Holy Quran – chapter ( 113  ) – Surat : Al- Falaq  ( Daybreak ) – Verses : 1- 5 .

In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful. 

 113-1
Say: I seek refuge with the Lord of the Dawn
 113-2
From the mischief of created things;
 113-3
From the mischief of Darkness as it overspreads;
 113-4
From the mischief of those who practise secret arts;
 113-5
And from the mischief of the envious one as he practises envy.

Translation (3) :

Holy Quran – chapter ( 113  ) – Surat : Al- Falaq  ( Daybreak ) – Verses : 1- 5 .

In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful. 

[113.1] Say: 'I take refuge with the Lord of Daybreak
[113.2] from the evil of what He has created,
[113.3] from the evil of the darkness when it gathers
[113.4] from the evil of the blowers on knots;
[113.5] from the evil of the envier when he envies. '


تفسير سورة الفلق الكريمة ( تفسير الوسيط للقرأن الكريم / طنطاوي ) :

بسم الله الرحمن الرحيم 
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
[ الفلق : 1 – 5 ]

الفلق أصله شق الشئ عن الشئ، وفصل بعض عن بعض، والمراد به هنا الصبح، وسمى فلقا لانفلاق الليل وانشقاقه عنه، كما فى قوله - تعالى – ( فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ ) أى شاقٌّ ظلمة آخر الليل عن بياض الفجر.. ويصح أن يكون المراد به، كل ما يفلقه الله - تعالى - من مخلوقات كالأرض التى تنفلق عن النبات، والجبال التى تنفلق عن عيون الماء.. أى قل - أيها الرسول الكريم - أعوذ وأستجير وأعتصم، بالله - تعالى - الذى فلق الليل، فانشق عنه الصباح، والذى هو رب جميع الكائنات، ومبدع كل المخلوقات.. قل أعوذ بهذا الرب العظيم ( مِن شَرِّ مَا خَلَقَ )  أى من شر كل ذى شر من المخلوقات، لأنه لا عاصم من شرها إلا خالقها - عز وجل - إذ هو المالك لها، والمتصرف فى أمرها، والقابض على ناصيتها، والقادر على تبديل أحوالها، وتغيير شئونها. ثم قال - تعالى – ( وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ )  والغاسق الليل عندما يشتد ظلامه، ومنه قوله - تعالى – ( أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلْلَّيْلِ... ) أى إلى ظلامه. وقوله (  وقب )  من الوقوب، وهو الدخول، يقال وقبت الشمس إذا غابت وتوارت فى الأفق. أى وقل أعوذ به - تعالى - من شر الليل إذا اشتد ظلامه، وأسدل ستاره على كل شئ واختفى تحت جنحه ما كان ظاهرا. ومن شأن الليل عندما يكون كذلك، أن يكون مخيفا مرعبا، لأن الإِنسان لا يتبين ما استتر تحته من أعداء. ثم قال - سبحانه – (  وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّاثَاتِ فِي ٱلْعُقَدِ )  وأصل النفاثات جمع نفَّاثَة، وهذا اللفظ صيغة مبالغة من النَّفث، وهو النفخ مع ريق قليل يخرج من الفم. والعُقَد جمع عُقْدة من العَقْدِ الذى هو ضد الحل، وهى اسم لكل ما ربط وأحكم ربطه. والمراد بالنفاثات فى العقد النساء السواحر، اللائى يعقدن عقدا فى خيوط وينفثن عليها من أجل السحر. وجئ بصيغة التأنيث فى لفظ " النفاثات " لأن معظم السحرة كن من النساء. ويصح أن يكون النفاثات صفة للنفوس التى تفعل ذلك، فيكون هذا اللفظ شاملا للذكور والإِناث. وقيل المراد بالنفاثات فى العقد النمامون الذين يسعون بين الناس والفساد، فيقطعون بما أمر الله به أن يوصل.. وعلى ذلك تكون فى " النفاثة " للمبالغة كعلامة وفهامة، وليست للتأنيث. أى وقل - أيضا - أستجير بالله - تعالى - من شرور السحرة والنمامين، ومن كل الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون. ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بقوله (  وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) . والحاسد هو الإِنسان الذى يتمنى زوال النعمة عن غيره.
والحسد حقيقة واقعة. وأثره لا شك فيه، وإلا لما أمر الله - تعالى - نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شرور الحاسدين. قال الآلوسى وقوله ( وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )  أى إذا أظهر ما فى نفسه من الحسد وعمل بمقتضاه بترتيب مقدمات الشر، ومبادى الأضرار بالمحسود قولا وفعلا.. وقد نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن الحسد فى أحاديث كثيرة منها قوله " لا تباغضوا ولا تحاسدوا.. ". ومنها قوله " إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب ". هذا، وقد تكلم العلماء كلاما طويلا عند تفسيرهم لقوله - تعالى – ( وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّاثَاتِ فِي ٱلْعُقَدِ ) عن السحر، فمنهم من ذهب إلى أنه لا حقيقة له وإنما هو تخييل وتمويه.. وجمهورهم على إثباته، وأن له آثارا حقيقية، وأن الساحر قد يأتى بأشياء غير عادية، إلا أن الفاعل الحقيقى فى كل ذلك هو الله - تعالى -. وقد بسطنا القول فى هذه المسألة عند تفسيرنا لقوله - تعالى - فى سورة البقرة (  وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ )
 نسأل الله - تعالى - أن يعيذنا من شرار خلقه..

تبارك وتعالى  الله  ربنا والهنا العلي العظيم
اللهم صلى وسلم وبارك على الرسول الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين