سورة الناس الكريمة - محمود شلبي
( سورة الناس الكريمة : 1 - 6 )
[ Holy Quran – chapter ( 114 ) – Surat : An-Nas ( People ) – Verses : 1- 6 . ]
اضغط على الصورة للتكبير
click on photo to see it big
سورة الناس الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَٰهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
[ الناس : 1 – 6 ]
Translation :
Translation (1) : [ By : Dr. Mohsin Khan ]
Holy Quran – chapter ( 114 ) – Surat : An-Nas ( People ) – Verses : 1- 6 .
In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful.
Say: "I seek refuge with (Allâh) the Lord of mankind, (1) "The King of mankind — [] (2) "The Ilâh (God) of mankind, (3) "From the evil of the whisperer (devil who whispers evil in the hearts of men) who withdraws (from his whispering in one's heart after one remembers Allâh)[] , (4) "Who whispers in the breasts of mankind, (5) "Of jinn and men." (6)
Translation (2) :
Holy Quran – chapter ( 114 ) – Surat : An-Nas ( People ) – Verses : 1- 6 .
In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful.
114-1
Say: I seek refuge with the Lord and Cherisher of Mankind,
114-2
The King (or Ruler) of Mankind,
114-3
The God (for judge) of Mankind,-
114-4
From the mischief of the Whisperer (of Evil), who withdraws (after his whisper),-
114-5
(The same) who whispers into the hearts of Mankind,-
114-6
Among Jinns and among men.
Translation (1) :
Holy Quran – chapter ( 114 ) – Surat : An-Nas ( People ) – Verses : 1- 6 .
In the Name of Allah, the Almighty God , the All-beneficent, the All-merciful.
[114.1] Say: 'I take refuge with the Lord of people,
[114.2] the King of people,
[114.3] the God of people,
[114.4] from the evil of the slinking whisperer.
[114.5] who whispers in the chests of people,
[114.6] both jinn and people.'
تفسير وشرح سورة الناس [ الوسيط في تفسير القران الكريم - طنطاوي ] :
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَٰهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
[ الناس : 1 – 6 ]
أى قل - أيها الرسول الكريم - أعوذ وألتجئ وأعتصم " برب الناس " أى بمربيهم ومصلح أمورهم، وراعى شئونهم.. إذ الرب هو الذى يقوم بتدبير أمر غيره، وإصلاح حاله.. { مَلِكِ ٱلنَّاسِ } أى المالك لأمرهم ملكا تاما. والمتصرف فى شئونهم تصرفا كاملا.. { إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ } أى الذى يدين له الناس بالعبودية والخضوع والطاعة لأنه هو وحده الذى خلقهم وأوجدهم فى هذه الحياة، وأسبغ عليهم من النعم ما لا يحصى.. وبدأ - سبحانه - بإضافة الناس إلى ربهم، لأن الربوبية من أوائل نعم الله - تعالى - على عباده، وثنى بذكر المالك، لأنه إنما يدرك ذلك بعد أن يصير عاقلا مدركا، وختم بالإِضافة إلى الألوهية، لأن الإِنسان بعد أن يدرك ويتعلم، يدرك أن المستحق للعبادة هو الله رب العالمين. قال الجمل وقد وقع ترتيب هذه الإِضافات على الوجه الأكمل، الدال على الوحدانية، لأن من رأى ما عليه من النعم الظاهرة والباطنة، علم أن له مربيا، فإذا درج فى العروج.. علم أنه - تعالى - غنى عن الكل، والكل راجع إليه، وعن أمره تجرى أمورهم، فيعلم أنه ملكهم، ثم يعلم بانفراده بتدبيرهم بعد إبداعهم، أنه المستحق للألوهية بلا مشارك فيها.. وإنما خصت هذه الصفات بالإضافة إلى الناس - مع أنه - سبحانه - رب كل شئ - على سبيل التشريف لجنس الإِنسان، ولأن الناس هم الذين أخطأوا فى حقه - تعالى -، إذ منهم من عبد الأصنام، ومنهم من عبد النار، ومنهم من عبد الشمس إلى غير ذلك من المعبودات الباطلة التى هى مخلوقة له - تعالى -. قال صاحب الكشاف فإن قلت لم قيل " برب الناس " مضافا إليهم خاصة؟ قلت لأن الاستعاذة وقعت من شر الموسوس فى صدور الناس. فكأنه قيل أعوذ من شر الموسوس إلى الناس بربهم، الذى يملك عليهم أمورهم، كما يستغيث بعض الموالى إذا اعتراهم خطب بسيدهم ومخدومهم ووالى أمرهم. فإن قلت " ملك الناس. إله الناس " ما هما من رب الناس؟ قلت هما عطفا بيان، كقولك سيرة أبى حفص عمر الفاروق. بين بملك الناس، ثم زيد بيانا بإله الناس.. فإن قلت فهلا اكتفى بإظهار المضاف إليه الذى هو الناس مرة واحدة؟ قلت أظهر المضاف إليه الذى هو الناس لأن عطف البيان للبيان، فكان مظنة للإِظهار دون الإِضمار.. وقوله - سبحانه - { مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ } متعلق بقوله { أَعُوذُ }. والوسواس اسم للوسوسة وهى الصوت الخفى، والمصدر الوِسْوَاس - بالكسر -، والمراد به هنا الوصف. من باب إطلاق اسم المصدر على الفاعل، أو هو وصف مثل الثرثار. و " الخناس " صيغة مبالغة من الخنوس، وهو الرجوع والتأخر، والمراد به الذى يلقى فى نفس الإِنسان أحاديث السوء.
وقوله { ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ } صفة لهذا الوسواس الخناس وزيادة توضيح له.. وقوله { مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ } زيادة بيان للذى يوسوس فى صدور الناس، وأن الوسوسة بالسوء تأتى من نوعين من المخلوقات تأتى من الشياطين المعبر عنهم بالجِنّةِ.. وتأتى من الناس. وقدم - سبحانه - الجِنَّة على الناس، لأنهم هم أصل الوسواس، إذ أنهم مختفون عنا، ولا نراهم، كما قال - تعالى -{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } فلفظ الجِنَّة - بكسر الجيم - مأخوذ من الجَنِّ - بفتح الجيم - على معنى الخفاء والاستتار. والمعنى قل - أيها الرسول الكريم - أعوذ وأعتصم وأستجير، برب الناس، ومالكهم ومعبودهم الحق، من شر الشيطان الموسوس بالشر، والذى يخنس ويتأخر ويندحر، إذا ما تيقظ له الإِنسان، واستعان عليه بذكر الله - تعالى -. والذى من صفاته - أيضا - أنه يوسوس فى صدور الناس بالسوء والفحشاء، حيث يلقى فيها خفية، ما يضلها عن طريق الهدى والرشاد. وهذا الوسواس الخناس، قد يكون من الجن، وقد يكون من الإِنس، فعليك - أيها الرسول الكريم - أن تستعيذ بالله - تعالى - من شر النوعين جميعا. قال - تعالى -{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ ٱلإِنْسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُوراً... } قال قتادة إن من الجن شياطين، وإن من الإِنس شياطين، فنعوذ بالله من شياطين الإِنس والجن. وقال الإِمام ابن كثير هذه ثلاث صفات من صفات الله - عز وجل - الربوبية، والملك، والألوهية. فهو رب كل شئ ومليكه وإلهه، فجميع الأشياء مخلوقة له.. فأمر سبحانه - المستعيذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات، من شر الوسواس الخناس، وهو الشيطان الموكل بالإِنسان، فإنه ما من أحد من بنى آدم، إلا وله قرين يزين له الفواحش.. والمعصوم من عمصه الله. وقد ثبت فى الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " " ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه " ، قالوا وأنت يا رسول الله؟ قال " نعم، إلا أن الله - تعالى - أعاننى عليه فأسلم، فلا يأمرنى إلا بخير " ". ومن الأحاديث التى وردت فى فضل هذه السور الثلاث الإِخلاص والمعوذتين، ما أخرجه البخارى عن عائشة - رضى الله عنها - " أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم ينفث فيهما فيقرأ هذه السور، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، ويبدأ بها على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات ".
اللهم صلي وسلم وبارك على الرسول الكريم وعلى اله وصحبه اجمعين