ما امن بي من بات شبعان وجاره جائع - مجاعات العالم الاسلامي - محمود شلبي

مجاعات العالم الاسلامي 

    The Horrible Famines in Islamic World 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 

 ( ما امن بي  من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم به  )

اضغط على الصورة للتكبير
Click on photo to see it big

الصور التي ترونها في الأعلى
تمثل جزءا صغيرا جدا من عشرات الملايين من المسلمين وأطفال المسلمين في اليمن والصومال والسودان ونيجيريا وهي دول تعرضت للمجاعات خلال السنوات الماضية ولازالت اليمن تتعرض للمجاعات حتى هذه اللحظات وجميع هذه الدول هي أعضاء فيما يسمى بمنظمة التعاون الإسلامي ( منظمة المؤتمر الاسلامي سابقا ) و قد مات عشرات الملايين من المسلمين وأطفالهم في هذه الدول بسبب الجوع وسوء التعغذية ( وخصوصا الاطفال  ) ،
 مع العلم بأن مبلغ 10 دولارات فقط كان سيكفي لإنقاذ أحد هولاء الأطفال المسلمين من الموت .
والأسئلة التي تطرح نفسها وتدور في ذهن كل من يشاهد هذه الصور :

اين كانت منظمة التعاون الإسلامي أثناء حدوث هذه المجاعات  ؟ ؟ ؟ ؟
وماذا فعلت منظمة التعاون الإسلامي لإنقاذ هؤلاء المسلمين وأطفالهم من الموت ؟ ؟ ؟ ؟
واين هي أموال وعائدات النفط في الدول الإسلامية  من هذه المجاعات ؟ ؟ ؟ ؟
 واين تذهب واين تصرف عائدات النفط والتي تبلغ مئات المليارات من الدولارات سنويا في بعض الدول الإسلامية المنتجة للنفط   ؟ ؟ ؟ ؟ 
واين هي عائدات الحج والعمرة ؟ ؟ ؟ ؟
 أليس هولاء المسلمين وأطفالهم ( الذين ماتوا بسبب الجوع)  هم أحق الناس بجميع عائدات الحج والعمرة  ؟ ؟ ؟ ؟

وساترك الإجابة على هذه الأسئلة لكل من يشاهد هذه الصور ....

رحم الله خليفة المسلمين الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه عندما قال 
 (  لو أن جملا أو قال شاة أو قال حملا ، هلك بشط الفرات ، لخشيت أن يسألني الله عنه )
 والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل 

الحديث الشريف :
قال رسول الله صلى عليه وسلم
ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به


Translation

The Messenger of ALLAH SWT ( The Honourable Prophet Muhammad SAW) said :
He does not believe in me, whosoever  sleep full at the night, while his neighbor is hungry and he knows about it . 


الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في هذا الحديث الشريف الصحيح
( ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم به )
ان هذا الحديث الشربف له معاني كبيرة جدا اكثر مما تتصور وتتخيل ومعاني اعمق بكثير جدا من المعنى الظاهر .
(1) فمن معاني هذا الحديث الشريف العظيم  ؛ ان فرائض الصلاة والصيام والزكاة والحج هي فقط اركان الاسلام ولكنها ليست دين الاسلام كله.. فهناك فرائض وواجبات والتزامات ومسؤوليات اخرى مطلوبة ومفروضة على كل مسلم وبدون ادائها فان ايمانه يكون منقوصا وغير مكتمل حتى ولو ادى وقام بالصلاة والصيام والزكاة والحج.. فالرسول الكريم في هذا الحديث يريد ان يقول للَمسلمين بان هناك مسؤوليات والتزامات وواجبات على كل مسلم (غير اركان الاسلام المعروفة) وانه يجب على كل مسلم ان يقوم بها والا فان ايمانه يكون منقوصا ولهذا فانه يجب عليك ان تعرف جميع هذه الواجبات والالتزامات والمسؤوليات المطلوبة منك والمفروضة عليك كمسلم وعليك ان تتحمل هذه المسؤوليات ويجب عليك ان تؤدي هذه الواجبات والا فإن ايمانك واسلامك يكون منقوصا وغير مكتمل حتى ولو كنت تصلي وتصوم وتزكي وتحج وتعتمر لأن هذه الفرائض الاربعة هي اركان الاسلام فقط ولكنها ليست دين الاسلام كله . 
وقد يقول قائل ( من اين جئت بهذا الكلام ؟ )  ، واجيب على ذلك بما يلي :
ان الرسول الكريم في هذا الحديث  لا يخاطب الزنادقة او المنافقين او المرتدين الذين ينكرون الصلاة  او الزكاة او الصيام  او الحج ، والرسول الكريم في هذا الحديث لا يخاطب  العصاة الذين لا يؤدون احدى هذه الفرائض .
ان الرسول الكريم  في هذا الحديث يوجه كلامه الى جميع وعامة المسلمين  اي ان الخطاب في هذا الحديث هو موجه  لجميع المسلمين بما فيهم الصحابة الكرام  اي ان الخطاب في هذا الحديث  يشمل كل المسلمين بما فيهم المسلمين الذين يؤدون جميع الفرائض من صلاة  وصيام وزكاة وحج  فحتى هؤلاء فانهم يكونوا ايضا ( غير مؤمنين بالرسول الكريم )  اذا هم لم يلتزموا بما جاء بهذا الحدث  ، وهذا يعني بانه   حتى المسلمين الذين يؤدون الصلاة والصيام والزكاة والحج  هم  ايضا يعتبروا  ( غير مؤمنين بالرسول الكريم ) اذا  هم  لم يلتزموا  بما جاء في هذا الحديث الشريف  .          
(2) ونلاحظ بان الرسول الكريم افتتح الحديث بعبارة ( ما امن بي ) 
وهذا يعني  ( ان كل من يفعل ذلك الامر  فهو لا يؤمن بالرسول الكريم ) ومن المعروف والثابت بان من  لا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم فهو لا يؤمن بالله تبارك وتعالى ، بل ان من لا يؤمن بالرسول هو ليس بمسلم من الاصل لأنه قد فقد الشق الثاني من الشهادتين وهو (شهادة ان محمد رسول الله ) ولهذا السبب فان عبارة ( ما امن بي ) هي امر كبير وخطير وتعتبر بمثابة كارثة وطامة كبرى عند كل مؤمن يفهم معناها.
وهذا هو حكم الرسول الكريم فيمن ينام او يبات شبعان وهو يعلم بان جاره الذي بجانبه هو جائع او اطفاله جائعين مثلا..
والسؤال الذي يطرح نفسه !
اذا كان هذا هو حكم الرسول الكريم في الشخص الذي يبات شبعان وهو يعلم وبسمع ويرى بان جاره جائع  ثم لا يفعل شيئا ولا يحرك ساكنا لمساعدة جاره المسلم .
ترى ماذا سيكون حكم الرسول الكريم في الشخص الذي يبات امنا مطمئنا وسعيدا وفرحان ويستمتع باكل ما لذ وطاب من الاطعمة والمشروبات ويشاهد التلفاز ويتابع مباريات كرة القدم و و و.... الخ ، وهو يعلم بان المسلمين واخوانه في الاسلام في مكان ما يتعرضون للمجازر والمذابح ويتعرضون للقتل والذبح والسلخ والابادة الجماعية والتعذيب والتنكيل ويتم حرقهم احياء كما حدث ولا يزال يحدث مع اخوتنا المسلمين في مينامار وغزة وفلسطين وسوريا ودول اسلامية اخرى حيث يتم قتل شباب المسلمين واطفالهم وعلماءهم وشيوخهم ونساءهم ويتم ذبحهم بدم بارد وبكل وقاحة امام جميع العالم .
ما اريد ان اقوله هو ان لهذا الحديث معنى كبير جدا ومعناه لا ينحصر في ( حدوث حالة الجوع عند احد الجيران وما يتوجب عليك فعله ) وانما معناه اكبر من ذلك بكثير فرسولنا الكريم قد اوتي جوامع الكلم اي ان كلمة واحدة من كلمات الرسول تعادل ما يقوله بعض الادباء في عدة صفحات . والرسول الكريم في هذا الحديث استخدم مثال بسيط ليقول للَمسلمين بان  ( كل مسلم مسؤول عن المسلمين الاخرين وكل مسلم عليه واجبات والتزامات تجاه المسلمين الاخرين ) وهذا المثال البسيط هو ( حدوث حالة الجوع عند جارك المسلم ) فاذا كان احد جيرانك يعاني من الجوع وكنت تعلم بذلك فانت مسؤول عن هذا الجار ويجب عليك ان تساعده باقصى ما تستطيع وبحسب قدرتك والا فانك تكون غير مؤمن بالرسول الكريم (ص) اي ان ايمانك واسلامك  يكون منقوصا وغير مكتمل.... ولكن كل هذا كان عبارة عن مثال بسيط استخدمه الرسول الكريم لكي يقول للمسلمين بان (كل مسلم مسؤول عن المسلمين الاخرين ويتحمل مسؤوليتهم وبقدر استطاعته )  ، وليس المقصود من هذا المثال هو انك مسؤول فقط عن جارك وانما يشمل جميع الجيران القريب منهم او البعيد ويشمل ايضا جميع المسلمين وكل من تعلم بانه يعاني من الجوع كما يشير الحديث في عبارة ( وهو يعلم به ) ، وليس المقصود من هذا المثال هو انك مسؤول عن جارك المسلم اذا كان جائعا فقط وانما يشمل ذلك كل ما هو أخطر واكبر من الجوع كتعرض جارك للقتل أو الاعتداء أو أي شكل من أشكال الأذى فالرسول الكريم اختار ( الجوع) كمثال فقط ومعنى الحديث يشمل كل ماهو اكبر أو اقل من (الجوع) ، فاذا كنت تتحمل مسؤولية جارك اذا هو فقط تعرض للجوع فهذا يعني بالضرورة وضمنيا بانك بالتأكيد تتحمل مسؤولية جارك اذا هو تعرض لما هو اكبر واخطر من الجوع ، اليس كذلك ؟ واعتقد بان الأمر واضح جدا .
وان قول الرسول عبارة ( وهو يعلم به ) جعل مفهوم الجار اوسع واكبر حيث ان المسلم في العصر الحالى اصبح يعلم بحال المسلمين في القرى المجاورة والمدن المجاورة وبل يعلم باحوال المسلمين في الدول المجاورة والدول البعيده وبهذا فان مفهوم الجار اصبح ليس محصورا بالمسلم الذي يجاورك بالسكن فقط  بل توسع ليشمل جميع المسلمين الذي تعلم بهم وباحوالهم فمن واجبك ان تعمل على مساعدتهم وبقدر طاقتك وبقدر استطاعتك طالما انك قد علمت بما يحدث لهم وطالما انه كان بمقدورك المساعدة .
واذا كان المسلم يتحمل مسؤولية جاره لمجرد ان ذلك الجار قد بات جائعا فهذا يعني ( ضمنيا ) بان المسلم يتحمل مسؤولية جاره والمسلمين الاخرين اذا ما تعرضوا لامور اخطر من الجوع مثل تعرضهم للقتل او المجازر والمذابح اوتعرضهم للعدوان باي شكل من الاشكال. 
ان رسولنا الكريم  الحبيب بليغ  جدا وعظيم البلاغة والفصاحة في القدرة على التعبير باللغة العربية بفضل الله  ولديه اسلوب عبقري في توصيل الافكار للمسلمين صلوات الله وسلامه عليه فهو في بضع كلمات فقط  يقول للمسلمين  ما قد يحتاج  عدة صفحات من الكلام عند بعض الادباء واساتذه اللغة العربية   فالرسول الكريم  في هذا الحديث الصغير استخدم مثال بسيط  ( وهو حدوث حالة الجوع عند احد الجيران )  استخدم هذا المثال ليوضح للمسلمين
(١) بان كل مسلم مسؤول عن  المسلمين الآخرين ويتحمل مسؤوليتهم  وعليه ان يقوم بمساعدتهم بكل ما اوتي من القدرة  وبحسب طاقته  .
(٢) أن الصلاة والصيام والزكاة والحج  هي اركان الاسلام  فقط  وهي بعض واجبات ومسؤوليات كل مسلم  ولكنها ليست كل المطلوب من المسلم  فهناك  واجبات ومسؤوليات وفرائض اخرى مطلوبة من  كل مسلم  وبدون اداءها فان اسلامه وايمانه يبقى منقوصا وغير مكتمل .

اقصر خطبة جمعة في التاريخ هي خطبة الشيخ السوداني عبد الباقي المكاشفى حفظه الله 
حين خطب قائلا  
( لقمه في بطن جائع خير من بناء الف جامع ... واقم الصلاة ! )
وخليفة المسلمين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
لو ان جملا ( او قال  حملا اوشاة ) قد هلك في ارض الفرات لخشيت ان يسألني الله عنه .
وخليفة المسلمين عمر بن عبد العزير  ( رضي الله عنه وارضاه ) قال :
( انثروا القمح على رؤوس الجبال ، لكي لا يقال  جاع طير في بلاد المسلمين  )
كيف بعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز اذا علموا بان المسلمين  انفسهم قد هلكوا  وماتوا من الجوع  في بلادهم وعقر دارهم ( وليس الجمال او الطيور فقط ) 
 والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل وهو نعم المولى  ونعم النصير 
الله صلي وسلم وبارك على الرسول الكريم الحبيب وعلى اله وصحبه اجمعين 
الله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل !